متلازمة هيلب … الأعراض والأسباب وطرق العلاج

متلازمة هيلب، هي اضطراب نادر في الكبد والدم يصيب أقل من 1 ٪ من جميع حالات الحمل. إلا أن هذا الاضطراب يعد مصدر قلق صحي كبير يهدد حياة كل من الأم وجنينها. وبناًء عليه يعد العلاج السريع والولادة الفورية ضروريان لتجنب مضاعفاته الخطيرة.

الطبيب الأمريكي لويس وينشتاين، هو أول من شخص متلازمة هيلب، بشكل منفصل عن تسمم الحمل الشديد، وذلك في عام 1982، حيث نشر مقالًا بيّن فيه أن حالات الوفيات التي تحدث هي لأمهات عانين من انحلال الدم واضطراب في وظائف الكبد.

متلازمة هيلب (HELLP)

متلازمة هيلب هي شكل حاد من حالات تسمم الحمل، الذي يصنف كأحد مضاعفات الحمل الأكثر شيوعًا، والذي يتسم بارتفاع ضغط الدم. حيث أن ما يقرب من 10- 20 ٪ من النساء، المصابات بـ مقدمات الارتعاج، يصبن أيضًا بمتلازمة هيلب، دون معرفة السبب. تحدث متلازمة هيلب عادةً في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل، إلا أنها قد تحدث في وقت أبكر، أو حتى بعد الولادة.

الأعراض الرئيسة لمتلازمة هيلب (HELLP)

تشمل الإصابة بمتلازمة هيلب مجموعة من الأعراض المنتشرة والغامضة، وغالبًا ما يصعب تشخيصها مبكرًا. إلا أن نتائج التحليل المخبري الأولي تعطي العيوب الرئيسة الثلاثة التالية، وسنشرح كل منها على حده:

1 – انحلال الدم (Hemolysis):

يحدث انحلال الدم بسبب انهيار خلايا الدم الحمراء، حيث تتحلل بسرعة كبيرة، مما يؤدي إلى انخفاض في مستوى تعداد هذه الخلايا في الدم، وفي نهاية المطاف إلى فقر الدم، وهي حالة لا يتمكن فيها الدم من الحصول على ما يكفي من الأكسجين وحمله إلى بقية أنحاء الجسم.

2 – زيادة إنزيمات الكبد (Encreased liver Enzymes):

تحدث زيادة إنزيمات الكبد بسبب خلل في عمله، حيث تشير إنزيمات الكبد المرتفعة إلى أن الكبد لا يعمل بشكل صحيح. تتسبب خلايا الكبد الملتهبة أو التالفة في تسرب كميات كبيرة من مواد كيميائية معينة، بما في ذلك الإنزيمات، إلى مجرى الدم.

3 – انخفاض عدد الصفائح الدموية (Low blood Platelets):

تعد الصفائح الدموية من المكونات الأساسية في الدم التي تساعد على تجلطه وتمنع بذلك حدوث خطر النزيف، لذا فعندما تكون مستوياتها منخفضة، يزداد خطر حدوث نزيف مفرط.

4 – ارتفاع ضغط الدم:

تترافق متلازمة هيلب مع ارتفاع غير طبيعي لضغط دم المرأة الحامل، مع صداع رأس شديد.

5 – زيادة البروتين في البول (البيلة البروتينية):

 تحدث البيلة البروتينية نتيجة وجود كميات زائدة من بروتينات مصل الدم المطروحة في البول، مما يجعل مظهر البول رغويًا.

الأعراض العامة لمتلازمة هيلب

قد تختلف أعراض متلازمة هيلب من شخص لآخر، إلا أنها تتشابه مع أعراض أنفلونزا المعدة، كما قد تبدو الأعراض كعلامات الحمل الطبيعية. ومع ذلك، ينصح باسشارة الطبيب بسرعة في حال كنت تعانين من أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا أثناء الحمل، حيث يمكن للطبيب فقط التأكد من أن أعراضك لا تشير إلى مشاكل صحية خطيرة. إلا أن أكثر الأعراض شيوعًا هي:

  • الشعور بالغثيان أو التعب.
  • آلام في المعدة بشكل عام، وخاصة في الجزء العلوي من البطن.
  • القيء.
  • تورم في اليدين أو الوجه.
  • زيادة  مفاجئة في الوزن.
  • عدم وضوح الرؤية، أو فقدانها بالكامل، أو تغيرات أخرى.
  • صداع في الرأس.
  • ألم الكتف.
  • ألم أثناء التنفس العميق.

في حالات نادرة، قد تعاني المرأة الحامل من تشنجات ونوبات. تشير هذه العلامات والأعراض عادةً إلى متلازمة هيلب وتحتاج السيدة إلى المساعدة الطبية على الفور من قبل الطبيب المختص.

طرق تشخيص متلازمة هيلب

يلجأ الطبيب في حالة الاشتباه بإصابة المرأة الحامل بمتلازمة هيلب، إلى الفحص الجسدي أولاً، وفي حال تشخيص ألم في البطن، أو تضخم في الكبد أو أي تورم إضافي، سيطلب اختبارات مختلفة، لأن هذه المؤشرات يمكن أن تكون علامة على وجود مشكلة في الكبد، بالإضافة إلى قيامه بفحص ضغط الدم، وطلب الاختبارات التالية:

  • اختبارات الدم، لتقييم مستويات الصفيحات الدموية، وإنزيمات الكبد، وتعداد خلايا الدم الحمراء.
  • اختبار البول، للتحقق من وجود بروتينات بنسب غير طبيعية فيه.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي، لتحديد ما إذا كان هناك نزيف في الكبد أم لا.

عوامل الخطر لمتلازمة هيلب

لا يزال سبب الإصابة بمتلازمة هيلب غير معروف، إلا أن هناك عوامل عديدة قد تزيد من خطر الإصابة بها. إذا كنت قد أصبت بالمرض من قبل، فأنت أكثر عرضة للإصابة بالمتلازمة، لقد وجدت إحدى الدراسات الطبية أن خطر تكرار الإصابة باضطرابات ارتفاع ضغط الدم، بما في ذلك تسمم الحمل و متلازمة هيلب HELLP، في حالات الحمل المستقبلية يبلغ حوالي 18 ٪. أما أهم هذه العوامل الإضافية فتشمل مايلي:

  • تسمم الحمل، يعد أكبر عامل خطر، حيث يتسم بارتفاع ضغط الدم، ويحدث عادة في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل، إلا أن متلازمة هيلب قد تحدث في وقت مبكر من الحمل أو بعد الولادة (في حالات نادرة). لذا قد لا تُصاب جميع النساء الحوامل، المصابات بمقدمات الارتعاج، بمتلازمة هيلب.
  • الحمل في سن متأخر، فوق عمر الـ 35 سنة.
  • العرق، حيث أن العرق الأمريكي، من أصل أفريقي، أكثر عرضة للإصابة بهذه المتلازمة.
  • البدانة.
  • الحمل بتوأم.
  • تاريخ طبي من مرض السكري أو أمراض الكلى.
  • ضغط دم مرتفع.
  • تاريخ طبي من تسمم الحمل.

مضاعفات متلازمة هيلب

تشمل الإصابة بمتلازمة هيلب مضاعفات مختلفة أهمها:

  • تمزق الكبد.
  • الفشل الكلوي.
  • فشل الجهاز التنفسي بشكل حاد.
  • وجود سائل في الرئتين (الوذمة الرئوية).
  • نزيف شديد أثناء الولادة.
  • انفصال المشيمة، الذي يحدث عندما تنفصل المشيمة عن الرحم قبل ولادة الطفل.
  • السكتة الدماغية.
  • الموت.

لذلك يعد العلاج في الوقت المناسب هو المفتاح لمنع هذه المضاعفات. ومع ذلك، قد تحدث بعض الآثار الجانبية حتى مع العلاج، كما يمكن أن تؤثر أعراض متلازمة هيلب أيضًا عليك وعلى طفلك حتى بعد الولادة.

كيف يتم علاج متلازمة هيلب؟

كيف يتم علاج متلازمة هيلب؟

تعد الولادة من أفضل الطرق لتجنب مضاعفات الإصابة بمتلازمة هيلب، وذلك بمجرد تأكيد تشخيص الإصابة بهذه المتلازمة، حيث يساعد هذا الإجراء على الحد من تطور المرض، لذا فإن ولادة الطفل قبل آوانه وارٌد جدّا في هذه الحالة. ومع ذلك تلعب شدة الحالة، الأعراض ومدى اقتراب موعد الولادة للمرأة الحامل، دورًّا كبيرًا في تحديد العلاج الأنسب. ففي حال كان لديك أعراض خفيفة لمتلازمة هيلب، أو إذا كان عمر الحمل أقل من 34 أسبوعًا، فقد يوصي طبيبك بما يلي:

  • نقل الدم، لعلاج فقر الدم وانخفاض عدد الصفائح الدموية لديك.
  • تناول كبريتات المغنيسيوم، لمنع النوبات.
  • عقار خافض للضغط، لضبط ارتفاع ضغط الدم.
  • الستيرويدات القشرية، لتسريع  عملية نضج رئتي جنينك، في حال كنت بحاجة إلى الولادة المبكرة.

سيراقب طبيبك مستويات تعداد خلايا الدم الحمراء والصفائح الدموية وإنزيمات الكبد، أثناء العلاج. كما وتتم أيضًا مراقبة صحة جنينك عن كثب.

قد يوصي طبيبك بإجراء اختبارات ما قبل الولادة لتقييم حركة الجنين، ومعدل ضربات قلبه والضغط وتدفق الدم. مما يستلزم دخولك إلى المستشفى لإجراء المراقبة الدقيقة والمستمرة.

إذا قرر طبيبك أن حالتك تتطلب الولادة الفورية، فقد يتم إعطاؤك دواًء للمساعدة في الولادة. في بعض الحالات، تكون الولادة القيصرية ضرورية. ومع ذلك، إذا كنت تعانين من انخفاض تعداد الصفيحات الدموية، فقد يتسبب ذلك في حدوث مضاعفات.

هل بالإمكان الوقاية من متلازمة هيلب؟

بما أن سبب حدوث متلازمة هيلب، لدى معظم النساء الحوامل، غير معروف حتى الآن، فلا يمكن، نظريًا، الوقاية منها، وإنما يمكن للسيدات الحوامل تقليل مخاطر الإصابة بها، من خلال الحفاظ على نمط حياة صحي، وذلك لمنع عوامل الخطر التي قد تزيد من فرص إصابتهم بهذه المتلازمة، مثل مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم. لذا ينصح بممارسة التمارين الرياضية بانتظام، واتباع نظام غذائي صحي للقلب، يتكون من الحبوب الكاملة والخضروات والفواكه والبروتينات الخالية من الدهون.

أما في حال كانت لديك أحد عوامل الخطر سابقة الذكر، أو غيرها من العوامل الأخرى، فإن الرعاية المنتظمة، قبل الولادة، ضرورية جدًا حتى يتمكن طبيبك من تقييم حالتك بسرعة، إذا بدأ لديك ظهور أعراض تسمم الحمل أو الاصابة بمتلازمة هيلب HELLP. قد يوصي بعض الأطباء بتناول جرعة منخفضة من الأسبرين في الحمل التالي للوقاية منه، من المهم أيضًا الاتصال بالطبيب المختص فورًا إذا لاحظت أعراض متلازمة هيلب. يمكن أن يساعد التشخيص والعلاج المبكران في تقليل مخاطر حدوث مضاعفات.

مخاطر الإصابة بمتلازمة هيلب على الأم والجنين

إذا تم علاج النساء الحوامل في الوقت المناسب، فإن معظم النساء المصابات بهذا المرض سوف يتعافين. تتحسن الأعراض أيضًا بشكل ملحوظ بعد الولادة. تختفي معظم الأعراض والآثار الجانبية في غضون أيام قليلة إلى بضعة أسابيع بعد الولادة. من المهم المتابعة باستمرار مع طبيبك بعد الولادة من أجل المراقبة المستمرة وتقييم التشخيص والوقوف على حالتك الصحية بدقة.

ربما يكون مصدر القلق الأكبر هو التأثير الذي يمكن أن تحدثه متلازمة هيلب على المولود. حيث يولد معظم الأطفال قبل الأوان عندما تكون أمهاتهم مصابات بهذه المتلازمة، لذا غالبًا ما يكون هناك خطر حدوث مضاعفات أكثر من مثيلتها في حالة الولادة المبكرة بدون وجود إصابة بمتلازمة هيلب. يتم رعاية الأطفال المولودين قبل 37 أسبوعًا، من عمر الحمل، في المستشفى قبل أن يتمكنوا من العودة إلى المنزل.

نصيحة أخيرة

تعد المضاعفات التي ترافق الحمل من المضاعفات الخطيرة التي تتطلب الرعاية الطبية، لذا لا بد من استشارة الطبيب بالسرعة القصوى في حال كان لديك أحد الأعراض السابقة لتشخيص حالتك بدقة، واتخاذ التدابير الطبية اللازمة.

المصادر

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله