ما هذا الجهاز الذي لا يهدأ ولا يكل أو يمل، الجهاز الذي يعمل ليلًا ونهارًا صباحًا ومساءًا صيفًا وشتاء وفي كل الأوقات، جهاز الشجاعة والبصيرة والمشاعر الجياشة، إنه القلب ذلك العضو الذي خلقه الله ووضعه في أجسامنا، مضخة لنحيا بها ولولاها لما كانت الحياة، حيث نشعر بها من خلال خفقانها، هذا العضو المجوف هو في الإنسان والحيوان على السواء، كتلة عضلية حمراء بمقدار قبضة اليد التي تضخ الدم إلى كل أنحاء الجسم، من أخمص القدمين حتى قمة الرأس، خلال الأوعية الدموية مشكلةً ما يسمى بجهاز الدوران، إن القلب ينبض أو يخفق حوالي 70 نبضةً في الدقيقة أي ما يعادل مئة ألف نبضة في اليوم الواحد، ويمكن لهذا الرقم أن يتضاعف عند ممارسة الرياضة.
عندما يضخ القلب الدم، يكون محملًا بالأكسجين والغذاء حيث يقوم بتوصيلها إلى كل خلية في الجسم، ويبلغ وزن القلب 350غ أي ما يعادل 0.5% من وزن الجسم لشخصٍ يزن في المتوسط 70 كغ وهو يحتاج لكمية من الأكسجين التي يوزعها لأنحاء الجسم ما نسبته 7%، وعند نقصان كمية الأكسجين فإن الشخص يصاب بالذبحة الصدرية (Angina pectoris).
يحاط القلب بغشاءٍ يدعى التامور وهو على جزأين أحدهما يتصل بالحجاب الحاجز والآخر بالقلب مباشرة.