أضرار الإفراط في تناول الفيتامينات ومن الفئة التي تحتاج للفيتامينات فعليًا!

خلق الله عزّ وجلّ جسمنا مُحتاجًا للعناصر الغذائية، بمختلف مصادرها، ومن بينها الفيتامينات التي تؤدي دورًا هامًا في العناية بأجسامنا، ولكن بشرط أن نتناولها بكميات معينة. فلا يمكننا الاعتماد على الفيتامينات بشكلٍ يومي، وتناولها بكميات تزيد عن حاجتنا.

الدعاية الكبيرة التي تنتشر عن الفيتامينات، والمكملات الغذائية، جعلت أكثر الناس يُقبلون على تناولها بإفراط، ويصرفون الكثير من المبالغ، على شرائها، معتقدين أنها تُحسن الصحة، وتُعالج وتقي الجسم من مخاطر الكثير من الأمراض، ظانين بأنهم حين يتناولونها سيعوض جسمهم ما فقده من عناصر غذائية. وفي مقالنا سنتعرف على أضرار ومساوئ الإفراط في تناول الفيتامينات وبشكلٍ مختصر.

أضرار الفيتامينات

من هم الأشخاص الذين بحاجة للفيتامينات بالفعل؟

أثبتت الدراسات أنه حتى المصابين بأمراض مزمنة، ليسوا في الحقيقة بحاجة لتناول الفيتامينات، والمكملات الغذائية. وأن الأفراد الذين بحاجة ضرورية لتناول الفيتامينات هم:

فاقدوا الشهية

ففقدان الشهية تجعل الشخص يتناول أقل من 1500 سعرة حرارية يوميًا. وهنا تكمن الخطورة بضرورة أن يقوم هؤلاء بتناول الفيتامينات التي تحتوي على العناصر الغذائية الضرورية لأجسامهم.

النساء الحوامل

النساء الحوامل أو اللواتي يرغبنّ في الإنجاب. ينبغي عليهن تناول الفيتامينات خاصةً في الأشهر الأولى من الحمل، حتى تُعوض المرأة الحامل أي نقص في جسمها، ولتضمن توفير الغذاء لجنينها. كما أنه على المرأة الحامل تناول الفيتامينات الضرورية لهذه المرحلة، كحاجتها لحمض الفوليك مثلًا.

كما أن المرأة أثناء الحمل والإرضاع تفقد الكثير من العناصر الغذائية من جسمها، فتصاب بضعفٍ عام أو فقر الدّم، ولا يُنقذها إلا تناول المكملات الغذائية، والفيتامينات.

كل من تجاوز الخمسين من عمره

ففي هذه السن يحتاج الشخص لفيتامينات B12، وذلك لأنه نتيجة التقدم بالعمر فإن المعدة غير قادرة على إفراز كميات من الحمض اللازم لهضم الطعام بشكلٍ طبيعي؛ وبالتالي يصعب امتصاص فيتامين B12 في الجسم.

الأشخاص فوق سن السبعين

هؤلاء الأشخاص تصادفهم مشكلة عدم قدرة أجسامهم في الحصول على الكميات الضرورية من الكالسيوم، وفيتامين D من الطعام الذي يتناولونه، فلا بد من تناول المكملات الغذائية والفيتامينات لتعويض النقص. وعلى الأشخاص في هذا العمر تناول ما يقارب الليتر من الحليب يوميًا، حتى يحصل على كفايته من عنصر الكالسيوم الضروري لجسمه.

حتى أن الجهاز الهضمي لديهم، لا يمكنه الاستفادة من الفيتامينات التي يحتويها الطعام الذي يتناولونه، لذلك لا بد من تعويضه.


ما هي الطرق الصحية للحصول على الفيتامينات؟

من أجل الحصول على الفيتامينات، لا بد أن يعتمد الإنسان نظامًا غذائيًا، يتضمن تناول الفيتامينات والمعادن عن طريق الخضار والفواكه بشكلٍ متوازن، وتناول الألبان والحبوب الكاملة، وذلك لأن تناول الفيتامينات من مصادرها الطبيعية يجعل صحة الإنسان أكثر قوة، كما أن الغذاء الصحي يقوي الجهاز المناعي للأجسام.

كيف يتم استهلاك الفيتامينات دون أن تلحق بأجسامنا أي ضرر؟

الأخطاء الشائعة بين الناس، هي استهلاك كميات كبيرة من الفيتامينات والتي تتجاوز الكميات المسموح بها.

فمثلًا بعض الأشخاص يعتقدون أن تناول فيتامين (C)، على شكل حبوب، وبكميات كبيرة يعمل على تقوية مناعتهم ويحميهن من نزلات البرد، والرشح في الشتاء. أو أن تناول فيتامين Eو B بشكلٍ كبير يحمي القلب من الأمراض التي قد تصيبه.

إذن، تناول الفيتامينات بشكلٍ كثيف ومفرط خوفًا على الصحة، إنما ينعكس سلبًا على صحة الجسم، ويؤدي إلى إظهار مشاكل صحية غير متوقعة.


مخاطر الإفراط في تناول الفيتامينات

الإفراط في تناول فيتامين (A)

فيتامين (A)، من العناصر الغذائية الهامة التي يحتاجها جسمنا، والذي يوجد في اللبن ومشتقاته. والإفراط في تناول هذا الفيتامين، يمكن أن يُسبب جفاف الفم، والصداع، كما يُؤدي في بعض الحالات إلى تضخم الكبد، والطحال.

الإفراط في تناول فيتامين (B)

من أهم العناصر التي يحتاجها جسمنا، والذي يوجد في الدقيق، والأطعمة المخبوزة، كما يتواجد في اللحم والبيض.

هناك أمرٌ شائع حول تناول فيتامين B6 وB12 أنه يساعد على تقليل خطورة التعرض لنوبة قلبية، أو سكتة دماغية، ولكن للأسف أثبتت الدراسات أن أكثر النوبات القلبية قد زادت عند تناول كميات مفرطة من فيتامين B.

كما أنه من الممكن أن تسبب زيادة نسبة هذا الفيتامين مشاكل في وظيفة الغدة الدرقية. وبالتالي، خطرًا على صحة الجهاز العصبي.

الإفراط في تناول حمض الفوليك

حيث يتواجد هذا الفيتامين في الخضروات الورقية الداكنة كالسبانخ، وفي البقول، والعدس، والقمح، والليمون.

ولكن إن زيادة الكميات المسموح بها من هذا الحمض تؤدي إلى تقلصات في المعدة، وغازات، وتهيّج، كما قد تسبب تلف الأعصاب.

الإفراط في تناول فيتامين (C)

يوجد هذا الفيتامين في الحمضيات بأنواعها، كالليمون، والبرتقال، كما يوجد في الكرنب، والبروكلي، والفلفل الأخضر، والأحمر، والموز، والخضروات الورقية، والبطاطا.

ولكن بقدر ما لهذا الفيتامين من فوائد، فلا بد من عدم تجاوز القدر المسموح به عند تناوله، لأنه قد يُسبب مخاطر صحية، من بينها زيادة خطورة تكوّن حصوات الكلى، كما قد يُسبب اضطرابات في القولون كالإسهال، وتقلصات في المعدة، والغثيان نتيجة إثارة المري.

وهذا الفيتامين من الضروري عدم الإكثار منه، حتى لا يؤدي إلى بعض الأمراض ومنها اصفرار لون الجلد، وخاصةً النوع الذي يُصيب الأطفال حديثي الولادة.

كما أنه تزداد خطورة الإفراط في تناوله للأشخاص اللذين يُعانون من ترسّب الأصباغ في الأوعية الدموية لديهم، أو الأشخاص الذين تكون أجسامهم قادرة على ترسّيب عنصر الحديد، فهذا يزيد من المخاطر والأضرار التي تلحق بالأنسجة، وقد يؤدي إلى تلف عضلة القلب.

الإفراط في تناول الزنك

يتواجد عنصر الزنك في الأغذية المحتوية على البروتينات، كالأسماك القشرية (المحار) واللحوم، والدواجن، كما يوجد في البقوليات، والحبوب الكاملة.

ولكن من المعتقد أن عنصر الزنك من المعادن المضادة للأكسدة، والتي تقوي مناعة الجسم وتحميه من نزلات البرد المتكررة.

ولكن التجارب أثبتت أنه لا يمكن إعطاء الزنك إلا للذين يُعانون نقصًا من هذا العنصر. بالفعل، وذلك لأن زيادة عنصر الزنك والإفراط في تناوله، تسبب انخفاض في مستوى النحاس في الدم، مما يُسبب انحلال في عضلة القلب، أو يؤدي سلبيًا إلى امتصاص عنصر النحاس من الجسم، فالجرعة المسموح بها تكون ما بين 50 إلى 450 مليغرام؛ كما أن زيادة الجرعة المسموح بها تؤدي إلى القيء، والإسهال، كما قد تؤدي إلى الصداع والإرهاق.

الإفراط في تناول عنصر النحاس

يوجد عنصر النحاس في العديد من المصادر الغذائية كالخضار الورقية وخاصةً اللفت، والسبانخ، كما يتواجد في البذور كالسمسم، وفي الطماطم، والفاصولياء.

النحاس ضروري لتكوّن خلايا الدم الحمراء، كما أنه ضروري للألياف العصبية وتكون الكولاجين الضروري لصحة عظامنا وجلدنا، وهو يعتبر من مضادات الأكسدة.

ومع ذلك، فإن تناوله بكميات مفرطة تُعرّض الكبد للخطر، فقد يؤدي إلى تسمم الكبد، كما يضر المخ، ويُحدث الإسهال والطفح الجلدي، وقد يؤدي إلى الإصابة بفقر الدمّ، وارتفاع في ضغط الدم، كما قد يسبب زيادة في نشاط الأطفال، أو يسبب الاكتئاب عند الكبار.

أخيرًا …

الفيتامينات ضرورية لأجسامنا، فهي تساعدنا في الوقاية من الأمراض، وتُحسن الصحة العامة. والفائدة تكمن في تناول الأغذية الطبيعية الغنية بالفيتامينات، والمعادن الضرورية.

والنصيحة الأفضل هو أن تكون متوازنًا في تناولك لطعامك، وعليك أن تتناول الأطعمة الصحية الطبيعية في ألوانها، وأنواعها. حتى تحصل على الأغذية والفيتامينات المثالية، التي تضمن لك العافية الدائمة.

ولا تنسى استشارة الطبيب المختص قبل اتخاذ أي إجراء، فهو سيعطيك النصيحة في أي موضوع يتعلق بغذائك، وصحتك.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله