طبقات الجلد … كم عددها وما الوظائف التي تقوم بها؟

الجلد واحد من أكثر الأعضاء تعقيدًا و أكبر عضو في الجسم، حيث يعمل كحاجز بين أعضاء الجسم الأساسية والعضلات والأنسجة والجهاز الهيكلي والعالم الخارجي، ويتكون من الماء والبروتين والدهون والمعادن. ويحمي الجسم من الجراثيم وينظم درجة حرارته. كما تعمل الأعصاب الموجودة في الجلد على ايصال الإحساس والتنبيهات مثل الشعور بالحرارة والبرودة.

تشمل طبقات الجلد الرئيسية البشرة والأدمة واللحمة وهي عرضة للعديد من المشاكل المحتملة، أي أكثر من3000 اضطراب جلدي بما في ذلك سرطان الجلد وحب الشباب والتجاعيد..الخ. بالتالي الجلد عضو يتطلب الكثير من الاهتمام وفي جميع الحالات المرضية والصحية، للحفاظ على بشرة متوهجة ونقية وصحية وأكثر شبابًا.

كم عدد طبقات الجلد؟ وما هي وظائفها؟

وظائف طبقات الجلد

يتكون الجلد من ثلاث طبقات من الأنسجة:

  • البشرة، الطبقة العليا.
  • الأدمة، الطبقة الوسطى.
  • تحت الجلد، الطبقة السفلية أو الدهنية.

أولًا – البشرة (الطبقة العليا من الجلد)

البشرة هي الطبقة الخارجية من الجلد، يمكننا رؤيتها ولمسها. حيث يتكون الكيراتين من خلايا الجلد ويلتصق مع البروتينات الأخرى معًا لتشكيل هذه الطبقة.

يعتمد سمكها على مكان وجودها في الجسم. حيث نجد إن سماكتها على الجفون تقريبًا حوالي نصف ملليمتر، وتزداد سماكتها على الراحتين والأخمصين لتصبح 1.5 ملليمتر.

الطبقات الفردية التي تتكون منها البشرة

تتكون البشرة من خمس طبقات فردية وهي:

الطبقة القاعدية

تحتوي هذه الطبقة السفلية على خلايا عمودية تدفع الخلايا القديمة نحو السطح. وعندما تتحرك الخلايا إلى الأعلى، وتبدأ في التمدد والموت. وبعدها تتكون طبقة جديدة.

بالإضافة إلى ذلك توجد فيها الخلايا الصباغية المسؤلة عن إنتاج الصبغة التي تعطي الجلد لونه، وخلايا ميركل التي تعمل كمستقبلات للمس.

طبقة الخلايا الحرشفية  Stratum spinosum

تعد هذه الطبقة أكثر الأجزاء سمكًا في البشرة، وتحتوي على الخلايا الكيراتينية حديثة التكوين (التي تنتج الكيراتين وهو بروتين يتكون منه الشعر والجلد والأظافر) بالإضافة إلى خلايا لانجرهانز التي تساعد في الحماية من الإصابة بالعدوى.

الطبقة الحبيبية

تحتوي هذه الطبقة على العديد من الخلايا الكيراتينية التي يتم دفعها تدريجيًا نحو سطح الجلد.

الطبقة الصافية Stratum lucidum

توجد هذه الطبقة الشفافة من الأنسجة فقط على راحتي اليدين وباطن القدمين.

الطبقة القرنية

هي الطبقة العليا من البشرة التي تساعد الجلد على الاحتفاظ بالرطوبة وتمنع دخول المواد غير المرغوب فيها إلى الجسم، وهي مكونة من خلايا كيراتينية مفلطحة ميتة يتم التخلص منها كل أسبوعين تقريبًا.

ما هي وظائف البشرة؟

من الوظائف التي تؤديها البشرة:

تعمل كحاجز وقائي

تمنع البشرة البكتيريا والجراثيم من الدخول إلى الجسم ومجرى الدم والتسبب في الالتهابات. كما أنه تحمي الجسم من العوامل البيئية المختلفة مثل الأمطار وأشعة الشمس وغيرها.

إنتاج خلايا جديدة

تنتج البشرة خلايا جلد جديدة باستمرار، وهذه الخلايا الجديدة تحل محل ما يقرب 40.000 خلية جلدية قديمة يفقدها الجسم كل يوم، أي تتجدد البشرة كل 30 يومًا.

حماية الجسم

خلايا لانجرهانز الموجودة في البشرة هي جزء من جهاز المناعة في الجسم، وتساعد في محاربة الجراثيم والالتهابات.

تمنح البشرة لونها

تحتوي البشرة على الميلانين، وهي الصبغة التي تعطي البشرة لونها، كما يتحدد لون البشرة والشعر والعينين من خلال كمية الميلانين. والأشخاص الذين لديهم كمية من الميلانين لديهم بشرة داكنة وقد يسمرون بسرعة أكبر.

ثانيًا – الأدمة (الطبقة الوسطى من الجلد)

الأدمة هي الطبقة الوسطى من الجلد، تحتوي على نسيج ضام وشعيرات دموية ونهايات عصبية وبصيلات شعر، كما أنها تحتوي على غدد مختلفة، بما في ذلك الغدد الدهنية التي تنتج الزهم (زيت الجسم) والغدد المفرزة التي تفرز العرق.

تنقسم الأدمة إلى قسمين:

الأدمة الحليمية

هي الطبقة الرفيعة العلوية التي تحتوي على الشعيرات الدموية التي تساعد على تنظيم درجة حرارة الجلد وتوفير العناصر الغذائية للبشرة، كما أنها تحتوي على جسيمات مايسنر التي تنقل أحاسيس اللمس الرقيق والجسيمات الصفائحية التي تنقل الإحساس بالاهتزاز والضغط.

الأدمة الشبكية

هي الطبقة السفلية السميكة التي تحتوي على الأنسجة الضامة و كميات كثيفة من الكولاجين التي توفر للبشرة مرونتها وقوتها بشكل عام.

يختلف سمك الأدمة باختلاف موقعها على الجسم، حيث يكون سمكها على الجفون حوالي 0.6 ملم. ويبلغ سمكها على راحتي اليدين وباطن القدمين 3 ملليمترات. كما إن الأدمة تشكل 90٪ من سماكة الجلد.

و الأدمة هي الطبقة المسؤلة عن:

إنتاج الكولاجين والإيلاستين

الكولاجين هو بروتين يجعل خلايا الجلد قوية ومرنة. والإيلاستين هو بروتين آخر موجود في الأدمة يحافظ على مرونة الجلد استعادة شكله في حال كان مشدود.

نمو الشعر

تلتصق جذور بصيلات الشعر بالأدمة.

الشعور والإحساس

تنقل الأعصاب الموجودة في الأدمة التنبيهات الحسية إلى الدماغ، حيث إنه عندما يكون هناك شيء ساخن جدًا لا تستطيع لمسه أو شيء ما يسبب الحكة.. وغير ذلك، كما تساعد المستقبلات العصبية أيضًا على الشعور بالألم.

ينتج الزيت

تساعد الغدد الدهنية الموجودة في الأدمة في الحفاظ على البشرة ناعمة ومشرقة. جيث إن وجود الزيت على البشرة يمنع امتصاص الكثير من الماء، مثلًا عند السباحة لا تسمح الزيوت الموجودة على البشرة بدخول الماء إليها.

إفراز العرق

تفرز الغدد العرقية في الأدمة العرق من خلال مسام الجلد. ومن خلال عملية التعرق يتم تنظيم درجة حرارة الجسم.

توفير العناصر الغذائية للبشرة

توفر الأوعية الدموية الموجودة في الأدمة العناصر الغذائية للبشرة، مما يحافظ على صحة طبقات الجلد.

ثالثًا – الطبقة السفلية من الجلد اللحمة

النسيج تحت الجلد هو الطبقة الأعمق من الجلد، غالبًا ما يتكون من الدهون والأنسجة الضامة والأوعية الدموية الكبيرة والأعصاب.

من وظائف الطبقة تحت الجلد:

  • يتم تخزين غالبية دهون الجسم في الطبقة تحت الجلد، التي تعمل على حماية الجسم من درجات الحرارة المتغيرة مثل البرودة أو السخونة الشديدة.
  • يخزن الخلايا الدهنية لاحتياطيات الطاقة.
  • يعطي الجسم مظهرًا ناعمًا.
  • ينظم درجة الحرارة من خلال انقباض وتمدد الأوعية الدموية.
  • يعمل كنقطة ربط للعظام والعضلات والأعضاء الأخرى بالجلد، وتعمل على حماية العضلات والعظام من الإصابات عند السقوط أو التعرض لحادث.
  • يحتوي على مستشعرات ضغط عميق.
  • ينتج هرمون يسمى اللبتين الذي يساعد في الحفاظ على التمثيل الغذائي في الجسم.

مما يتكون الجلد؟

تحتوي 2.5 سم من البشرة على ما يقرب 19 مليون خلية جلدية و 60 ألف خلية صبغية (الخلايا التي تصنع الميلانين أو صبغة الجلد). كما تحتوي على عشرين وعاء دموي وألف نهاية عصبية.

ما هي الاضطرابات التي تؤثر على الجلد؟

بما إن الجلد يمثل نظام الحماية الخارجي للجسم، فإن البشرة معرضة للخطر والعديد من المشكلات ومنها:

  • التهابات الجلد الناتجة عن الحساسية.
  • البثور.
  • التعرض للدغات الحشرات المختلفة.
  • حدوث سرطان في الجلد.
  • التهاب النسج الخلوي.
  • جفاف الجلد.
  • طفح جلدي.
  • مشاكل واضطرابات البشرة مثل الصدفية والأكزما وحب الشباب والبهاق.
  • الآفات الجلدية مثل النمش والزوائد اللحمية والشامات.
  • الندوب والتعرض للحروق بمختلف أنواعها ومنها الحروق الناتجة عن الشمس.
  • الجروح.

وظائف الجلد

لا تزال مجموعة الوظائف غير العادية التي تؤديها البشرة السليمة، وتشمل الوظائف الأساسية اليومية:

  • حماية ضد فقدان الماء والإصابات الجسدية والكيميائية.
  • المساعدة في محاربة الحشرات والمواد المسببة للحساسية والسموم والمواد المسرطنة عبر أجزاء جهاز المناعة الموجودة في البشرة.
  • تنظيم درجة الحرارة عن طريق توسيع وتضييق الأوعية الدموية بالقرب من سطح الجلد، والتحكم في نقل الحرارة خارج الجسم.
  • يحمي من الأشعة فوق البنفسجية عن طريق إنتاج مادة الميلانين.
  • توفير التفاعل مع المحيط المادي، والسماح لجميع الأنشطة الحركية الدقيقة والجسمية.
  • إنتاج فيتامين د الذي يساعد في الوقاية من العديد من الأمراض بما في ذلك هشاشة العظام والسرطان وأمراض القلب والسمنة والأمراض العصبية.
  • التئام الجروح.
  • الجمال والجاذبية الجسدية تتعلق بمظهر الجلد وحالته تساهم بشكل كبير في إدراك الصحة والعافية والشباب والجمال.

نصائح للعناية بالجلد؟

يمكن حماية أنفسنا والعناية ببشرتنا من خلال معرفة ما يجب عمله للحفاظ عليها من خلال:

1 – حماية أنفسنا من الشمس

 حماية البشرة من أشعة الشمس أولى المهام التي يجب التركيز عليها، حيث يمكن أن يتسبب التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة في ظهور التجاعيد والبقع العمرية ومشاكل جلدية أخرى، بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد. وللحماية من أشعة الشمس:

  • استخدم واقي الشمس.
  • البحث عن الظل وتجنب الشمس بين الساعة 10 صباحًا والرابعة مساءً، لأن أشعة الشمس تكون في أقوى حالاتها.
  • ارتداء ملابس واقية مثل الملابس الطويلة والقبعات.

2 – عدم التدخين

التدخين يجعل البشرة تبدو أكبر سنًا ويساهم في ظهور التجاعيد، لأنه:

  • يسبب تضييق الأوعية الدموية الدقيقة في الطبقات الخارجية من الجلد، مما يقلل من تدفق الدم ويجعل الجلد شاحبًا.
  • يقلل من نسبة الأوكسجين والمغذيات الضرورية لصحة الجلد.
  • التدخين يدمر الكولاجين والإيلاستين وهي الألياف التي تمنح البشرة القوة والمرونة.
  • ظهور التجاعيد من خلال القيام بعدة أمور عند التدخين مثل ضم الشفتين عند سحب الدخان أو إغماض العينين من دخان السجائر.
  • يمكن أن يسبب الإصابة بسرطان الخلايا الحرشفية.

3 – علاج البشرة بلطف

التنظيف والحلاقة بشكل يومي يؤثران على البشرة. ولإبقائها جيدة:

قلل من وقت الاستحمام

قلل من وقت الاستحمام واستخدم الماء الدافئ بدلاً من الماء الساخن، للحفاظ على الزيوت في البشرة.

تجنب الصابون القوي

تعمل المنظفات القوية والصابون على إزالة الزيت من البشرة، لذلك يفضل استخدام المنظفات المناسبة.

الحلاقة بعناية

وضع كريم الحلاقة أو الجل قبل الحلاقة لحماية البشرة، واستخدام شفرة حلاقة نظيفة وحادة. تتم الحلاقة باتجاه نمو الشعر وليس عكسه. وبعد الاستحمام، تجفف البشرة بلطف باستخدام منشفة حتى تبقى بعض الرطوبة.

أما إذا كانت البشرة جافة ينصح بترطيبها يوميًا باستخدام مرطب يناسب نوعها.

4 – اتباع نظام غذائي صحي

تناول طعام صحي مثل الكثير من الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون، يساعد على بقاء البشرة نضرة وجميلة.

وقد أشارت بعض الأبحاث إلى أن اتباع نظام غذائي غني بزيت السمك أو مكملات زيت السمك والابتعاد عن الدهون غير الصحية والكربوهيدرات المعالجة أو المكررة قد يعزز بقاء البشرة شابة.

5 – شرب كمية مناسبة من الماء

شرب كمية مناسبة الماء يساعد على بقاء البشرة رطبة.

6 – إدارة التوتر

بسبب التوتر والإجهاد غير المنضبط في جعل البشرة حساسة بشكل كبير، مما يؤدي إلى ظهور حب الشباب وبعض المشاكل الأخرى.

وللحصول على بشرة صحية وصافية:

  • تعلم كيفية السيطرة على التوتر.
  • النوم بشكل كافي.
  • قلل من قائمة المهام وخصص وقتًا للقيام بالأشياء التي تستمتع بها.

كيف تتأثر طبقات الجلد بالحروق؟

تتأثر طبقات الجلد بالحروق حسب الدرجة التي تحدد حسب عمق وشدة اختراقها لسطح الجلد: الأولى أو الثانية أو الثالثة أو الرابعة. قد يكون من المستحيل تصنيف الحرق في أول حدوثه. إلا مع مرور الوقت لذلك قد لا تعرف المدى الكامل للحرق للبعد يوم أو يومين.

حروق من الدرجة الأولى السطحية

تؤثر حروق الدرجة الأولى فقط على الطبقة الخارجية من الجلد، البشرة، ويكون مكان الحرق أحمر ومؤلم وجاف ولكن لا توجد به بثور. مثال على ذلك حروق الشمس الخفيفة.

حروق من الدرجة الثانية

تشمل حروق الدرجة الثانية البشرة وجزء من الأدمة. يبدو موقع الحرق أحمر اللون وبثورًا وقد يكون منتفخًا ويسبب الألم.

حروق الدرجة الثالثة

تدمر البشرة والأدمة، قد تصل إلى الطبقة الأعمق من الجلد، النسيج تحت الجلد. وقد يبدو موقع الحرق أبيض أو أسود ومتفحم.

حروق من الدرجة الرابعة

تمر حروق الدرجة الرابعة عبر كل من طبقات الجلد والأنسجة الكامنة وكذلك الأنسجة العميقة، كما أنها قد تشمل العضلات والعظام. بالتالي ينعدم الأحساس في تلك المنطقة بسبب تدمير جميع النهايات العصبية.

متى يجب علي التحدث مع الطبيب؟

يجب عليك الاتصال بالطبيب في الحالات التالية:

  • تغير حجم ولون وشكل أو تناسق الجلد.
  • حدوث جرح لا يمكن للضمادة المنزلية أن تغلقه (قد يحتاج إلى تقطيب).
  • الحروق الشديدة والمتقرحة.
  • ظهور أعراض وعلامات تدل على الالتهابات الجلدية مثل إفرازات صفراء أو خطوط حمراء.
  • حدوث حالة جلدية معينة من غير مبرر والطفح الجلدي.

المصادر

الجلد – clevelandclinic

العناية بالبشرة 5 نصائح لصحة الجلد – mayoclinic

تصنيف الحروق – rochester

الطبقات الفردية للبشرة ووظائفها – verywellhealth

الجلد عضو مهم جدًا (وأكبر عضو لدينا): ماذا يفعل؟ – theconversation

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله