الشعور بثقل في الرأس – ما هي أسبابه وطرق علاجه؟

الشعور بثقل في الرأس هو أحد الأعراض الشائعة لدى بعض الأشخاص، وليس بالأمر السهل تحديد السبب الدقيق، فهو من الأعراض المشتركة مع العديد من الأمراض الصحية والنفسية.

إنَّ الشعور بثقل الرأس يعيق المرضى من ممارسة أنشطتهم اليومية ومتابعة أعمالهم الهامة، لأنه يسبب الضغط والانزعاج المستمر على الدماغ، ما يجعلهم مسرعين في البحث عن كل ما يتعلق بهذا الموضوع.

ما المقصود من الشعور بثقل في الرأس؟

هو شعور يرتبط بالصداع والتوتر ويرافق المريض بشكل متكرر أو مستمر ويمكن تجسيده بحبلٍ حديديٍّ ذو وزنٍ ثقيلٍ ملفوفٍ على رأسه (أي ألمًا مستمرًا على جانبي الرأس)، ما يسبب صعوبة تحريكه بشكلٍ طبيعيٍّ، هذا ما يفسر تسميته الشعور بثقل في الرأس.

قد يرافقه في بعض الأحيان شد عضلات الرقبة وآلم في العينين.

ماهي أسباب الشعور بثقل في الرأس؟

تتعدد وتختلف أسباب ظهوره بشكل كبير، لذا يتم تقسيمها إلى:

الأسباب الصحية

هي أكثر الأسباب انتشارًا لظهوره، فغالبًا يظهر في الأمراض الجرثومية والفيروسية والوراثية أيضًا، منها:

التهاب الجيوب الأنفية

هو أحد أكثر الأمراض المقترنة في ظهوره وقد ينجم عن الضغط والألم المرافق للمرضى، بالإضافة إلى احتقان الأنف والصداع الشديد، الذي يسببها التهاب الجيوب الأنفية، وبالتالي الشعور بثقل في الرأس.

الحساسية

يمكن للحساسية الموسمية والتي تعرف باسم حمى القش، أو التهاب الأنف التحسسي أن تسبب في ظهور الشعور المزعج لثقل الرأس، لأن الأعراض المصاحبة لها غالباً ما تؤدي إلى الضغط والاحتقان.

الصداع النصفي أو الشقيقة

قد يسبب الصداع النصفي آلمًا خافقًا، أو إحساسًا بالنبض، وعادةً ما يقتصر على أحد جانبي الرأس.

أما الشقيقة تسبب آلمًا شديدًا في الرأس بالإضافة إلى حساسية المرضى تجاه الضوء والصوت، كما أنها تشد عضلات الرقبة بشكل مؤلم ومزعج، ما يسبب الشعور بثقل في الرأس.

التعب الجسدي

العمل المستمر والمتواصل ممكن أن يسبب إجهاد وآلم في عضلات الرأس والرقبة، فبالتالي ممكن أن يسبب الشعور بثقل في الرأس والعينين.

أمراض الأذن الداخلية

تسبب أمراض الأذن الداخلية، مثل التهاب الأذن الوسطى حالة مستمرة في الصداع والذي ينتج عنه في الكثير من الأحيان شعور بثقل الرأس مترافقاً مع الدوخة.

أورام الدماغ

تتألف أورام الدماغ من نوعين الحميد والخبيث، بنوعيه الاثنين قد يسبب ثقل في الرأس الذي يسبب بدوره الضغط على الجمجمة والدوخة والصداع.

الأسباب النفسية

الأسباب النفسية قد لا تشكل أي اهتمام عند البعض بسبب تصنيف جميع الأوجاع بشكل تلقائي تحت اسم المرض، لكن في الواقع هو عامل مهم جدًا وقد يتسبب في ظهور أعراض أمراض عديدة. من أشهر أنواعه:

القلق

معظم الأشخاص يراودهم مشاعر القلق بشكل متكرر، لكن البعض الأخر قد يستمر لديهم وكأنه استوطن في ديار راحتهم، واتخذ من صحتهم وقوداً لبقائِه.

القلق يمكن أن يسبب أعراض أي مرض، فهو من الأمراض النفسية المخادعة، وبسبب تراكمه وزيادته في حياة الأشخاص يُخَلِّفْ الصداع والتوتر وبالتالي الشعور بثقل الرأس.

الوهم

الوهم من الأسباب الشائعة لدى جميع الأشخاص وهو ينتج إما عن الخوف تجاه شيء محدد أو الوسوسة (الوسواس القهري).

فئة من الأشخاص يرافقهم الوهم لكن دون الشعور به أو الانتباه إليه فهو من طبيعة اسمه يسبب الوهم لشيء غير موجود أساسًا، ما يجعل الفرد يشعر بثقل في الرأس، لكن في الحقيقة لا وجودَ لأي مرض ظاهر.

العادات اليومية الخاطئة

بعض العادات اليومية التي نقوم بها، قد يحوي على عادات خاطئة تسبب الشعور بثقل الرأس منها:

  • زيادة احتواء بعض الأطعمة على نسب عالية من الدهون مما له أيضًا العديد من الأضرار الأخرى.
  • التوتر الذي ينتج من كثرة الانفعالات الشديدة، والغضب والقلق المصحوب بالتفكير المستمر، يعد من أبرز وأهم أسباب الشعور ثقل الرأس.
  • زيادة ساعات النوم، بحيث تتجاوز ال 8 ساعات يوميًا مما يؤدي إلى الشعور بالكسل وثقل في الرأس.
  • الارهاق والجلوس بالوضعية ذاتها لساعات طويلة أمام شاشة الحاسوب أو أثناء القيام بعمل ما دون مراعاة الوضعية أو الجلسة الصحية.
  • عدم ممارسة تمارين خاصة بالرقبة.
  • بعض حوادث السيارات والإصابات الرياضية، أو إجهاد الرقبة الناجم عن رفع أشياء ثقيلة جميعها تؤدي إلى الشعور بثقل الرأس.

ماهي علاجات ثقل الرأس؟

يوجد نوعين من العلاج هما:

العلاج بالأدوية

  • مضادات الهيستامين ومضاد الاحتقان لعلاج الحساسية أو الجيوب الأنفية.
  • الأدوية الخاصة لعلاج الصداع النفسي.
  • مضادات الكولين، تتضمن هذه الأدوية السكوبولامين، الذي يستخدم بصورة تقليدية في علاج دوار البحر.
  • مضادات التقيؤ، تعالج هذه الأدوية الغثيان الناتج عن الدوخة، بحيث تتضمن مزيجاً من الديكساميثازون وأوندانسيترون.
  • المكملات الغذائية، المناسبة لعلاج فقر الدم المرتبط بنقص الحديد.

يجب مراجعة الطبيب لمعرفة الدواء الأمثل لك حالة مرضية وتقديم الاستشارة الطبية السليمة.

تغيير نمط بعض العادات اليومية

  • الحصول على قسط كاف من الراحة، والنوم لساعات طويلة وبفترات منتظمة.
  • شرب ما يكفي من الماء.
  • التقليل من استخدام الأجهزة الإلكترونية، خاصةً الأجهزة الخلوية والحواسيب، لما يتبعها أيضًا من آثار سلبية على العين.
  • تجنب شرب الكحول، وعدم شرب المنبهات بكميات كبيرة.
  • الحرص على تناول الغذاء الصحي السليم الغني بالألياف.
  • شرب عصير الليمون المُضاف إليه بعض الزنجبيل، لتقليل حدة الغثيان الذي يصاحب الصداع وثقل الرأس.
  • ممارسة تمارين التأمل مع الاستماع إلى موسيقى هادئة كي تساعد على التقليل من التوتر والتخلص من الصداع.
  • ممارسة بعض التمارين البسيطة التي تقوي عضلات الرقبة مثل:
    1. الوقوف بشكل مستقيم بمحاذاة الحائط وتحريك الذقن إلى الأسفل لتمديد عضلات الرقبة والثبات لعدة ثوانٍ، ثم إرجاع الذقن إلى الخلف مرةً أخرى.
    2. الوقوف المستقيم مع تسنيد الظهر على الحائط ورفع الذراعين بجانب الجسم وعلى مستوى الكتف ثم تحريكهما إلى الأعلى باتجاه الأذن، ثم خفضهما مرةً أخرى وتكرار هذا التمرين عشر مرات متتالية.

كلمة أخيرة

لكي نمارس أنشطتنا بشكل أفضل، نحتاج إلى راحة جسدية ونفسية، فكلاهما وجهان لعملة واحدة، لذا يجب مراعاة أجسادنا وأنْفُسَنَاْ لجعل حياتنا أكثر صحة وسلامة.

الحفاظ على حالة نفسية متصالحة مع الرضا والسعادة، أمرًا لا يستهان به فهي تجعل تذبذباتنا تنجذب نحو الصحة الفكرية أولاً ثم الجسدية.

اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بشكل يومي يقي من ظهور العديد من الأمراض مهما كان نوعها، لكن في حال كان الشعور بثقل الرأس من متوسط إلى شديد ويرافقه أعراض أخرى حينها ينصح بمراجعة الطبيب المختص لتقديم المشورة الصحية والسليمة.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله