تقوس الساقين (الأقدام) عند الأطفال من الأمور الشائعة جدًا، فعادةً ما يولد البعض به، ومنهم من يشفى تمامًا عندما يكبر والبعض الآخر يستمر معه. ويمكن تعريف التقوس باختصار في كونه ينحصر في نوعان من التقوس.
التقوس الخلقي وهو الذي يحتاج من أجل علاجه التدخل الجراحي، ويؤثر فيما بعد على طريقة مشي الطفل، ويتم تحديد العملية التي تقتضي علاجه بتكسير بعض العظام وإعادة تجميعها في شكلها الصحيح حسب حالة الطفل. أما التقوس المكتسب والذي يكون ناتج عن لين العظام بسبب بعض الأسباب. وهو الذي سنقوم شرح أسبابه عند الأطفال وطرق تجنبه.
أسباب التقوس عند الأطفال
تظهر حالات التقوس منذ لحظات المشي الأولى للطفل فتظهر من ابتعاد ساقيه وعدم استقامتها ويتضح ذلك بصورة كبيرة في مشيه. وعادةً ما يكون التقوس أمر طبيعي حيث يوجد الجزء السفلي من جسم الطفل في مكان ضيق أثناء التكوين في فترة الحمل وهو رحم الأم.
يبدأ ملاحظة التقوس بعد 6 أشهر من الولادة حينما يبدأ الطفل في المشي، ويمكن تقويم الحالة ككل ومعرفة درجة التقوس لدى الطفل في السنة الثانية من عمره، ومن ضمن أسباب التقوس عند الأطفال:
- نقص فيتامين (د) في جسم الطفل مما يتسبب في لين العظام، وهو ما يؤدي إلى تقوس الساقين.
- كترة شرب الطفل للمشروبات الغازية والفوارات.
- عدم تعريض الطفل للكمية الكافية من الشمس التي تحتاج إليها عضلات الجسم بصورة دورية مما يحرم الجسم من الحصول على الفيتامينات الهامة التي يستمدها من هذه الأشعة.
- يمكن أن تؤدي إصابة الطفل بأمراض الكبد والكلى إلى لين العظام وتقوس الساقين.
- الاعتماد الكلي على اللبن البقري. فلا يحصل الطفل على عناصر غذائية أخرى لبناء عضلاته.
- أيضًا اكتفاء الطفل في أول 6 أشهر من عمره بلبن الأم يؤدي إلى المساهمة في وجود التقوس الطبيعي لقدم الطفل.
- تناول الطفل للنشويات بكمية كبيرة.
- عدم الاهتمام بإطعام الطفل المواد البروتينية والتي تتمثل في البيض وخاصة الصفار وأيضًا السمك.
- إصابة الطفل بالتسمم بعنصري الفلورايد والرصاص.
- إصابة بكسور في العظام بسبب حادثة معينة تعرض لها الطفل ولكن العظام لم تشف بطريقة صحيحة فخلفت أثرًا ورائها وهو الإصابة بالتقوس.
- يمكن أن يحدث التقوس للطفل أيضًا في حالة قام الطبيب بإخراجه أثناء عملية الولادة بصورة غير سليمة. مما ينتج عنها تقوس في قدمي الطفل كون عظامه في هذا الوقت تكون لينة ومع أقل خطأ تصاب بالضرر.
الإصابة بمرض بلونت
إصابة الطفل بهذا المرض تؤدي إلى ظهور تقوس الساقين، ويعرف هذا المرض باسم عظمة الساق المنتفخة. وهذا المرض يتمثل في حدوث تقوس يصيب عظمة أسفل الركبة، كلما تقدم الطفل في العمر كلما زاد الأمر سوءًا مع هذا المرض، وخاصةً عند البدء في مرحلة المشي وتعلمه.
وأيضًا يمكن ألا تظهر أعراض هذا المرض حتى يصل الطفل إلى سن البلوغ وبعدها يظهر التقوس؛ يؤدي هذا المرض إلى الإصابة بمشاكل في مفصل الركبة، بل وتصل هذه المشاكل إلى باقي مفاصل الرجل كلها.
مرض باجي
هذا المرض من ضمن مجموعة الأمراض المتعلقة بعمليات الأيض والتمثيل الغذائي داخل جسم الطفل؛ مما يؤثر بطريقة غير سليمة على عملية بناء العظام داخل جسم الطفل. فتنمو العظام لينة، ضعيفة وغير قوية، ومع مرور الوقت ونمو الطفل أكثر يصاب بالتقوس.
مرض الكساح
يعد أحد الأمراض التي تنتج عن نقص فيتامين (د)، وبعد الإصابة به يبدأ ملاحظة ظهور تقوس القدمين بسبب ضعف العظام وتلينها.
مرض التقزم
أكثر الأمراض التي تؤدي إلى تقوس القدم عند الطفل، وهو خلل في نمو الطفل بصورة عامة يسبب التقزم ويكون من أشهر أنواع التقزم التي تسبب التقوس تقزم المودون.
طرق الوقاية من التقوس عند الأطفال
- الإكثار من تقديم العصائر الطبيعية للطفل التي تحتوي على فيتامين سي وخاصة عصير البرتقال.
- الحرص على تخصيص وقت يومي للطفل حتى يتعرض لأشعة الشمس ويفضل أن يكون هذا الوقت هو وقت الأشعة الجيدة وليس فوق البنفسجية.
- تقديم السمك والبيض للطفل بشكل يومي، وتقليل كمية النشويات وخاصة المتمثلة في المعكرونة والأرز الأبيض ويمكن استبدالهم بالأرز البني.
- الحرص على توفير كمية مناسبة من فيتامين (د) في جسم الطفل والمتمثل في الكبد البقري.
- زيادة نسبة الكالسيوم في جسم الطفل للمساهمة في بناء عضلاته بشكل سليم وذلك من خلال توفير جميع منتجات الألبان ومشتقتها والحرص على عدم خلو نظامه الغذائي اليومي من هذه الأطعمة.
- عدم تأخير مدة تعويد الأم الطفل على تناول بعض الأطعمة بجانب اللبن الطبيعي قبل أن يصل ستة أشهر، ويمكن البدء بالأطعمة السائلة أو الخضروات والفواكه المهروسة.
- تعويد الطفل على المشي ولعب التمارين الرياضية الخفيفة مع عدم الإفراط فيها فالتمارين الرياضية تساهم بشكل كبير في بناء عضلات الطفل.
- اهتمام الأم بالتغذية السليمة أثناء فترة الحمل وتناول الفواكه والعصائر الطبيعية التي تحتوي على فيتامينات مفيدة للجسم مع تجنب تناول المشروبات الغازية.
- في حال تعرض الطفل لإصابة في صغره في القدمين يجب الإسراع بالتوجه للطبيب وعمل أشعة لضمان شفاء القدم بصورة سليمة حتى لا يتعرض للتقوس فيما بعد.
- تعرض الطفل للشمس لا يكون فقط بعد الولادة بل تعرض الأم لأشعة الشمس على مدار فترات كافية يساهم هو أيضًا في وقاية الطفل من الإصابة بالتقوس حتى قبل أن يولد، يكفي أن تتعرض الأم للشمس ربع ساعة في الصباح الباكر.
- استخدام فيتامينات ومكملات غذائية للطفل في حال كان يعاني من سوء تغذية ونقص حاد في فيتامينات الجسم تجنبًا للإصابة بلين العظام والتقوس.
- يمكن استخدام بعض الأعشاب التي تساهم في تقوية عضلات جسم الطفل ومنها الزعتر وإكليل الجبل.
أشياء إضافية قد تساعدك علي تجنب التقوس عند الأطفال
- يمكن تأمين الوقاية للأطفال عن طريق دهن جسم الطفل بزيت الزيتون لما له من فوائد هامة في المساهمة في نمو الطفل، ويمكن إعطاؤه للطفل بصورة أخرى من خلال خلطه مع العسل الأبيض وجعل الطفل يتناوله كمشروب يومي.
- يمكن الاستعانة بزيت حبة البركة في الوقاية من التقوس وذلك عن طريق توفير وقت يومي للطفل من أجل تدليك قدميه باستخدام زيت حبة البركة لتجنب التقوس.
- الحرص على إرضاع الطفل رضاعة طبيعية من أجل تقوية عظامه ووقايته من الأمراض وزيادة مناعته.
- تناول الأم الفيتامينات اللازمة في فترة الحمل وكذلك الرضاعة عندما يصفها الطبيب وذلك حتى لا تتأثر عضلات الطفل وعظامه من نقص هذه الفيتامينات لدى أمه.
علاج التقوس عند الأطفال
إذا أصيب الطفل بالتقوس حقيقة فعادةً ما يتم وصف بعد الأدوية من أجل تخفيف أعراض التقوس ومنها:
- حقن فيتامينات (د).
- أدوية شراب يدخل في تكوينها نسب كبيرة من فيتامين (د) وفيتامين (سي).
- لف القدمين ببعض الجبائر الطبية لفترة معينة وعادةً ما تكون هذه الفترة طويلة من أجل الحصول على نتائج.
- استخدام بعض الأحذية الخاصة والقوالب التي تساهم في تحسين نسبة التقوس عند الأطفال، وتستغرق هذه الطريقة فترة تتراوح ما بين عامين إلى أربع أعوام حتى يتم ملاحظة النتائج في علاج التقوس.
- أجهزة تقويم الأرجل الداعمة والتي تقوم بعملها في المساء أثناء نوم الطفل حيث تقوم بسحب القدمين وتعديل شكل العظام بها من خلال سحب الأرجل إلى الأسفل.
- أيضًا يمكن علاج تقوس القدمين عند الأطفال من خلال بعض التمارين، وتتم هذه التمارين على يد متخصصي وأطباء العلاج الطبيعي. أو يمكن أن تقوم بها الأم في حال كان لها خبرة كافية لعمل هذه التمارين للطفل.
بعض التمارين المستخدمة في علاج التقوس عند الأطفال
تمارين تدليك الظهر والساقين
يعتمد هذا التمرين على القيام بعمل مساج لمنطقة الظهر والساقين من خلال تطبيق القليل من زيت التدليك الخاص عليها وتدليكها لمدة مناسبة. وبعدها يتم تحريك اليدين في حركات دائرية على الظهر مع مراعاة التركيز على منطقة العمود الفقري.
بعد الانتهاء من هذه الخطوة يتم تكرار نفس العملية مع الساقين. ويعتبر هذا التمرين من أكثر التمارين المفيدة في تنشيط الدورة الدموية وحركة تدفق الدم في الجسم. وخاصةً منطقة الساق مما يقوي العظام ويساهم في إمدادها بكميات كافية من فيتامين (د) والكالسيوم.
تمرين المشي من أجل علاج التقوس عند الطفل
في بعض حالات التقوس تكون درجة تقوس الساقين ليست مؤثرة في مظهر القدم فقط ولكنها مؤثرة أيضًا بشكل كبير على حركة الطفل وقدرته على المشي؛ لذا يعد تمرين المشي من أهم التمارين المفيدة في هذه الحالات.
يبدأ التمرين عن طريق مساعدة الطفل على الوقوف على ساقيه، وبعدها يتم دفعه وتحريكه بخفة ولطف حتى يبدأ بعملية المشي.
يتم القيام بعمل التمرين هذا بصورة مناسبة وعدم الإكثار منه؛ حتى لا يزداد وضع العظام سوءًا ويأتي التمرين بنتيجة عكسية. يمكن القيام بهذا التمرين بصورة يومية بشرط ألا تزيد المدة اليومية عن خمس دقائق فقط وليس أكثر.
تمارين ضم عظام الفخذين لتجنب التقوس
يوضع الطفل على ظهره بحيث يكون نائمًا في شكل مستقيم وبعدها يستخدم المختص في العلاج أو حتى الأم يديه في تقريب عظام الفخذين من بعضهما البعض. مع ضرورة الحذر أثناء القيام بهذا التمارين على عدم شد عظام فخذي الطفل بصورة كبيرة حتى لا يتأذى. يتم تقريب العضلات من بعضها بصورة لينة ولطيفة جدًا لا تسبب ضيق أو ألم للطفل. يتم تكرار هذا التمرين بصورة يومية على أن تكون مدة عمل التمرين في اليوم الواحد حوالي نصف ساعة، مع عدم زيادة المدة حتى لا يأتي التمرين بصورة عكسية.
عادةً ما تستخدم هذه العلاجات في حالات التقوس الخفيفة أو في سن مبكرة، أما إذا تخطى الطفل سن خمس سنوات. ومازال يعاني من التقوس فغالبًا في هذا الوقت وبنسبة كبيرة يحتاج إلى التدخل الجراحي من قبل أطباء العظام لحل هذه المشكلة.
وأخيرًا، عليك أن تنتبه لصحة طفلك جيدًا وتعرف أن أسباب التقوس عند الأطفال كثيرة ومتنوعة وعند تجنب هذه الأسباب من البداية يمكنك وقاية الطفل من التقوس.
تجنب التقوس لا يكون من بعد ولادة الطفل ولكن في الحقيقة يبدأ منذ فترات الحمل الأولى فالاهتمام بالصحة والطعام ينعكس كليًا على الطفل.
في حال كان التقوس عند الطفل ملحوظ فيجب الإسراع باستشارة الطبيب في هذه الحالة تجنبًا لحدوث تفاقم في الأمر وحتى لا تزداد درجة التقوس عند الطفل بالإهمال.