معدل نبضات القلب في الحالات الطبيعية وخلال التمارين الرياضية

دائمًا ما ينتاب الكثيرين تساؤلات عن معدل نبضات القلب لديهم ومدى تسارعها وتباطؤها والمعدل الطبيعي لها، وكيف تعرف في حال كان هناك أي طارئ في معدل النبضات عند شخص ما، ومتى يجب القلق منها ومتى يكون تسارعها أو تباطؤها طبيعي ولا حاجة للقلق منه. إن كنت ممن تنتابه مثل هذه التساؤلات بين الحين والآخر أو ينتابك نوع من القلق حيال معدل نبضات القلب لديك في بعض المواقف والحالات فهذا الموضوع لك، تابع معنا القراءة لتعرف الإجابة عن كل الأسئلة التي تراودك حول نبضات القلب لديك.

معدل نبضات القلب في الحالات الطبيعية وخلال التمارين الرياضية

ما هو المعدل الطبيعي لنبضات القلب؟

عادة يعرف المعدل الطبيعي لنبضات القلب خلال الأوقات الطبيعية أي ليس عندما يكون الشخص مجهد أو يعاني من مرض ما هو بين 60 – 100 نبضة في الدقيقة الواحدة. بينما أراء طبية أخرى تقول إن المعدل الطبيعي والذي يعبر عن حالة صحية ممتازة للشخص يكون بين 60 – 80 نبضة في الدقيقة، وبعض قد الأشخاص قد تتغير لديهم هذه القيم مع التقدم بالسن.

وفي كل الأحوال فأنه في حال كان معدل نبضات القلب لديك في وقت الراحة كما قلنا أكثر من 120 أو أقل من 40 نبضة في الدقيقة فأنه يتوجب عليك زيارة الطبيب والحصول على استشارته للتأكد من سلامة الحالة الصحية وخلو الجسم من أي اضطرابات أو مشاكل.

وفي الحالات العادية لا يشعر الشخص بدقات قلبه، وإنما يشعر بها فقط في حالات التعب والإجهاد التي تكون نتيجة القيام بنشاط بدني ما مثل ممارسة الرياضة، وكذلك عند الخوف والانفعالات العصبية يشعر الشخص بتسارع في دقات قلبه. أحيانًا يحصل للشخص خفقان قلبي تتسارع فيه نبضات قلبه مع عدم بذل أي جهد ودون أي القيام بأي نشاط بدني، وإنما قد يشعر به الشخص وهو جالس ومرتاح، قد يكون هذا الخفقان عرض لمرض أو حالة صحية ما يعاني منها الشخص ولكن بالضرورة.

تباطء نبضات القلب

كما ذكرنا فأنه بغض النظر عن العمر مجرد انخفاض معدل ضربات القلب إلى ما دون 40 نبضة في الدقيقة فأن هذا يعني تباطء في نبضات القلب. أما أسبابه فقد ترجع لعوامل مختلفة مثل ضيق التنفس، أو نتيجة التقدم بالعمر تصاب عضلة القلب بالضعف أو الضمور، أو الأمراض التي تصيب عضلة القلب مثل الجلطات أو انسداد الشرايين تسبب تباطء في نبضات القلب. خلل في نشاط الغدة الدرقية، أو نتيجة الأدوية التي تعالج ارتفاع ضغط الدم مثل مثبطات بيتا كلها قد تسبب بشكل ما ضعف في نبضات القلب. أما أعراض تباطء ضربات القلب فتكون على شكل تعب وإرهاق واضطرابات في التوازن وشعور بالدوخة وآلام في القفص الصدري.

الرياضيين والذين يكونون على مستوى عالٍ من اللياقة البدنية عادةً ما يكون لديهم معدل نبضات القلب أقل من الأشخاص العاديين وهذا لا يعتبر شيء سلبي بل على العكس يعد شيء إيجابي، كونه تكون لديهم عضلة القلب أكثر قوة وتحمل وبالتالي لا تكون العضلة مضطرة للحفاظ على معدل نبضات عالٍ لضخ الدم إلى أنحاء الجسم، وإنما يكفي معدل نبضات منخفض للقيام بذات المهمة التي تحتاج معدل نبضات عالٍ عند الغير رياضيين. أصحاب الأجسام الرياضية الجيدة قد يكون معدل النبض الطبيعي عندهم 40 نبضة في الدقيقة الواحدة.

تسارع نبض القلب

عدة عوامل يمكن أن تؤدي إلى تسارع في معدل نبضات القلب مثل القيام بجهد بدني أو عضلي كالتمارين الرياضية، تناول كميات كبيرة من مشروبات الكافيين، وكذلك يمكن أن تتسارع نبضات القلب لدى الشخص في حال كان مصاب بالحمى أو يعاني من إفراط في نشاط الغدة الدرقية، إضافة إلى بعض العقاقير الطبية.

أسباب أخرى على علاقة بتسارع دقات القلب مثل الضغوط والقلق والانفعالات العصبية والعاطفية وحالات الخوف والهلع، وأثناء ممارسة التمارين الرياضية، وفي حال انخفاض كمية السوائل في الجسم دون الحد الطبيعي حيث القلب يحاول تعويض الخلل من جراء ذلك عبر ضخ المزيد من الدم إلى إنحاء الجسم، وكل هذه الحالات لا تعتبر خطيرة ويصل فيها معدل ضربات القلب في الغالب 130 – 150 نبضة في الدقيقة.

الحالات الخطيرة لتسارع نبضات القلب هي التي تكون نتيجة أمراض قلبية مثل فتحة في القلب أو ضعف في نشاط عضلة القلب أو تلف في الصمامات القلبية أو أمراض الشرايين مثل ضيق أو تصلب الشرايين، وتكمن الخطورة عندما يصل معدل نبضات القلب إلى 300 نبضة في الدقيقة والذي قد يؤدي هذا إلى التوقف المفاجئ للقلب.

تسارع القلب الأذيني

وهو إحدى حالات تسارع القلب التي تحصل على شكل نوبات وفي الغالب تكون عند كبار السن ولكن ليس بالضرورة بل حتى صغار السن من الممكن أن تظهر عليهم هذه الحالة، ومن المرجح إنها تكون نتيجة أمراض في عضلة القلب، وتظهر عند الأشخاص الذين كان سبق وقد أجروا عمليات جراحية للقلب. تستمر النوبة عادةً لعدة دقائق وقد يصل فيها معدل ضربات القلب إلى 200 ضربة في الدقيقة وهو أمر لا يبعث على القلق. وهي الحالة ذاتها التي يسميها بعض الأشخاص بخفقان القلب، وهي قابلة للعلاج بالأدوية الطبية.

تسارع القلب البطيني

وهو أكثر خطورة من سابقه وأكثر ندرةً، وفي الغالب يكون نتيجة سابقة أو لاحقة للأمراض القلبية مثل اعتلال العضلة القلبية أو خلل في الصمامات أو الالتهابات القلبية أو نقص التروية القلبية. وكذلك من المحتمل ظهوره على الأشخاص الذين سبق وأجروا بعض العمليات الجراحية للقلب، وهو أيضًا يكون على شكل نوبات تصيب المريض وتستمر لدقائق معدودة.

يتم علاج تسارع القلب البطيني بحسب الأسباب التي أدت لهذه الحالة والتي يحددها الطبيب، وفي كثير من الأحيان يصاب الشخص بالأغماء عندما تحدث نوبة التسارع البطيني وقد يحتاج إلى إنعاش بالصدمات الكهربائية.

نبض القلب المستهدف خلال التمارين الرياضية

معدل نبضات القلب في الحالات الطبيعية وخلال التمارين الرياضية

معدل نبض القلب المستهدف هو معدل نبضات القلب الذي يسعى الرياضيون للوصول إليه خلال ممارستهم للتمارين الرياضية بهدف تحقيق الغاية التي يريدون الوصول إليها من هذه التمارين، إضافة لعدم تجاوز الحد المسموح به من تسارع نبضات القلب خلال الرياضة وبالتالي عدم المخاطرة بحياتهم عبر تسارع نبضات القلب لديهم بشكل يفوق قدراتهم.

ويعتمد معدل نبضات القلب المستهدف على عمر الشخص والحد الأقصى من معدل نبضات قلبه وقت الراحة حسب العمر، يمكن حساب الحد الأقصى من معدل نبضات القلب للشخص عبر طرح العمر من الرقم 220 فتكون النتيجة هي الحد الأقصى لضربات القلب للشخص. فمثلًا في حال كان عمر الشخص 30 عام فيكون الحد الأقصى لضربات قلبه هو 200 – 30= 190 وهو الحد الأقصى لمعدل ضربات عند هذا الشخص ولا يجب أن يتجاوز ذلك.

أما معدل نبضات القلب المستهدف فيختلف حسب الهدف من التمارين الرياضية وهي كالتالي

  • الأشخاص الذين يسعون لتحقيق لياقة بدنية يجب ألا يزيد معدل ضربات القلب المستهدف خلال التدريب لديهم عن 50 إلى 60% من إجمالي الحد الأقصى لمعدل ضربات القلب عند الشخص.
  • أما من يكون هدف التمارين الرياضية لديهم التخفيف من الوزن فيجب أم يكون معدل ضربات القلب المستهدف 60 حتى 70% من الحد الأقصى لضربات القلب.
  • لزيادة قدرة التحمل يكون معدل النبض المستهدف من 70 حتى 80% من الحد الأقصى للنبض.
  • لتحقيق لياقة بدنية عالية من التدريب يكون معدل النبض المستهدف لديهم من 80 إلى 90% من الحد الأقصى للنبض.
  • ومن يسعون للمنافسات الرياضية من وراء التدريب فيمكن أن يصل لديهم معدل النبض المستهدف 90 حتى 100% من الحد الأقصى للنبض.

مثال

وكمثال على ذلك لزيادة التوضيح، لنفرض أن شخص بعمر الثلاثين يريد ممارسة التمارين الرياضية بهدف زيادة القدرة على التحمل لديه، نحسب أولًا الحد الأقصى لمعدل ضربات القلب لهذا الشخص كما التالي 220 – 30 = 190 هذا هو الحد الأقصى لضربات القلب لديه، وباعتبار إن معدل النبض يجب ألا يزيد عن 70 حتى 80% من الحد الأقصى، فيجب أن نخصم 70% من الحد الأقصى كالتالي 190 – 70% = 133، وبذلك يجب أن يكون معدل نبضات القلب لهذا الشخص خلال التمارين الرياضية التي تكون بهدف زيادة القدرة على التحمل بحدود 133 نبضة في الدقيقة.

هل من علاقة بين معدل نبض القلب ومستوى ضغط الدم؟

معدل نبضات القلب في الحالات الطبيعية وخلال التمارين الرياضية

خلال التمارين الرياضية والانفعالات العصبية والحالات المشابهة من الطبيعي أن يكون معدل ضغط الدم ونبض القلب مرتفع، ولكن في الحالات الأخرى كوقت الراحة والاسترخاء مثلًا ليس من الضروري أن يكون نبض القلب وضغط الدم ضمن ذات المستوى أو ضمن الحدود الطبيعية.

ضغط الدم المقصود فيه هو قوة دفع الدم من القلب باتجاه أعضاء الجسم المختلفة، بينما نبض القلب هو عدد مرات حصول ذلك خلال وقت معين ودائمًا ما يقاس بالدقيقة. وبالتالي ليس هناك علاقة بين مستوى الضغط ومعدل النبض. النبض يحتاج إلى ضغط الدم حتى يحص ولكن إن زاد مستوى الضغط بشكل كبير فأنه يؤدي إلى حصول تضخم في القلب وهذا ما يسبب الجلطة القلبية.

وبذلك نكون تعرفنا إلى كل ما يتعلق بمعدل نبضات القلب وحالات تسارعها وتباطؤها وظروف تغيرها. يجدر الإشارة إلى إن القلب هو العضو المركزي في الجسد وإليه ترجع الأمور فيما يتعلق بضخ الدم محملًا بالأكسجين والعناصر الغذائية إلى كل أعضاء الجسم، وبالتالي أي خلل فيه سيؤثر حتمًا على كل أعضاء الجسم الأخرى؛ لذا لا يجب التهاون في الحصول على الاستشارات الطبية اللازمة في وقتها دون تأخير في حال ملاحظة أي تغيير أو خلل في وظيفة القلب.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله