إدارة النجاح … قواعد خمسة يجب تعلمها قبل السقوط من القمة

إحدى القوانين التي أتعجب منها وأخاف منها في الوقت نفسه، هي أنك عندما تصل إلى القمة في الغالب ستبدأ في السقوط إن لم تتمكن من الصمود، كذلك إن لم تتمكن من تحدي نفسك وإيجاد قمة جديدة بدلا من التي وصلت لها.

التوجه نفسه موجود في بعض الدراسات التي تؤكد أن مرحلة انحدار الشركات تأتي مباشرة بعد مرحلة النضوج؛ لذلك إن بحثت ودققت، ستجد أن هناك فئة من الناس ينسحبون من الشركات التي وصلت للقمة، ويتجهون إلى مشروعات لا تزال في مرحلة النمو حتى وإن أبقوا على مشروعاتهم الأولى تحت إدارة أشخاص آخرين غيرهم؛ فالمهم بالنسبة لهم أنهم إذا وصلوا للقمة بدأوا مشروعًا آخر؛ لأن المشروع الذي وصل للقمة ربما أوشك على الانحدار.

تحديد أهداف أم المحافظة على نظام العمل

الخطوة الأولى التي يبدأ منها الجميع هي تحديد الأهداف، غير أن Scott Adams يُفضِّل بداية مُختلفة، وهي: أن تنتظم على فعل شيء محدد بشكل يومي متكرر؛ وبذلك – وفقًا لطريقته – ستحقق النجاح في النهاية حتى وإن لم تُحدّد أهدافك.

مفهوم النجاح في حد ذاته نسبي؛ فقد يحقق فلان من الناس 1000 دولار فقط ويرفع راية النصر، بينما قد يُحقق آخر نصف مليون دولار وما يزال يحاول ويعمل لأن هدفه تحقيق مليون دولار مثلا.

إذن من الواجب أن تحافظ على كلا الأمرين معًا: معرفة الأهداف وتحقيق الانضباط الذاتي بنظام عمل مرن يساعدك على النجاح، ثم المحافظة على هذا النجاح، ثم تحقيق نجاحات أخرى متعددة. وهنا تبرز أهمية الأهداف وتحديدها في كل فترة حتى لا يعتبر عقلك بشكل خاطئ، أنك وصلت إلى خط النهاية فيبدأ في راحة غير مدروسة وتبدأ مرحلة الانحدار.

احلم أكثر وخطط ونفذ

في كل مرة تصل إلى النجاح الذي حددته لنفسك لا تتوقف ظنًا منك أنه لا توجد أهداف أو أمنيات أخرى، ولكن احلم أكثر وابحث عن أهداف أكبر وأعمق، ثم خطط لكيفية تحقيق حلمك الجديد، وابدأ في التنفيذ.

إن كان هدفك الحالي الذي تسعى له هو أن تحفظ القرآن الكريم، إذن اعتبر اللحظة التي حفظت القرآن الكريم فيها لحظة تحقيق نجاح في حياتك، تعطي لنفسك مكافئة وتحتفل أيضًا بالنجاح الذي حققته، ثم لا تتوقف ولكن ابدأ بشكل أكبر؛ مثلا تعلم تجويد القرآن بأحد القراءات واستمر.

إن كان هدفك هو إنشاء موقع ويب وتحقيق 100 دولار شهريًا ربح خالص لك، فإن حققت هذا الرقم البسيط فأحلم بتحقيق 200 دولار وخطط لتعرف كيف ستحقق هذا الرقم وابدأ في التنفيذ.

إذا لاحظت معي المعنى البسيط الذي أريد إيصاله، سيكون باختصار شديد ألا تجعل ما وصلت له النهاية، ولكن أضف أهدافًا جديدة أكبر وأحلامًا أخرى أكثر عُمقًا، وطور من نفسك ولا تتوقف.

تعلم مهارة التفويض وقلص وقت عملك

يقول Warren Buffet: “إذا لم تتمكن من إيجاد طريقة لكسب أموال بينما أنت نائم فسوف تظل تعمل حتى تموت”.

يقول Warren Buffet: إذا لم تتمكن من إيجاد طريقة لكسب أموال بينما أنت نائم فسوف تظل تعمل حتى تموت

للغرض نفسه، طلبت منك أن تتعلم مهارة التفويض وتجهز نفسك لها ماديًا ومعنويًا؛ وذلك لكي تكن على استعداد تام للعمل بشكل مختلف معتمدًا على آخرين يمكنهم تنفيذ المطلوب. فبدلًا من القيام بكل الأمور بنفسك يمكنك تعليم شخص آخر أحد الأمور الروتينية وإعطائه راتبًا مناسبًا مقابل تأدية هذا الأمر نيابة عنك؛ بذلك سيمكنك تقليص وقت عملك الروتيني لتعمل على إنشاء مشروعات أكبر وإيجاد فرص تعليمية أفضل وفي الوقت نفسه لن تخسر أعمالك الأساسية.

بالمبدأ نفسه تجد بعض الشباب المجتهد يقوم بإنشاء موقع ويب، ويقومون بكل شيء بأنفسهم في البداية، وعند تحقيق أرباح، يقومون فوريًا بتوظيف مستقل مناسب ليؤدي بعض المهام عنهم. ومع مرور الوقت، يكون الموقع مُدار بشكل كامل بواسطة مستقلين، بينما الفريق المؤسس للموقع يؤسس مشروعًا آخر.

ركز على الوقت فهو الأهم

الوقت أهم مصدر لديك لذلك تعامل معه على هذا الأساس.

الوقت أهم مصدر لديك لذلك تعامل معه على هذا الأساس. لا تسمح لنفسك ولا لأحد أن يُضيع كنزك الثمين الذي لن يعوض أبدًا. كذلك أوقات الناس إن حافظت عليها لن يخذلوك. وعندما تنطلق بمشروعك أيّا كان، حدّد الفائدة التي سيقدمها مشروعك، وأدرس جمهورك المستهدف جيدًا، وقدّم لهم ما يحتاجون بشكل بسيط وسريع قدر الإمكان.

وعلى النهج نفسه، يجب أن تختار الشخص المناسب الذي يُدرك قيمة الوقت ويفهم واجباته وحقوقه ويساعدك على النجاح أكثر؛ فعدد الأشخاص الموجودين في فريقك غير مهم بقدر القيمة التي يقدمها كل شخص منهم.

أدرك أن للبشر ظروفًا قد تحدث، وجميعنا معرض للظروف، ولكن هناك أشخاص سمتهم الطبيعي الالتزام بالعمل والوقت، وهؤلاء من يجب أن تبحث عنهم. بالطبع إن كان مشروعك أونلاين؛ ففي الغالب سيكون من الأفضل البحث عن المحترفين عبر مواقع التوظيف مثل موقع مستقل حيث تجد المستقل المناسب لإتمام مشروعك.

مهارات تحتاج لتعلمها

إدارة النجاح ليست أمرًا بسيطًا، ولكن سيتطلب منك تعلم مهارات أخرى بجانب المهارات الأساسية، مثل: كيفية إدارة فريق عمل عن بعد، إدارة الوقت، مهارة التفويض، الحفاظ على النظام، إدارة الأزمات، التفاوض مع الآخرين ومهارة الانضباط الذاتي، والمتابعة المستمرة لأن هذا النجاح نجاحك والانحدار فيه ولو بنسبة 1% يعني انحدار جهدك أنت أيضًا بنفس القدر.

لهذا أقول إن إدارة النجاح ربما لا تصلح للجميع، ولكن تصلح فقط للأشخاص المحبين للاطلاع والتعلم والمغامرين القادرين على ضبط أنفسهم والموازنة بين الأمور.

والآن شاركنا برأيك عن الطرق التي تستخدمها للحفاظ على نجاحك وتقدمك!

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله