ليلى والذئب

قصة ليلى والذئب 1

كان هناك فتاة شقراء ذات عيون جميلة تدعى ليلى، كانت تعيش مع والدتها في المدينة.

أما جدتها العجوز كانت تسكن في كوخ خشبي جميل على أطراف الغابة القريبة من المدينة.

كانت الجدة بارعة في الخياطة فصنعت ثوب أحمر اللون أهدته لحفيدتها ليلى، كان هذا الثوب الأحمر يليق جدا بليلى الشقراء.

في أحد أيام الصيف نادت الوالدة ليلى وطلبت منها أن تذهب لزيارة جدتها وتأخذ لها الكعك والحليب.

فارتدت ليلى الثوب الأحمر الجميل وحملت الكعك والحليب في سلة مصنوعة من القش الذهبي وتوجهت إلى بيت جدتها بعد أن أوصتها أمها بأن تكون حذرة للغاية وتسير دون أن تتكلم مع أي أحد من الغرباء.

سارت ليلى وهي تغني فرحًا … وعندما وصلت إلى الغابة سمع الذئب صوت غنائها وشم رائحة الكعك والحليب، ولحق بليلى، وقال:

  • صباح الخير، كم هو جميل هذا الرداء الأحمر.
  • صباح النور.
  • ما هو اسمك يا ذات الرداء الأحمر.
  • اسمي هو ليلى.
  • اسم جميل للغاية، إلى أين تذهب فتاة جميلة مثلك وحدها في الغابة؟
  • أنا متوجهة إلى بيت جدتي أخذ لها هذه السلة، إنها تسكن في الكوخ الخشبي الجميل الموجود تحت شجرة البلوط الكبيرة.
  • ماذا يوجد في هذه السلة الذهبية يا ليلى.
  • فيها كعك أعدته أمي هذا الصباح وحليب سيساعد جدتي على الشفاء.
  • هذا جميل كم أنت لطيفة يا ليلى، لماذا لا تأخذين لها بعض الأزهار الجميلة الموجودة في وسط الغابة، من المؤكد أنها ستفرح بها كل الفرح.
  • هذه فكرة رائعة، سأبحث عن أجمل الأزهار.

وودع الذئب ليلى وتوجه سريعا إلى بيت الجدة، وكجزء من خطته جعل ليلى تأخذ وقت أطول للوصول، وقت يسمح له بالتهام جدتها ومن ثم التهامها هي.

وصل الذئب إلى بيت الجدة، وطرق الباب فقالت الجدة:

  • ادخلي يا ليلى أنا لا أقدر على فتح الباب.

دخل الذئب إلى البيت ووجد الجدة في سريرها، وقبل أن تنطق بحرف قام بربطها ووضعها في الخزانة، فلم يملك الوقت لالتهامها لأنه سمع صوت غناء ليلى وهي تقترب.

أسرع وارتدى ملابس الجدة المسكينة ونام في سريرها وأغلق الستائر محاول أن يوهم ليلى بأنه الجدة.

وأخيرًا وصلت ليلى إلى الكوخ الجميل وهي تغني بسعادة وفرح وتحمل باقة من الأزهار الجميلة التي كانت تختارها بعناية فائقة، وبالألوان التي تحبها الجدة.

وفجأة توقفت عن الغناء مستغربة من باب الكوخ المفتوح، لكنها أقنعت نفسها بأن الجدة قد تركته مفتوحًا حتى تدخل ليلى دون أن تتعب الجدة وتنهض لفتح الباب.

دخلت ليلى الكوخ وشعرت بغرابة المكان، استغربت للستائر التي تمنع نور الشمس من الدخول كما استغربت من الجدة التي ليس من عادتها أن تنام حتى الآن، ثم قالت:

  • صباح الخير يا جدتي، أحضرت لك هذا الكعك والحليب وسأقوم بوضع السلة على الطاولة.
  • قال الذئب مقلدًا صوت الجدة: أهلا يا ليلى الجميلة.
  • جدتي، هل أنت مريضة ما خطب صوتك؟
  • إني أشعر بالتعب لا بد من أنه السبب في تغير صوتي.
  • لماذا أذناك كبيرتان هكذا؟
  • لأنني أحب سماع صوتك الجميل يا حبيبتي.
  • جدتي ما خطب عيونك، إنها أوسع هذا اليوم؟
  • نعم يا ليلى، كي أنظر إلى جمالك الساحر يا صغيرتي حين ترتدين هذا الرداء الأحمر.
  • إذن، ولماذا فمك كبير هكذا؟
  • كي أكلك بشكل أسهل.

وقبل أن يكمل كلامه قام الذئب وحاول افتراس ليلى لكنها هربت وهي تصرخ بأعلى صوتها وتطلب النجدة.

كان الصياد الشجاع يتجول في الغابة بجانب الكوخ الخشبي عندما سمع صراخ ليلى الخائفة، فتوجه سريعا إلى الكوخ.

وصل الصياد الشجاع فوجد الذئب يحاول الإمساك بليلى الصغيرة فحمل بندقيته وأطلق رصاصة اخترقت قلب الذئب ورمته أرضًا دون أي حركة.

ثم قام بالبحث عن الجدة العجوز، وأخرجها من الخزانة حيث كانت تتنفس بصعوبة لكنها شعرت بالراحة عندما نظرت إلى ليلى الصغيرة ووجدتها بخير.

وجلس الصياد مع الجدة وليلى الصغيرة حول الطاولة الخشبية المستديرة وسط الغرفة أمام النافذة التي تطل على الغابة الساحرة وتناولوا الكعك اللذيذ والحليب بعد أن وضعت ليلى الأزهار الملونة ذات الرائحة العطرة في الماء،.

وفي المساء أخذ الصياد ليلى وأوصلها إلى بيتها وأوصاها أن تلتزم بكلام والدتها وألا تتكلم مع أحد على الإطلاق.

أخبرت ليلى الحادثة لوالدتها وبكت بسبب شعورها بالذنب جراء ما حدث ووعدت بأن تكون أكثر حذر في المرات القادمة التي تذهب فيها لزيارة الجدة، وأن تستمع لما تقوله أمها.

وهكذا تعلمت ليلى الصغيرة درسًا قاسيًا لا ينسى عن ضرورة الاستماع لما تطلبه أمها، وأن عليها أن تكون أكثر حكمة في كل ما تفعله.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله