الولادة الطبيعية أهميتها ومعرفة المخاطر التي قد تحدث

الولادة الطبيعية هي عملية خروج الجنين من الرحم إلى خارج جسم الأم، ويكون رأس الجنين عادةً يتجه نحو الأسفل إلا في بعض الحالات الاستثنائية، تبدأ عملية الولادة بحدوث المخاض الذي يُعرف باسم “الطلق“، ويحدث الطلق نتيجة تقلص عضلات الرحم التي تدفع الجنين إلى الخارج عن طريق عنق الرحم والمهبل.

كثيرٌ من السيدات اللواتي ينتظرن الولادة غالبًا ما يشعرون بالقلق والخوف من هذه المرحلة، وهذا قد يجعل عملية الولادة تمر بصعوبة أكبر.

هُناك بعض الحالات التي تصعب فيها الولادة الطبيعية، ويتوجب عندها الولادة القيصرية، لكن الكثيرين يُفضلون الولادة الطبيعية، لأن المخاطر الناتجة عنها تكون قليلة، وستجدون في هذا المقال معلومات عن المراحل التي تمر بها الولادة الطبيعية وأهميتها.

الولادة الطبيعية

كيف تبدأ الولادة الطبيعية وما هي مراحلها؟

تبدأ الولادة الطبيعية بمجموعةٍ من التغيرات التي تحدث للأم والجنين معًا، فالجنين يُصبح في مستوى منخفض داخل جسم الأم، وذلك بسبب نزوله إلى منطقة الحوض استعدادًا للخروج عبر المهبل.

هنا تشعر الأم بتحسن في عملية التنفس، لأن جنينها لم يعد يضغط على الحجاب الحاجز، هذا الضغط كان يتسبب في إبطاء عملية التنفس، ويبدأ السائل الأمينوسي بالخروج من فتحة المهبل وهو عبارة عن سائل يُشبه الماء ويكون لونه مائلًا إلى الاصفرار.

تبدأ عضلات الرحم بالحركة، وتكون هذه الحركة على هيئة انقباض وانبساط متكرر، وكلما مر الوقت كلما قل الزمن الفاصل بين الانقباضات، إلى أن تُصبح متكررة بشكل سريع، وهذه الانقباضان يُمكن أن تصل مدتها إلى دقيقة كاملة وتزداد في حدتها تدريجيًا.

تقوم هذه الانقباضات بتوسيع عنق الرحم وفتحه حتى يندفع الجنين إلى الخارج من خلال فتحة المهبل، وهنا تشعر الأم بآلام في الظهر تُشبه إلى حد ما الآلام التي تحدث أثناء الدورة الشهرية ولكنها تكون أقوى.

عندما يبدأ عنق الرحم في الاتساع تخرج مادة مخاطية حمراء اللون من المهبل، ويستمر عنق الرحم في الاتساع لمدة 12 ساعة حتى يصل لأقصى اتساع، عندها يطلب من الأم أن تحاول دفع الجنين نحو الأسفل، وبعد أن يخرج الجنين من جسم الأم تخرج المشيمة مُباشرةً.

هُناك بعض الحالات التي لا تحدث بها الولادة الطبيعية نظرًا لوجود بعض العقبات أو المشكلات التي تواجه الأم الحامل، ومن هذه العقبات:

  • قد تكون هُناك مشاكل في الحبل السري تُعيق وصول الأكسجين إلى الجنين، فيلجئ الطبيب في هذه الحالة إلى العملية القيصرية لتفادي أي مخاطر قد تحدث للجنين.
  • قد ينفجر الكيس الذي يحتوي على السائل الأمينوسي للجنين قبل موعده، في هذه الحالة لا بد من التدخل الجراحي لإخراج الجنين من رحم الأم حتى لا يصاب بالاختناق.
  • إذا انفجر كيس الماء الذي يحيط بالجنين ورأسه متجهٌ للأعلى أو جسمه بوضع عرضي.
  • عدم توسع عنق الرحم بشكل كافي مما يمنع الجنين من الانزلاق والخروج.

ما هي أهمية الولادة الطبيعية؟

للولادة الطبيعية أهمية كبيرة، على الرغم من أن الكثير من الأمهات يشعرون بالخوف لما يُصاحبها من آلام بالغة، ولكنها تتميز بالآتي:

  • فترة التعافي بعد الولادة الطبيعية لا تتعدى 48 ساعة، فلا ينتج عنها أي تدخل جراحي سوى فتحة صغيرة بين فتحة المهبل وفتحة الشرج، وهذه الفتحة لتسهيل خروج الجنين وهي تلتئم بعد فترة قصيرة من عملية الولادة.
  • الجنين يكون أقل عرضة للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي التي يُمكن أن تحدث بعد الولادة.
  • الولادة الطبيعية تحمي المرأة من الإصابة بالعدوى في الرحم نظرًا لعدم وجود أي تدخل جراحي بالأدوات الجراحية.
  • الولادة الطبيعية لا تتسبب في حدوث ترهلات للبطن، وكل ما تحتاجه الأم هو ربط البطن بحزام بعد الولادة، ولا تحتاج إلى عمليات لشد البطن أو القيام بالتمارين الشاقة لكي تعيد مظهرها الطبيعي.

ما هي المخاطر التي يُمكن أن تتعرض لها الأم والجنين خلال الولادة الطبيعية؟

على الرغم من أن الولادة الطبيعية تُعتبر أفضل بكثير من الولادة القيصرية، لكنها يُمكن أن تحمل بعض المخاطر التي تؤثر على الأم أو الجنين، وهذه المخاطر هي:

  • من المُحتمل حدوث تمزق في منطقة العجان، وهي المنطقة التي تقع بين فتحة الشرج وفتحة المهبل، ويحدث ذلك نتيجة دفع رأس الجنين للخارج عن طريق فتحة المهبل.
  • الإصابة بتلف في منطقة قاع الحوض نتيجة لتمزق بعض عضلات الحوض، وهذا يُسمى بهبوط منطقة الحوض، الذي يحدث نتيجة الدفع المتكرر أثناء الولادة.
  • حدوث التهابات بمنطقة العجان مما يؤدي إلى الشعور بآلام قد تمتد إلى ما بعد الولادة.
  • قد يتعرض الجنين لنقص الأكسجين، وهذا يُمكن أن يؤثر على دماغه أو يؤدي لحدوث الجلطات.

بعض النصائح التي تُسهل عملية الولادة الطبيعية

قد تواجه المرأة خلال الولادة الطبيعية بعض المشاكل، لذا فإننا ننصح باتباع النصائح المذكورة أدناه لتُسهل عملية الولادة الطبيعية:

  • ممارسة بعض التمارين الرياضية يساهم في تقوية عضلات الحوض والفخذ، مما يساعد في تقليل الآلام أثناء الولادة.
  • المشي والحركة تساعد الجنين على الوصول لأفضل وضعية للخروج عن طريق فتحة المهبل.
  • الجماع يُساعد على إفراز هرمون الأوكسيتوسين الذي يعمل على تحفيز انقباضات الرحم، كما يحتوي السائل المنوي على هرمون “البروستاغلاندين” الذي يُساعد في توسع عنق الرحم مما يُسهل عملية الولادة.
  • لقد تبين أن تناول التمر يوميًا وبانتظام يُحفز انقباضات الرحم ويُسهل عملية الولادة الطبيعية.

فلكل سيدة تنتظر مولودها الجديد، لا يجب أن تقلقي بشأن الولادة الطبيعية، وبما أنكِ تسعين لكي تري طفلك في أحسن حال ولا يلحق به الأذى أثناء الولادة، عليكِ أن تطبقي تعليمات الطبيب، وتتجنبي الأشياء التي يُمكن أن تُعرضكِ للمشاكل أثناء الولادة.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله