ضعف الشخصية عند الأطفال وأسبابه

الآباء هم أغلى شيء في عيون أطفالهم. إنها مسؤولية كبيرة بالنسبة لهم، لأن مهمتهم هي التربية الصحيحة لأطفالهم الذين يأملون أنهم سيصبحون أفرادًا فعالين وناجحين في مجتمعاتهم.

فما هو العامل الرئيسي الذي يمارس تأثيرًا كبيرًا على نمو الطفل؟ وكيف يؤدي جو الأسرة دورًا هامًا ضمن تحديد نوعية العلاقات المتبادلة بين أفراد الأسرة.

 سواء كان عمدا أم لا، العديد من الآباء يخطئون في عملية التنشئة. وفي وقت لاحق قليلًا تتحول هذه الأخطاء إلى عادات أبوة وأمومة سلبية وتجعل الطفل ذو شخصية ضعيفة وغير ناجحة في المستقبل.

ضعف الشخصية عند الأطفال

رأي المربين

هناك القصص الكثيرة التي يحيكها المربون التربويون في المدارس حيث كان عليهم التعامل مع عدم الكفاءة التربوية للوالدين في الأسر التي تعاني من المشاكل والحرمان أوصلتهم الى استنتاج مفاده أن أسلوب الآباء والإهمال والعادات الغير سليمة يمكن أن تكون ضارة جدًا لأطفالهم. كان من الصعب التوصل إلى تفاهم مع الأهل الذين لا يرون الأشياء الواضحة ولا يستطيعون الاعتراف بأخطائهم.

وخلص معظم المربين التربويين إلا أن الغطرسة والالتزام المفرط بالمبدأ لا دور لهما مطلقًا عندما يتعلق الأمر بحياة الطفل فبهذه الأساليب الخاطئة تمنع أطفالك من السعادة والازدهار لذلك يجب الانتباه إلى العادات التالية التي سنذكرها والتي من شأنها أن تمنع الأطفال من الكشف عن إمكاناتهم وتفوقهم وتجعل منهم ضعاف الشخصية:

1 – الآباء والأمهات هم الأقرب دومًا لطفلهم

في الوقت الحاضر العديد من الآباء يفضلون معاملة أطفالهم بشكل قلق للغاية. ونتيجة لذلك لا يمكن للأطفال تطوير جميع المهارات الحياتية اللازمة، وبما أن الآباء دائما قريبون من أطفالهم فهم على استعداد للقيام وتحمل كل شيء من أجل سلامة أطفالهم ولكن يجب علينا كآباء أن نفهم أنه عاجلًا أم آجًلا سوف يكون طفلنا مضطرًا للتعامل مع الحقائق القاسية للحياة دون مساعدتنا. قضايا الحياة الصغيرة والمتاعب هي فرصة رائعة بالنسبة لأطفالنا ليصبحوا ناضجين وتصبح لديهم الخبرة في التعاون والتعامل مع المجتمع.

لا تذهب إلى أقصى الحدود واستعمل التفكير العقلاني وهذا لا يعني أنك لن تمد يد العون لطفلك كوالد يرعاه ولكن يجب عليك أن تفعل ذلك بشكل صحيح. أعط طفلك فرصة للتعامل مع الوضع واجعل مهمتك أن تراقب الوضع وتعطي النصائح القيمة ثم التدخل إذا لزم الأمر، دع طفلك يصبح قائد قوي ولديه ثقة بالنفس.

2 – لا تمنعهم من التجربة ومن تحمل المخاطر

العالم الحديث هو خطير للغاية ورائع في نفس الوقت. كل يوم وكل دقيقة قد تلتقي أو تسير جنبًا إلى جنب مع بعض الناس السيئين وأحيانًا تضطر إلى تحمل حيلهم وأكاذيبهم المستمرة.

 يكاد يكون من المستحيل تجنب جميع المخاطر، لأن الحياة هي صراع. حتى أولئك الذين يبذلون قصارى جهدهم لتجنب المخاطر، لديهم خطر كبير يتمثل في المعاناة من أمراض الخوف ورهاب المجتمع.

بغض النظر عن كيفية تقسيمك للناس وللمخاطر فالمخاطر تجعل طفلك أكثر خبرة ومقاومة لضغوط الحياة. ويشير علماء النفس إلى أنه من الأهمية بمكان بالنسبة للأطفال أن يأخذوا مخاطر صغيرة وأن يخرجوا خارج منطقة الراحة تدريجيًا، لأن نفوسهم معرضة جدًا للإرهاق العاطفي.

لا أحد يحبذ الناس أو الشباب أو الأطفال المدللين الذين لا خبرة لهم ويعتمدون على الأهل بشكل فوق المألوف فعادة ما يعيش هؤلاء الشباب حياة محدودة ولا يمكنهم تحقيق نتائج مرغوبة. لا تدع عادات الأبوة والأمومة تعقد حياة ابنك.

 3 – إعطاء المكافآت المادية

لسوء الحظ، أصبحت اليوم المكافآت المادية أفضل دافع للناس. العديد من الآباء والأمهات لا يمكنهم أن يقاوموا إغراء شراء كل شيء لأطفالهم بهدف تشجيعهم على الدراسة بجد وان يكونوا أكثر نشاطًا. إذا بدأ أطفالك بالربط بين الدراسة الدؤوبة والسلوك الجيد مع المكافآت المادية، سيكون عليك أن تقدم لهم هدية في كل مرة يفعلون شيئًا مناسبًا. وإلا فإنهم سوف يفقدون الدافع والرغبة في النجاح في شيء ما.

يجب أن يبقي الآباء هذه الأمور دائما ضمن الحدود المعقولة ومحاولة إيجاد طرق أخرى للتشجيع إذا كانوا لا يريدون الوقوع في فخ أطفالهم الأعزاء.

اشرح لأطفالك أن نجاحهم يعتمد على أفعالهم وأفكارهم. يمكنك أيضا استعمال عبارات الثناء وإقناعهم بأن كل عمل جيد يجعلهم أقوى واذكى.

فالأسر التي فيها المكافآت المادية للأطفال أصبحت جزءًا أساسيًا من علاقة سعيدة هذه العلاقة محكوم عليها بالفشل يوما ما لسبب أو لآخر، قد تفقد كل شيء، حتى حب أطفالك. الحب والمشاعر الأخرى في هذه العائلات ليست قوية، لأن الأطفال يفكرون في المكاسب المادية فقط.

4 – أنت تمنعهم من العيش بحرية

في العديد من الأسر حيث يعتقد الآباء أنهم هم الوحيدون الذين يعرفون ما يحتاجه أطفالهم حقا وغالبًا ما يرفضون أن يأخذوا بوجهة نظر الطفل ولا يؤمنون بقدراته هم يسيرون بنهج قد تكون نهايته خيبة أمل وقد يجدون عدم الطاعة من قبل طفلهم لأنه لا أحد يحب أن يعامل مع عدم الاحترام لرأيه.

قريبا أطفالك سوف يكبرون وستكون لهم شخصيتهم المستقلة ويبدؤون في تنفيذ أراءهم وتحقيق أحلامهم التي منعوا منها. فحينها كل ما يمكنك القيام به هو محاولة التوصل إلى اتفاق معهم أقرب الى مصلحتهم فالصراع بين الآباء والأطفال هو شيء خطير ورغبة الوالدين في التغلب على الآراء بشأن الأطفال يمكن أن تلحق ضررا بالغا باحترام الذات لدى الطفل.

5 – تبادل خبرات حياتك مع أطفالك

قريبا جدا أطفالك سيخطون خطوة أخرى إلى حياة الكبار. هذه الحياة ليست فقط مجموعة من المتع والفرص الجديدة. ويتطلب هذا منك أن تجد طريقة خاصة بك، واتخاذ مسؤوليات جديدة واتخاذ قرارات حساسة في الحياة. وينبغي على الآباء والأمهات رعاية أطفالهم والمحاولة لإعداد أطفالهم لمواجهة جميع التحديات والمشاكل المحتملة في طريقهم إلى النجاح. يجب أن تجد الوقت لتشرح للأطفال أن الإرادة القوية فقط والرغبة في العيش يمكن أن تساعدهم على تخطي الصعاب والمشاكل خلال الأوقات الصعبة والمضي قدما على الرغم من كل شيء. يجب أن تكون نموذجا يحتذى به وأفضل مرشد لأطفالك، لأنك الشخص الذي يعرف كل نقاط القوة والضعف لديهم. وكن متأكدًا من أن أخطاء حياتك وتجاربك ستساعد طفلك على أن يصبح شخصية حكيمة وناجحة.

كلمة أخيرة

يمكن لعادات الأبوة والأمومة أن يكون لها تأثير سلبي على حياة أطفالكم. عندما تصبحون أباءًا وأمهات يجب أن تكونوا أسرة حسنة لأطفالكم أي أن تكونوا مثالا للشخص المستقيم ذو الأخلاق الحسنة والذي يعمل بجد وحكمة ولديه الرؤية المستقبلية والتفكير الإيجابي المحفز والدافع إلى الأمام. من المهم أن تصبح على بينة من الكلمات التي تقولها ويجب أن تقيم العادات الخاصة بك فالعادات الجيدة يجب أن تنميها للأفضل والعادات السيئة يجب أن تحاول الابتعاد عنها وأبعادها عن أطفالك، لأن أطفالك سوف يرونك قدوة لهم.

مستقبل طفلك يعتمد على نوعية التنشئة. فهل صار لديك فكرة واضحة حول عادات الأبوة والأمومة التي يمكن أن تجعل الطفل بائسًا وضعيفًا وهل اتخذت قرارك الصحيح نحو تنشئة أطفال يحملون الأخلاق السليمة والتربية الصحيحة وقوة الشخصية المطلوبة والإرادة والعزم لمجابهة ظروف الحياة المختلفة مستقبلًا.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله