مقدمة عن الذكاء

العقل والقدرات العقلية هي السمة التي تميز الإنسان عن المخلوقات الأخرى والتي تمتلك أيضًا بدورها خلايا عقلية ولكنها ليست كما هي لدى النوع البشري القادر على استخدام قدراته العقلية هذه في الكثير من المجالات والميادين الحياتية المختلفة، والتي تمكنه من التطوير من قدراته وتحسين الوسط المعيشي الذي يتواجد فيه بكل الصور الممكنة.

وعلى الرغم من امتلاك جميع أعضاء النوع البشري للعقل، ولكن يختلف البشر كل منهم في مستوى القدرات العقلية التي يمتلكونها وهو الأمر الذي يعرف بالذكاء، واختلاف الناس فيما بينهم بمستوى الذكاء الذي يتمتعون فيه قاد إلى ظهور ما يعرف باختبارات الذكاء. هنا في مقدمة عن الذكاء سنتعرف إلى الذكاء .. ما هو؟ وماهي أبرز النظريات فيه؟ وما هي اختبارات الذكاء؟

مقدمة عن الذكاء

لا يوجد تعريف واحد شامل للذكاء، وإنما هناك العديد من التعاريف التي وضعت من قبل علماء وباحثين ومدارس مختلفة، كان كل منها عرف الذكاء من منظوره وما بين تعريفات وظيفية وتكوينية واجرائية. أما إن كنا نود كتابة تعريف عام للذكاء فأنه يمكننا وبالاعتماد على كل التعريفات الموجودة صياغة تعريف شامل يقول إن الذكاء هو القدرة التي تمكن الإنسان من القيام بالمهمات التي تتطلب جهد فكري من حل للمسائل والمشكلات والتعلم والفهم والقيام بالمهمات الفكرية كالتأمل وفهم البيئة المحيطة.

مقدمة عن الذكاء

عالم النفس الأمريكي ورائد علم النفس التربوي في القرن العشرين تيرمان ماديسون كان عرف الذكاء وظيفيًا بأنه هو القدرة على التفكير المجرد. أما الإخصائي والباحث في علم النفس التطوري دانييال ستيرن كان وصف الذكاء بأنه هو القدرة على التكيف العقلي مع المشاكل ومواقف الحياة المختلفة. في حين عالم النفس الألماني ولفجانج كوهلر عرف الذكاء من وجهة نظر سلوكية بحتة عندما وصفه بأنه القدرة على التعلم.

وبالتأكيد يوجد الكثير من التعريفات الأخرى الشبيهة أو المختلفة عما ذكرناه والتي قام فيها مختلف العلماء والذي أجروا العديد من البحوث في سبيل فهم طبيعة الذكاء إلى تعريفه من وجهة نظرهم وبالاستناد إلى ما توصلوا إليه من البحوث، هذا بالإضافة إلى العديد من النظريات التي وضعوها حول مفهوم الذكاء وعمله الوظيفي والتي سنتعرف عليها فيما يلي.

نظريات الذكاء

كما أنه يوجد تعريفات مختلفة للذكاء كما قلنا، أيضًا يوجد نظريات للذكاء كل منها يحاول فهم طبيعة الذكاء بطريقة وبشكل مختلف عن النظريات الأخرى، هنا سنتعرف على أشهر النظريات المرتبطة بمفهوم الذكاء لنحاول فهم طبيعته وماهيتيه من خلال النظريات هذه.

نظريات الذكاءات المتعددة

هي نظرية أسسها عالم النفس الأمريكي هارد غاردنر عام 1983 كرد على المفاهيم التي كانت سائدة أنداك حول مفاهيم الذكاء، إذ تقول هذه النظرية بوجود العديد من أنواع الذكاء ولا يقتصر الأمر على الذكاء اللغوي والمنطقي فقط كما كان سائدًا من قبل وكان يعتمد عليهما في اختبارات الذكاء التي كانت تجرى في ذلك الوقت.

وكان غاردنر في نظريته هذه أضاف إلى نوعي الذكاء الذين كانا معروفين خمسة أنواع أخرى وهي الذكاء المعرفي والموسيقي والجسمي والاجتماعي والذكاء البصري، وطبعًا إلى جانب الذكاء اللغوي والذكاء المنطقي الذين كان يتعامل معهما من قبل، ومن ثم لاحقًا خلال السنوات الأخيرة أضاف غاردنر نوعين آخرين من الذكاء وهما ذكاء علم الطبيعة وذكاء التعليم، هذا كان بعد أن بين غاردنر إمكانية وجود أنواع أخرى من الذكاء.

وتعد اليوم نظرية غاردنر واحدة من أبرز النظريات التي تناقش مفهوم الذكاء ويعتمد عليها في العديد من المجالات مثل تصميم اختبارات الذكاء وأساليب التعلم والتدريس وتحديد مواطن القوة والضعف لدى الطلاب والمتعلمين.

نظرية بياجيه في التطور المعرفي

نظرية وضعها عالم النفس والفيلسوف السويسري جان بياجيه لشرح الذكاء البشري وتطوره، يقول بياجيه في نظريته هذه إن الذكاء يتطور مع تقدم الفرد بمراحله العمرية بدءً من الطفولة، وتؤثر العوامل والظروف البيئية المختلفة المحيطة بالطفل بمدى تطور الذكاء لديه. وبالتالي تقول النظرية عن طبيعة المعرفة التي يمتلكها البشر (الذكاء) بأنها تتطور تدريجيًا مع تقدم البشر ومع زيادة النضج والوعي الحيوي والخبرات البيئية للأفراد التي يكتسبونها من الظروف حولهم.

لاقت نظرية بياجيه هذه الكثير من الاهتمام في أوساط علم النفس، وشجعت الكثير من الأوساط التربوية والتعليمية على توفير بيئة داعمة للأطفال، لتساعدهم على تطوير قدراتهم في الفهم والاستيعاب والإدراك، وبالتالي محصلة الذكاء الخاص بهم.

مقدمة عن الذكاء

نظرية سبيرمان في الذكاء (نظرية العاملين)

الإنكليزي تشارلز سبيرمان كان وضع هذه النظرية عام 1904 استنادًا إلى مفهوم العوامل، حيث يقول في نظريته إن الأنواع المختلفة من السلوك تستند إلى “عامل عام” واحد هو الذكاء وهذا العامل يتواجد لدى كل الأفراد دون استثناء على الرغم من تواجده بنسب متفاوتة لدى كل شخص وآخر، وكلما زادت هذه النسبة لدى الشخص كلما كان أكثر ذكاءً.

ويتبع للعامل العام هذا عوامل نوعية خاصة تشير إلى القدرات التي يمتلكها الفرد ويتميز فيها، مثل القدرات اللفظية والبصرية والإدراكية والتذكر وغيرها من القدرات العقلية، ومن ذلك يستنتج سيبرمان أن أي وظيفة عقلية يجب أن يكون لها عامل عام (الذكاء) وعامل خاص (القدرة).

وبحسب سبيرمان فأن العامل العام وهو الذكاء هو فطري وراثي ولا يتأثر بالظروف والبيئة المحيطة وبالتالي لا يمكن اكتسابه أو تنميته، في حين أن العامل الخاص (القدرات) قابلة للتنمية والتطوير وتتأثر بالظروف والبيئة المحيطة سلبًا وإيجابًا وهذا لا يعني أنه ليس لها أساس فطري.

اختبارات الذكاء

اختبار الذكاء ببساطة هو مقياس يخضع له الشخص بهدف استنتاج رقم يشير إلى مستوى القدرات المعرفية والذهنية التي يمتلكها الشخص. ويكون على شكل مجموعة من الاختبارات التي تصمم لقياس قدرات الشخص الذهنية مثل التعلم والتفكير المجرد والاستيعاب والمنطق.

هناك العديد من اختبارات الذكاء التي تستخدم لقياس القدرات العقلية للأشخاص حول العالم لعل أشهرها وأكثرها انتشارًا هو اختبار IQ Test، وهو يشمل العديد من الاختبارات التي تقيس الذكاء العام للفرد وتعطي نتيجة متوسطها لدى النوع البشري بين 90 إلى 120 درجة، ومن يحصل على أكثر من 120 في اختبار IQ يقال عنه بأنه بارع الذكاء أو متفوق، ومن يحصل على 130 أو أكثر يقال عنه بأنه موهوب، أما من يحصل على أقل من 70 درجة فهذا يعني أن الشخص لديه مشاكل على صعيد الذكاء العام.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله