تعرف على الثالوث المظلم للشخصية ماهيته ومقوماته

الثالوث المظلم للشخصية ماهيته ومقوماته، مقال تثقيفي نفسي، يقدم وجبة دسمة من علم النفس البشري، الذي يفسر الكثير من النجاحات التي قد تحققت بطرق ملتوية.

الثالوث المظلم للشخصية (The dark trinity of personality) مصطلح يطلقه علماء النفس على الأشخاص لديهم خليطًا من الصفات التي يمكن تفسيرها على أنها وراء اضطراب الشخصية السادية.

وهي النرجسية الأنانية وحب الذات (Narcissim)، والإعتلال النفسي السيكوباتية (Cycoptism)، والميكيافيللية (Mycophyllus)، المكر والخداع، والاعتماد على أن (الغاية تبرر الوسيلة) للوصول إلى الأهداف.

ما هو الثالوث المظلم للشخصية

ما هو الثالوث المظلم للشخصية

يقول الأديب الفرنسي الماركيز دوساد (Marquis de Sade): (تكمن السعادة في الأشياء التي تثير وتهيّج، وليس هناك ما يثير أكثر من ارتكاب الجريمة، لكن الفضيلة هي مجرد حالة من الكسل والخمول لا تؤدي إلى السعادة).

فالسادية ليست سوى وجه من أوجه الثالوث المظلم للشخصية (The dark trinity of personality).

إن من يملك الثالوث المظلم غير مجرم بالضرورة، فهو يعمل لتحقيق النجاح مثله مثل البقية من الناس، إلّا أنه يعمل على تحقيق ذلك بطرق يراها الكثيرون منا أنها طرقًا ملتوية، إن من يملك ذلك الثالوث يمكن أن يعتبر خبيثًا وأكثر عرضة من أقرانهم لارتكاب الجرائم بهدف تحقيق مصالحهم، وقد يسببون المشاكل الكبرى عندما يكونوا أصحاب مناصب قيادية في المجتمع.

هم مرشحون دومًا للمناصب العليا والوظائف المهمة في الدولة، لأن شخصيتهم جذابة وذات قبول شديد، فهم يملكون القوة والحزم والقدرة على القيادة، وبعض الدراسات التي قام بها العالم النفسي سيغموند فرويد (Sigmund Freud) خلال أثناء أبحاثه تبين له أن الأشخاص الذين تظهر لديهم صفات الثالوث المظلم يستطيعون أن يقدموا أنفسهم على أنهم أهلًا ومحلًا للثقة.

إن النرجسية قد تمنح صاحبها الحب الكبير للقيادة، والذين يعتمدون مبدأ (الغاية تبرر الوسيلة) هم من البراعة بمكان ليصوروا أنفسهم على غير الحالة التي هم عليها.

ومن المهم أن نتفهم ونعرف أن المكاسب التي يحققها أولئك الذين يمتلكون الثالوث المظلم للشخصية قد أتت على حساب فريق العمل ككل وليس بمجهدهم الشخصي.

خصائص الثالوث المظلم للشخصية

للثالوث المظلم للشخصية ثلاثة خصائص تعادي المجتمع، ذلك أن الشخص الذي يعاني من الثالوث المظلم لا يتجاهل مشاعر الأفراد الآخرين فقط، لكنه يعمل على استغلالهم للحصول على وتحقيق الأهداف التي يعمل على تحقيقها:

السيكوباتية (Cycoptism) أو الاعتلال النفسي

السيكوباتية أو الاعتلال النفسي

السيكوباتية (Cycoptism) أو الاعتلال النفسي هو سلوك معادي للمجتمع ومندفع جدًا، ويتميز صاحبه بما يلي:

  • القسوة وعدم الشعور بالندم والتعاطف، إضافة لعدم احترامه للآخرين، أو إي اعتبار لمشاعرهم، إن مرضى الاعتلال النفسي أو السيكوباتيون هم الأكثر كسرًا للإنسانية والمشاعر في سبيل الحصول على ما يريدون.
  • كما أنهم لا يهتمون بمشاعر الآخر مطلقًا، كون الشخصية السيكوباتية تجيد تأدية دور الإنسان العاقل والمتزن، وقادر على أن يؤثر بالآخرين ويتلاعب بهم وبأفكارهم إلى حد كبير.
  • كما يتلذذ عندما يلحق الضرر بالآخرين أيضًا، والمقربين منه على وجه الخصوص كالزوجة مثلًا، فهو شخص كلامه منمق وعذب وصاحب وعود جميلة ولا يفي بأي منها أبدًا.
  • شهامته ظاهرة على محياه شكلية فقط ومؤقتة، تزول عند التعامل مع الآخرين مباشرة.
  • صاحب تاريخ أسود، عند التحري عن تاريخه بسؤال أحد المقربين منه نجد أنه شخصية كثيرة الاضطراب والتعقيد، فاشل بأغلب تجاربه الإنسانية، ومليء بالأفعال المنافية للأخلاق والأعراف والتقاليد، يجتقر المرأة ويستغلها أشد الاستغلال الجسدي والمادي، وقد يصل بسلوكه حد ارتكاب الجرائم.
  • قادرون على الوصول إلى السلطة والحكم ولعب أدوار قيادية في المجتمع، نظرًا لما يتمتعون به من صفات نرجسية ميكيافيللية مفرطة.
  • فهم معتدون بأنفسهم ومتهورون إذا ما تمت مقارنتهم بالأشخاص الآخرين.

النرجسية (Narcissim) الأنانية وحب الذات

النرجسية الانانية وحب الذات

إن الأنانية والنرجسية هي الصفة الثانية للثالوث المظلم للشخصية، فهي أي النرجسية هي المظهر المادي والجسدي الذي يمثل الثالوث المظلم، النرجسية (Narcissim) هي حب الذات والنفس والأنانية، هي اعتلال في الشخصية يتمثل بالتعالي والغرور والإحساس بالأهمية، ومحاولة الربح والكسب ولو كان ذلك على حساب الآخرين، والنرجسية تنسب إلى نارسيس (Narcissus) اليوناني حيث كان غاية في الجمال، وقع في عشق نفسه حتى غرق ومات لما رأى وجههه في الماء، ومن صفات النرجسيون:

  • يملكون الإحساس بتضخم الأهمية والعظمة، متعجرفون، ومتعالين على الآخرين، حيث يغمرهم الخيال لديهم بأنهم أصحاب قوة وجدارة أكثر من البقية.
  • يظنون أنفسهم أنهم الأفضل في كل شيء وبشكل مطلق، يسعون وبشكل دائم كي يكونوا موضع الإطراء والإعجاب من قبل الآخرين، فالنرجسي مهنتم دائمًا بأناقته واختيار ملابسه، ويستفزه تجاهل الآخرين له بشكل كبير.
  • النرجسيون لا يتقبلون النقد، ولا يريدون أن يستمعوا إلّا للمدح والثناء، فإذا شعر الشخص النرجسي بالدونية أو أن حجمه الاجتماعي قد تقلص، عمل على الحط من قيمة الأشخاص الآخرين وإهانتهم.
  • يتمتع النرجسيون بالسحر والجاذبية الكاريزما (Charisma) ولديهم القدرة على اقناع غيرهم بإمكاناتهم، ويحصلون على تقدير رؤسائهم حيث يثبتون انطباعًا جيدًا لأول وهلة لدى المسؤولين عنهم.
  • الشخصية النرجسية لا تعجب بشيء على الإطلاق، كما لا تشعر بالرضا عن الآخرين، أو حتى من نفسه في بعض الأوقات.

الميكيافيللية (Mycophyllus) أو الغاية تبرر الوسيلة

الغاية تبرر الوسيلة

هي الصفة الثالثة للثالوث المظلم للشخصية وهي فن المكر والخداع والإزدواجية، حيث تستطيع هذه الشخصية أن تستغل الإزدواجية والمكر والخداع لتحقيق النجاح السياسي، أو في السلوكية العامة، وهي تعبر عن نظرية فكر سياسي وفلسفي مفاده أن (الغاية تبرر الوسيلة) أو (Aims Justify Means).

 واصحاب هذه الصفة لديهم أولوية بحياتهم هي المال والسلطة والمهم لديهم الوصول إليها بأية طريق كانت، فالطريقة أو الأسلوب أو الوسيلة لا تهم سواء كانت مشروعة أو غير مشروعة، وعلى الغالب تكون الأساليب غير مشروعة بحسب العرف والتقاليد لكنهم، يبررون ذلك بحسب الهدف الذي يرغبون تحقيقه، فذلك امرؤ القيس ذهب ليتحالف مع الروم ضد أبناء عشيرته ليتسلم الملك بعد مقتل أبيه، فها هو يقول لصاحبه عندما استغرب ذلك الصديق ذهابه إلى الروم لطلب المساعدة فقال:

(بكي صاحبي لمّا رأى الدرب          دونه وأيقن أنّا لاحقان بقيصرا

فقلت له لا تبك عينك فإننا            نطلب ملكًا أو نموت فنعذرا)

هكذا نرى بأن الوسيلة لا تهم، المهم الغاية، وهي فلسفة الميكيافيللية التي تتلخص بكلمات ثلاثة هي (الغاية تبرر الوسيلة)، مهما كان الثمن.

الخاتمة

كان مقالنا عن الثالوث المظلم للشخصية، هو من المقالات النفسية، التي تفسر الكثير من مظاهر النجاح التي نرى الكثيرين قد حققوها مع العلم أنهم أبعد ما يكونوا عن الناحية الإنسانية في التعامل مع الآخرين، فقد داسوا على الكثير من الناس في سبيل تحقيق هدف ما يسعون لتحقيقه، وقد استطاعوا تحقيقه بأساليب مراوغة وليست شريفة وأقل ما يمكن أن يقال عنها أنها ملتوية.

المراجع:

قد يهمك أيضًا:

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله