4 خطوات لمعالجة التهاب وتضخم اللوز ومتى تقرر عملية ازالة اللوز

الكثيرين يعتقدون إن التهاب وتضخم اللوز أو اللوزتين يصيب الأطفال فقط، أو إن الأطفال قد يتصنعون ألم منطقة اللوزتين للتغيب عن المدرسة والاستمتاع بعناية أهاليهم على إنهم مرضى.

إلا إن الأمر يختلف عن ذلك، بحسب الدراسات فأن الأطفال هم أكثر عرضة للإصابة بذلك، ولكن ليس بالضرورة إن التهاب وتضخم اللوز يحدث للأطفال فقط، الكبار أيضًا قد يعانون من التهاب اللوزتين شأنهم في ذلك شأن الأطفال، وقد يجبرهم ذلك على لزوم السرير ويعيقهم عن متابعة نشاطاتهم المعتادة.

التهاب وتضخم اللوز

كيف يحصل التهاب اللوز؟

يكون التهاب اللوز عادةً نتيجة بكتيريا ضارة تصيب خلايا أنسجة اللوزتين وتحدث فيها التهاب فيروسي. البكتيريا الضارة هذه تصل إلى اللوزتين عن طريق الفم باعتبار تتموضع اللوزتين في مقدمة الحلق وتساهمان بدور كبير في منع البكتيريا والجراثيم التي تدخل الفم عبر الهواء والطعام والشراب من الوصول إلى تجويف الجسم؛ لذا تؤدي أحيانًا هذه البكتيريا إلى التهابات فيروسية عند وصولها إلى اللوز في البلعوم.

معظم حالات التهاب اللوز تكون نتيجة “فيروسات متعددة الميكروبات”، لذا سابقًا كان يتم معالجة هذه الحالات بأنواع مختلفة من المضادات الحيوية بما فيها البنسلين. إلا إن هذا العلاج لم يكن ينفع في كل الحالات، وكان يتسبب أحيانًا ببعض التأثيرات الجانبية.

بالتأكيد يوجد أعداد هائلة من البكتيريا والفطريات تعيش في الجسم خصوصًا في مجاري البلعوم والهضم والمعدة، إلا إنه كلها غير ضارة، كونها تتواجد مع الوظائف العضوية للجسم مثل جهاز المناعة، عملية الهضم، امتصاص البروتين وغير ذلك من الوظائف ولا تعيق هذه الأجهزة عن عملها. إلى إن المشكلة مع البكتيريا تظهر عند تواجد بكتيريا ضارة ونشطة تبدأ بالتكاثر وإعادة إنتاج نفسها بأعداد أكبر في كل مرة، مؤدية إلى التهاب وآلام وتضخم في المكان الذي تتواجد فيه من الجسم.

توضع اللوز في مقدمة البلعوم يجعلها عرضة أكثر من غيرها لاستقبال البكتيريا والفطريات الداخلة للجسم عن طريق الفم، مما يعزز من فرص حدوث التهاب وتضخم اللوز بسبب تزايد احتمال أصابتها بأنواع مختلفة من البكتيريا الضارة.

كيف يتم تشخيص التهاب وتضخم اللوز؟

في الحقيقة ليس من السهل تشخيص التهاب وتضخم اللوزتين، فقد يكون الالتهاب فعلًا بها أو يكون الألم نتيجة نزلة برد أو زكام أو التهاب في البلعوم وليس في اللوز. لذا الطريقة الأفضل لتشخيص التهاب اللوزتين هو زيارة الطبيب ليقوم بوظيفته في فحص اللوزتين والتأكد من حقيقة الحالة التي تصيبك، ونوع البكتيريا التي تعاني منها، خاصة وإن الطبيب لديه الأدوات اللازمة لذلك والتي تمكنه أيضًا من رؤية اللوزتين وتحديد ما إذا كانت البكتيريا هي المسببة للحالة.

الشيء الجيد في الموضوع إنه ليس بالضرورة أن يكون التهاب اللوزتين مصاحب لألم أو ضعف عام وشعور بالمرض، وحتى في كثير من الأحيان يمكن أن تشفى من حالة التهاب وتضخم اللوز تلقائيًا ودون معالجة طبية فقط إذا أعطيتها الوقت الكافي.

بعد تشخيص الطبيب للحالة وفي حال كانت الحالة ناتجة عن بكتيريا أو عدوى هوائية يمكن معالجة الحالة دون أي شكل من المستحضرات الطبية أو المضادات الحيوية، وإنما باتباع بعض الطرق الطبيعية التي سنذكرها هنا.

4 خطوات لمعالجة التهاب وتضخم اللوز

1 – خذ وقت كافٍ من الراحة

عادةً عندما تتعرض أجسامنا لكم من الضغط النفسي أو الجسدي، يجب منحها الراحة فورًا قبل أن تسوء الأمور. تلك الراحة قد تكون بأشكال مختلفة منها الحصول على وقت كافٍ من النوم (بين 8 إلى 9 ساعات)، التخفيف من عدد ساعات العمل إن شعرنا إن العمل بدء يؤثر علينا، قد تكون الراحة بالإضافة لذلك بالتوقف عن ممارسة الرياضة لفترة.

أي شكل من أشكال النشاط قد يسبب لنا الضغط ويستنزف طاقة الجسم حاول الابتعاد عنه لفترة من الوقت، بينما تسترجع صحتك الكاملة أثناء التهاب وتضخم اللوز.

2 – عالج التهاب البلعوم بطرق طبيعية

في حال ظهور أعراض لالتهاب البلعوم يمكن اللجوء لبعض الطرق الطبيعية في المنزل لتجنب وصفات الأطباء، هذه الطرق قد تشمل عند البعض تناول مشروبات باردة أو الأيس كريم، أو بعض المشروبات الدافئة فمن المعروف عنها إنها تخفف آلام التهاب الحلق.

الأطعمة الخفيفة أيضًا من المعروف إنها تخفف من التضخم الذي يحصل للوزتين أثناء الالتهابات، هذه الأطعمة مثل الخضار والفواكه بالمقام الأول، أطعمة أخرى خفيفة قد تفيد في ذلك مثل الشوربة بالبطاطا المهروسة والزبادي، السوائل تساعد في طرد السموم والمحافظة على الرطوبة. ولكن يفضل تجنب الأطعمة والمشروبات الحارة جدًا والحمضيات والمواد السكرية والمشروبات الغازية خلال فترة العلاج من التهاب وتضخم اللوز.

الغرغرة بالماء الدافئ مع الملح، أو مع بعض المواد المهدئة خاصة الطبيعية منها مثل جذور العرقسوس مفيدة جدًا في التخلص من الألم الذي يصاحب التهاب البلعوم واللوزتين، جذور العرقسوس كانت قد أثبتت فاعليتها في تخفيف آلام البلعوم واللوزتين وذلك عند إضافتها إلى الماء ثم الغرغرة بها.

ويمكن الغرغرة بالماء والملح في حال لم تتوافر جذور العرقسوس، أضف 5 غرام من الملح إلى نحو 240 مللي من الماء الدافئ، والتغرغر بها أربعة إلى خمسة مرات في اليوم حتى الشفاء الكلي.

وأخيرًا لا ننسى فائدة العسل في معالجة التهابات البلعوم وآلامه وكذلك اللوزتين، يمكن إضافة العسل الصافي إلى الماء والزنجبيل أو الماء والقرفة، أو تحلية كوب من شاي البابونج أو الزهورات بملعقة من العسل. كانت قد أظهرت بعض الدراسات إن العسل يفيد في معالجة أثار نحو 60 نوع من البكتيريا وبعض الفطريات والفيروسات، عدا عن إنه يحوي خصائص مضاد حيوي ومضاد فيروسات.

في حال لم تنفع الطرق السابقة في التخفيف من حدة الألم الحاصل وغيرها من أعراض الالتهاب يمكن اللجوء لمسكنات الألم وحتى لو دون وصفة طبية، حيث سيساعد في التخفيف من الآلم والتضخم الحاصل للوزتين. ولكن يجب الحذر عند استخدام مسكنات الألم دون وصفة طبية وخاصة مع الأطفال وصغار السن حتى لا تتسبب بأي تأثيرات جانبية أو مشاكل صحية أخرى.

3 – احصل على هواء نظيف

الهواء المنعش والنظيف يساعد في منع التقلصات التي تحدث للمجاري التنفسية وبالتالي تحسن أسرع على صعيد الحالة الصحية والشفاء من التهاب وتضخم اللوز.

يمكن الحصول على الهواء النظيف عبر تجديد هواء الغرفة المتواجدين فيها باستمرار والابتعاد عن مصادر تلويث الهواء مثل الأماكن التي يتواجد بها مدخنين أو ازدحام شديد، إضافة إلى التواجد في الخارج بأجواء نظيفة لأطول فترة ممكنة.

أما في حال عدم الرغبة بالتواجد في الخارج لسبب ما أو البعد عن أماكن الهواء النظيف أو في أيام الشتاء حيث لا يمكن التواجد في الخارج أو تجديد هواء الغرفة باستمرار بسبب برودة الأجواء، يمكن اللجوء إلى أنظمة الهواء المرطب في أنظمة التكييف حيث يساعد ذلك على تنظيف الهواء الذي نستنشقه والحد من جفافه.

4 – حاول تحسين عمل جهاز المناعة

بالتأكيد كلما زادت عنايتك بصحة جسمك كلما كنت أقل عرضة لمواجهة شتى أنواع الأمراض. واحدة من أفضل الطرق للحد من الالتهابات والعدوى التي تحصل في الجسم هو النظام الغذائي الصحي والغني بالمواد الضرورية للجسم، الذي يعزز من عمل جهاز المناعة.

يمكن الاعتماد على نظام غذائي قائم على الأطعمة المضادة للالتهاب حيث يساعد على زيادة نشاط الدورة الدموية ويسمح لجهاز المناعة بالرد بفعالية على أي تهديد لأعضاء الجسم من قبل البكتيريا والفيروسات.

أيضًا يمكن التركيز على الأطعمة الغنية بالبروتينات التي تساعد في التخفيف من السموم وتزيد نشاط الغدد اللمفاوية، وتجنب الأطعمة التي تسبب تهيجات هضمية أو تؤثر على نشاط الدورة الدموية أو عمل جهاز المناعة مثل

  • منتجات الألبان، الصويا، المحار، الأطعمة المعلبة.
  • المنتجات التي تحوي كمية من الدسم الحيواني وتكون منخفضة الجودة، كاللحوم المعلبة.
  • المنتجات المستخرجة من المحاصيل الزراعية التي يتم رشها بكميات كبيرة من المبيدات.
  • الزيوت النباتية المكررة.
  • الأطعمة المعلبة التي تحوي مواد حافظة أو كيماوية.
  • الوجبات الخفيفة عالية السكر.

تلك كانت الأطعمة التي يجب عليك تجنبها، أما الأطعمة التي ينصح بها فهي:

  • الخضراوات الورقية الخضراء.
  • المأكولات التي تحوي أوميغا 3، مثل المأكولات البحرية.
  • المكسرات.
  • الزيوت غير المكررة.
  • الأعشاب والتوابل مثل الزنجبيل والكركم والثوم.
  • العسل.

هناك أطعمة ومغذيات أخرى من المعروف عنها إنها مفيدة وفعالة في علاج التهاب البلعوم واللوزتين وتضخمهما مثل نبات شجر المر والليمون والأريغوانو، إضافة إلى زيوت البخور التي يمكن استخدامها عبر دلك منطقة الحلق بالزيت.

جذور العرقسوس ونبات الميرمية وجذور الأرقطيون كلها نباتات عشبية تساعد في تخفيف حدة الالتهاب، سرعة التئام الجروح، الحد من السعال، والتخلص من آلام البلعوم. يمكن تناولها بعد تجهيزها مثل الشاي، بحيث تنقع قليل منها في كوب من الماء الدافئ، يمكن تحليته بشيء من العسل وذلك حسب الرغبة.

متى يقرر الطبيب عملية إزالة اللوز؟

في بعض الحالات – عند الأطفال وعند الكبار على حدٍ سواء – يقرر الطبيب إنه من الأفضل التخلص من اللوزتين لدى المريض وبشكل نهائي وذلك عبر عمل جراحي يتم فيه استئصال اللوزتين من البلعوم.

يستند الأطباء عادةً إلى عدة أمور في حال اتخاذهم لقرار إزالة اللوز للشخص، وهذه الأمور هي:

  • في حال كثرة التهاب اللوز لدى الشخص وتكرر الإصابة بذلك لأكثر من ستة مرات على مدار السنة، وطبعًا بعد التشخيص من قبل الطبيب حتى لا يختلط على المريض حالتي التهاب البلعوم والتهاب اللوز، ومع اعتبار الطبيب للأسباب أو أي مشاكل صحية أخرى مصاحبة لالتهاب اللوز مثل انسداد انفي أو جيوب.
  • في حالة التضخم الكبير الذي يحصل للوزتين أثناء الالتهاب، حيث قد يعيق هذا التضخم قدرة الشخص على التنفس بشكل سهل وطبيعي، أو يعيق إمكانية دخول الطعام إلى التجويف الهضمي، وحتى يؤثر ذلك لدى البعض على شكل خروج صوتهم.
  • في حال تسبب التهاب اللوزتين بأمراض مزمنة أخرى، مثل التهاب كلوي مزمن، التهاب للأذنين، روماتيزم في المفاصل، أو روماتيزم ما يعرف بالصمام الميترالي للقلب.
  • أسباب أخرى قد تدفع الطبيب إلى إزالة اللوزتين، في حال وجود أورام خبيثة مثلًا، أو وجود خراج تحت اللوزتين، في حالات حصول ضيق في التنفس أثناء النوم، التغير المفاجئ في حجم اللوزتين أو إحداهما، حتى في بعض الحالات للتخلص من الشخير أو رائحة الفم الكريهة يتم استئصال اللوزتين.

تتم العملية عبر الفم وتحت تأثير المخدر ولا تشتمل على الكثير من المخاطر وتصنف إنها عملية جراحية بسيطة وسريعة، وإما يتم فيها إزالة اللوزتين بشكل كامل أو التخلص من بعض الأجزاء التي تسد البلعوم أو المجاري التنفسية وذلك بحسب ما يقرر الطبيب.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله