أسباب الإغماء المفاجئ وكيفية التعامل معه

يحدث الإغماء نتيجة انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ، وانخفاض معدل ضربات القلب، وتكون هذه الحالة مترافقة مع سقوط الشخص على الأرض في حال وقوفه أو جلوسه، ويعود ذلك إلى فقدان الجسم قدرته في السيطرة على العضلات لفترة قصيرة، حيث يسبق الإغماء بعض الأعراض كالدوخة، وتشوش الرؤيا، والغثيان، وارتفاع درجة حرارة الجسم.

إلا أنه في بعض الأحيان قد يحدث الإغماء دون سابق إنذار، حيث يفقد الشخص وعيه بشكل جزئي أو كامل، مع الإحساس بانقطاع الإدراك للذات والمحيط، إذ يحدث الإغماء المفاجئ نتيجة لأسباب عدة منها: انخفاض الضغط، أو ارتفاع السكر في الدم، أو نتيجة الإصابة بأمراض في الجهاز العصبي، وأسباب أخرى سيتم توضيحها في مقالنا هذا.

ما الفرق بين الدوخة والإغماء؟

الفرق بين الإغماء والدوخة

الدوخة عبارة عن شعور الشخص بأنه على وشك أن يُغمى عليه، فيصبح غير قادر على موازنة جسده بشكل سليم، ويعاني من رؤيا مشوشة، أما الإغماء فهو فقدان مفاجئ ووجيز للوعي، يؤدي إلى سقوط الشخص على الأرض، حيث يكون الشخص بلا حركة، وجسده مرتخي، ونبضه ضعيف، وتنخفض درجة حرارة أطرافه، وينقطع إدراكه للذات والمحيط.

يشعر معظم المرضى بالدوخة قبل التعرض للإغماء، كما يشعر البعض باضطراب الرؤيا، والتعرق، والغثيان، وتنميل في أصابع الأيدي، وخفقان في القلب، لكن في بعض الأحيان يحدث الإغماء لدى الأشخاص فجأة من دون أي أعراض تحذيرية.


أنواع الإغماء المفاجئ

ينقسم الإغماء إلى ثلاث أنواع رئيسية هي:

الإغماء الوعائي المبهمي

وهو أكثر أنواع الإغماء شيوعًا، ويحدث لدى الأشخاص السليمين، يتصف هذا النوع من الإغماء بأن الشخص الذي تعرض للإغماء المفاجئ، يمكنه تذكر الأحاسيس والتفاصيل التي حدثت له قبل وأثناء فترة فقدان الوعي، والتي تتضمن: الرؤيا المشوشة، والدوخة، والشعور بثقل في القدمين، وعدم القدرة على التوازن، كما يتذكر الشخص المصاب لحظة السقوط التي تسبق فقدان الوعي، وغالبًا يحدث هذا النوع نتيجة الضغط النفسي، أو التوتر، أو المرور بأزمة عاطفية شديدة، أو إثر التعرض لألم شديد، وعادةً ما يعود الشخص لوعيه في غضون دقائق معدودة.

الإغماء الوضعي

في هذا النوع من الإغماء لا يتمكن الشخص المصاب من تذكر لحظة أو كيفية سقوطه، وإنما يمكنه تذكر شعور الدوخة وضعف عضلات جسده، ويحدث هذا النوع من الإغماء نتيجة انخفاض في ضغط الدم لدى المرضى الذين يعانون من اضطراب مزمن في المنعكس المحرك الوعائي.

الإغماء الظرفي

يحدث هذا النوع من الإغماء عند مرضى القصور القلبي، ويكون نتيجة خلل في ملء البطين الأيمن، وقد يحدث أيضًا نتيجة السعال بشدة، أو فقدان الأكسجين، أو بذل مجهود كبير، أو أثناء فترة الحمل خصوصًا في الأشهر الأولى.


أعراض الإغماء المفاجئ

  • رؤية غير واضحة.
  • الشعور بثقل في الساقيين وعدم القدرة على الحركة.
  • ارتفاع درجة الحرارة.
  • فقدان التوتر العضلي.
  • طنين في الأذنين.
  • التعرق.
  • الشعور بالغثيان والدوخة.
  • اصفرار وشحوب لون الوجه.
  • تباطؤ النبض.
  • الالتباس.

أسباب الإغماء المفاجئ

إلى حد الآن لم يعرف السبب بوضوح الذي يؤدي إلى الإغماء المفاجئ، لكن يوجد بعض المشاكل والحالات الصحية التي قد تسبب الإغماء، كما تجدر الإشارة إلى أنه حتى الشخص السليم قد يتعرض للإغماء المفاجئ في بعض الأحيان.

ولكن يُعزى السبب الرئيسي للإغماء إلى ضعف التروية الدموية للدماغ، مما يؤدي إلى فقدان الوعي لمدة قصيرة غالبًا، ففي الحقيقة يحدث الإغماء كرد فعل طبيعي من الجسم للبقاء على قيد الحياة، فعندما يحدث انخفاض كبير في كمية الأكسجين، والدم الواصل إلى الدماغ، يقوم الدماغ بإيقاف عمل جميع الأعضاء الغير حيوية، حتى تتركز التروية الدموية نحو الأعضاء الحيوية.

وفي أغلب الأحيان يدل الإغماء المفاجئ على مشاكل في الجهاز العصبي، كانخفاض أو ارتفاع في ضغط الدم، كذلك الأدوية التي تساعد على خفض ضغط الدم تزيد من فرصة الإصابة بالإغماء، ومن أكثر الأسباب التي تؤدي إلى الإغماء هي:

  • تعرض الجهاز العصبي للصدمات النفسية والعاطفية مثل: الخوف، والتوتر، والحزن الشديد، والصدمات.
  • الإصابة بأمراض الأوعية الدموية في المخ، وذلك نتيجة نقص التروية إلى الدماغ، مما يسبب الإغماء المفاجئ.
  • التعرض لإصابات حادة.
  • الانخفاض المفاجئ في ضغط الدم.
  • ارتفاع درجة الحرارة.
  • مشاكل قلبية مثل: تضخم القلب، عدم انتظام ضربات القلب، فرط ضغط دموي رئوي، بطء القلب الجيبي، إحصار أذيني بطيني، خلل في العقدة الجيبية، تسرع القلب فوق البطيني، رجفان بطيني، انصمام رئوي، ورم مخاطي في القلب .
  • انخفاض الأنسولين في الدم.
  • فرط التنفس.
  • الإصابة بالجفاف.
  • الإصابة بفقر الدم الحاد.
  • الانتقال من وضعية الجلوس إلى الوقوف بشكل سريع ومفاجئ، الأمر الذي يؤدي إلى تجمع الدم في الساقيين، واتخفاض ضغط الدم.
  • الوقوف بنفس الوضعية لمدة زمنية طويلة.
  • ممارسة نشاطات بدنية مجهدة.
  • تناول المشروبات الكحولية بشكل مفرط.
  • تناول أدوية الاكتئاب.
  • استخدام أدوية الحساسية.
  • الإصابة بنوبات الهلع أو الصرع.

أسباب أخرى للإغماء المفاجئ:

  • التعرض للخوف الشديد، أو صدمة عاطفية، حيث قد تؤدي الانفعالات القوية إلى تنشيط العصب المبهم، الأمر الذي يسبب توسع الأوعية الدموية، ويحد من عودة الدم إلى القلب، ويبطئ معدل ضرباته، مما يؤدي إلى الإغماء المفاجئ.
  • التعرض لالتهابات شديدة في الجسم.
  • التغيرات الهرمونية خلال فترة الحمل.
  • وجود مشاكل في الجهاز التنفسي، أو التعرض للسعال المتكرر.
  • التعرض لجلطات في الرئتين، مما يمنع القلب من ضخ ما يكفي من الدم وبالتالي حدوث الإغماء المفاجئ.
  • التقدم في السن، حيث يكون كبار السن أكثر عرضة من غيرهم للتعرض للإغماء، بسبب انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ، حيث تصبح الشرايين أكثر تصلبًا وأقل قدرة على دفع الدم بسرعة عندما يقف الشخص.

كيفية التعامل مع حالات الإغماء المفاجئ

كيفية التعامل مع حالات الإغماء المفاجئ

هناك بعض التدابير التي يجب القيام بها، عند الشعور بالدوخة، وإمكانية حدوث الإغماء، منها:

  • التوجه مباشرة إلى مكان مناسب للاستلقاء.
  • رفع القدمين بمستوى أعلى بقليل من الجسم، بوساطة وسادة.
  • الاستراحة لبعض الوقت، ثم النهوض ببطء عند الشعور بالتحسن.

كما يوجد بعض الأمور التي يجب اتباعها لمساعدة الأشخاص الذين أغمي عليهم، منها:

  • تمديد المريض على ظهره.
  • التأكد من عدم وجود ما يعيق التنفس، في حال توقف الشخص المغمى عليه عن التنفس، والمسارعة في طلب المساعدة الطبية، ويتوجب البدء بإجراء الإنعاش القلبي الرئوي لحين وصول المساعدة.
  • رفع القدمين والرأس بمستوى أعلى بقليل من الجسم، وذلك من أجل زيادة تدفق الدم نحو الدماغ.
  • إذا كان الشخص يتقيأ أثناء فقدانه للوعي، يتوجب وضعه بشكل سريع على جنبه، لتجنب دخول القيء إلى مجرى التنفس.
  • إذا كان المريض يرتدي ملابس ضيقة،أو أحزمة، أو قلادات، أو ياقات فيجب إزالتها، من أجل تخفيف الضغط عليه.
  • الاستعانة بالكحول أو الروائح اللاذعة مثل: الليمون، أو البصل، فهي تساعد على إستعادة الوعي.
  • عدم السماح للمريض بالنهوض مباشرة بعد استعادة الوعي.

آلية تشخيص سبب الإغماء المفاجئ

يقوم الطبيب المختص باللجوء إلى مجموعة من الاختبارات، التي يتمكن خلالها من حصر أسباب الإغماء، وتشمل هذه الاختبارات مايلي:

  • وصف طبيعة الحدث الذي أدى إلى الإغماء، حيث يساعد ذلك في التشخيص الدقيق لحالة المريض، فعلى سبيل المثال:
  1. يتعرض بعض الأشخاص أثناء سحب الدم إلى الإغماء المفاجئ، يصنف هذا النوع من الإغماء على أنه وعائيًا نموذجيًا مبهمًا.
  2. قد يحدث الإغماء المفاجئ أيضًا أثناء قيام الشخص بارتداء قميص ذي لياقة قاسية، مما يدل على وجود خلل في جيب الشريان السباتي.
  • إجراء الاختبارات البدنية، ويتم ذلك من خلال قياس ضغط الدم في وضعية الجلوس والوقوف، وذلك لاستبعاد أن يكون سبب الإغماء نتيجة انخفاض ضغط الدم.
  • إجراء تعداد عام للدم، وذلك من أجل تحديد تركيبة خلايا الدم، وإنزيمات القلب، ومستوى السكر في الدم.
  • استخدام جهاز هولتر لتمكن من مراقبة معدل ضربات القلب.
  • التصوير بالطبقي المحوري.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي.
  • التخطيط الكهربائي للقلب، حيث يتم من خلاله الكشف عن أمراض القلب مثل: مرض القلب الإقفاري، وكذلك معرفة مدى انتظام دقات القلب، وقد يطلب الأطباء من المرضى أحيانًا البقاء في المستشفى، لمراقبة نشاط القلب لمدة 24 ساعة.
  • إجراء تعدام عام للدم.
  • فحص نسبة السكر في الدم.
  • إجراء اختبارات لوظائف الغدة الدرقية.

طرق علاج الإغماء المفاجئ

طرق علاج الإغماء المفاجئ

يعتمد العلاج على السبب الذي أدى إلى الإغماء، فعلى سبيل المثال: إذا كان سبب الإغماء ناجم عن اضطراب نظم القلب، يقوم الطبيب بزرع جهاز لتنظيم ضربات القلب.

وأخيرًا يتوجب على الأشخاص عند رؤيتهم شخص مغمى عليه، أن يتحققوا مما إذا كان الشخص يتنفس أم لا، فإذا كان الشخص لا يتنفس، يتوجب عليهم طلب المساعدة الطبية الإسعافية، والبدء بإجراء الإنعاش القلبي للمريض المغمى عليه، وإزالة الرجفان القلبي بواسطة مزيل الرجفان القلبي الآلي، وبمجرد وصول المريض إلى المستشفى، يقوم الأطباء بمعالجة الأسباب التي أدت إلى الإغماء.


نصائح للوقاية من الإغماء المفاجئ

تكمن الوقاية من الإصابة بالإغماء المفاجئ بمعرفة السبب الذي أدى إلى فقدان الوعي، ومحاولة تجنبه، ومن أبرز الطرق فعالية والتي تساعد في الوقاية من هذا منه، مايلي:

  • تجنب الانتقال من وضعية الجلوس إلى وضعية الوقوف بسرعة.
  • الانتباه إلى الأعراض التي تسبق مرحلة الإغماء المفاجئ والتي تتضمن غالبًا: الدوخة، وضعف الرؤيا، وتعد هذه الأعراض تنبيهية من أجل تجنب فقدان الوعي المفاجئ.
  • تعتبر النساء الحوامل أكثر عرضة من غيرهم في التعرض إلى الإغماء المفاجئ، وهذا أمر طبيعي، يمكنها متابعته مع الطبيب بشكل دوري.
  • في حال كان سبب الإغماء هو الإصابة بفقر الدم الحاد، فلابد من تناول الأدوية والفيتامينات، التي تعالج فقر الدم، واتباع نظام غذائي غني بالخضراروات والفواكه، مثل: الجرجير، والبقدونس، والشمندر.
  • تجنب تناول الأدوية التي قد تسبب انخفاض ضغط الدم، وذلك بعد استشارة الطبيب المختص.
  • استخدام الجوارب الضاغطة، التي تساعد على تنشيط الدورة الدموية في الجسم.
  • محاولة تجنب الكحول والكافيين قدر الإمكان.
  • استخدام جهاز تنظيم معدل ضربات القلب.
  • الاستلقاء بوضعية وضع الرأس والقدمين أعلى من مستوى الجسم.
  • تجنب ممارسة النشاطات التي تسبب الخوف الشديد مثل: الطيران، أو تسلق الجبال، أو السباحة.

المصادر:

ما هو الإغماء وما أسبابه – موقع medicalnewstoday

فهم الإغماء: الأساسيات – موقع webmd

ما الذي يسبب الإغماء – موقع healthline

علاج الإغماء – موقع webmd

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله