الدوسنتاريا الأسباب وطرق العلاج

يصاب الكثير من الناس بعلةٍ سيئة في المعدة أحيانًا خلال العطلات أو بعد تناولهم الطعام خارج المنزل. قد يكون لديهم الدوسنتاريا “الزحار dysentery”، وهي عدوى الأمعاء المؤلمة التي عادةً ما تكون ناجمةً عن البكتيريا أو الطفيليات. ويعرف الزحار بأنه الإسهال الذي يوجد فيه الدم، والقيح، والمخاطية، وعادة ما ترافقه آلامٌ في البطن.

الدوسنتاريا

أنواع الدوسنتاريا

هناك نوعان رئيسيان من الدوسنتاريا. النوع الأول، الدوسنتاريا الأميبية أو الأميبيا المعوية، وتكون نتيجة طفيلي مجهري وحيد الخلية يعيش في الأمعاء الكبيرة. والنوع الثاني، الدوسنتاريا العصوية، وهو عدوى بكتيرية تصيب بطانة الأمعاء سببها بكتيريا “الشيغيلا Shigella”. وكلا النوعين من الدوسنتاريا يحدث في الغالب في البلدان الحارة. حيث سوء النظافة ا والصرف الصحي يزيد من خطر الزحار عن طريق نشر الطفيليات أو البكتيريا التي تسببها من خلال الغذاء أو المياه الملوثة من البراز البشري المصاب.

أسباب الدوسنتاريا

يمكن أن يكون للزحار عددٌ من الأسباب. الالتهابات البكتيرية هي إلى حد بعيد أحد الأسباب الأكثر شيوعا للدوسنتاريا. وتشمل هذه العدوى أنواع البكتيريا مثل “الشيغيلا Shigella”، “كامبيلوباكتر Campylobacter”، “أي-كولاي E.coli“، “السالمونيلا Salmonella”. وتختلف وتيرة كل عامل يسبب المرض بشكل كبير في مناطق مختلفة من العالم. على سبيل المثال، الشيغلوسيس “shigellosis” هو الأكثر شيوعًا في أمريكا اللاتينية في حين أن الكامبيلوباكتر”Campylobacter” هي البكتيريا المهيمنة في جنوب شرق آسيا. الزحار نادرًا ما يكون سببه المهيجات الكيميائية أو الديدان المعوية.

كما تحدث الأميبيا المعوية من قبل الطفيلي بروتوزوان “protozoan” والطفيلي إنتامويبا هستوليتيكا “Entamoeba histolytica”. الأميبا يمكن أن توجد لفترات طويلة من الزمن في الأمعاء الكبيرة (القولون). في الغالبية العظمى من الحالات، لا تظهر للأميبيا أعراض إلا لدى 10٪ فقط من المصابين بالمرض. فمن غير المألوف رؤية الأعراض إلا في المناطق الاستوائية في العالم حيث الإصابات سائدةٌ جدًا.

الناس هناك يمكن أن يصابوا بعد تناول طعام قد يحتوي على الطفيليات. ويتعرض الناس لخطر شديد من العدوى بالطفيليات من خلال الغذاء والماء إذا لم يتم فصل المياه المخصصة للاستخدام المنزلي عن المياه العامة.

طريقة انتقال مسببات الدوسنتاريا

يمكن للطفيليات أيضا أن تدخل عن طريق الفم عندما يتم غسل اليدين بالمياه الملوثة. وإذا أهمل الناس غسل الفواكه والخضروات بشكلٍ صحيح قبل إعداد الطعام قد يصبح الطعام ملوثًا. كذلك يمكن أن تتلوث الفواكه والخضروات إذا تم غسلها بالمياه الملوثة أو تناول بعضها من التي تزرع في التربة المخصبة بالنفايات البشرية.

تم العثور على بكتيريا الشيغيلا والكامبيلوباكتر التي تسبب الزحار في جميع أنحاء العالم. وهي تخرق بطانة الأمعاء، مسببة التورم والتقرحات والإسهال الحاد الذي يحتوي على الدم والقيح. وتنتشر العدوى عن طريق ابتلاع البكتريا الموجودة داخل الغذاء والمشروبات الملوثة. وإذا كان الناس يعيشون أو يسافرون في منطقة قد يتداخل فيها الفقر أو الاكتظاظ مع النظافة الصحية والصرف الصحي السيئ فإنهم معرضون لخطر التعرض للبكتيريا. الأطفال الصغار (الذين تتراوح أعمارهم بين 1 و 4 أعوام) الذين يعيشون في حالةٍ من الفقر هم الأكثر عرضة للإصابة بالشيغيلا، الكامبيلوباكتر، أو السالمونيلا.

الأعراض والمضاعفات

الأعراض الرئيسية للدوسنتاريا هي الإسهال شبه السائل المتكرر الممزوج بالدم أو المخاط أو القيح. وتشمل الأعراض الأخرى:

  • ارتفاع في درجة الحرارة وقشعريرة.
  • ألم في البطن.
  • تشنجات وانتفاخ في البطن.
  • الحاجة المتكررة الملحة للتبرز والشعور بالتفريغ غير مكتمل.
  • فقدان الشهية وخسارة الوزن.
  • صداع وإعياء.
  • قيء وجفاف.

قد تكون الأعراض الأخرى متقطعة وقد تشمل الحموضة المنخفضة المتكررة، وتشنجات البطن، وزيادة الغازات، والإسهال الأكثر اعتدالًا. والشعور بالضعف وفقر الدم، أو فقدان الوزن على مدى فترة طويلة (هزال). الحالات المعتدلة من الدوسنتاريا قد تستمر 4 إلى 8 أيام، في حين أن الحالات الشديدة قد تستمر 3-6 أسابيع. وعادة ما تستمر حالة الأميبيا حوالي أسبوعين.

أعراض الدوسنتاريا عند الأطفال

تبدأ أعراض الدوسنتاريا في غضون 2 إلى 10 أيام من العدوى. وعند الأطفال، يبدأ المرض بالحمى والغثيان والقيء وتشنجات البطن والإسهال. قد تزداد نوبات الإسهال إلى أكثر من مرة في الساعة مع الدم والمخاط والقيح في البراز. قد يؤدي التقيؤ إلى جفافٍ سريع وشديد، مما قد يؤدي إلى الصدمة والموت إذا لم يعالج. وتشمل علامات الجفاف “الفم الجاف للغاية، والعيون الغارقة، وسوء لون البشرة”. الأطفال والرضع سوف يكونون بحالة عطش وعصبية وربما يتعرضون لحالة السبات العميق. قد يكون لدى الأطفال مظهر العيون الغارقة وربما لا تستطيع إنتاج الدموع والبول لديهم غامق ومركز.

أعراض الزحار العضوي

وتشمل المضاعفات الناجمة عن الزحار العصوي الهذيان والتشنجات والغيبوبة. العدوى الشديدة جدًا يمكن أن تكون قاتلة في غضون 24 ساعة. ومع ذلك فإن الغالبية العظمى من الإصابات هي محدودة الأعراض وتشفى من دون علاج.

أعراض الزحار الأميبي

الناس الذين يعانون من الزحار الأميبي قد يواجهون مشاكل أخرى مرتبطة بالأميبا وأكثر تعقيدًا في المضاعفات عندما تنتشر الطفيليات في الكبد، مما يتسبب في الخراج الأميبي، في هذه الحالة سيحصل لديهم ارتفاع في درجة الحرارة وتجربة فقدان الوزن وألم في الكتف الأيمن أو ألم في جزء البطن العلوي. إذا كانت العدوى في الأمعاء خبيثة بشكل خاص، فقد تؤدي الى تقرحات في الأمعاء وثقب الأمعاء والموت. ونادرا ما تنتشر الطفيليات عن طريق الدم لتسبب في انتشار العدوى في الرئتين والدماغ، وغيرها من الأجهزة.

طرق تشخيص الإصابة بالزحار

إذا كان الطبيب يشتبه بالزحار، فعادةً ما تكون هناك حاجة إلى أخذ عينةٍ من البراز للتحليل. بالنسبة للعدوى البكتيرية مثل الشغيلا، يتم التشخيص من خلال فحص البراز. ولسوء الحظ هذه التحاليل قد تكون غير متوفرة في معظم البلدان النامية ويتم التشخيص سريريًا على أساس الأعراض. وغالبًا ما يتم تشخيص الأميبا من خلال إيجاد الطفيليات تحت المجهر. اختبار الدم المضاد يساعد على تأكيد تشخيص الدوسنتاريا الأميبية أو خراج الكبد.

المتحولة اي. هستوليتيكا “E. histolytica” لديها تطابق مع شقيقتها التوأم المتحولة المتغيرة ديسبار “Entamoeba dispar”وهي أميبا غير ضارة وتبدو متطابقة مع أي. هستوليتيكا تحت المجهر. انها لا تنتج أعراض ولا تتطلب العلاج. في البلدان النامية، لا يتم التمييز عادة بينهما ويتم التعامل مع الأفراد الذين لديهم أميبا في برازهم كحالة واحدة سواء كان من الواضح أن العدوى تسبب أعراض من أولئك الذين تم تشخيصهم مع الأميبا في برازهم بنسبة 90٪ لديهم المتحولة ديسبار غير المؤذية.

علاج الدوسنتاريا

الأدوية المضادة للطفيليات مثل ميترونيدازول “metronidazole”، واليودوكينول “iodoquinol”، تستخدم عادةً لعلاج الزحار الأميبي. وتستخدم المضادات الحيوية مثل سيبروفلوكساسين “ciprofloxacin”، أوفلوكساسين “ofloxacin”، ليفوفلوكساسين”levofloxacin”، أو أزيثروميسين”azithromycin” لعلاج الكائنات الحية المسببة للدوسنتاريا العصوية. الناس الذين يعانون من الإسهال لفترات طويلة يجب عليهم استشارة الطبيب.

إذا كنت تسافر، يجب أن تحمل معك نظام العلاج بالمضادات الحيوية العلاج من يوم واحد إلى ثلاثة أيام مثل سيبروفلوكساسين واستخدامها في حالة مرض الإسهال المعتدل إلى الشديد. البزموت سوبساليسيلات “Bismuth subsalicylate”، (بيبتو-بيسمول”Pepto-Bismol”، يمكن أيضًا أن تكون مفيدة لبعض المسافرين. بالإضافة إلى ذلك، استخدم لوبيراميد “loperamide” مضاد الإسهال لإبطاء الأمعاء ومنع الجفاف. استشر طبيبك للأطفال دون سن 2 سنة.

تعويض السوائل

من المهم جدًا أن تعوض السوائل المفقودة بسبب الإسهال ففي الحالات الخفيفة، المشروبات الغازية والعصائر والمياه المعبأة سوف تكون كافية. وينبغي علاج الإسهال الأكثر شدة مع المحاليل التي تحتوي على الشوارد مثل البوتاسيوم والملح والسكروز. للإسهال الشديد عادة ما تكون هناك حاجة إلى محلول الإماهة عن طريق الفم. هذا المحلول متوفر في حزم لسهولة نقله خلال السفر. يجب على المصابين محاولة استهلاك ما يكفي من السوائل بحيث يتم إنتاج البول الأصفر النقي كل 3 إلى 4 ساعات. في حال كنت تتأثر بالزحار، فمن الأفضل التمسك باتباع نظام غذائي لطيف (مثل البطاطا المسلوقة والموز والأرز) وتجنب منتجات الألبان.

الوقاية من الدوسنتاريا

يمكن الوقاية من الزحار إلى حد ما من خلال العناية بالنظافة الشخصية والحذر. في حين أن الأشخاص الذين يسافرون إلى أو يعيشون في مناطق ذات معدلات عالية من الدوسنتاريا يجب عليهم اتباع النصائح التالية:

  • لا تأكل أي أطعمة مطبوخة في ظروف غير صحية، مثل الباعة المتجولين.
  • تناول فقط الأطعمة المطبوخة التي تم تسخينها إلى درجة حرارة عالية. لا تأكل الأطعمة المطبوخة التي بردت.
  • لا تأكل الخضار النيئة. تجنب أنواع من الفواكه دون قشور.
  • اشرب المياه المعبأة في زجاجات تجارية أو بعد غليها وتبريدها. ولا تستخدم الثلج إلا إذا تم صنعه من الماء النقي.
  • استخدام الماء المعبأة في الزجاجات أو الماء المغلي فقط لغسل وطهي الطعام ولغسل اليدين وتنظيف الأسنان.
  • قم بتعقيم الأيدي بالكحول أو باستعمال المستحضرات التي تعقم الأيدي دائمًا.
شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله