أسباب الحمل خارج الرحم وأعراضه وطرق علاجه

الحمل خارج الرحم ويسمى أيضًا الحمل الهاجر أو الحمل المنتبذ، يحدث عندما تستقر البويضة الملقحة خارج الرحم وليس داخله وهو المكان المخصص لها في جسم المرأة وفيه تتطور وتتحول إلى جنين يتابع نموه حتى الولادة، في حال لم تستقر البويضة في الرحم وإنما خارجه عندها يسمى الحمل خارج الرحم.

في هذه الحالة من الحمل في الغالب تستقر البويضة في إحدى قناتي فالوب، ولأن قناتي فالوب غير مخصصتين لاستقرار البيضة الملقحة فيهما وتطورها، بالتالي لا يمكن أن يستمر الحمل بشكل طبيعي في حالة الحمل هذه ولا بد من معالجة الوضع.

أسباب الحمل خارج الرحم وأعراضه وطرق علاجه

تقول الإحصائيات إنه حالة واحدة من كل خمسين حالة حمل تكون فيه البويضة خارج الرحم. سنتعرف في هذا المقال إلى أسباب حصول هذا النوع من الحمل وأعراضه وتشخيصه بالإضافة إلى تأثيره على قدرة المرأة على الحمل ثانيةً.

أسباب الحمل خارج الرحم

 واحد من الأسباب التالية أو أكثر مسؤول عن حالة الحمل خارج الرحم لدى المرأة

  • عدوى أو التهاب أو تليف في قناة فالوب التي تمر عبرها البويضة في طريقها إلى الرحم، في حال حصول أي شكل من الضرر في هذه القناة قد يسبب ضيق فيها يمنع مرور البويضة ووصولها إلى الرحم.
  • وجود أي شكل من الندبات على جدران قناة فالوب نتيجة عدوى سابقة أو عملية جراحية قد يعيق مرور البويضة الملقحة.
  • وجود أي شكل من المشاكل في منطقة الحوض عمومًا عند المرأة مثل التهابات سابقة قد تكون سببت الأذى لقناة فالوب، وبالتالي لا يمكن للبويضة المرور عبر القناة إلى الرحم.
  • وجود أي شكل من الزوائد اللحمية في قناة فالوب أو تشوهات خلقية فيها قد ينتج عنه أيضًا حمل خارج الرحم.

هذه هي الأسباب المعروفة التي من الممكن أن تؤدي إلى الحمل خارج الرحم لدى المرأة، ونلاحظ إن جميعها تتعلق بقناة فالوب التي تمر عبرها البويضة إلى الرحم. وبالإضافة لهذه الأسباب فأن هناك مجموعة عوامل قد تزيد من احتمالية حصول الحمل خارج الرحم وهذه العوامل

  • النساء اللواتي يحملن وهن في سن 35 إلى 44 أكثر عرضة لحصول الحمل من هذا النوع لديهن.
  • النساء اللواتي سبق وحصل معهن هذا النوع من الحمل من المحتمل تكرره ثانيةً.
  • النساء ممن أصبن بأي نوع من الأمراض المنقولة جنسيًا.
  • اللواتي عانين من حالات إجهاض سابقًا.
  • النساء ممن سبق واستخدمن اللولب الحلزوني لمنع الحمل معرضات أكثر من غيرهن.
  • التدخين وأمراض بطانة الرحم والأزواج الذين لديهم مشاكل في الخصوبة أيضًا من المحتمل ظهور هذه الحالة من الحمل لديهم.

أعراض الحمل خارج الرحم

في حالة الحمل خارج الرحم وعند استقرار البويضة في قناة فالوب تظهر على المرأة أعراض الحمل العادية المعروفة، ولكن هناك بعض الأعراض الأخرى التي من الممكن أن تساعد على معرفة ما إذا كان الحمل خارج الرحم فعلًا، وهذه الأعراض

  • آلام حادة أو خفيفة تظهر بين الحين والأخر في منطقة الحوض والبطن وأسفل الظهر ويمكن أن تصل إلى الكتفين والرقبة.
  • نزيف مهبلي حاد أو خفيف مختلف عن النزيف خلال الدورة الشهرية.
  • اضطرابات في الجهاز الهضمي.
  • ضعف عام وتعب وأعياء.

عند ملاحظة المرأة لأي من هذه الأعراض وخاصة الألم الذي يستمر لأكثر من بضع دقائق والنزيف المهبلي فيجب إخبار الطبيب على الفور لتشخيص الحالة.

اقرأ أيضًا: كيف تعرفين أن كيس الحمل الفارغ؟ وماهي أعراضه؟ وطرق العلاج

التشخيص

من الضروري أن يتم تشخيص الحالة من قبل الطبيب المختص لأنه من الصعب على المرأة من تلقاء نفسها تحديد إذا كانت حالة الحمل طبيعية أو خارج الرحم من دون استشارة الطبيب، باعتبار أعراض الحمل المعروفة تظهر على المرأة في حالتي الحمل.

يبدأ التشخيص بفحص منطقة الحوض عمومًا لدى الحامل وتحديد أماكن الشعور بالألم بدقة، وكذلك سيقوم الطبيب باستخدام الموجات فوق الصوتية لمعرفة إذا ما كان الرحم يحتوي على بويضة ملقحة أم لا.

بعض التحاليل الطبية قد تكون ضرورية أيضًا للتشخيص، مثل فحص مستويات البروجستيرون حيث إن انخفاض مستوياته يكون إشارة على توضع البويضة خارج الرحم، التأكد من وجود أو عدم وجود نزيف رحمي يساعد كذلك في تشخيص حالة الحمل إذا ما كانت طبيعية أم لا.

العلاج

ويتم فيه التخلص من البويضة الملقحة الموجودة خارج الرحم، ويمكن أن يتم ذلك بعدة طرق، إما عبر الأدوية التي تساعد الجسم على امتصاص أنسجة البويضة الموجودة في قناة فالوب وبذلك لا يتسبب أي ضرر للقناة، ولكن ليس كل الحالات يمكن معالجتها عبر الأدوية وإنما يعتمد ذلك على مدى تطور البويضة في القناة وحالة الحمل عمومًا.

في حالات أخرى قد يلزم إزالة قناة فالوب إما بشكل جزئي أو كلي وذلك عبر عملية جراحية، يتم فيها استئصال القناة، وفي بعض العمليات يتم إزالة البويضة فقط من القناة في حال لم يكن هناك ضرورة لإزالة القناة.

بعض العمليات يمكن إجرائها عبر المنظار دون تدخل جراحي، حيث يتم إدخال منظار إلى قناة فالوب ويتم إزالة البويضة من القناة. هذا الشكل من العمليات يكون أسهل وأكثر أمانًا حيث لا تفقد المرأة فيه الكثير من الدم ولا تسبب العملية الكثير من الألم.

هناك احتمالية في هذه الحالات لانفجار قناة فالوب، وفي حال حصول ذلك فأنه يستلزم تدخل جراحي فوري لوقف النزيف الحاصل ولا يمكن أن يتم ذلك بالمنظار وإنما عبر الجراحة في البطن بالضرورة.

المضاعفات

أسباب الحمل خارج الرحم وأعراضه وطرق علاجه

بعد التخلص من حالة الحمل خارج الرحم لا بد من متابعة مستوى هرمون الحمل في الجسم لدى المرأة والذي يجب أن يكون بمستوى الصفر وذلك لعدم وجود الحمل، في حال لم يصل مستوى هذا الهرمون إلى الصفر فهذا على الأرجح يعني إنه لم يتم إزالة كافة أنسجة البويضة الملقحة التي كانت في قناة فالوب بشكل كامل ولا بد من الخضوع لعملية أخرى لإزالة الأنسجة أو إزالتها بأي وسيلة أخرى بحسب ما يرى الطبيب.

فرص حدوث الحمل الطبيعي مرة أخرى تبقى موجودة لدى المرأة ولكنها تنخفض ولا تكون كما النساء اللواتي لم يحدث لهن الحمل خارج الرحم، وهذا على العموم يعتمد على عدة عوامل منها الحالة التي كانت عليها المرأة لدى حدوث الحمل المنتبذ وأسباب حدوثه والتاريخ المرضي للمريضة. بعض الأطباء يقولون إن نسبة حصول الحمل بشكله الطبيعي لدى المرأة التي سبق وعانت من الحمل خارج الرحم تكون بنسبة 60%.

وبذلك نكون تعرفنا إلى كل ما يخص الحمل خارج الرحم أو الحمل الهاجر أو المنتبذ كما يسمى، يذكر إنه من الضروري دائمًا للمرأة زيارة الطبيب فور ملاحظة أي علامات أو أعراض للحمل حتى ولو كانت أعراض طبيعية ولا غريب فيه وذلك للتأكد من سلامة الحالة وعدم وجود أي مشاكل فيها، خاصة إذا ما عرفنا إن المشاكل الصحية التي من الممكن أن تحدث للحامل لا تقتصر على مجرد وجود البويضة خارج الرحم.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله