حقوق الصديق – معرفتها سبب إصلاح حال الكثير من الأصدقاء

من حكم الله تعالى في عبادة أن يؤنسوا بعضهم بعضًا، فلا يستطيع الشخص أن يعيش في عزلة، فاتخذ الناس الأصدقاء والأخلاء، لكن حدث بينهم العديد من المشاكل والخلافات والتفرق والعداء لعدم معرفة بحقوق الصديق.

ومن حقوق الصديق أن يصدُق كل من الصديقين مع صديقه في المودة، ويخلص في الصداقة، ويكون كل منهما صريحًا صادقًا مع صديقه، ناصحًا له كل النصح، إذا لاقاه سُر وفرح بلقياه، وأنس به، وإذا غاب عنه اشتاق له، وسأل عنه، يحب له ما يحب لنفسه، ويكره له ما يكرهه لنفسه. قال – صلى الله عليه وسلم-: «خير الأصحاب خيرهم لصاحبه، وخير الجيران خيرهم لجاره.

حقوق الصديق على صديقه

حقوق الصديق على صديقه

حقوق الصديق كثيرة وعظيمة، من أهمها ما يلي:

1 – الوقوف معه وقت الضيق

من حقوق الصديق أن تقف مع صديقك وقت الشدائد وذلك أمر محتم عليك ولك الأجر والثواب، قف مع صديقك وقت مصائبه وواسه وقت مرضه، وإذا أصيب بمصيبة أظهر له حزنك.

2 – عدم البخل عيه بالمال أو الجاه

عندما تكرم صديقك بالمال والجاه ذلك يجذب قلبه ويجعله يتغاضى عن أخطائك. فمن رزقه الله منصبًا ومكانة تكون زكاتها الشفاعة والإعانة للمحتاجين من الأصدقاء والأقارب، على ألا يبخس في حق الآخرين. لذلك يعتبر البخل على الصديق والمحتاج في حال توفر المال من أخس الصفات.

3 – التعامل معه باحترام وأدب

التعامل باحترام وأدب من أعظم حقوق الصديق، ما يزيد الاحترام والمودة، ويزرع السعادة والألفة بين القلوب، لذلك يعد الأدب والاحترام في أقوال وتصرفات الأصدقاء هو الأساس والأصل.

وكان السلف الصالح يتعلمون الأدب قبل تعلم العلم، حيث لأنهم يرون أنه أهم.

4 – عدم نقل إليه ما يؤلم نفسه ولا ينتفع به

من ينقل القصص والأخبار المؤلمة لصديقه، يسبب له الأذية بشده.

5 – التماس الأعذار له

إذا وصلك عن صديقك شيء تكرهه التمس له العذر وفي حال عدم وجود عذر، قل في نفسك لعل صديقي عذرًا لا أعلمه.

6 – حسن الظن بما يقوله الصديق أو يفعله

كم من صديق ساء الظن بصديقه بسبب موقف أو كلام يحتمل أكثر من وجه. فاغتابه وحكم على نيته، وبالنتيجة لا تحصل قطيعه بين صديقين إلا لسوء الظن، فعندما يمازح الصديق صديقه يظن أنه يستخف به ويقاطعه.

فالظن السيئ من أعظم أسباب التقاطع لأنه يجعل الحسن قبيحًا والحق باطلًا. لذلك أعلم يامن تسلل سوء الظن إلى قلبك أن أسرار القلوب لا يعلمها إلا الله علام الغيوب. وقد نهى الله تعالى عن سوء الظن في قوله تعالى:

(يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱجۡتَنِبُواْ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلظَّنِّ إِنَّ بَعۡضَ ٱلظَّنِّ إِثۡمٞۖ وَلَا تَجَسَّسُواْ وَلَا يَغۡتَب بَّعۡضُكُم بَعۡضًاۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمۡ أَن يَأۡكُلَ لَحۡمَ أَخِيهِ مَيۡتٗا فَكَرِهۡتُمُوهُۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ تَوَّابٞ رَّحِيمٞ) الحجرات 12

7 – مراعاة مشاعره في حال فرحه وحزنه

من حقوق الصديق على صديقه أن يهنئه عندما يكون لديه شيء مفرح وأن يواسيه في حال حزنه ويخفف ألمه ومصابه.

8 – زيارته بالمعقول دون إكثار أو إثقال

من حقوق الصديق على صديقه أن يزوره إن طال الغياب أو يتصل به ليطمأن عليه، فإن الابتعاد بين الأصدقاء يسبب فجوه وفتور في العلاقة. لكن بشرط ألا تثقل عليه بالزيارات والجلوس، فبعض الأصدقاء يثقل صديقه بكثرة مكالماته أو زياراته أو طول جلوسه أو حديثه معه.

9 –  عدم الإكثار من المزاح والتهريج

الإكثار من المزاح يسبب شرخًا في الصداقة. خاصة المزاح مع الصديق أمام الغرباء، فالصديق يرضى بممازحتك له عندما تكونا وحدكما، لكن عندما تمازحه أمام الغرباء قد يصاب بالحرج، فقد تخرج منك كلمة على غفلة تكدر خاطره، ويعتبرها تقليل لقيمته.   

 10 – ألا يعاتبه على أمر يتحسس منه دون غيره

بعض الأصدقاء يتحسس من كلمات أو عبارات معنية، أو سلوك معين، ليس في نظر الآخرين بخاطئ أو بسيئ، لكن هو يراه خطأ فادح وذنب قبيح، فيفاجئ صديقه بعاتبه ويلومه على قوله وفعله.

11 – ألا يبالغ في المحبة والرغبة والكراهية والنفرة

يوجد العديد من الأصدقاء يحبون شيئًا يبالغون في محبته لدرجة كبيرة، أو يبغضون شيئًا لدرجة المبالغة في البغض، والأفضل التوسط في الحب والاعتدال.

وعن علي رضي الله عنه أحبب حبيبك هونًا عسى أن يكون بغيضك يومًا ما، وأبغض بغيض هونًا عسى أن يكون حبيبك يومًا ما. وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لا يكن حبك كلفًا ولا بغضك تلفًا.

12- عدم التكلف في كتمان المشاعر 

يجب أن يظهر الصديق مشاعره لأصدقائه الأوفياء لأنهم يستحقونها، و هي حق من حقوقهم مهما كانت الصداقة قوية وقديمة. لكن لا يستحسن التكلف في أظهار تلك المشاعر فخير الأمور أوسطها.

13 – الهدية بشرط عدم المبالغة والتكلف بها

الهدية من أعظم أسباب الألفة وتقارب القلوب، وتزيد الألفة والمودة، فما أجمل أن تهدي صديقك هدية عندما يكون عائد من سفر أو شفي من مرض أو بمناسبة الزواج.

قال بعضهم الهدية ترد بلاء الدنيا    والصدقة ترد بلاء الآخرة

14 – نقده بأسلوب لطيف

النقد بغيض إلى النفوس، ثقيل على المسامع، لذلك إذا نقدت صديقك بأسلوب جاف أو أمام الآخرين، أو أكثرت من نقده، سيعتبرك معتديًا مخطًأ.

لذلك لا بد للصديق عندما يريد انتقاد صديقه أن يلتزم بآداب النقد البناء مثل السرية التامة، وقول كلام جميل مع النقد، وأن يكون النقد للتصرف وليس للشخص نفسه…الخ.

15 – مصارحته بعيوبه بأسلوب لين    

ويعد هذا الحق من أعظم حقوق الصديق، فإذا لم يتعاهد الأصدقاء على القيام به فصداقتهم لا تعود عليهم بالنفع والفائدة، إنما تكون مضيعة للوقت.

لأن من يخبرك بعيبك هو محسن إليك ومن ينبهك على أخطائك فهو متفضل عليك. لأن صديقك هو من صَدَقك لا من صدّقك.وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : رحم الله امرءًا أهدى إلى عيوبي.

لذلك يجب أن نفرح لمن ينبهنا على أخطائنا ويصارحنا بها، كما جاء في قوله تعالى  ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ ۚ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ ۚ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ﴾ سورة البقرة 206

16 – المحافظة على خصوصيته

من حقوق الصديق على صديقه أن يحترم خصوصية أصدقائه وعدم التحدث عن شيء يخصه دون طلب أذن.

17 – الثناء الصادق ودعمه وتشجيعه

من الجميل أن يشكر الصديق صديقه على حسن أعماله، ويثني عليه ويشجعه، لكن دون مبالغة أو تزلف أو نفاق.

 لأن الثناء الصادق لا يتمتع به إلا أصحاب النفوس الشريفة كما جاء في قوله تعالى (وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ) البقرة 158

18 – الصبر عليه وستر عيوبه والعفو الصفح عنه

من حقوق الصديق على صديقه أن يستر عيوبه ويتجاوز عن أخطاءه ويغفر ذنبه، ولا يقف عند العثرات البسيطة. فكم من صديق رد على خطأ صديقة بإجحاف وقساوة وربما هجره.

ويعد ذلك أشنع من فعل صديقه كما جاء في قوله تعالى (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ ۖ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ) النحل 126

القاعدة إذن اصبر على صديقك ودار عيبه لتستمتع بمحاسنه، وتدوم الصحبه.

19 – الاعتذار إليه واستعطافه عند ما تخطأ وتقصر معه

عود نفسك على الاعتذار لأن الاعتذار يزيل ما في القلوب من ضغينة ويشفيها من الألم. ويعد الاعتزار عن الأخطاء التي تبدر منك تجاه صديقك من حقوق الصديق المهمة.

20 – استعمال الحكمة والرفق عند سوء التفاهم

ليس من العيب أن يحدث خطأ من قبل أحد الأصدقاء تجاه صديقه، فالخطأ من طبيعة البشر لكن العيب أن يكون هذا الخطأ بابًا لتصفيه الحسابات.

21 – ألا يستمع للنمام، ويدافع عن صديقه

جاء في وصية الأمام لشافعي رضي الله عنه: إذا بلغك عن صديق لك ما تكرهه، فإياك أن تبادله بالعداوة والهجر. فتكون مما أزال يقينه بشك، لذلك يجب أن تلتقي صديقك وتخبره مما قيل عنه دون تسمية المبلغ.

22 – أن يحفظ أسراره، ويكتم ما طلب منه كتمانه

أعظم حقوق الصديق الأمانة وكتمان أسراره، فما أودع صديقك سره لديك إلا لأنه ائتمنك ورآك محل للثقة.

23 – ألا يجادله إلا بالحسنى

لقد حث الدين الإسلامي على كل ما فيه ألفة ومودة وترابط واجتماع، ونهى على كل ما يسبب العداوة والبغضاء، وقد حذر الإسلام من الجدال ولو كان مع أحدهما الحق.

الجدال هو الذي يسبب الشقاق والخصومة والوحشة، حيث لذلك لا بد من الابتعاد عنه، حتى تسلم القلوب وتسلم النفوس.

24 – ألا يحسده على خير حصل عليه، أو فضل اكتسبه   

الحسد داء لا يمكن شفاؤه، والمبتلي فيه لا يمكن إرضاؤه والخير كل الخير في الابتعاد عنه.

25 – البشاشة وطلاقة الوجه

صاحب الوجه البشوش يستولي على  العقول والقلوب، ومحمود الأفعال ومقبول أي شيء يصدر عنه.

لذلك تعد بشاشة الوجه وصدق الابتسامة أحوج ما يرجوه الصديق من صديقه، والقريب من قريبه كما لا يستغني عنها أحد مهما كان.

26 – أن يرد على رسائله  

بعض الأصدقاء لا يعير اهتمام لرسائل أصدقائه، ربما لاعتقاده أنها لا تستحق الجواب أو ربما ينتظرون حتى يقابلونهم.

كما يمكن أن يكتب لك صديقك رسالة معاتبة فيكون ردك بارًدا، لكن من الواجب أن يكون الرد على قدر وأهمية الرسالة.   

27 – أن يكون واضحًا معه غير متذبذب ولا متقلب

يعاني الكثير من الأصدقاء من كثرة تقلبات أصدقائهم وسرعة تغيرهم وعدم وضوحهم. ومثل هؤلاء الأصدقاء صعب التعامل معهم.

28 – مساعدته وعدم التواني في خدمته عند الحاجة

يميل بعض الأصدقاء إلى الكسل والخمول، فإذا كانوا في رحلة يجب عليهم مساعدة بعضهم في تحضير الغداء و تجهيز مكان الجلوس..الخ. لذلك من يجد في نفسه صفة الكسل عليه أن يعمل جاهدًا على تغييرها.

29 – ألا يرهقه بحاجاته وأشغاله

بعض الأصدقاء يظن أن الصديق خادم له، ويطلب منه كل شيء.  وما أشنع أن يتصل بك صديقك فقط عندما يريد أن يطلب منك حاجة فقط.

30 – الدقة في الوعد والمواعيد

بعض الأصدقاء يوعد صديقه في ساعة معينه، ويتأخر عليه عشر دقائق، وصديقه ينتظره على أحر من الجمر، لكن عندما يصل كأن شيء لم يكن.

31 – أن يكون صادقًا معه

من حقوق الصديق الواجبة على صديقه الصدق فهو ركن الأدب وأساس المروءة، ومن أقبح صفات الصديق كذبه على صديقه.

وقد جاء في قوله تعالى (فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ) آل عمران 61

32 – أخباره بما تحب  وما تكره من الطباع والأخلاق

إذا عرف الصديق ما يحبه ويكرهه صديقه كان ذلك سببًا في دوام الصحبة.

33 – استشارته والانتفاع برأيه

مشاوره صديقك يعزز الثقة ويزرع المحبة بينكما، ويشعر أنك تقدره وتحترمه.

34 – عدم التدخل في خصوصياته

أن تدخل الصديق في شيء لا يعنيه ليس من واجباته ولا من حقوقه، لأن لكل شخص خصوصياته ولا يقبل أحد التدخل بها. لكن بعض الأصدقاء لا يهنأ لهم بال حتى يعرفوا خصوصيات صديقهم.

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( بحسب المؤمن من الغيّ، أن يؤذي جليسه فيما لا يعنيه)

35 – السؤال عن حاله بإخلاص

الصديق الوفي هو من يسأل عنك ويهتم بما يتعلق بك ويهتم بأهلك وأولادك.

36 – الدعاء له بظهر غيب

الدعاء للصديق في حال غيابه هي من أعظم الأدلة على محبته له لله لا للدنيا، وتدل على نقاء قلبه من الغل والحسد.

حاجة الإنسان إلى الصديق

رفع الدين الإسلامي مكانة الصديق، وعظَّمها، والدليل على هذا من إباحة الإسلام للإنسان أن يأكل من بيت صديقه، كما يأكل من بيته، وبيت أبيه، وبيت أمه، وبيوت أقاربه، قال تعالى (وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ) النور: ٦١.

كما أن طبع الإنسان مدني، لا يعيش وحدته، ولهذا لا بد من صديقٍ أو أكثر، يأنَس به، ويقضي معه بعض أوقات فراغه وراحته، ويشاركه في آماله وآلامه، ويعينه على أمر دينه ودنياه، ولا طعم للحياة ولا لذة لها بدون صديق، كما قال الشافعي – رحمه الله – سلامٌ على الدنيا إذا لم يكن بها صديقٌ صَدوقٌ صادقُ الوعدِ مُنصِفَا.

أنواع الأصدقاء

ويوجد ثلاث أنواع من الأصدقاء منهم:

  • أصدقاء كالغذاء ويقويون روحك ويصفون خاطرك ولا تستطيع الاستغناء عنهم.
  • أصدقاء كالدواء تحتاج إليهم بين الحين والآخر على مقدار محدود وهؤلاء لا يضرونك ولا ينفعونك، قد لا تهتم لأمرهم عند غيابهم لكن تأنس لوجودهم في حال مجالستهم. ويفضل أن لا تكثر من مجالس هذا النوع حتى لا يضيع وقتك.
  • أصدقاء كالداء الممرض والسم الذي يهلك، وهم أصدقاء السوء وأصحاب الطباع القبيحة.

ما هي الأمور التي تدلك على أن صديقك مخلص؟

لا تستطيع الحكم على الصديق أنه صادق حتى تجربه في أربعة أمور ومنها:

  • السفر فالسفر يظهر لك الصديق على حقيقته، فإما أن تبقى معه أو تتركه في منتصف الرحلة.
  • عند الضيق والحاجة والأمور المالية، يتبين الصديق الوفي من الردي.
  • في حال الخصومة وسوء التفاهم، فبعض الناس تظهر لك في قمة الأخلاق والأدب لكن عندما ترى شيء لا يعجبها من أصدقائها تتبدل تلك الأخلاق الحسنة.
  • كثرة المخالطة فكم من إنسان يغريك مظهره ويجذبك حلو كلامه فتحب صحبته، لكن بعد أن تجالسه تفوح منه ريحه نتنة ويظهر قبح أقواله وأفعاله.

اختيار الصديق

اختر صديقًا مناسبًا لطبعك وخلقك وتوجهاتك، لأن التباين والاختلاف مدعاة للتنافر. قد يجد بعض الأشخاص انجذابًا للأصدقاء ومن أول لقاء وقد بين النبي صلى الله علية وسلم فقال ( الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف. ومعنى ذلك أن النفس ترتاح لشخص ولا ترتاح لغيره، وتحب أحد وتهواه وتنفر من صحبة غيرة.

لذلك اختيار الصديق ليس بالأمر السهل، لأن من يظهِر الصداقة في الناس كثير، لكن الصديق الوفي منهم قليل، ولهذا نجد في القرآن الكريم أفرد الصديق في قوله تعالى( أَوْ صَدِيقِكُمْ) النور: ٦١. في حين أن ما قبله في الآية جاء على صيغة الجمع. كما أفرد الصديق في قول (وَلَا صَدِيقٍ حَمِيم) الشعراء ١٠٠، ١٠١، وقال المفسرون: وفي هذا إشارة إلى قلة الصديق المخلص.

في النهاية… فالصديق من يصدقك النصيحة ويقف معك عند الحاجة، والصداقة الحقيقة هي التي تقوى عند الأزمات وتظهر جلية عند الحاجات.

المصادر

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله