مجموعة من الحيل النفسية التي ستوصلك للفشل بكل سهولة

فكرة الحيل النفسية أو كما يسميها البعض الحيل الدفاعية هي فكرة قديمة للغاية، يستخدمها من لديهم بعض من الخجل الاجتماعي والذين لا يريدون الظهور بشكل سيئ أمام ذويهم، فقرروا استخدام تلك الحيل للهروب من المواقف المختلفة بشكل يدعون أنه لطيف للغاية، ولكن الحقيقة أنهم خسروا نجاحهم وقريبًا سيعلم الجميع حقيقتهم.

فالكثير منا يدعي أنه يريد النجاح لكنه في الحقيقة لا يفعل إلا كل ما يؤدي للفشل، لذلك قررت أن أتخذ منحًا مختلفًا بعض الشيء، وأن أقدم القواعد الأكثر منطقية للفشل، وبصراحة نظرًا لمروري بالعديد من تجارب الفشل وجدت نفسي ماهرًا لعرض تلك الاستراتيجيات بشكل هزلي وساخر والتي لا تخيب أبدًا.

والحقيقة أن تجربة الفشل من أمتع التجارب التي يمكن أن يمر بها شخص، ولكن استمتاعك بتلك التجربة متوقف على أن تكتب وتحلل كل عنصر أدى لفشلك في الموقف الفلاني وبالطبع بكل أمانة، فكل كلمة وكل ردة فعل قمت بها هي ذخيرة ستستخدمها لكي تنجح بعد ذلك.

ما هي الحيل النفسية أولًا

أول من وضع حجر الأساس لذلك المصطلح هو فرويد، صاحب مدرسة التحليل النفسي، وعرفها بأنها مجموعة الأساليب التي يستخدمها الفرد بطريقة غير شعورية “غير واعية” لمحاولة تقليل التوتر الناجم عن موضوع أو فكرة أو موقف ضاغط بعينه، بهدف حماية ذاته من التهديد الذي سيقابله.

مجموعة الحيل النفسية التي ستوصلك للفشل بكل سهولة

وصاحب الحيل الدفاعية شخص خاسر على كل المستويات، هو شخص في المقام الأول يخفي الحقيقة، ولا يهمه أن ينجح أو أن يفشل، ومن ضمن تلك الحيل المشهورة جدًا في علم النفس التبرير والنكوص والكبت والإسقاط والعزل، ومن يستخدمونها أنواع منهم المرضي ومنهم الغير ناضج ولكن الاثنين نهايتهم واحدة وهي الفشل.

ما الذي دعاني للربط بين الفشل والحيل النفسية

الحيل النفسية فكرة مريحة للغاية، صاحبها يهرب من كل المسؤوليات من حوله، وهذا قرين الفشل وعكس ما نفهمه عن النجاح، فالنجاح يعني في المقام الأول تعب وبذل المجهود، وكما قال الله عز وجل في كتابة الكريم “وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ”، فلا هداية في طريقك إلا إذا جاهدت للوصول.

وصاحب الحيل النفسية يذكر دومًا أسبابًا واهية لكل تجاربه الفاشلة، وهو بذلك يريد أن يظل لفترة طويلة في تلك التجارب الفاشلة، ومهما يحاول شخص ما أن يُذكره بأنه بذلك لن يصل، وأن الأولى في أن يواجه لا أن يختلق أسباب واهية، ولكنه لا ينصت لذلك في الغالب.

مجموعة الحيل النفسية التي ستوصلك للفشل بكل سهولة

وبذلك تبرز العلاقة القوية بين الحيل النفسية وفكرة الفشل، فليس هناك أفشل من شخص، كل ما يهمه أن يظهر بمظهر جيد أمام الناس بغض النظر عن كونه فاشل أم ناجح، وسنناقش في السطور القادمة، فكرة الحيل النفسية الأشهر بشيء من التفصيل والأمثلة الحياتية.

الحيل النفسية التي ستوصلك للفشل بسهولة

النكوص للماضي

والنكوص هو تلك الحيلة النفسية التي يرتد فيها الشخص لمرحلة طفولية معينه، تلك المرحلة حدث له فيها ما يسمى بالتثبيت، ونحن للأسف نرى هذا بصور مختلفة من حولنا، فمن يتناولون حلوى الأطفال، هم يحبون تلك المرحلة من طفولتهم، والمشكلة أنهم لا يريدون التقدم للأمام، ولا يعترفون أنه لديهم مسؤوليات كثيرة.

مجموعة الحيل النفسية التي ستوصلك للفشل بكل سهولة

أن تعتد كثيرًا بتربية أبيك

الكثير للأسف يمضون في حياتهم، وعلى أكتافهم عبئ ثقيل للغاية، ذلك العبء هو التربية الوالدية الخاطئة التي تعرضوا لها، فتجد مثلًا رجلًا يافعًا، أول ما يقع في الفشل، يقول بكل بساطة جملته الشهيرة، “الله يسامحك يا أبي”، وكأنه يقول السبب في فشلي هذا ومصاعبي هذه “تربية أبي لي”.

أن تنفصل عن المجتمع

أن تبتعد عن المجتمع، وتنغلق على نفسك، ولا تكون إلا مجموعة من الصداقات التي تشبهك، وبالطبع لن تدفعك للأمام، فهم يريدونك كما أنت، فهم على شاكلتك فشلة مثلك، والمشكلة في الصديق الفاشل أنه لا يستفزني نهائيًا وبالطبع لن أطمح لأن أكون مثله بل سنظل سويًا في نفس طريق الفشل.

مجموعة الحيل النفسية التي ستوصلك للفشل بكل سهولة

التسويف والمماطلة

وهو من الحيل الخطيرة جدًا والتي تقتل حتى الموهوبين، ذلك الشعور بالكسل الذي ينتاب الشخص فقط حينما يقوم بإجراء نافع يؤدي لنجاحه وأسباب هذا كثيرة جدًا، والبعض يختار أهداف أكبر من قدراته، والبعض يريد أن ينجز بسرعة مهماته فيختار منها الكثير، فيُحبط بكل تأكيد وهذا فيديو يوضح خطورة التسويف.

أن تكون قنوعًا

أستاذي سمى ذلك، “قناعة من نوع حقير”، ذلك الادعاء الذي يدعيه البعض أنه راضي بمستواه هكذا ولا يريد المزيد، ثم يأتي ليزين هذا كله ببعض المصطلحات الدينية ومنها الرضا والحمد لله على كل حال، وهو يكذب بكل تأكيد، وما دليله على أنه بذلك حقق ما أراد الله عز وجل منه.

أن تستجيب للحاقدين

والدكتور إبراهيم الفقي سماهم “لصوص النجاح”، والذين يحاولون أن يسرقوا كل طموحاتك وأحلامك ونجاحاتك بشتى الطرق هم يسعون لهذا بشكل جاد جدًا ولا يملون من المحاولات المستميتة، وقد يتواضعون في مطالبهم للوصول لهدفهم، فقد يهدفون فقط لأن يفقدوك تركيزك، أو يوصلوك لحالة من العصبية والتوتر كلما رأيتهم، وهم كُثر.

مجموعة الحيل النفسية التي ستوصلك للفشل بكل سهولة

النوم العميق لفترات طويلة

وهذا بالطبع من العادات التي توصل حتمًا للفشل، فالوقت الذي هو بكل بساطة “أنت”، وبعض من سلفونا قالوا “إذا ذهب وقتك ذهب بعضك” والبعض يسأل المشايخ ما الوقت المناسب لذكر أذكار النوم أكثر من مرة في اليوم، بالطبع فهو ينام ثلاث مرات في اليوم بعد الفجر وبعد الظهر “القيلولة” وليلًا.

مجموعة الحيل النفسية التي ستوصلك للفشل بكل سهولة

وهذا مقطع للدكتور راغب السرجاني يوضح خطورة النوم لفترات طويلة.

ألا تطور من نفسك

الغرب لديهم مقولة معبرة جدًا، وهي “Grow or Die”، ومعناها إما أن تتطور أو سوف تموت، وتموت هنا بمعنى ستموت همتك وإصرارك وستنسى ذكراك، وستفين كوفي العلامة الشهير، يقول هل مرة وجدت شخص منشغلًا بقيادة السيارة عن ملئ خزان الوقود “شحذ المهارات” الخاص بها، والفاشل للأسف يفعل هذا.

ألا تخطط لحياتك

للأسف من لا يخططون لحياتهم في الغالب يخططون للفشل دون علمهم أو درايتهم، والمشكلة في الشخص الذي لا يخطط أنه في الغالب سيتحول بفعل الزمن إلى جزء من خطط الآخرين والناجحين من حوله، وبالطبع ليس هناك ناجحًا، يكرس وقته كله لإنجاح مؤسسة آخر، مهما كان المقابل المادي الذي سيحصل عليه.

مجموعة الحيل النفسية التي ستوصلك للفشل بكل سهولة

أن تبالغ في إشباع غرائزك

أن تفكر في شهواتك فقط، أن تتحول لكائن لا يهدف إلا للأكل والشرب والتكاثر، بالطبع هذا يبدد لك حياتك، والدكتور مصطفى محمود مثلًا ذكر أن العلاقة الجنسية بين الرجل وزوجته، لا تتعدى الخمس دقائق، وأن الأهم من هذا، ما بعد الخمس دقائق من نجاحات وتحديات، تخوضها مع زوجتك.

مجموعة الحيل النفسية التي ستوصلك للفشل بكل سهولة

أن تقارن بين نفسك والآخر

المقارنة في كل الحالات قاتلة، أن تقارن بين نفسك بظروفك وبين آخر أنت تعلم أنه غيرك وله ظروف غيرك، أو أن تقارن بين نفسك الآن ونفسك في المستقبل، وبالطبع ستحبط من فرط استعجالك لتحقيق أهدافك، والحالة الوحيدة التي فيهال المقارنة سديدة هي أن تقارن بين نفسك في الماضي ونفسك الآن.

الكمالية

أن تختار أهداف أكبر من قدراتك، وأن تسعى للحصول على كل شيء، فلا تحقق شيء مما تريد، وأن يكون لديك تيار قوي مع الوقت، كلما رأيت الساعة تهرول، تضع خطط تعجيزية لنفسك، خطط كاملة إلى حد لا تستطيع عليه، بالطبع هذا سيوصلك للفشل بسهولة شديدة.

الشكوى الدائمة

أن تشكوا من كل شيء، من الظروف ومن أبيك، ومن الوضع الاقتصادي للبلاد، ومن الأحداث السياسية المتلاحقة حولك، ومن ثقب الأوزون والاحتباس الحراري، والشاكي هو شخص يحاول أيضًا أن يجد عذرًا لكل فشله هو يضع حائط صد أمام ذاته كي لا يصيبه الكلام الجارح من منتقديه، فيضطر للشكاية.

أن تعادي القراءة

أن ترى أن القراءة من الأمور الثانوية، وبالطبع لا تخصص لها وقتًا، وأعلم من المتخصصين ولديهم شهادات ماجيستير ودكتوراه، وليس هناك أثقل على قلوبهم من القراءة، ذلك الكتاب المليء بتجارب مجمعة لمن سبقوك، وبمجرد أن تمنع نفسك من معرفة الجديد، فأنت في طريقك للفشل بكل تأكيد.

أن تجد مبررًا لكل سلوك فاشل

أن تستطيع إعطاء أسبابًا تبدوا منطقية لكل محاولاتك الفاشلة، فرسوبك في الامتحان كان بسبب سوء الأحوال الجوية وقتها، أو بسبب الملاحظ الذي كان يتعمد إيذائك داخل لجنة الامتحان، وعدم مذاكرتك ليلة الامتحان لأنك أصبت بدور برد قوي للغاية أفقدك تركيزك وبالطبع هذا طريق الفشلة.

أن تركز على الكم لا على الكيف

أن تركز على أن تحقق كمًا كبيرًا من كل شيء، فمثلًا لو قررت قراءة كتاب، فتذهب لمعرض الكتاب لتشتري كل الكتب التي تريد، ثم لا تقرأ شيء منها، وأن تخطط لأن تذاكر لمدة يومين متتابعين بدون نوم، بالطبع هذا له علاقة بمشكلة في الإشباع، وقد يكون بسبب الكمالية.

أن تعتقد أنه يمكن النجاح بدون بذل مجهود

الكثير من الناس يسوق لفكرة أن النجاح أمر يسير للغاية، وهذا أمر بالطبع مخالف للفطرة، فالمسافة بين مسافة ما ونجاحك، مسافة تحسب بعدد حبات عرق الجبين التي ستبذلها، والإنترنت له دور في هذا بالطبع، فالإنترنت مع تيسيره للكثير من الخدمات، ظن البعض للأسف أن الأفضل في الحياة هو الأسهل.

أن تضيع وقتك أمام التلفاز

ذلك الجهاز الساحر المليء بكل أنواع المتع البصرية والذي يسرق الوقت، فتجلس مثلًا وقد حددت أنك ستتابع مباراة ما لمدة ساعة ونصف، ثم تجد نفسك والوقت أخذك لتجد نفسك قد جلست عشر ساعات متصلة، فالناجحون لا يشاهدون التلفاز لفترات طويلة، والبعض منهم انقطع عن متابعته أصلًا.

أن تنتظر مخلصًّا

الفشلة في الغالب ينتظرون أحدًا أو حدثًا ليخلصهم من حالة الفشل التي يعانون منها، أن تعتقد أنك لست من ضمن أسباب فشلك، أن تقف وتحاول أن تدير محرك السيارة، مع أنك تعلم أنها لا تحتوي على وقود يُذكر، أن تحاول في كل الطرق إلا أن تحاول التغيير من نفسك.

أن تتكلم كثيرًا

مشكلة من يتكلم أنه في الغالب يتكلم فيما لا يعرف، وبالطبع يكون كلامه مجرد تجربة شخصية لا فائدة منها، وهذا عادي، ولكن المشكلة أنه حينما يتحدث في تخصصه لا يجد طاقة لأن يخرج كل ما لديه من علم، وبالتالي نجد شخص درس التاريخ وهو لا يعلم عن عنه شيء.

أن تعتقد أن الفشل نهاية المطاف

كثير من الناس حولنا، المتعرضون للفشل، يعتقدون أنهم مع أول ضربة يتعرضون لها أن السقوط هو الحل الأسهل، ولكن هذا فيه مشكلة فكرية، فليس بيننا من لم يتعرض لفشل مطلقًا، والفشل هو تلك الذخيرة الجيدة لكل تجارب النجاح التي نسمع عنها.

أن تعتقد أنك يمكن أن تنجح بدون فضل الله عليك

وهذه خير خاتمة لمقالتي، والحمد لله في مجتمعاتنا الإسلامية، أرصد دومًا أشخاص يشكون من فكرة أنهم بمجرد أن يبتعدوا عن الصلاة مثلًا، يفشلون بكل سرعة وحياتهم تنقلب رأسًا على عقب، ولكني أرى أن هذا ميزة للشعوب المسلمة فقط، على عكس الغرب، فالغير مسلم يمزج بين شرب الخمر والإنجاز الأكاديمي معًا.

وفي نهاية مقالتي أرجوا ألا أكون قد أثقلت عليكم، وبصراحة كنت ناويًا بهذه المقالة أن أستفزك عزيزي القارئ لكي تتحرك مثلي، ولكي تقطع تلك المسافة بين الأماني والأحلام وبين سوق العمل.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله