الجريب فروت هي فاكهة تصنف من أنواع الحمضيات. وهي غنية بالعناصر الغذائية، تحتوي على الكثير من الماء وفيتامين C ومضادات الأكسدة، كما أنها قليلة السعرات الحرارية،
مثل كل ثمار الحمضيات الأخرى، تعتبر فاكهة الجريب فروت صحية جدًا لاحتوائها على نسبة عالية من فيتامين C.
تقدم الجريب فروت الكثير من الفوائد، حيث توفر العديد من العناصر الغذائية المهمة. لهذا السبب، يسميها البعض ملكة ثمار الحمضيات. لكن تناول أو شرب عصير الجريب فروت يمكن أن يكون له مخاطر صحية.
سنوضح لك ما الذي يجعل عصير الجريب فروت صحيًا جدًا؟ وما يجب الانتباه إليه قبل شربه؟
فوائد عصير الجريب فروت
كما ذكرنا سابقًا، يحتوي عصير الجريب فروت على نسبة عالية من فيتامين C بشكلٍ خاص. هذا الفيتامين المعروف باسم حمض الأسكوربيك يعد مهمًا جدًا لتقوية جهاز المناعة وتطور النسيج الضام.
تناول 3 ثمار من الجريب فروت متوسطة الحجم يعطيك بالفعل الاحتياجات اليومية لجسمك من فيتامين C.
بالإضافة إلى ذلك، يوفر عصير الجريب فروت أيضًا حمض الفوليك (فيتامين B9) والبيتا كاروتين وبعض فيتامينات B الأخرى لكن بكميات أقل. كما يحتوي أيضًا على المعادن مثل البوتاسيوم والكالسيوم والمغنيزيوم والحديد والفوسفور.
لا تحتوي هذه الفاكهة الغنية بالماء على الكثير من السعرات الحرارية والدهون، لكنها تحتوي على الكثير من الألياف، لذا فهي مناسبة لمن يتبعون حمية غذائية بهدف إنقاص الوزن. تذكر أن عصر هذه الفاكهة يؤدي إلى خسارة معظم الألياف الموجودة فيها.
يوجد أيضًا في عصير الجريب فروت العديد من المواد النباتية الثانوية التي تجعلها صحية للغاية. الكاروتينات لها تأثيرات تعمل كمضادة للأكسدة ومعززة للمناعة ومضادة للالتهابات. تعمل هذه الفاكهة أيضًا على تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض العيون المرتبطة بالعمر، كما يعتقد البعض أن لها دزرًا في الوقاية من السرطان (بحسب جمعية التغذية الألمانية DGE).
قم بشراء فاكهة الجريب فروت وعصرها بنفسك في المنزل، لأن العصائر التي يتم بيعها تفتقر إلى الفيتامينات، كما تضاف إليها مواد حافظة قد يكون لها تأثيرات سلبية على الصحة، وفيها سكريات مضافة أيضًا.
موانع شرب عصير الجريب فروت
تحذير هام: تناول فاكهة الجريب فروت أو شرب عصيرها يمكن أن يؤثر على عمل بعض الأدوية أو يتفاعل معها بشكلٍ خطير. لهذا السبب، إن كنت تأخذ أي نوع من الأدوية لعلاج أي مرض، عليك تجنب أكل فاكهة الجريب فروت أو شرب عصيرها كإجراء احترازي.
يمكن العثور على مادة النارينجين النباتية (بالإنكليزية: Naringin) في الجريب فروت وعصيرها، هذه المادة قد تؤدي لتفاعلات خطيرة مع العديد من الأدوية. لهذا السبب، احتل الجريب فروت وعصير الجريب فروت العديد من العناوين المثيرة للقلق في الماضي.
درس فريق من الباحثين في جامعة ويسترن أونتاريو في كندا التفاعلات بين الجريب فروت والأدوية، ونشر النتائج في مجلة الجمعية الطبية الكندية، إليك أهم ما تضمنته هذه المراجعة:
تم التأكد من أن فاكهة الجريب فروت أو عصير الجريب فروت يتفاعل بشكل سلبي مع 85 دواء.
الآثار الجانبية الخطيرة يمكن أن تحدث في نصف هذه الأدوية. على سبيل المثال، هناك احتمال حدوث نزيف في المعدة أو تلف في الكلى أو القلب أو حتى الوفاة إن تم تناول الجريب فروت أو شرب عصيره مع بعض الأدوية.
يتفاعل الجرب فروت وعصيره مع الأدوية بالآلية التالية: يؤدي تناول الجريب فروت إلى تثبيط إنزيم في الجسم هو CYP3A4. يحدث هذا بشكل رئيسي في الكبد وجدار الأمعاء، هذا الأنزيم هو المسؤول عن تحليل العديد من المواد الطبية. ويؤدي تثبيطه إلى تحليل الأدوية بسرعة أقل. ويصبح للعديد من الأدوية تأثير أقوى أو أضعف.
تشمل الأدوية التي قد تتفاعل مع الجريب فروت أو عصيره: الأدوية الخافضة للضغط وأدوية القلب والحبوب المنومة والمنشطات الجنسية.
حبة جريب فروت واحدة أو كوب واحد من عصير الجريب فروت يمكن أن يسبب تفاعلات خطيرة للغاية. حتى لو كان هناك فاصل زمني مدته 24 ساعة بين تناول الدواء وتناول الجريب فروت أو عصيره.
على سبيل المثال، عند أخذ أدوية خفض مستوى الكوليسترول، يمكن أن يؤدي الجريب فروت إلى الشعور الألم وضعف العضلات، أما مع أدوية القلب، فيؤدي ذلك إلى خفقان في القلب ودوخة وضيق في التنفس.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يتفاعل الجريب فروت مع حبوب منع الحمل. ونتيجةً لهذا التفاعل، لا تفقد حبوب منع الحمل تأثيرها في منع الحمل، لكنها قد تؤدي إلى آثار جانبية مثل ألم الثدي وزيادة خطر الإصابة بتجلط الدم.
شرب عصير الجريب فروت بشكلٍ صحي
بناءً على نتائج الدراسة المذكورة أعلاه، ينصح العلماء بعدم تناول الجريب فروت وشرب عصيره على الإطلاق إذا كنت تأخذ أي نوع من الأدوية. يمكنك أيضًا استشارة الطبيب المعالج لمعرفة أي من الأدوية تتفاعل بشكلٍ خطير مع هذه الفاكهة.
يقول الباحثون أننا لا نزال بحاجة لإجراء المزيد من الأبحاث والدراسات من أجل تقييم التفاعلات الدوائية هذه. من المحتمل جدًا أن تكون هناك تفاعلات أخرى مع العديد من الأدوية والمواد الغير معروفة. لذلك، كإجراء احترازي، إذا كنت تأخذ أي دواء موصوف لعلاج أي حالة طبية، تجنب هذه الفاكهة تمامًا حتى تناقش ذلك مع طبيبك.
جدير بالذكر أن مادة النارينجين النباتية المسؤولة عن هذه التفاعلات الدوائية الخطرة موجودة أيضًا في البرتقال المر، والذي غالبًا يستخدم في تحير المربى. لذلك، تنطبق نفس توصيات الاستهلاك على البرتقال المر.
إذا كنت لا تأخذ أي دواء، فليس هناك أي داعٍ للقلق بشأن الآثار الجانبية غير المرغوب فيها، هذا يعني أنك تستطيع الاستمتاع بشرب عصير الجريب فروت والاستفادة من المكونات المغذية الموجودة فيه.