ماذا تعرف عن النباتات الطبية وما أهميتها؟

أهمية النباتات الطبية

تعرف النباتات الطبية بأنها كل شيء من أصل نباتي، وتحتوي على مادة أو عدة مواد طبية قادرة على علاج مرض معين أو التقليل من الإصابة به أو التي تحتوي على المواد الأولية المستخدمة في تحضير المواد الطبية.

ويمكن جعل النباتات الطبية أكثر فعالية في مجال التداوي والعلاج، إذا تم الاطلاع على النتائج التي توصل إليها الكثير من الأطباء والعلماء والحكماء قديمًا وحديثًا، وبهذا يمكن الارتقاء بالمستوى الصحي العام وتصحيح جميع المفاهيم الخاطئة.

أهمية النباتات الطبية

يمكن تلخيص أهمية النباتات الطبية في الوقاية والعلاج كما يلي:

  • يمكن استخدامها في الحالات المرضية التي يصعب استخدام الأدوية الكيميائية فيها خوفًا من تدهور حاله المريض وإصابته بأعراض جانبية خطيرة.
  • تتميز بأمان استعمالها وسهلة التطبيق دون الحاجة إلى مهارات وخبرات خاصة في تحضيرها وإعدادها للاستعمال.
  • متوافرة في معظم البلدان مما يجعلها سهلة التناول رخيصة الأسعار إذا ما قورنت بالأدوية الكيميائية غالية الثمن.
  • استخدامها في بلدان العالم الثالث بسهولة ويسر.
  • معالجة أكثر من حالة مرضية في آن واحد لاحتواء النبات على مركبات عديدة فضلًا عن الفيتامينات والمعادن ذات الأهمية في تقوية المريض وتحسين صحته.
  • الاطمئنان النفسي عند استخدامها للعلاج كونها طبيعية من خلق الله.
  • صعوبة تحضير بعض المركبات النباتية ذات الفعالية العلاجية الكبرى، وغيرها المستخدمة لأمراض القلب صناعيًا وفي المعامل لوجود مركبات أخرى ملازمة لها تعطيها الفعالية الطبيعية حيث تفقد الخاصية عند فصلها وتنقيتها، لذلك تستخدم النباتات فقط.

أهم مجالات استخدام النباتات الطبية

تتعدد المجالات التي يمكن أن تستخدم فيها النباتات الطبية ومن هذه المجالات:

  • تحضير بعض الأدوية مثل أدوية تسكين ألام المفاصل والالتهابات، وأدوية ارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين والمطهرات.
  • إنتاج البذور الثابتة حيث تحتوي بذور بعض هذه النباتات على زيوت ثابتة تدخل في تركيب بعض المستحضرات الطبية.
  • تجهيز الأغذية الخاصة بعلاج مرض تصلب الشرايين والذبحة الصدرية مثل: زيت بذور عباد الشمس والكتان والخروع.
  • تصنيع المبيدات الحشرية التي تعتمد على ما يوجد في النباتات الطبية من مواد قاتلة للحشرات والفطريات.

ومن مجالات استخدامها أيضًا

  • تستخدم كتوابل أو بهارات أو مشروبات.
  • معظم الأدوية الكيميائية التي بين أيدينا اليوم منشؤها الأول النباتات الطبية، أو أنها محاكاة مخبرية لمادة طبيعية وجدت في نبات طبي ما، مثل حمض الصفصاف المستخرج من نبات الصفصاف والمستعمل في صناعة المسكنات على نطاق واسع.
  • النباتات الطبية كانت سبب الشفاء والتداوي عبر آلاف السنين، لأنها تحتوي على تيربينس (Terpenes C5H10) وهي مواد طبيعية ذات وزن جزئي منخفض، بإمكانها أن تجتاز الأغشية الخلوية بسهولة محدثة تفاعلات بيولوجية تؤدي إلى الشفاء الآمن.

التوجه العالمي للنباتات الطبية

بفضل التطور والتقدم العلمي في شتى الميادين استطاع الإنسان الاستغناء تدريجيًا عن النباتات الطبية في العلاج واستبدالها بالأدوية والعقاقير الكيميائية، فكان من المتوقع تراجع المرض والسيطرة عليه، لكن ما حدث هو العكس. حيث عرف الإنسان أمراضًا لم تكن موجودة من قبل، وظهرت الأمراض المزمنة. والسبب في ذلك أمور عديدة منها:

إن الأدوية التي يتناولها المريض تعمل في أغلب الأحيان على إخفاء أعراض المرض بينما يبقى المرض كامنًا ليتحول إلى الحالة المزمنة فضلاً عن تأثيراته الجانبية في خفض مقاومة الجسم للأمراض. وفي يومنا هذا نجد أن مراكز البحوث العلمية في الدول المتقدمة ومنظمة الصحة العالمية تكشف لنا دور الأدوية الكيميائية المصنعة من قبل الإنسان وعن آثارها الجانبية الخطيرة حتى أنه أصبح ضمن القائمة السوداء للأدوية السامة مثل: أدوية الحساسية والأسبرين والكلورومايسبن …الخ.

تقسيم النباتات الطبية

توجد عدة تقسيمات للنباتات الطبية معتمدة على عدة بلدان منها:

التقسيم النباتي:

يعتمد على المجاميع والعائلات النباتية، حيث تهتم بالشكل المورفولوجي والتراكيب الداخلية.

التقسيم الكيميائي:

يعتمد هذا التقسيم على المركبات الفعالة عطريًا والمختلفة تركيبًيا، والمواد الأولية والثانوية المنتجة في النباتات التي لها استخدامات واسعة في الطب.

التقسيم العلاجي:

يعتمد هذا التقسيم على مجموعة النباتات التي تعالج كل مرض على حدا.

التقسيم الصناعي:

يعتمد هذا التقسيم على نوعية المنتجات الطبيعية واستخداماتها الصناعية، مثل العطرية والطبية والتوابل…الخ.

تاريخ النباتات الطبية

ومن العصور التي وجودت فيها النباتات الطبية:

عصور ما قبل التاريخ

تم استخدام النباتات منذ عصور ما قبل التاريخ كأدوية، وعلى الرغم من أنها ليست بالضرورة فعالة. وتم استخدام التوابل جزئيًا لمواجهة تلف الأغذية الناجم عن البكتيريا، وخاصة في المناخات الحارة وخاصة اللحوم، التي تعد واحدة من أسرع الأطعمة تدهورًا.

وكانت المستوطنات البشرية محاطة في كثير من الأحيان بالأعشاب التي تم استخدامها كنباتات طبية، مثل الهندباء ونبات القراص وغيرها. بالإضافة إلى أنه تم العثور على عينات نباتية في مواقع دفن ما قبل التاريخ، الذي يقدم دليلًا على أن الناس كان لديهم معرفة باستخدام النباتات الطبية في العصر الحجري القديم.

العصور القديمة

يتم التعرف على مئات النباتات الطبية بما في ذلك المر والأفيون في أقراص الطين. في مصر القديمة، ويسرد أنه يوجد أكثر من 800 نبات طبي، مثل الألوة، الحشيش، الخروع، العرعر، وغيرها.

في العصور الوسطى المبكرة

حافظت الأديرة البينديكتية على المعرفة الطبية في أوروبا، عن طريق ترجمة ونسخ النصوص الكلاسيكية والحفاظ على حدائق الأعشاب.

في العصر الذهبي للإسلام

ترجم العلماء العديد من النصوص اليونانية الكلاسيكية إلى العربية، مضيفين تعليقاتهم الخاصة. ومن بين هذه النصوص، دواء ديوسكورايد (De materia medica de Dioscorides). وازدهرت الأعشاب في العالم الإسلامي وخاصة في بغداد والأندلس. ومن بين العديد من الأعمال المتعلقة بالنباتات الطبية:

  • أعمال أبو القاسم خلف بن عباس الزهراوي (936–1013)، الذي يعرف باسم ألبوكاسيس.
  • أعمال ابن البيطار (1197-1248) الذي سجل مئات النباتات الطبية في كتابه مجموعة النبلاء، منها الجوز والتمر الهندي.
  • قام ابن سينا ​​بتجميع العديد من النباتات في موسوعة قانون الطب. بالإضافة إلى ذلك كتب أبو ريحان بيروني وابن زهر كتب عن الأدوية.

العصر الحديث المبكر

في القرنين التاسع عشر والعشرون تم تغيير مكان النباتات الطبية بشكل جذري مع تطبيقات التحليل الكيميائي. وتم عزل القلويات من سلسلة من النباتات، بدءًا من المورفين، المستخرج من الخشخاشفي عام 1806م، وتم عزل الكينين من شجرة الكينين. ومع تقدم الكيمياء، تم اكتشاف فئات جديدة من المواد الفعالة دوائيًا في نباتات طبية مختلفة.

القواعد الكيميائية النباتية

تنتج جميع النباتات مركبات كيميائية تمنحها مزايا طبية. ويمكن استخدام هذه المركبات الكيميائية النباتية كأدوية. مثل الديجوكسين، الذي يتركز في أوراق وزهور الديجيتال بوربوريا كمادة سامة إذا استهلك من قبل الحيوانات العاشبة، ويستخدم علاجيًا كمؤثر في التقلص العضلي للمرضى الذين يعانون من عدم انتظام ضربات القلب.والكينين المركب الرئيسي المستخدم في علاج الملاريا حتى تم استبداله بأدوية اصطناعية أخرى أكثر فعالية تشكل التركيبة والنشاط الدوائي لهذه المركبات الموجودة في النباتات، الأساس العلمي لتطبيقها في الطب الحديث. ومن المجموعات الرئيسية للمركبات الكيميائية النباتية ذات النشاط الدوائي هي قلويدات، جليكوسيدات، بوليفينول وتربينات.

طرق تحضير النبات الطبي

ومن أكثر الطرق شيوعًا:

فوائد أكليل الجبل

التسريب:

حيث يتم إذابة المكونات النشطة في الماء من خلال طهي طويل إلى حد ما. ويتم شرب الشاي العشبي الناتج،

وتشمل النباتات المستخدمة بهذه الطريقة، يكون المكون النشط في الزيزفون هو الأوجينول، والماراكويا التي تشمل مكوناتها النشطة هارمول وهارمانو، أو القهوة التي تحتوي على الكافيين.

الكمادات الساخنة:

يتم تطبيقها بشكل عام في حالة الالتهابات والخراجات أو البرد، ويفضل علاج حالات الصداع أو التهاب الملتحمة.

السلطات:

إنها طريقة من طرق تناول الأعشاب الطبية بشكلٍ مباشرة، دون أي تعديل أو تحول ناتج عن المعالجة. ويتم غسل وتطهير أجزاء النبات التي تنوي تناولها، ويتم تحضيرها كسلطة تقليدية، وتتبيلها بالملح وزيت الزيتون والخل أو الليمون.

شراب:

يتم تحضيرها عن طريق استخراج المكونات النشطة أو الطبية للنبات بالماء ثم إذابة كمية كبيرة من السكر أو العسل كمادة حافظة. يمكن تحضيره من مستخلصات كحولية مائية، يتم الاحتفاظ به لفترات طويلة وعادة ما يتم منحه نكهة لطيفة لتسهيل إعطاءه للأطفال.

الأبخرة:

يتم استخدام أبخرة بعض النباتات، المنبعثة من الحرارة لعلاج اضطرابات الجهاز التنفسي.

بعض الوصايا لاستخدام النباتات الطبية

  • كفاءة العشبة تتوقف على عوامل كثيرة منها نضجها، ووقت جمعها وطرق تجفيفها وطرق تخزينها ومدة التخزين قبل الاستعمال.
  • معظم النباتات التي تحتوي على زيوت عطرية تنتهي فعاليتها بعد مضي ثمانية أشهر على تجفيفها.
  •   ما يكون مناسب لك من نبات ليس بالضرورة أن يناسب غيرك فلكل جسد إنساني طبيعته.
  • النباتات الطبية مجال فسيح ولا يمكن التعامل معها بهذه البساطة والمجانية، فمنها ماهو سام ومنها ما هو قاتل.
  • طرق تجهيز النباتات الطبية كثيرة فمنها ينقع بالماء البارد ومنها ينقع بالماء الساخن، ومنها يحتاج إلى الغلي…الخ.
  • العطار ليس بالضرورة رجل عارف بخواص النباتات الطبية فهو في أغلب الأحيان تاجر، فلا تثق بكلامه قبل التأكد من مصدر موثوق.
  • تخزين النباتات بعد تجهيزها (كالنقع أو الغلي)، لأنها يمكن أن تتخمر، وذلك يؤدي إلى تحولها إلى مواد غير آمنه صحيًا.
  • لا تشتري الأعشاب مطحونة من العطار، يفضل شرائها بالشكل الأصلي، والتأكد من عدم تسوسها وعدم تخزينها لفترات طويلة، وفي حالة النباتات التي تحتوي على زيوت عطرية يمكن معرفة إذا كانت النباتات جديدة أم قديمة. 
  • معرفة النباتات الطبية بوابة مفتوحة لكل محب ومجتهد، لكن تلك المعرفة لها ضريبة شاقة، فيجب الإلمام الكامل بكل المعلومات التي تخصها.

ملاحظات عامة ومهمة

  • 30 مل من زيت اليانسون كافية لقتل البشر.
  • الزعتر والبابونج يسببان الإسقاط في الأشهر الأولى من الحمل.
  • الزنجبيل لايعطى للحوامل في الأشهر الأولى، ولكنه مفيد جدًا فيما بعد.
  • زيت اللوز المر ممتاز لالتهابات الأذن، ومفيد جدًا للحساسية الصدرية والكحة، ولكنه لا يخلو من السمية، لذا لا يستخدم إلا بإشراف مختص.

في النهاية..

يعود استخدام النباتات في الطب التقليدي إلى عصور ما قبل التاريخ، لكن العلم الحالي جعل من الممكن تحديد وعزل وإنتاج مئات المكونات النشطة لإعداد الأدوية المستخدمة في علاج الأمراض المختلفة. ومع ذلك لا يزال الاستخدام التقليدي للنباتات الطبية مستمرًا، خاصةً في المجتمعات الأقل تصنيعًا، التي تواجه صعوبات في الحصول على الأدوية.

وبالتالي فإن منظمة الصحة العالمية (WHO) تنسق شبكة لتشجيع الاستخدام الآمن والعقلاني للطب التقليدي، لأنه في الغالب لا تكون جميع النباتات الطبية مفيدة للجسم، أو ببساطة العنصر النشط. يجب أن تؤخذ جرعته بعناية.

المراجع

https://es.wikipedia.org/wiki/Planta_medicinal

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله