ما هو مرض التوحد ؟ – يعرف مرض التوحد بأنه عبارة عن اضطراب يصيب الطفل في سن مبكرة، ويؤثر بشكل عام على تطور الطفل وجوانب النمو المختلفة، حيث يكون تطور الطفل غير طبيعيٍ وبطيء للغاية، ويحدث نتيجة لذلك خلل في تفاعله الاجتماعي مع المجتمع. ويتميز مرض التوحد بتكرار مجموعة أنماط سلوكية محدودة ومعينة، بالإضافة إلى ضعف في تواصل الطفل اللفظي وغير اللفظي مع الآخرين.
فإذا كنت تعرف شخصًا مصابًا بمرض التوحد أو تعاني من هذا المرض بنسبة معينة فإننا ننصحك بمتابعة قراءة هذا المقال حتى النهاية لتعر الأسباب المؤدية لها المرض وما هي أعراضه الشائعة وكيف يتم تشخيصه الصحيح وإدارة علاجه بالتعاون بين الأطباء المهنيين وأفراد الأسرة.
ما هو مرض التوحد وما هي أسبابه
تتعدد وتختلف المراض الكامنة وراء الإصابة بمرض التوحد، ومن أهم هذه الأسباب المتعلقة بالولادة، العوامل الدماغية، العوامل الجينية، العوامل البيولوجية، العوامل المناعية، وسنقوم بتوضيح أهم هذه العوامل كالتالي:
العوامل الجينية
أثبتت الكثير من الدراسات والأبحاث أن احتمالية إصابة أشقاء الطفل الذي يعاني من مرض التوحد ترتفع بمعدل 99%، وفي حال نجاة أشقاء الطفل من الإصابة بمرض التوحد فهناك احتمال أصابتهم باضطرابات أخرى تكون لها علاقة بالتواصل الاجتماعي، حيث يشار إلى أن نسب ظهور مرض التوحد عند التوائم المتشابهة تكون بنسب عالية مقارنة مع التوأم الغير متشابهة.
العوامل البيولوجية
تشير الكثير من المعلومات العلمية أن عدد كبير من الأطفال الذين يعانون من مرض التوحد يعانون أيضا من التخلف العقلي، وهناك نسب كبيرة منهم تتراوح هذه النسب ما بين 5%- 33% يعانون من الصرع التوتري الارتجاجي المعروف باسم الصرع الكبير، حيث بينت تخطيطات دماغ الكهربائية التي تم أجراءها على عدد من الأطفال المصابين بمرض التوحد تسجيلات الغير طبيعية بنسب تتراوح ما بين 11%- 84% من المصابين، حيث هذا يؤكد بشكل كبير على دور المهم للعامل البيولوجي في إصابة الأطفال بمرض التوحد.
العوامل المناعية
أثبتت وبينت عدد من الدراسات والأبحاث العلمية أنه عدم التوافق المناعي من الممكن أن يكون من أحد الأسباب التي تؤدي للإصابة بمرض التوحد، حيث من الممكن أن يتم تفاعل كريات الدم البيضاء الخاصة بالجنين التي تكون من النوع اللمفاوي مع الأجسام المضادة التي تكون بجسم الأم، مما يؤدي لازدياد احتمالية الإصابة بتلف النسيج العضلي الخاصة بالطفل.
أعراض مرض التوحد
الأعراض الجسدية
من الممكن أن يكون هناك بعض تشوهات الخلقية البسيطة، ومثال عليها:
- تشوه الأذان الخارجية.
- وجود بعض الشذوذ برسم الجلد الخاص ببصمات الأصابع بشكل خاص.
أعراض اجتماعية وسلوكية
- عدم قيام الطفل المصاب بمرض التوحد بإظهار التودد والملاطفة الاجتماعية التي من المتوقع أن تظهر من الأطفال بشكل عام، وهذا يدل على عدم تفاعل الطفل مع الأشخاص وأفراد عائلته.
- عزلة الطفل ولعبه لوحده وعدم تفاعله مع الآخرين، حيث لا يسمح لأي أحد أن يشاركه بنشاطاته، وبشكل عام بعمر 2 أو 3 سنين،
- وجود صعوبة لدى الطفل المصاب بمرض التوحد بالتمييز بين الأبوين.
- وجود صعوبة لدى الطفل في اكتساب صداقات وأصدقاء.
- اتسام الطفل بسلوكيات اجتماعية تتسم بعدم اللباقة.
- تأخر بتطور الطفل وبشكل خاص باللغة، حيث يصعب على الطفل المصاب بالتوحد استخدام لغة ليتواصل مع الآخرين، ويرجع السبب وراء هذه المشكلة إلى قصور بتطور الطفل.
خيارات وإدارة علاج مرض التوحد
تسمح لنا البيانات المستقاة من الدراسات العلمية بأن نؤكد اليوم أن سبب التوحد هو أمر بيولوجي (مع تأثير هام جدًا للعوامل الوراثية) وليس تغييرا نفسيًا، وقد سمحت هذه النتيجة بتطوير خيارات إدارة المرض، كما أن بعض برامج العناية النفسية الفردية وتطبيق العلاجات الدوائية يمكن أن تحسن بعض الأعراض في حين تسمح للطفل أو الكبار الحصول على المزيد من الإمكانيات لتطوير إمكاناتهم.
من أجل تحسين تشخيص إصابة الأشخاص المصابين بالتوحد، من المهم جدًا إجراء تشخيص مبكر وبدء العلاج في أقرب وقت ممكن. يجب أن تكون برامج التدخل العلاجية شاملة (موجهة إلى كافة مناحي حياة المريض) وتراعي الخصائص الفردية لكل شخص.
يجب أن يكون التنسيق بين المهنيين المختلفين والأطباء الذين يساهمون في علاج الطفل المتأثر فعالاً للغاية ويوصى بأن يكون أحد المهنيين المعنيين بمثابة المسؤول والمنسق، وهذا يشمل تنسيق الإجراءات المختلفة ويصبح المحاور المفضل والتعاون مع الأسرة. وفيما يتعلق بالأسرة، من المهم للغاية أن يتلقى الآباء النصيحة والدعم المناسب، وأن يتم إعداد برنامج علاج منزلي، يصف الأهداف المحددة ومنهجية العمل.
يجب أن تغطي الخدمات الأساسية الموجهة للمتضررين كافة احتياجاتهم، من لحظة تشخيصهم وطوال دورة الحياة، مع تقديم خدمات الدعم للعائلات، مما يسمح للوالدين بالعيش مع الطفل المتأثر لفترة أطول. وعلى نحو أفضل، من دون تفكيك نواة الأسرة وبالتالي تحقيق اندماج حقيقي في المجتمع.
نموذج لعلاج ومساعدة الأطفال المصابين بالتوحد
هو نهج تعليمي وعلاجي شامل يهدف إلى خدمة الأشخاص المصابين بمرض التوحد. وهو برنامج شامل ومتكامل، التم وضع خطواته أنشئت في عام 1966، وهدفه الرئيسي هو إعداد الأشخاص المصابين بالتوحد حتى يتمكنوا من العيش والعمل بشكل أكثر فاعلية في المنزل وفي المدرسة وفي المجتمع.
إنها فلسفة التدخل التي تأخذ في الاعتبار الصعوبات والإمكانيات لكل شخص والتي تتكيف مع البيئات المختلفة التي تنظم الوقت والمكان بحيث يرى الأشخاص الذين يعانون من التوحد أنها مفهومة.
نصائح للتعامل مع مرضى التوحد
عندما يكون طفلك مصابًا بمرض التوحد فإن ذلك بالتأكيد سيكون محزنًا للغاية، لكن عليك أن تعرف أنك لست لوحدك وأن هناك الكثير من المنظمات والجماعات المنظمة التي تهدف إلى مساعدتك على رعاية هذا الطفل وتطوير مهاراته، وإن إصابة الطفل بمرض التوحد لا يعني أنه غير قادر على فعل شيء، حيث تشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين يعانون من مرض التوحد يمتلكون مواهب خاصة لذا عليك العمل على اكتشافها وتنميتها.
إضافةً لذلك، معظم الأطفال المصابين بمرض التوحد يظهرون تحسنًا في سلوكهم وتفاعلهم مع المجتمع في حال تم علاجهم بالطريقة الصحيحة من خلال التنسيق الدائم بين المهنيين الصحيين وأفراد الأسرة.