ماذا يفعل المخطوبين في فترة الخطوبة؟

الخطوبة هي وعد بالزواج، وهي فترة شرعية يمكن لأحد الطرفين إلغاءها في أي لحظة، كما يمكن للخاطب أنْ يستعيد الأغراض التي تحمَّل تكلفتها خلال فترة الخطوبة، إذا أراد ذلك حتى لو كان هو من قرر إلغاء الخطوبة.

ويعتبر المخطوبان شرعاً أجنبيان عن بعضهما حتى يتم الزواج شرعاً. ولا يطبق فيها أحكام الزواج كالخلوة والنفقة وغير ذلك، لذلك تُنصح الفتاة بالانتباه والحذر للمحافظة على مكانتها واحترامها تحسباً لأي نتيجة كانت، كما أنَّه لا يجوز على الشاب أن يخطب فتاة مخطوبة من غيره حتى تنتهي الخطوبة.

مدة الخطبة

قد تقصر أو تطول فترة الخطبة وذلك على حسب عادات وتقاليد كل منطقة، وذلك لأنَّ عقد الزواج من أكثر العقود حذر وأهمية، إذ يجب التريث والتعرف والتفكير، واكتشاف السلبيات والايجابيات والنقاش بكل ما يتعلق بالزواج وتفاصيله من كلا الطرفين لأخذ قرار سليم بالزواج يضمن حياة ناجحة يصب بالحب والتفاهم.

من الأفضل ألا تكون مدة الخطوبة قصيرة أو طويلة، بل لا بدَّ أنْ تأخذ وقتًا كافيًا لكي تتيح لكلا الشريكين التعرف والتفهم على بعضهما البعض.

أهمية فترة الخطوبة

  • تساعد الخطوبة على اتخاذ القرار، حيث يقرر كل من الطرفين إذا كان خياره صحيح ومناسب ويستطيع أن يكمل حياته هكذا.
  • تساعد على فهم كل طرف للطرف الأخر بشكل أعمق وتصبح الإيجابيات والسلبيات واضحة وبالتالي القرار يصبح أسهل وأوضح.
  • التفكير بالهدف الأساسي وهو الزواج ومعرفة إذا ما كان كل منهما قادرًا على اتخاذ هذه الخطوة.
  • يتعرف كل طرف على مواصفات الشريك ويوازن السلبيات والايجابيات ويقرر إذا كانت هذه العلاقة قابلة للاستمرار أو لا.
  • التفاهم على تفاصيل الحياة والمستقبل والأهداف وأسلوب الحياة التي سيتشاركون بها.
  • تساعد هذه الفترة على جعل العلاقة والمشاعر أقوى ومناسبة لبداية حياة زوجية ناجحة.
  • فرصة لتقارب العائلتين وأصدقاء الطرفين على بعضهم البعض، وهذا يساهم في زيادة الالفة وتقوية العلاقة بين المخطوبين وتساعدهم على فهم بعضهم وانسجامهم أكثر.

ماذا يفعل المخطوبين في فترة الخطوبة

هناك الكثير من التفاصيل التي يجب على المخطوبين القيام بها والاهتمام بها للوصول إلى نتائج مميزة وزواج ناجح:

التواصل الجيّد: يجب على المخطوبين التواصل الدائم والمستمر للتعرف جيداً وفهم كل منهما للأخر ومعرفة الإيجابيات والسلبيات ومحاولة حل أي خلاف قد يسبب مشكلة لاحقة.

الاهتمام والاستماع: يجب أن يهتم الخطيب بخطيبته والعكس ويُكون هناك مصارحة بكل ما يتبادر للتفكير ويجب تعزيز الاهتمام كالاتصال بشكلٍ دائم والمراسلة المستمرة بعض الشيء، والتعبير عن المشاعر، إضافةً لاهتمام كل منهما بعمل الآخر وجهده، وقضاء وقت ممتع بشكل دائم، وتبادل الهدايا الجميلة واستخدام لغة الجسد كالتواصل بالنظر والابتسامة، كل هذه التفاصيل تعزز العلاقة وتصل لنتائج رائعة.

الدعم والمساندة: يشعر كل من المخطوبين بالساعدة عندما يتم تشجيع كل منهما للآخر على العمل بجدٍ من أجل التحضير للزواج، وتجهيز مستلزمات البيت، والمساندة عندما يشعر أحدهما بالضيق والتوتر، إضافةً إلى أنَّ كل منهما يقع على عاتقه مسؤولية الحياة الزوجيّة جنباً إلى جنب.

الاعتذار عند الخطأ: يجب الاعتذار عند الخطأ، حتى عند حدوث سوء فهم بسيط، ويجب تعزيز التسامح الدائم، والمصالحة من الطرفين، لتصبح العلاقة قوية مبنية على الاحترام والتسامح.

 الاحترام والتقدير: الاحترام والتقدير من أهم النقاط التي يجب التركيز عليها خلال فترة الخطوبة، لأنَّها ستبني علاقة ناجحة وتعكس حسن التربيّة، فيجب على كلا الطرفين احترام شخصية وعمل وجهد وخصوصية الطرف الآخر وتشجيعهم لبعضهم بكل تفاصيل الحياة.

 بناء الثقة ودعمها: الثقة أساس العلاقة الناجحة التي يجب على المخطوبين تعزيزها وتبادلها بشكل دائم، إضافةً للإخلاص والالتزام الدائم، وتجنب الكذب حتى لا ينتهي بهم المطاف إلى علاقة فاشلة.

 تعزيز مشاعر الحب والعاطفة: يجب أن تكون المشاعر الصادقة واستخدام كلمات الحب، لتتقرب القلوب وتتطور الألفة والمودة، مما يضمن علاقة زوجية ناجحة ومستقرة.

التعرف جيداً: يجب على كل من المخطوبين معرفة شخصيّة الطرف الآخر وصفاته، ما يحب وما يكره وهواياته ولا يتم ذلك إلا عن طريق التعرف والتواصل والحوار المستمر والسؤال الدائم.

توطيد العلاقة مع العائلة: يجب على كل من المخطوبين احترام عائلة الطرف الأخر، وتوطيد العلاقة معهم، ومعاملتهم بودّ ومحبة، كل هذه التفاصيل ستحقق علاقة ناجحة ومتينة ومنسجمة.

التخطيط للمستقبل: يجب على المخطوبين التخطيط للمستقبل والحياة الزوجية للوصول لحياة جميلة ومشتركة، مع الاتفاق على تقسيم المهام فيما بينهم.

اختيار تفاصيل حياتهم: المنزل الذي سيعيشان به، ترتيب الأثاث تنظيم الأسرة وإنجاب الأطفال والأمور الماليّة والأعمال المنزليّة والأمور العائليّة، والعادات الأسريّة والمناسبات، والزيارات وحل الخلافات الزوجيّة، والأهداف المُستقبليّة، وجميع التفاصيل الأخرى.

أمور يجب أن يتصف بها الشريك

  • ألا يكون الشريك محب للمظاهر ويغفل عن جوهر الأمور لأنَّ هذه المشكلة ستسبب مشاكل أخرى قد يصعب علاجها فيما بعد.
  • ألا يكون الشريك متسلط ويحب فرض قراراته وأفكاره على تصرفات وحياة الشريك الخاصة.
  • أن تتوفر الثقة والإجابة عن جميع أسئلة الشريك ليتساعدوا في حل أي مشكلة ولا يكون هناك أي مفاجئة أو مشكلة صعبة الحل.
  • أن يكون الشريك شخص جدير بالثقة والاحترام ويمكن الاعتماد عليه في وقت الشدة
  • أن يكون هادئ ومتزن لتكون العلاقة جيدة وطبيعية.
  • أن يحترم الشريك الطرف الآخر ويشجعه ويدعمه ليحقق النجاح والتطور والثقة بالنفس.

أمور تساعدك في فهم شريك الحياة

  • يجب على كل طرف سؤال الشريك لماذا يريد الزواج وحسب الجواب يدل على مستوى الوعي والنضج ومستوى العلاقة ونسبة نجاحها.
  • الاستفسار عن الشريك ووضعه العائلي، هذا يساعد على توقع مستقبل العلاقة ونجاحها لأنَّ التقارب في البيئة الاجتماعية يساعد على التفاهم عكس التباعد واختلاف التربية والبيئة الاجتماعية بين الطرفين.
  • معرفة رأي الشريك عن مفهومه للاستقلالية والمستقبل هل يريد العيش في منزل العائلة أو منزل مستقل وكثير من التفاصيل التي قد لا تناسب الفتاة.
  • التأكد من التوافق والتفاهم الديني والمعتقدات لأن هذا الموضوع مهم وقد يسبب مشكلات خطيرة فيما بعد.
  • يجب الاتفاق على كيفية اتخاذ القرار وحل المشكلات واحترام كل طرف لقرار الطرف الآخر.

أحاديث هامة بين المخطوبين

  • الحديث عن الأولاد: هذا موضوع مهم لأنَّ الرغبة بإنجاب الأطفال يجب أن تكون متبادلة واي خلاف في هذا الموضوع بين الطرفين سينتج عنه مشكلة كبيرة قد لا تعالج فيما بعد.
  • المستقبل المهني؛ يجب نقاش هذا الموضوع باهتمام فيما إذا كان عند الشاب مشكلة في متابعة خطيبته للدراسة أو الوظيفة بعد الزواج حتى لا يحدث الخلاف فيما بعد.

نصائح للمخطوبين

هناك نصائح مهمة في فترة الخطوبة تُعزز العلاقة بين الخطيبين وتُقويتها، وتوصلهم إلى زواج ناجح، أهمها:

  • معرفة قيمة الحياة الزوجيّة ومسؤوليّة الزواج والسعي الدائم لتحقيق التفاهم والمشاركة والسعادة المشتركة، وإيجاد أسلوب مشترك لحل أي خلاف أو شجار بطريقة محترمة ولبقة.
  • الاستفادة من فترة الخطوبة لتحقيق التفاهم والتوافق بين الطرفين من أجل المرحلة المقبلة والاتفاق على تقاسم المهام والأمور بشكل واضح ومريح.
  • تعلم المسامحة والتغاضي عن تفاصل وتصرفات قد لا ترضي الشريك، بشرط ألا تكون صفات تهدد مستقبل حياتهم وسعادتهم الزوجية فيما بعد.
  • الاهتمام الدائم والمُتبادل والتعبير عن المشاعر بين الطرفين للوصول إلى التفاهم والانسجام والحب المستمر.
  • الاهتمام بالمستقبل والأهداف والأحلام من الأمور المهمة وعند الاختلاف يجب العمل على إيجاد الحل المشترك لتجنب الخلافات المستقبلية.
  • يجب على كل طرف في هذه العلاقة إعطاء الطرف الآخر مساحة من الحرية والخصوصية والثقة.
  • يجب على كل طرف من المخطوبين المحافظة على استقلاليته وخصوصيته وعلى الطرف الآخر احترام هذا الشيء.
  • الصدق والاحترام والثقة والكرم من أهم الصفات التي يجب على الطرفين التحلي بها لضمان نجاح علاقتهم واستمرارها بنجاح بعد الزواج.
  • تقبل الطرف الآخر وحبه كما هو وعدم محاولة تغييره إلا إذا كانت الصفات سيئة وتهدد العلاقة والمستقبل بينهما.
  • كتمان الأسرار الشخصية بينهما مهما كانت الأسباب وعدم البوح بها لأي شخص كان.
  • الاعتراف بالخطأ عند الوقوع به، وتقديم الاعتذار والأسف المناسبين.
  • التفاهم على الأمور المالية المتعلقة بحفلة الزفاف وتفاصيل المنزل والأثاث والمصروف، تجنباً للمشكلات لاحقاً.
  • الابتعاد عن أسلوب التلميح واستخدام أسلوب الصريح الواضح.
شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله