الشعور بنغزات في القلب وآلام مصاحبة له مع أن الفحوصات تؤكد سلامته

يعتبر القلب أهم أعضاء الجسم البشري فهو يعتبر المحرك الأساسي لأعضاء الجسم كافة، وصحته تعني صحتها، وهو عبارة عن عضلة قوية تتميز بالانقباض المتكرر بانتظام مدى الحياة لتضخ الدم في جميع أعضاء الجسم عن طريق الدورة الدموية، وقد تعاني هذه العضلة المذهلة من عدة أمراضٍ تؤثر عليها مثل نقص التروية وقصور القلب واضطراب النظم فيه، وهو يختلف عن بقية أعضاء الجسم في كثير من النواحي، فالقلب عضو يتأثر بالمشاعر كالفرح والحزن كما يتأثر بالضغوط النفسية الناتجة عن أعباء الحياة، ويتأثر بالجو والمناخ وله لغة كهربائية مثل الدماغ والعضلات والأعصاب، وأي اختلاف في هذه اللغة يعني حصول مشكلةٍ معينةٍ.

تتسارع نبضات القلب عند الجهد أو الخوف وقد يتباطأ قليلًا عند النوم ويتسارع لدى رؤية الأحلام المزعجة لدرجة كبيرة تشعر المرء بنبضاته القوية، وقد يتأثر بمرض أعضاء أخرى من الجسم وقد يمرض من حد ذاته ويصاب بالجلطات أو نقص التروية وغيرها.

والقلب شأنه كأي عضو في جسم الأنسان يحس بالآلام والذي قد ينشأ من أي جزء من القلب مثل الشرايين والصمامات والعضلة والأغشية وهناك أنواع كثيرة من هذه الآلام فعلى سبيل المثال نذكر منها:

الآلام التي قد تصيب القلب

أشعر بنغزات في القلب

آلام ناتجة عن نقص التروية

وهو نقص وصول الدم إلى عضلة القلب بغض النظر عن أسباب هذا النقص، فالأعراض تأتي بأشكال مختلفة مثل الإحساس بثقل على الصدر والحرارة والألم كطعنة سكين، ينتشر في الذراع والرقبة، وضيق في النفس، ومن أهم الأمثلة على ذلك آلام الناتجة عن الجلطات القلبية الحادة.

آلام الضغط النفسي

” stress induced CM” والتهاب عضلة القلب “myocarditis”وهي تشبه لحد ما آلام الجلطات القلبية.

آلام غشاء القلب

وهي الإحساس بالألم على شكل طعنة تزداد مع التنفس ومع الاستلقاء.

النغزات

وسوف نقوم بشرحها بالتفصيل في هذا الموضوع نظرا للأسئلة المتكررة و الشكوى من البعض بخصوصها، فالنغزات يمكن شرحها بأنها آلام خفيفة لعدة ثوانٍ تختلف شدتها والإحساس بها من شخصٍ لآخر وتحدث بالذات لدى الشباب وخصوصًا عند النساء، وغالبًا ما تكون فحوصات وتحاليل هؤلاء المرضى من تخطيط القلب والتصوير الشعاعي واختبار الجهد القلبي الكهربائي ضمن الحدود الطبيعية، ويؤكد الأطباء انه لا مشكلة قلبية والقلب لديهم سليم وان الآلام التي يشعرون بها من الممكن أن تكون بسبب أعراض القولون العصبي أو الحموضة في المعدة أو الارتجاع في المريء أو نتيجة ضغوط نفسية، وبما أن الأعراض مستمرة لدى المريض ويشعر بها في قلبه فيبقى المريض يتنقل من طبيب لآخر ومن مستشفى لأخرى يصاحبه الخوف من أن يصاب بجلطات القلب التي تؤدي للوفاة المفاجئة.

ما هي أسباب النغزات

في هذه الحالة يكون المريض والطبيب صادقان فيما يقولان ويعتقدان فالمريض يشعر أن هذه الأعراض في قلبه رغم إجراء بعض الفحوصات والتحاليل التي أثبتت عدم وجود مسبباتٍ أخرى من الأسباب الشائعة التي ذكرت أعلاه، والطبيب أيضًا صادقٌ في قراراته وتشخيصه في أن هذه الأعراض غير خطيرة ولا تسبب للمريض أي مشاكل طبية حالية أو في المستقبل وفحوصات قلبه سليمه، وهنا يجد كلا الطرفين نفسه في موقف محير المريض وأهله يجدون صعوبة في قبول شيء لا يعرفون ماهي طبيعته ومعاناة المريض منه مستمرة و الطبيب لا يستطيع إقناع المريض أن قلبه سليم وينصحه بالبحث عن مسببات أخرى لحالته غير المشكلة القلبية .

تفاوت طبيعة النغزات وطريقة شرح المريض لحالته

هذه النغزات غالبا ما تكون متفاوتةً في الطبيعة والشدة ويجب أن نركز أكثر على أن الكثير من المرضى قد يعنون أشياء مختلفة يربطونها بكلمة نغزة، لذلك يجب على الطبيب السؤال بالتفصيل عن ماذا تعني كلمة “نغزة”؟ ومتى تحصل؟ وكيف وأين موقع حصولها؟ ومتى تزداد وماهي الأشياء التي تخففها؟ فهؤلاء المرضى ليس لديهم تشخيص واحد وإنما قد تكون عدة أمراض تشترك في هذه الأعراض، ولذلك تؤخذ كل حالة وتدرس على حدة لحين التوصل لتشخيص نهائي، وقد يكون لها أكثر من سبب فبعد استبعاد حالة آلام عضلات وعظام القفص الصدري والأمراض المتعلقة بالمريء والمعدة والمرارة وكذلك حالة القولون العصبي فقد يكون سببها من حصول نبضات زائدة “أذينيه أو بطينية” أو بسبب ارتخاءٍ في الصمام المترالي أو أنها تعود لتأثير هرمون “الأستروجين” على عضلة القلب أو حالة انقباض في شرايين القلب.

وأخيرًا بعد التأكد ونفي وجود أمراض عضوي مسببة لهذه الأعراض فهناك مجموعة من المرضى ممن لديهم ما يسمى بالقلق النفسي القلبي”Cardiac neurosis” ويمكن أن يستجيبوا للعلاج بمضادات القلق.

اطمئن فالأعراض سوف تختفي

اغلب هذه الأعراض تختفي مع التقدم في السن وتكون حالة نادرة إن أصابت النساء فوق سن الأربعين أو الرجال فوق سن الخمسين، وبحسب الدراسات الطبية المتابعة لهذه الحالة والتي أجريت على عشرات الآلاف من المرضى الذين تمت متابعتهم لفترة من الزمن، وجد أنها لا تسبب حصول الجلطات أو الوفاة المفاجئة ولكنها تسبب الضيق للمريض الذي يعاني منها خلال أداء واجباته اليومية، وعلاجها في الغالب سهلٌ ويسير وذلك  باختيار طبيب قلب معين لمتابعة الحالة والعودة إليه كلما تكررت هذه الأعراض، حيث يقوم الطبيب بشرح وتفصيل الشكوى للمريض وأسبابها ويعطيه العلاج المناسب لحالته حتى وان كانت الأدوية الموصوفة التي تشعر المريض بالتحسن هي من غير مفعول عضوي” placebo effect”. وقد وجد أن الكثير من المرضى تتحسن حالتهم بعد متابعة برنامج مشي يومي وبعض التمارين الرياضية وهذا موضوع يجب مناقشته مع المرضى.

نصيحة أخيرة

يجب الإشارة الى أن لجوء المريض لزيارة عدة أطباء عسى أن يجد الحل لدى احدهم هو قرار خاطئ وسيئ للمريض، وهو الخاسر الوحيد لان لكل داء دواء و التطور السريع في مجال الطب وخصوصا أمراض القلب يكشف المزيد من الأفاق العلاجية، ويجب على المريض متابعة طبيب واحد يثق به وبكفاءته ويمكن للمريض طلب رأيٍ طبي ثانٍ يقوم الطبيب المعالج بتنسيقه للاطمئنان على سير العلاج والخطة العلاجية، فقد يكون فهم المريض لحالته خاطئًا نوعًا ما وقد يكون ما عاناه نتيجة أعراض جانبية للدواء من السهل التحكم بها وطبيبك الذي يشرف على حالتك لديه جميع التقارير والفحوصات السابقة التي استخدمت لتشخص حالتك ويمكن العودة إليه للسؤال عن أي نقطة تتعلق بحالتك و تاريخك المرضي.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله