15 خطوة تضمن التخلص من ادمان التسوق إلى الأبد

خزانة لم يعد فيها متسع لأي شيء، أشياء جديدة لم يتم استخدامها بعد، أموال تتبدد وترحل، ساعات وساعات في السوق، شراء الكثير والرغبة بالمزيد ندم والشعور بالعجز والأمر يزداد، إنه ادمان التسوق أو التسوق القهري ويجب التعامل معه قبل أن يتحول لمرض نفسي.

لا تغرك الفرحة في أثناء الشراء فهي تخفي خلفها مرض، لا تغرك مظاهر الثراء فهي تخفي خلفها استسلام لرغبة الامتلاك، إنه إدمان لا يشبه غيره، إدمان يتسلل ويسكن ويتزايد داخلنا ويتحكم بتصرفاتنا ويهدد حياتنا وكل ذلك بحجة التسوق، لكن الأمور ليست بهذه السوداوية ويوجد مجال للتحرك ولإعادة الأمور إلى وضعها الصحيح، لكن كيف؟

1 – التعرف إلى ادمان التسوق عن قرب

يعتبر ادمان التسوق أكثر أنواع الإدمان السلوكية انتشارًا، وهو ادمان يصيب الرجال والنساء بالمستوى ذاته ورغم ذلك لا يمكن إنكار دور المرأة في التسوق فنسبة النساء 80% من نسبة المدمنين بينما الرجال فقط 20%، وهو ليس بنوع جديد من الإدمان فقد عانى منه الكثير من الأشخاص عبر التاريخ منذ أوائل القرن 19، ويحدث نتيجة لعدد من الأسباب تدفع الشخص للتوجه القهري “بدون إرادة منه” للشراء.

وتوجد عدة تفسيرات لإدمان التسوق أهمها أنها حالة من الاضطراب النفسي المتعلقة بالمشاعر عند الشراء وتغير كيمياء الدماغ عندئذ، والتفسير الثاني على أنها حالة يعطي فيها الشخص لنفسه دفع من حنان الوالدان فعندما يكون الشخص صغير يشتري له أهله الأشياء عندما يقوم بعمل جيد أو عندما يشعر باليأس أو كتعبير منهما على الحب والحنان وهو يهدي لنفسه المشاعر ذاتها.

2 – معرفة أسباب إدمان التسوق

معرفة أسباب إدمان التسوق

توجد مجموعة من الأسباب التي تقف خلف ادمان التسوق وتزيد من حدته، لكن يمكن من خلال معرفتها وتحديدها ومن ثم التعامل معها خطو أو خطوات التخلص من هذا الإدمان.

الرغبة في امتلاك الأشياء

معظم الأشخاص الذين يعانون من ادمان التسوق يوجد لديهم رغبة عارمة في الحصول على الأشياء وامتلاك الكثير منها، وهذا بالضبط ما يدفعهم للشراء وخاصة فيما يخص كل جديد على صعيد الموضة والتكنلوجيا، فتجدهم على سبيل المثال يشترون الحقائب والاكسسوار والهواتف الجديدة فور صدورها.

الشعور بالفراغ والملل

كنوع من التسلية وهذا السبب يكون منتشر بين طبقة الأغنياء ممن لا يملكون هدف في الحياة يعملون على تحقيقه فتجدهم دائمًا ما يشعرون بالإحباط واليأس ويكون الحل في التوجه إلى الأسواق والشراء وهم تحديدًا يكون عندهم هذا الإدمان في أعلى مستوياته فلا يوجد أي رادع لهم فهم قادرون على شراء الأشياء مهما بلغ ثمنها، وعلى تخزينها مهما بلغ عددها.

سهولة القيام بالتسوق

في يومنا هذا أصبح أسهل الأشياء التي يمكن القيام بها هي التوجه إلى السوق أو مراكز التسوق وشراء الأشياء، وإن لم يكن عبر الأسواق والمتاجر فيمكن إدمان التسوق عبر الإنترنت فهو يوفر الكثير من الميزات ونفس متعة الشراء وأنت جالس في مكانك، بالإضافة إلى تعدد إمكانيات الدفع ووجود كم هائل من البضائع المتنوعة والمتجددة على الدوام كلها أمور جعلت من التسوق أمرًا سهلًا.

الرفاهية التي تضمنها الأسواق

نحن لا نذهب إلى الأسوق وفقط نشتري الأشياء والملابس هناك جزء أخر محبب بالنسبة لي كثيرًا ولعل هذا ما يدفعني شخصيًا للتسوق ألا وهو الرفاهية التي تضمنها الأسواق فتوجد المحلات التي تبيع ألذ أنواع الحلويات أو الأطعمة، بالإضافة إلى الحصول على فنجان قهوة، والإضاءة الساطعة في المتاجر الجدران المليئة بالمرايا كل هذا يعطي شعور بالبهجة، بالإضافة إلى عدم الشعور بالتعب بسبب الأدراج المتحركة والمكيفات وغيرها.

حب الظهور

مشاعر حب الظهور تتغلب علينا، فهناك فئة كبيرة من مدمني التسوق غايتهم من شراء الكثير من الأشياء هي الظهور بين محيطهم من أصدقاء وأقرباء بصورة غاية في الروعة، وقد يصل بهم الحال لدرجة عدم ارتداء القطعة ذاتها مرتين فيجب أن يراهم من حولهم في كل مرة بمظهر جديد كليًا.

3 – التأكد من أنك مصاب بإدمان التسوق

التأكد من أنك مصاب بإدمان التسوق

الرغبة بالتسوق وشراء الأشياء والشعور بالسعادة حيال ذلك من الأمور الطبيعية وإلا لكان العالم برمته مدم على التسوق، لذا يجب قبل الشعور بالقلق تحديد هل أنت حقًا مدمن تسوق ومن ثم التصرف على هذا الأساس، ويمكنك ذلك من خلال الإجابة بكل صدق عما ينطبق عليك مما يلي:

  • أشعر دائمًا بالرغبة في التسوق وشراء الأشياء فلا يجب الذهاب إلى السوق من دون شراء شيء.
  • أذهب إلى السوق بدون هدف وأعود محمل بالأكياس والقطع التي قد أستغرب من بعضها لما اشتريتها.
  • عندما أرى شيء جديد في السوق أشعر بغشاوة على عيني مع رغبة عارمة بالحصول عليه.
  • أجد التسوق هو أهم ما قد أفعله وهو مقصدي عندما أشعر بالفرح والسعادة أو بالاكتئاب والحزن.
  • أشعر بالندم عند عودتي للبيت مع كل الملابس والقطع التي اشتريتها.
  • توجد أشياء وملابس عندي مازالت جديدة، وفي أحيان كثيرة قد أخطئ وأشتري نفس القطعة لأنني نسيت ما أملك.
  • بدأ أهلي بالتذمر من شرائي المرضي للأشياء، ودائمًا ما يحاولون تنبيهي إلى هذا الأمر.
  • أختلق الحجج والأسباب الواهية للذهاب إلى السوق.
  • قد أكذب بشأن عدد الأشياء التي اشتريتها وثمنها خوفًا من النقد.

في حال كانت إجاباتك معظمها بالإيجاب فللأسف أنت مدمن تسوق.

4 – تحديد نوع ادمان التسوق الذي تعاني منه

تحديد نوع إدمان التسوق الذي تعاني منه

يوجد نوعين من ادمان التسوق الأول جزئي والثاني كامل:

  • الإدمان الجزئي وفيه يكون المدمن قادر على السيطرة على رغبته في الشراء إلا أنه وفي بعض الأحيان يستسلم لإدمانه، وهذا النوع يمكن التعامل معه وعلاجه بسهولة.
  • الإدمان الكامل وهنا المدمن لا يكون قادر على التحكم برغبته العارمة والهائلة في التسوق ويصل به الأمر إلى حد التسوق القهري أو المرض النفسي، ومن الضروري الاستعانة بالطبيب في العلاج.

5 – وضع قائمة بالأشياء التي تحتاجها

وضع قائمة بالأشياء التي تحتاجها

إنه من الأمور التي تشكل فرق كبير، فكلنا نذهب إلى السوق بغرض شراء حقيبة ونعود مع الكثير من الملابس وفي أحيان نعود مع أشياء كثيرة ما عدا الحقيبة التي توجهنا أساسًا لشرائها، لذا الحل يكون من خلال تجهيز قائمة كتابية على ورقة أو في هاتفك المحمول عبر التطبيقات المختلفة أو يمكن للتطبيق التالي مساعدتك في هذا: Color Note، ومن ثم التوجه إلى السوق والتركيز على القائمة فقط.

6 – الدفع بشكل نقدي وترك البطاقات الائتمانية

الدفع بشكل نقدي وترك البطاقات الائتمانية

وجد أن طريقة الدفع تؤثر بشكل مباشر مع إدمان التسوق فنسبة كبيرة من مدمني التسوق يعتمدون على بطاقات الائتمان أو يحملون الكثير من المال في حوزتهم عند الذهاب إلى السوق، أو يقترضون من الباعة حتى يعودون في اليوم التالي ومعهم النقود، لذا الحل يكون عبر ما يلي:

  • ترك البطاقات الائتمانية في البيت أو وضع حد معين لها حتى لا يتم تجاوزه في السوق.
  • التعامل مع الدفع النقدي لأن كيمياء الدماغ تكون مختلفة عند التعامل مع المال بشكل مباشر فسيكون من الصعب تبديد الكثير منه.
  • حمل مبلغ قليل جدًا من المال والامتناع عن الدين من البائعين.

7 – تجاهل كل من العروض والإعلانات الترويجية

فهم الهدف من العروض والاعلانات الترويجية

للأسف فإن عدد الأشخاص الذين يستفيدون من ادمان التسوق كبير جدًا وللأسف فهم يستغلوه بشكل مدهش، لكن لا يجب السماح لهم بهذا من خلال فهم كل ما يقومون به والنقاط التالية توضح الأمر:

  • استخدام ألوان قوية كالأحمر والأصفر مع الأبيض في الإشارة إلى الأشياء الجديدة يثير الدماغ وينبهه لذلك.
  • العروض الخاصة والحسومات تدفع مدمن التسوق برغبة لا إرادية للحصول على الكثير من الأشياء التي لا يحتاجها ظنًا منه أنه يفعل أمر جيد.
  • عرض الأشياء بطريقة معينة مع رائحة خاصة كلها أمور مرتبطة بالإدمان على الشراء وتزيد من رغبتك في ذلك.

8 – مرافقة الأقرباء أو الأصدقاء إلى السوق

مرافقة الأقرباء أو الأصدقاء إلى السوق

إنها من الأمور الأكثر نفعًا فيما يخص التخلص من إدمان التسوق وعلى الأقل في المراحل الأولى من العمل على ذلك وهو مرافقة شخص أخر لك في السوق يعمل على إرشادك ومنعك من شراء الأشياء التي لا تناسبك أو التي لا أهمية لها، بالإضافة إلى خجلك أمامه من المثول لرغبة الشراء ودفع أموال طائلة على الأشياء، لكن إياك واصطحاب مدمن تسوق آخر لأن الأمر سيتحول إلى كارثة!

9 – التنزه بعيدًا عن مراكز التسوق والمولات

التنزه بعيدًا عن مراكز التسوق والمولات

لأن السبب في إدمان التسوق قد يكون الرفاهية والمتعة التي نجدها في السوق فالحل هنا يكون عبر الحصول عليها لكن بعيدًا عن مراكز التسوق بحيث لا يكون أي مجال لشراء الأشياء، كالذهاب في نزهة إلى السينما أو السير في الحديقة ولا مشكلة في الحصول على بعض الحلوى لكن بشكل معتدل حتى لا تؤثر على وزنك ويصبح من الضروري العمل لإنقاص الوزن.

10 – تربية الأطفال منذ صغرهم

تربية الأطفال منذ صغرهم

لأن من شب على شيء شاب عليه تكون مهمة الأهل تربية الأطفال بحيث لا يصبحون في أي يوم من الأيام مدمني التسوق، والنقاط التالية تلخص الأمر:

  • مكافئة الأبناء بأشياء غير الشراء فهذا سيعمل على تخطي الرابط بين الشعور بالفرح والسعادة وبين الشراء.
  • التعود على تحديد الحاجيات قبل التوجه إلى السوق وتوعيتهم بشأن أن علينا شراء الشيء المحدد فقط.
  • تعليمهم أن ما يشاهدونه من إعلانات لأشياء وألعاب على التلفاز مجرد مبالغات لا معنى لها فهذا سيبدد رغبتهم وانبهارهم بهذه الأشياء.

11 – تنمية الذكاء العاطفي بخصوص التسوق

تنمية الذكاء العاطفي بخصوص التسوق

تنمية الذكاء العاطفي فيما يخص الشراء هو من أهم الأشياء التي يمكن أن تخلصك من هذا الإدمان فهو يضمن لك القدرة على التحكم برغباتك ومشاعرك ولا يسمح لها هي بالتحكم بك، وكل ما عليك القيام به هو كتابة المشاعر التي اختبرتها في السوق وفي أثناء الشراء والكلمات التي قلتها والألوان والإعلانات التي جذبتك، ومن ثم إعادة قراءتها والتفكير والتمعن بها، وتكرار الأمر عدد من الأيام يتراوح بين الـ 7 – 21 (حسب درجة الإدمان ونوعه)، هذا سيجعل من تجربة الشراء وما يحيط بها من مشاعر أمر معروف بالنسبة لك وستملك القدرة على تخطي الأمر بسلام.

12 – لماذا أشتري؟

التعرف إلى ادمان التسوق عن قرب

إنه السؤال الذي ينهي رغبتك في الشراء – لماذا أشتري هذا؟ لماذا قد أبدد أموالي على هذا؟ – عليك تحديد الإجابة فإن كانت من بين الإجابات التالية فلا تشتري هذه القطعة أو على الأقل فكر بشيء بديل عن الشراء.

  • أشتري هذا لأجل شخص ما أو لأجل نيل إعجاب شخص ما.
  • أشتري هذا لأن صديقي لديه مثله وظهر جميلًا عندما قام باستخدامه.
  • أشتري هذا لأنني دخلت إلى هذا المتجر وأشعر بالإحراج إن خرجت دون شراء أي شيء.
  • أشتري هذا لأنني قد أستخدمه يومًا من الأيام.
  • لا أعرف لماذا أشتري هذا.

13 – بعض التعديلات على ملابسك القديمة

بعض التعديلات على ملابسك القديمة

في حال كان ما يدفعك للشراء والمبالغة في الشراء هو مواكبة الموضة التي تتجدد بين يوم وآخر أو لنقل بين ساعة وأخرى فيمكن التخفيف من المشكلة عبر متابعة الموضة وإجراء بعض التعديلات على الملابس القديمة عندك لكنها مازالت جديدة وأحيانًا تكون ورقة هذه القطع عليها، فهذا يضمن لك تجديد في ملابسك والحد من رغبتك في الشراء.

14 – العد حتى 10 قبل الشراء

العد حتى 10 قبل الشراء

قد نرى قطعة جميلة جدًا أو قبعة رائعة تعجبنا وتعمينا ونشعر بالحاجة لشرائها لكن الأمر لا يقف عند حد كونها جميلة بل توجد الكثير والكثير من النقاط التي يجب التفكير والبحث فيها، لذا قبل أن تقرر دفع أموالك مقابل قطعة ما عليك العد حتى 10 والتفكير في الأمور التالية:

  • هل أملك ملابس تناسبها؟ أم أنني بحاجة لشراء المزيد حتى أتمكن من ارتدائها؟
  • هل هذه القطعة تناسبني وسأستخدمها؟ أم أنها فقط جميلة؟
  • ماذا لو لم أقم بشرائها هل سينعكس ذلك سلبًا؟
  • متى وأين يمكن أن أستخدم هذه القطعة؟
  • هل سأشعر بالندم بسبب شراء هكذا شيء؟

15 – جرب الصيام للتخلص من إدمان التسوق

جرب الصيام للتخلص من إدمان التسوق

عليك خلق فترات من الصيام عن الشراء وبشكل تدريجي ومع الاستمرار في الأمر ستحل مشكلتك مع ادمان التسوق فمثلًا في بداية الأمر عليك الامتناع عن التسوق مدة يومين ومن ثم ثلاث وهكذا حتى تصبح أنت من تحدد اليوم والفترة التي ستشتري خلالها الأشياء ولا تسمح للرغبة في ذلك بأخذك إلى السوق كلما رغبت.

إذا أعدنا التفكير في الأمر فكل شيء يمكن أن يتحول إلى إدمان في حال الاستمرار به والرضوخ إليه، لذا دائمًا ما يجب أن نقف ونعيد النظر فيما نفعل ونحدد هل هو الصواب أم لا.

قد يهمك أيضًا:

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله