ما هي حقوق الزوج على زوجته لتنعم الأسرة بحياة سعيدة مطمئنة؟

الحقوق هي أمور تمنح لكل أفراد المجتمع من أجل استمرار الحياة بطمأنينة واستقرار وكرامة، ويقابل هذه الحقوق واجبات على الأفراد القيام بها، فكما للزوج على زوجته حقوق وواجبات فللزوجة على زوجها حقوق وواجبات حتى تستمر الحياة الزوجية سعيدة ومتماسكة.

في مقالنا سنتعرف على أهم حقوق الزوج على زوجته فتعالوا معنا:

حقوق الزوج

الزواج ومشروعيته

نظم الإسلام الزّواج ضمن الشرع الذي حدده الله سبحانه وتعالى حيث نظم العلاقة بين الرجل والمرأة من خلال الشروط والحدود التي تضمن للطرفين الحقوق، وجعل هذا الرباط بينهما أسمى الارتباطات وأمتنها من أجل دوام واستقرار هذا العقد، لأن الزواج هو بناء لأسرة ضمن مجتمع واحد.

ومن خلال هذا الارتباط الوثيق والمقدس بين الرجل والمرأة حدد النظام الإلهي الضوابط والحدود التي تمنح الشريكين حق الاستمتاع بشريكه، وأضاف إليها الحق في تكوين الأسرة من خلال المشاركة بينهما في كل أمور الحياة سواء المادية منها أو الاجتماعية والتي ينعكس صلاحها واستقرارها على بناء مجتمع متماسك وقوي في مواجهة كافة العقبات والعوامل الخارجية.

حقوق الزوج على الزوجة

 لا تكتملُ المودّة والرحمة والألفة في الأسرة الواحدة التي تنشأ من ارتباط المرأة بالرجل بالزواج الذي حلله الله إلا إذا قام كل منهما بأداء واجباته التي أقرها له الشرع تجاه الطرف الآخر على أكمل وجه.

وقد شرع الله هذه الحقوق والواجبات بين عباده كلهم لحكمة بالغة وهي توفير المحبة والرحمة والتواصل بين أفراد المجتمع وضمن جو العائلة لتستقر الحياة بينهما.

وإن كان للزوجة حقوق وواجبات على زوجها فللزوج أيضًا حقوق وواجبات على زوجته والتي من بينها:

حق الزوج في أن تطيعه زوجته

لقد أعطى الإسلام السيادة في الحياة الزوجية للرجل ليكون هو قائدًا لهذه السفينة المقدسة لذلك من حقه على زوجته أن تطيعه وتسمع كلامه في جميع الأمور طالما يقوم هو برعاية المنزل والأولاد وبنصحها ودلها على الأمور الشرعية والأمور المنهي عنها.

والرجل عندما يقوم بذلك ضمن الحدود الشرعية ولا تتعارض أفعاله مع ما شرعه الله من أوامر أو نواه فعليها طاعته لحفظ أمواله وعائلته سواء كان حاضرًا أو غائبًا.

حق الزوج في أن تعامل أهله بالإحسان

فقد شرع الإسلام احترام الزوجين لبعضهما البعض فلا يهينها في أهلها وبالمقابل لا تهين أهله وعائلته وعلى الزوجة أن تعامل أهله بالحسنى وطيب الخُلق حتى تدوم المحبة والألفة بينهما ويستمر الاحترام متبادل بينهما.

حق الزوج على زوجته أن تمكنه من الاستمتاع بها

من شرع الله أن تكون المرأة حقًا للرجل بأن يستمتع بها بحدود ما شرعه الله له لذا على المرأة ألا تمنع زوجها من ذلك إلا في حال وجود مانع شرعي كأن تكون صائمة أو حائض أو مريضة.

طاعتُهُ في أمره وشؤون بيته:

وهذه الطاعة يقصد بها ما ينسجم مع أوامر ونواه الله سبحانه وتعالى في شرعه، بعيدًا عن غضب الله وسخطه، فتلبيه إذا دعاها للفراش، وتسافر معه إذا سافر وتلتزم بالمكان الذي يسكن به، وتستأذنه في صيام النوافل والتطوع.

حفظُهُ في ماله ونفسها:

على الزوجة أن تحفظ زوجها في أمواله ونفسها فلا تسرف ولا تبذر بل تكون معتدلة لتحفظ ماله وخاصة في حال غيابه، وإنما هذا من استقامتها وحبها لطاعته وخاصة إن كان هو عونًا لها من خلال حُسن المعاملة والمعاشرة.

يقول الله تعالى: (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللهُ).

وكما روي عن سيدنا محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام حيث قال:

“خيرُ نسائِكم من إذا نظر إليها زوجُها سرَّتْه، وإذا أمرَها أطاعتْهُ، وإذا غاب عنها حفظَتْهُ في نفسِها ومالِه”.

على المرأة أن تخدم زوجها

وهذا طبعًا بالمعروف وليس استعبادًا لها، وتكون الخدمة بقدر استطاعتها وقدرتها على تحمل هذه الخدمة بشكل يحفظ لها كرامتها ولا ينقص من قدرها فهي سيدة بيته وخادمة فيه طالما الزوج مقدرًا لها ذلك وممتنًا لها.

ومن حق الزوج على زوجته أن تخدمه وتحبس نفسها عن غيره بشكل مطلق، فتكون في خدمته لا إذلالًا لها وإنما لتكسب رضا الله وتقوم بأعباء المنزل بحسب قدرتها وطاقتها فهي المسؤولة عن نظافة المنزل والأولاد وتهيئة الطعام.

وتحبس نفسها عن غيره من خلال هذا الرباط المقدس بينهما وهو الزواج فلا تنشغل عنه وتعطيه قبلها وعقلها واهتمامها بما أحله الله وأوجبه عليها.

حق الزوج على زوجته اهتمامها بنفسها والتزيُّن له

على الزوجة واجب أن تكون نظيفة ومرتبة ومتزينة لزوجها حتى يستأنس بوجودها ويرى منها ما هو حسن ويُسره.

فتتطيب له بأجمل العطور وتلبس أجمل اللباس ليراها في أحسن طلة ومظهر، كما عليها أن تعتني بنظافة بيتها وأولادها حتى يرضى عنها.

قال رسول الله عليه الصلاة والسلام:

“خيرُ نسائِكم من إذا نظر إليها زوجُها سرَّتْه، وإذا أمرَها أطاعتْهُ، وإذا غاب عنها حفظَتْهُ في نفسِها ومالِه”.

حق الزوج على زوجته تأديبها عند الضرورة

وهذا التأديب يقصد به الموعظة الحسنة والنصيحة فيما لو أنها قامت بفعل يتوجب عليه تأديبها ولكن يبتعد عن الضرب والإيذاء والإساءة لها ولكرامتها وهذا ما علمنا الله في الآية 34 من سورة النساء حيث قال عز وجل:

(وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ).

والضرب المقصود بالآية هو بالمسواك أو أي شيء لا يؤذيها بل يُشعرها بخطأها من دون إذلالها.

على المرأة أن تحفظ أسرار زوجها

فلا تكثر الشكوى من وضعه الاجتماعي أمام أهلها أو أهله وخاصة إن كان غير قادر على أتعاب الحياة والإنفاق عليها وعلى أولادها من باب عدم الإساءة إليه ولتحفظ له كرامته لأنها هي من يجب عليها أن تكون كاتمة أسراره والتي يستشيرها في أمور المعيشة التي تخصها وتخصه فقط دون غيرهما من المقربين إليهما.

حق الزوج ألا تُدخل للبيت أحد يكرهه الزوج

وهذا من باب الاحترام بينهما فمن غير اللائق أن تُدخل إلى البيت أشخاصًا يكرههم زوجها أو أساؤوا إليه وهذا ما تكلم عنه الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام حين قال:

“فاتقوا اللهَ في النِّساءِ، فإنكم أخذتموهنّ بأمانِ اللهِ، واستحللتُم فروجهنَّ بكلمةِ اللهِ، ولكم عليهنَّ أن لا يُوطئنَ فُرُشَكم أحدًا تكرهونه)

حق الزوج على زوجته عدم خروجها من البيت إلا بإذنه

على الزوجة ألا تخرج من البيت إلى بعد أخذ الإذن من الزوج سواء لزيارة أهلها أو أقاربها أو لأمر ضروري آخر، ومن حق الزوج أن يمنعها من الخروج إن وجد أن خروجها غير ضروري، بدون أن يكون ذلك استعلاء منه وإهانة لها بل بالمودة والكلام الحسن.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله