أسباب تضخم الكبد والأعراض وطرق العلاج

تعتبر مشكلة أو مرض تضخم الكبد (Hepatomegaly) من الأمراض التي انتشرت بكثرة في الآونة الأخيرة وتشير البحوث أن نحو 25% من الأميركيين يعانون من أمراض الكبد الدهنية والتي تسبب توسع في عضلة الكبد والطحال أو كما هو معروف من الناحية الطبية بتضخم الكبد، وهذا يعني تورم أو ازدياد في حجم عضلة الكبد عن الحجم العادي والذي ينتج إما من وجود التهاب أو حدوث ضعف أو تعب في هذه العضلة.

تلك العضلة التي تمتلك أهم وأكثر من وظيفة أساسية في الجسم، حيث أنها تساعد على تنظيف الدم من السموم عن طريق إزالة المواد الكيميائية الضارة التي تلحق الأذى بأجسادنا، كما أنه يقوم بتصنيع الصفراء السائلة التي تساعد على كسر الدهون في الغذاء ويخزين السكر، بالإضافة إلى كونه المسؤول عن إمداد الجسم بالجلوكوز الذي يعطينا الطاقة كلما كنا في حاجة إليها، ما يجب معرفته هو أنه من يعاني من مشكلة تضخم في الكبد لا بد له من الحصول على علاج سريع لأن إهمال العلاج يمكن أن يؤدي إلى إتلاف تلك العضلة الحساسة.

تضخم الكبد

ما الذي يمكن أن يسبب تضخم الكبد؟

تعتبر الأسباب الأكثر شيوعًا لتضخم أو توسع الكبد هي

  • مرض الكبد الكحولي أو التهاب الكبد الكحولي هو سبب متكرر لأعراض الكبد الموسع، والذي يحدث نتيجة الإفراط في تناول الكحول وغالبًا ما يصاحب الكبد الدهنية والتي تعتبر المرحلة الأولية لمرض الكبد الكحولي.
  • التهاب الكبد الفيروسي، والذي يشمل التهاب الكبد A و B و C و D و E يمكن أن يؤدي إلى تضخم الكبد أيضًا.
  • السرطان يمكن أيضًا أن يكون سببًا لتضخم الكبد من خلال انتشاره من جهاز إلى آخر ومن عضو إلى آخر وصولًا إلى الكبد.
  • كما تظهر الدراسات أن الإفراط في استخدام الأدوية أو استخدام الدواء بطريقة خاطئة يمكن أن يكون سببًا في تلف الكبد، لذلك فمن المهم اتباع تعليمات الوصفة الطبية بعناية وحذر.

أما الأسباب الأقل شيوعًا لتضخم أو توسع الكبد

تشير البحوث إلى وجود أسباب غير مباشرة قد تسهم في تضخم الكبد بالإضافة إلى بعض الأمراض التي تؤثر على الأعضاء الأخرى، إليكم هنا بعض من العوامل الغير المباشرة التي يمكن أن تؤثر على الكبد.

  • بعض أنواع سرطانات الدم.
  • بعض أنواع سرطانات الغدد الليمفاوية.
  • المايلوما المتعددة.
  • الأمراض الوراثية (مرض ويلسون ومرض جوشر وأمراض تخزين الجليكوجين).
  • مشاكل القلب والأوعية الدموية.
  • العدوى (خراج الكبد، حمى الانتكاس).
  • تلف الكبد بسبب تراكم السموم.
  • الأمراض الجهازية (الداء النشواني والتهاب الكبد المناعي الذاتي وتليف الكبد الصفراوي الإبتدائي والتهاب الأقنية الصفراوية المصلب الأولي).

كما أن سوء التغذية يمكن أن تؤدي إلى تعرض الناس لخطر الإصابة بأمراض الكبد الدهنية غير الكحولية، (أمراض الكبد الدهنية هي تمامًا كما تبدو عبارة عن تراكم الكثير من الدهون في خلايا الكبد)، ما يحدث هو أن الأنسجة الدهنية تتراكم في الكبد عندما يتجاوز النظام الغذائي للفرد كمية الدهون التي يمكن أن يعالجها أو يستوعبها الجسم، فعندما تصل نسبة الدهون إلى 5٪ على الأقل في الكبد فحتمًا لديك مشكلة الكبد الدهني، القليل من الدهون الموجودة في الكبد لا تؤدي بالضرورة إلى تلف الكبد، ولكن تحدث المشكلة أو الخطورة إذا تراكمت الدهون البسيطة، حيث أن تراكم الدهون البسيطة يمكن أن يؤدي إلى التهاب وحتى إلى تضخم الكبد.

ما هي الأعراض التي تشير إلى مشكلة تضخم الكبد؟

في الغالب الأشخاص الذين يصابون بمشكلة تضخم الكبد لا تظهر أعراض مباشرة عليهم ولكن في بعض الأحيان نجد المصابون بتضخم الكبد تظهر عليهم بعض الأعراض منها الشعور بالتعب والضعف والإرهاق والإحساس باضطرابات هضمية كما أن الدهون الزائدة قد تسبب الالتهاب وفقدان الشهية وانخفاض في الوزن بالإضافة إلى ظهور أعراض أخرى تعتبر الأكثر شيوعًا مثل:

  • ألم في الجزء العلوي الأيمن من البطن.
  • الشعور بآلام في العضلات.
  • غثيان وتقيء.
  • الإصابة باليرقان (اصفرار الجلد).
  • انتفاخ في منطقة البطن.
  • حدوث نزيف في اللثة.
  • البراز الدموي أو البراز على شكل طين ملون.
  • إسهال.

هناك أعراض أخرى لتضخم الكبد تعتبر الأقل شيوعًا ولكن لا تزال تحدث عند بعض الناس، وتشمل هذه الأعراض: الصداع وحكة في الجلد وفقدان لشعر الجسم وعدم انتظام الدورة الشهرية عند النساء وتلون راحة اليد باللون الأحمر وظهور علامات جروح عليها.

تشخيص مشكلة تضخم الكبد وخيارات العلاج

وضوح المشكلة

تشخيص المرض

من سوء الحظ أن مشكلة تضخم الكبد قد تحدث وتتفاقم دون أن يلاحظها أحد إلا بعد ازدياد الوضع سوءًا، لذلك عندما نشعر بعلامات المرض يفضل زيارة الطبيب المختص لاستشارته، ومن المرجح أن يقوم الطبيب بإجراء فحص جسدي عام والذي يتضمن الضغط على الجانب الأيمن من البطن ليشعر بحجم المكان المتضخم في الكبد وتحديد ما إذا كان هناك أي طراوة (منطقة رخوة) فيه، أما التشخيص الأساسي لتضخم الكبد فيتطلب نظرة فاحصة وشاملة على عضلة الكبد ويتم ذلك عبر استخدام جهاز مجهز بواسطة كومبيوتر يعمل على إرسال موجات فوق صوتية والمسح المقطعي أو التصوير بالرنين المغناطيسي.

في بعض الحالات، يتم استخدام تقنية (ERCP)، هذه التقنية عبارة عن منظار يستخدم ضمن نطاق خاص من أجل التحقق من عدم وجود أي مشاكل في الأنابيب التي تحمل الصفراء. ويمكن أيضًا أن تؤخذ عينات من خلية الكبد للتحقق من أمراض الكبد الدهنية أو السرطان.

خيارات العلاج

تختلف خيارات علاج مشكلة تضخم الكبد تبعًا للأسباب الشائعة للحالة، مثل التهاب الكبد الكحولي وأمراض الكبد الدهنية غير الكحولية والتي يمكن تجاوزها عبر تحسين نمط الحياة عن طريق الامتناع عن الكحول وتناول الأكل الصحي. أما مشكلة التهاب الكبد A يجب أن تعالج مباشرة من أجل مكافحة العدوى والحفاظ على الجسم بحالة رطبة.

إذا كان هناك مشكلة في تليف الكبد فقد تساعد الأدوية الطبية على التحكم في كمية البروتين الممتص في النظام الغذائي. بالإضافة إلى ذلك، قد تكون هناك حاجة لحبوب الماء للحد من احتباس الماء، وذلك لأن الناس الذين يعانون من تضخم الكبد غالبًا ما يعانون من تراكم السوائل في تجويف البطن لذلك قد نضطر إلى إزالتها بوساطة الإبر والمحاقن من وقت لآخر. أما زراعة الكبد هي الخيار الأخير في حال فشلت الخيارات السابقة.

أهم النصائح والأطعمة للوقاية من مشكلة تضخم الكبد

من المؤكد أنه لا أحد منا يريد أن يصل إلى المرحلة التي يحتاج بها إلى زرع الأعضاء، وكما ذكرنا سابقًا أن الكبد هو جهاز حيوي وهو واحد من الأعضاء التي لا يمكن الاستغناء عنها أبدًا، لذلك لا بد والعناية بأجسادنا من أجل تقليل خطر الإصابة بالأمراض مثل مرض تضخم الكبد. لذا إليك النصائح التالية:

  • تناول الطعام الصحي مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة.
  • شرب الكحول باعتدال.
  • الحد من تناول الأدوية بطريقة عشوائية.
  • تجنب تداخل الأدوية مع المواد الكيميائية الأخرى.
  • الحفاظ على وزن معقول وصحي.

يجب أن ندرك تمامًا أنه بغياب الكبد يصبح الجسم عاجزًا عن القيام ببعض الوظائف الحيوية مثل معالجة العناصر الغذائية كالكربوهيدرات والبروتينات والدهون والفيتامينات والمعادن أو التخلص من السموم التي توجد في الدم وبالتالي عدم القدرة على حمايتنا من الجلطات، لذلك لا بد والاهتمام بنوعية المادة الغذائية التي تؤخذ، لذا دعونا نتعرف على أهم الأطعمة المفيدة لصحة الكبد.

أهم الأطعمة للمحافظة على صحة الكبد

الثوم:

يحتوي نبات الثوم على عنصر الكبريت المنشط لأنزيمات الكبد المسؤولة عن طرد السموم من الجسم، كما أنه يحتوي أيضًا على كلٍ من الأليسين والسيلينيوم بالإضافة إلى اثنين من العناصر الغذائية القوية التي ثبتت أهميتها في مساعدة الكبد في التخلص من السموم الضارة.

الجريب فروت:

والذي يتميز بغناه بفيتامين C الطبيعي ومضادات الأكسدة، واثنين من المطهرات القوية للكبد، كما أنه يحتوي على مركبات تعزز إنتاج الأنزيمات التي تعمل على إزالة السموم تمامًا كنبات الثوم، كما أنه يحتوي على مركب فلافونويد والذي يعرف باسم نارينجينين الذي يسبب حرق الدهون الموجودة في الكبد بدلًا من تخزينه، جرب هذه الفاكهة اللذيذة إما بتناولها طازجة أو على شكل عصير.

الشاي الأخضر:

والذي يحمل العديد من المضادات الحيوية وهي نوع من مضادات الأكسدة النباتية التي أظهرت الدراسات أهميتها في القضاء على الدهون المتراكمة في الكبد بالإضافة إلى تعزيز وظيفة الكبد، هذا المشروب العشبي القوي يحمي الكبد من السموم التي من شأنها أن تتراكم عليه وتسبب ضررًا خطيرًا له.

الخضار الخضراء:

تعتبر الخضار الخضراء مثل القرع والجرجير والهندباء والسبانخ والخردل هامة جدًا نظرًا لأنها تحتوي على العديد من المركبات التي تساهم في تطهير الكبد من السموم التي قد تأتي عند التعرض للمبيدات الحشرية، كما تسهم في تحفيز الكبد على إنتاج الصفراء.

الأفوكادو:

هذا النوع من النباتات يتميز بغناه بمادة الجلوتاثيون المنتجة للمركبات التي تساهم في حماية الكبد من السموم الزائدة وتعزيز عملية التطهير التي تحدث وتزيد من نشاطه، وقد أظهرت بعض الأبحاث أن تناول واحدة أو اثنتين من ثمرة الأفوكادو في الأسبوع ولمدة لا تقل عن 30 يومًا يمكن أن يسهم في معالجة الكبد.

الجوز:

يعتبر من الأطعمة الهامة للحفاظ على صحة الكبد وذلك لاحتوائه على مستويات عالية من أرجينين والأحماض الأمينية والجلوتاثيون والأحماض الدهنية أوميغا 3، كما أنه يساعد على إزالة السموم من الكبد بالذات الأمونيا المسببة للأمراض.

الكركم:

يعتبر الكركم واحد من أقوى الأطعمة للحفاظ على صحة الكبد، وقد ثبت إمكانيته المذهلة لحماية الكبد من السموم الزائدة وتجديد خلايا الكبد التالفة، الكركم أيضًا يعزز الإنتاج الطبيعي لمادة الصفراء، ويحسن الوظيفة العامة للمرارة.

الأرضي شوكي أو الخرشوف أو الأنغينار: هذه النبتة المذهلة تتميز باحتوائها على اثنين من المغذيات النباتية السينارين والسيليمارين وقد بينت الدراسات أهميتها للكبد من خلال حثه على إنتاج الصفراء ومنع تشكل الحصى في المرارة.

بذور الكتان:

تعتبر بذور الكتان مصدر هام للأحماض الدهنية الأساسية (أوميغا 3)، حيث أنها تساعد على تنظيم مستويات الهرمون.

الزنجبيل:

يتميز باحتوائه على مضادات الأكسدة المضادة للالتهابات والفيروسات والميكروبات، كما يدعم الزنجبيل عملية إزالة السموم من الكبد وتعزيز الدورة الدموية ومنع انسداد الشرايين وخفض نسبة الكولسترول في الدم بنسبة تصل إلى 30 في المئة.

وفي النهاية لا تنسى شرب كميات كافية من المياه وذلك لأهميتها في طرد السموم من كل أنحاء الجسم وبالتالي الحفاظ على سلامة أعضائه من الأمراض والمشاكل.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله