الشفاء عبر تدليك الأقدام حقيقة أم خيال؟

إن أقرب أجزاء الجسم من الأرض هي الأقدام، وتحتوي على عدد هائل من الأعصاب فهي من الأجزاء شديدة الحساسية والتجاوب لمختلف أنواع التنبيهات، لذا فهي بحاجة إلى تدليك الأقدام المستمر وإلى عناية خاصة بهما.

وضع الله حكمته وعظمته في كل شيء خلقه فلم يخلق الله شيء إلا وفيه معجزات، ومن ذلك أن الله وضع علاجًا لبعض الأمراض في غيرها، وبات الكثير من الناس في جميع أنحاء العالم يحرصون على اللجوء إلى الطب البديل في علاج مختلف الأمراض والأوجاع والاضطرابات الصحية المختلفة، لأن التداوي بالعقاقير الطبية والعلاجات المختلفة أصبح خيارًا ثانيًا لفئة كبيرة من الناس بعد أن ظهرت العديد من الآثار الجانبية لبعض العقاقير والأدوية، إضافة إلى ارتفاع ثمن الكثير من العلاجات الصيدلانية والتي هي فوق طاقة العديد من الناس.

تاريخ تدليك الأقدام

إذا أصابك سوء هضم أو صداع فلا تسارع إلى الحبوب المسكنة، بل بادر بالضغط بإبهام يدك على نقاط معينة في باطن قدمك أو يدك، وهذا نوع من أنواع الشفاء بتدليك الأقدام لتخفيف الألم هو ليس بالخرافة، بل هو حقيقة علمية تستند إلى نوع من العلاج استخدمه الصينيون والمصريون القدماء وحتى أنه قد قام الأطباء بإدخال الكثير من التطوير على هذا النوع من العلاج وبات معروفًا باسم (الريفلوكسولوجي) أو المنعكسات العلاجية.

الشفاء عبر تدليك الأقدام ..

إن الفضل يعود للدكتور الأمريكي (وليام فتز جيرالد) الذي أنشأ خريطة للقدمين تبين المساحات التي ترتبط وتتطابق مع كافة أنحاء الجسم، كما أنه كان يعتبر تدليك الأقدام جزء مهم في الطب الشعبي الصيني القديم، ويقوم أساسًا وفق المبدأ الذي ينص على أن طاقة الجسم كلها تتدفق وصولًا إلى الأقدام، وفي حال ركود الطاقة سيؤثر ذلك على كامل الجسم.

خريطة للقدمين

إذ تنتشر نقاط عديدة في كلتا القدمين ترتبط بأعضاء وأجهزة معينة داخل الجسم، وبمجرد الضغط عليها تحدث تغييرات كبيرة في الجسم وللعضو المتصل بنقطة التدليك تلك، كما يظهر في مخطط الدكتور (فتز جيرالد) الذي يُشير إلى الأعضاء والأجهزة المرتبطة بنقاط معينة موجودة في باطن القدم، وتحتوي قدم الإنسان الطبيعي على خمسة عشر ألف عصب، حيث تتصل هذه الأعصاب جميعها على شكل شبكة تصل إلى كل مناطق الجسم المختلفة كالأجهزة الرئيسية والأعضاء والغدد.

حيث أن كل عضو من أعضاء جسم الانسان ابتداء من أعلى نقطة في الرأس وانتهاء إلى أسفل نقطة في القدمين يتم تحديدها، ومن خلالها يتم إرسال نخب من الطاقة بالضغط على هذه النقاط وببعض التقنيات البسيطة التي يمكن تعلمها بسهولة وممارستها في المنزل، يمكن أن تزول الكثير من الآلام سواءً الجسدية أو النفسية كالأمراض الشائعة من الصداع ومشاكل الجهاز الهضمي ومشاكل النوم وآلام الظهر، كما أن هناك بعض النقاط في القدم مرتبطة بنزلات البرد والانفلونزا وبتدليكها تزول هذه الاضطرابات الصحية.

فوائد تدليك الأقدام

1 – تنقية الجسم

لقد أثبتت العلوم والمعارف الصينية أنه توجد في القدم نقاط انعكاسية لا إرادية لها صلة بكافة أنحاء الجسم، عندما نقوم بتدليكها يتم تحفيز مختلف مناطق وتنشيط وظائف الجسم.

2 – تنشيط الدورة الدموية

يتم بالضغط على قوس القدم فيعود النشاط إلى القلب، وهذا لضغط الخفيف والناعم غير متعب كالمسير.

3 – إزالة انتفاخ الأقدام

إن تدليك النقاط المرتبط بالعقد اللمفاوية يسمح بالتخلص من آثار الإحساس انتفاخ الأقدام.

أسس وقواعد التدليك

هناك أسس يجب على المدلّك التقيد بها حتى يكون التدليك فعالًا وهي:

  1. احرص على أن يكون الشخص الذي يجب أن تقوم بتدليكه في وضعية مريحة له وفي حالة من الاسترخاء الشديد.
  2. أن يكون المدلّك على علم بالتشريح وكل وظائف أعضاء الجسم.
  3. على التدليك أن يتم باتجاه عضلة القلب دائمًا.
  4. على المدلك أن يبدأ بالتدليك بحركة خفيفة ومتناغمة لمدة تتراوح بين عشرة دقائق إلى خمس عشرة دقيقة، ينتقل بعدها إلى التدليك العميق، لأن التدليك العميق هو المفيد كعلاج، ويجب إنهاء جلسة التدليك بالطريقة ذاتها التي يبدأ بها التدليك.
  5. حتى يكون التدليك ذو فاعلية كبيرة يجب عدم التوقف عن التدليك حتى نهاية التدليك.

لماذا نعتمد على التدليك والضغط؟

نعتمد التدليك لأنه يقوم بتنشيط الجسم كله، أما الضغط فيقوم بإزالة الألم ويفضل أن يتم عمل التدليك والضغط عندما تكون المعدة خاوية من الطعام، والضغط على نقطة تنشيط الحالب والكلى حتى نساعد على طرد الفضلات، إن لم يتوقف الألم أو يقل أو يسكن على المدلك أن يؤجل جلسة التدليك إلى وقت أخر.

إن عملية تدليك الأقدام تقوم على أساس أن جسم الإنسان بكل أعضائه ممثلة تمثيلًا كاملا وبشكل مصغر في نقاط محددة من باطن القدمين والكفين وصيوان الأذن، وبالضغط والتدليك يمكن أن نؤثر على ما تمثله هذه النقاط من أعضاء الجسم، وهذه الطريقة لا تساعد على الشفاء من المرض فقط بل تساعد أيضًا على الكشف أيضًا عن الأمراض التي لم تصب الجسم بعد وبهذا يمكن للشخص القضاء على المرض قبل الإصابة به، ومن المهم أنه يمكن للشخص العادي القيام بالضغط على هذه النقاط لأن ذلك لا يتعارض مع أي علاج آخر يقوم المريض باستخدامه.

فعند الشعور بألم في أي جزء من الجسم ما عليك إلا تحديد مكانه على خريطة القدم، ثم نبدأ بتدليك الأقدام كلها باتجاه عقارب الساعة ثم نضغط على خلخال القدم، وبعدها على عظام كل إصبع فهذه الوسيلة تحسن مسار الطاقة في الجسم وبالتالي تقوم بتحسين الدورة الدموية وتنشط الغدد وتزيل التوتر مما يعطي شعورًا بالراحة، أما المرحلة التالية فهي الضغط بإبهام اليد على النقطة التي تقابل منطقة الألم ضغطًا متقطعًا لمدة ثلاث دقائق، بعدها نقوم بالتدليك بشكل بيضوي أو دائري ويتم تكرار هذه الحركات ثلاث مرات يوميًا حتى تزول الحالة المرضية.

تحديد بعض النقاط التي تمثل أعضاء الجسم بباطن القدم

تحديد بعض النقاط التي تمثل أعضاء الجسم بباطن القدم

القلب

تقع على الجهة اليسرى من الجسم فنعثر على النقطة التابعة له موجودة في القدم اليسرى تحت الأصبع الصغيرة أي في الجهة العليا من الجسم.

الطحال

تقع تحت نقطة القلب في القدم اليسرى بحسب موقعه من الجسم.

الكبد

موقعه في الجسم على الجهة اليمنى فنجد أن النقطة التابعة له في القدم اليمنى تحت الأصبع الصغيرة.

المرارة

تقع بجانب الكبد في القدم اليمنى.

الزائدة الدودية

مكانها في القدم اليمنى أي بحسب موقعها في الجسم.

بقية الأعضاء موجودة في القدمين

  • الجهتان الجانبيتان للقدم في منطقة القوس توجد فيها نقطة المنطقة القطنية من الظهر وذلك لأن العمود الفقري متمثل من الجانب الخارجي للإبهام نزولًا إلى كعب القدم، إن الذين يشعرون بألم في منطقة الوسطى أو أسفل القطنية من الظهر يجدون فائدة كبيرة في تدليك هذه النقاط. حتى أنه نجد في البلدان التي يوجد فيها نظام خدمة عسكرية إلزامية تستبعد من هذا القانون أصحاب القدم السطحية وتعرف بالقدم فلات فوت، والنقاط في كعب القدم تمثل منطقة الحوض سميكة اللحمية والضغط بالإبهام لا يكفي فعلينا الضغط على حافة الطاولة أو العتبة ونلقي بثقلنا عليها ويوجد لدى المختصين معدات خشبية مصنوعة خصيصًا لهذه الغاية.
  • الجهة الجانبية الخارجية من جهة الخلف يوجد نقطة لعرق النسا وتحتها نقطة للبروستاتا ومن جهة العظم توجد نقطة للكلية ونقطة للصمام بين الأمعاء الدقيقة والغليظة وتحتها نقطة المبيضين عند الأنثى والخصيتين عند الرجل وتحتها نقطة للحوض.
  • وفي الجهة الأمامية من مفصل القدم توجد نقطة مهمة للجهاز اللمفاوي وعند الجهة الجانبية ابتداء من عظم المفصل لغاية فوق الكعب قليلًا توجد نقاط المثانة والبروستاتا والقضيب والرحم للأنثى والمخرج، ومن جهة الخلف هناك نقطة ثانية لكل من البروستاتا وعرق النسا.

طريقة عمل تدليك الأقدام في طب المنعكسات

طريقة عمل تدليك الأقدام في طب المنعكسات

لما كانت أعصاب الجسم عبارة عن وسائل لنقل المنبهات من وإلى الدماغ، وتلعب دورًا بالغ الأهمية في طب المنعكسات، ففي الوقت الذي تتم فيه عملية التدليك تقوم الأعصاب بنقل الرسالة إلى الدماغ الذي يقوم بنقل الرسالة إلى العضو المتصل بالنقطة المدلكة.

وعندما يكون هناك توتر فيكون الحجاب الحاجز في حالة تشنج ونتيجة هذا التشنج يسبب ضغط على الرئتين، مما يقلل من قدرتها على ان تتوسع بالشكل الكامل فتنخفض نسبة الأوكسجين في الجسم، الأمر الذي يقلل من قدرة الجسم على بعث الحيوية لنفسه وعندما نزيل التوتر بالتدليك يحدث تغير مذهل ويزداد دوران الدم في الجسم.

إن النقاط في الابهام تؤثر في الرأس، الابهام الأيسر ينشط الجهة اليسرى من الرأس والابهام الأيمن ينشط الجهة اليمنى منه، ابتداء من السلامية الأولى في الابهام حيث تقع نقطتان مهمتان جدا وهما نقطة الغدة النخامية ونقطة الغدة الصنوبرية، وهما أهم الغدد الصماء على جانبي الابهام، كما توجد نقاط للأعصاب وكذلك في الأصابع الأخرى وفي قاعدة عنق الابهام توجد نقاط للرقبة والحنجرة.

إذا أمسكت بالإبهام وحركته بحركات دائرية إلى الجهة اليمنى وإلى الجهة اليسرى فكأنك تقوم بتمرين للرقبة وذلك يخفف من تقلص عضلاتها وتأكد أنك تقوم بعمل التمرين ذاته للإبهام الآخر وذلك لكي نخفف من تقلص العضلات في الرقبة كلها.

من المهام استعمال ظفر الابهام الآخر الجهة الداخلية من جهة منبت الظفر ولكن لا تضغط كثيرا بعد ذلك أمسك السلامية الأولى من الإبهام بواسطة إصبع السبابة وإصبع الإبهام من اليد الأخرى وانزل الإبهام جهة قاعدته من الجهة الداخلية ومسّد جانبي الإبهام من رأسه لغاية أسفله وللضغط على نقاط الإبهام تأثير مباشر لإزالة الآلام.

نصائح عامة لصحة الأقدام

  1. فحص كعب القدمين للتأكد من عدم وجود أية التهابات فطرية، ومراقبة أظافر القدمين أيضًا والتأكد من كونها ليست سميكة أكثر من اللازم ولونها لم يتحول إلى اللون الأصفر.
  2. للوقاية من الفطريات يجب غسل القدمين يوميًا بالماء والصابون ويجب تنشيف القدمين جيدًا من الماء بعد غسل القدمين.
  3. ومن المفيد وضع القدمين بالماء الساخن والمملح لمدة نصف ساعة يوميًا.
  4. ترطيب الكعبين يشكل مستمر وذلك لمنع تشقق الكعبين.
  5. ينصح بتقليم لأظافر القدمين بطريقة مستقيمة وليست منحنية الجوانب لتجنب انغراس الأظافر في الجلد.
  6. ينصح بارتداء الأحذية ذات الكعب العريض لكي يشعر المرء بالراحة أثناء المسير.
  7. السير بين الفينة ولفينة الأخرى حافي القدمين لأن ذلك يعتبر مساجًا طبيعيًا للقدمين، مما يؤدي لقوة عضلات القدمين.
  8. عدم استخدام أحذية ضيقة من الأمام.
  9. يفضل ارتداء الجوارب القطنية وتغييرها بشكل يومي.

لقد استخدم تدليك الأقدام العلاجي منذ أقدم العصور، وأعتبره بعض مؤرخي الطب كأول علاج اكتشفه الإنسان مستندين إلى رسومات في المعابد والأماكن الأثرية لقدامى المصريين وكذلك الإغريق والصينيين تدل على عملية التدليك ويبقى موضوع الشفاء بتدليك الأقدام موضوع كبير وواسع جدًا وهكذا قدمنا في مقالتنا هذه أهم الأفكار والمعلومات الأولية عن الشفاء بالتدليك باعتباره جزءًا مهمًا من أجزاء الطب البديل، التي يمكن للمتصفح الكريم أن يستفيد منها بكل يسر وسهولة.

مقالات ذات صلة:

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله