نظرة عامة على أمراض الغدد الصماء

الغدد الصماء هي عبارة عن مجموعة من الغدد الإفرازية التي تنتج وتخزن وتفرز الهرمونات في الجسم، تسمى الغدد الصماء بهذا الاسم لأنها لا تملك قنوات لإفراغ الهرمونات، فهي تفرز الهرمونات مباشرةً في الدم الذي ينقلها لأماكن تأثيرها.

كغيرها من أعضاء وأجهزة الجسم المختلفة، يمكن أن تحدث اختلالات في عمل الغدد الصماء، هذا يؤدي إلى أمراض عديدة، وسوف نلقي في هذا المقال نظرةً على أمراض الغدد الصماء المختلفة.

يمكن أن تؤدي الأنواع المختلفة من الخلل الوظيفي في الغدد الصماء إلى فرط إنتاج (فرط وظيفي) أو نقص إنتاج (قصور وظيفي).

فيما يتعلق بالعلاج، غالبًا ما يتم علاج اضطرابات الغدد الصماء عن طريق استبدال الهرمون الناقص أو منع إنتاج الهرمون بإفراط. وفي بعض الأحيان، يتم علاج سبب حدوث الاضطراب، على سبيل المثال، يمكن إزالة الأورام التي تؤثر على عمل الغدة الصماء مما يؤدي إلى علاج الخلل فيها وعودة مستويات الهرمونات إلى طبيعتها.

أمراض الغدد الصماء

ما هي الغدد الصماء؟

أهم الغدد الصماء في الجسم هي:

الغدة النخامية: توجد في قاعدة الجمجمة بالقرب من الأعصاب البصرية، وهي تتحكم في نشاط الغدد الصماء والاستقلاب في جسم لكائن الحي بأكمله من خلال إفراز العديد من الهرمونات، مثل هرمون النمو الذي يحفز نمو العظام. وهرمون البرولاكتين الذي يحفز إنتاج الحليب لدى النساء بعد الولادة، وهرمون الثيروتروبين الذي يتحكم بنشاط الغدة الدرقية، وهرمون الكورتيكوتروبين الذي يتحكم بالغدد الكظرية.

تحت المهاد: وهو بنية دماغية تقع بين نصفي الدماغ، والتي تؤدي وظيفة مزدوجة للتحكم في إنتاج الهرمونات المختلفة بواسطة الغدة النخامية ونشاط الجهاز العصبي.

الغدة الدرقية: توجد في الرقبة، وهي تتحكم في العديد من وظائف الجسم من خلال إنتاج هرمونات مثل التيروكسين والكالسيتونين. الغدة الدرقية لها تأثير على عملية التنفس ودرجة حرارة الجسم ومعدل ضربات القلب وتطور الجهاز العصبي المركزي ونمو الجسم.

البنكرياس: وظيفته الرئيسية إنتاج هرموني الأنسولين والجلوكاجون، اللذين يتحكمان في تركيز سكر العنب (الجلوكوز) في الدم.

الغدد الكظرية: تقع فوق الكلى، وهي تنتج هرمونات مختلفة (الكاتيكولامينات مثل الأدرينالين والنورادرينالين، وهرمونات الستيرويدية مثل الألدوستيرون، والتي تساعد على تنظيم ضغط الدم، بالإضافة إلى الكورتيزول وبعض الهرمونات الجنسية). تتدخل هذه الهرمونات في تنظيم استقلاب الماء والملح، وفي عملية التمثيل الغذائي للكربوهيدرات والبروتينات والدهون، في تطور وظهور الصفات الجنسية والاستجابة للتوتر والإجهاد.

الغدد التناسلية: وهي المبيضين عند الإناث والخصيتين عند الذكور، والتي تنتج الهرمونات الجنسية، هرمون الأستروجين والبروجسترون عند النساء والتستوستيرون عند الرجال.

اضطرابات الغدد الصماء

يتم تحديد اضطرابات الغدد الصماء في إحدى الحالات التالية:

  • إفراز زائد أو غير كافٍ لهرمون من قبل غدد صماء محددة (اختلال هرموني).
  • أمراض (مثل العقيدات أو الأورام) التي تؤثر على نظام الغدد الصماء، والتي قد تؤثر أو لا تؤثر على مستويات الهرمونات التي تفرزها.

الأمراض الرئيسية التي تؤثر على نظام الغدد الصماء هي:

اضطرابات الغدة الدرقية: بما في ذلك قصور الغدة الدرقية، وفرط نشاط الغدة الدرقية، والتهاب الغدة الدرقية، وتضخم الغدة الدرقية، وعقيدات الغدة الدرقية والأورام الدرقية.

اضطرابات الغدة النخامية: بما في ذلك قصور النخامية، وفرط برولاكتين الدم، ونقص هرمون النمو (GH).

اضطرابات استقلاب الغدة الدرقية: التي قد تسبب هشاشة العظام، وفرط نشاط الغدة الدرقية الأولي والثانوي بسبب نقص فيتامين د.

اضطرابات الغدة الكظرية: بما في ذلك فرط الكورتيزول أو متلازمة كوشينغ، قصور الغدة الكظرية المزمن الذي يسمى مرض أديسون، فرط الألدوستيرون.

الاضطرابات الأيضية: مرض السكري من النوع الأول أو والنوع الثاني والسمنة وداء الشحميات وفرط الأنسولين وارتفاع ضغط الدم.

أمراض الغدد التناسلية: العقم (عند الإناث والذكور)، قصور الغدد التناسلية، ضعف الانتصاب، متلازمة المبيض متعدد الكيسات، واضطرابات الدورة الشهرية.

فرط نشاط الغدد الصماء

يمكن أن ينتج فرط نشاط الغدد الصماء عن زيادة التحفيز التي تسببه الغدة النخامية، ولكنه يحدث في كثير من الأحيان بسبب وجود تضخم أو ورم في الغدة نفسها. في بعض الحالات، يمكن للأورام الموجودة أن تنتج هرمونات. وقد يكون فرط إنتاج الهرمونات أيضًا ناتجًا عن الإدارة الطبية للهرمونات. بالإضافة إلى ذلك، قد يعاني الشخص من فرط حساسية الأنسجة تجاه الهرمونات.

يمكن أن يحدث فرط نشاط الغدة الدرقية عند مرضى جريفز. ويمكن أن يؤدي اختلال الغدة الصماء المحيطية إلى إطلاق سريع للهرمونات الموجودة فيها (على سبيل المثال، هرمون الغدة الدرقية الذي يتم إطلاقه بسبب التهاب الغدة الدرقية).

قصور الغدد الصماء

يمكن أن يكون سبب قصور وظيفة الغدد الصماء هو فرط نشاط الغدة النخامية. ومع ذلك، يمكن أن يحدث القصور بسبب الأمراض الخلقية أو المكتسبة (بما في ذلك أمراض المناعة الذاتية والأورام والالتهابات واضطرابات الأوعية الدموية والسموم). يمكن أن تؤدي الأمراض الوراثية إلى حذف الجين المسؤول عن إنتاج هرمون ما أو تؤدي إلى إنتاج هرمون معدل.

يمكن أن يؤدي انخفاض إنتاج الهرمونات في الغدة الصماء إلى فرط إنتاج الهرمون المنظم لها في الغدة النخامية، مما يسبب تضخم الغدة الصماء. على سبيل المثال، إذا كان إنتاج هرمونات الغدة الدرقية قليلا، يتم إنتاج الهرمون المحفز للغدة الدرقية (TSH) من قبل الغدة النخامية بشكل مفرط، مما يسبب تضخم الغدة الدرقية.

تحتاج العديد من الهرمونات إلى التحويل لشكل فعال بعد إفرازها من قبل الغدد الصماء. يمكن لبعض الحالات المرضية أن تمنع هذا من الحدوث (على سبيل المثال، يمكن للفشل الكلوي أن يمنع إنتاج الشكل النشط من فيتامين د). ويمكن للأجسام المضادة للهرمون أو مستقبلاته أن تمنع قدرة الهرمون على الارتباط. كما يمكن أن تؤدي أمراض أو أدوية معينة إلى تسريع التخلص من الهرمونات.

تشخيص اضطرابات الغدد الصماء

نظرًا لأن أعراض أمراض الغدد الصماء قد تكون غير محددة، غالبًا ما يتأخر التشخيص السريري لشهور أو سنوات. ويتم التشخيص من خلال قياس مستويات الهرمونات في الدم أو مستويات هرمونات الغدة النخامية أو كليهما.

نظرًا لأن معظم الهرمونات لها إيقاع يومي، يجب إجراء الاختبارات في وقت محدد من اليوم. تتطلب الهرمونات التي تختلف على مدى فترة زمنية قصيرة مثل هرمون الملوتن أخذ 3 أو 4 عينات خلال ساعة أو ساعتين. في حين تحتاج الهرمونات التي تظهر تغيرات أسبوعية مثل التستوستيرون إلى أخذ عينات خلال أسبوع واحد.

علاج أمراض الغدد الصماء

يتم علاج حالات القصور الوظيفي بشكل عام بتعويض هرمون الغدة الصماء الناقص. وإذا كانت هناك حالة مقاومة للهرمون، يمكن استخدام الأدوية التي تقلل من هذه المقاومة مثل الميتفورمين أو ثيازوليديندينيس لعلاج مرض السكري من النوع الثاني. وفي بعض الأحيان، يتم استخدام دواء منشط منتج للهرمونات.

لعلاج أمراض فرط الإنتاج، يتم استخدام بعض الأدوية التي تمنع إنتاج الهرمونات أو قد يتم اللجوء إلى العلاج الإشعاعي أو حتى الجراحة. وفي بعض الحالات، يتم استخدام مضادات المستقبلات.

الشيخوخة والغدد الصماء

تخضع الهرمونات لتغييرات عديدة مع التقدم في العمر. حيث تنخفض معظم تراكيز الهرمونات.

بعض مستويات الهرمونات تبقى نفسها مثل:

هرمون تحفيز الغدة الدرقية (TSH)، هرمون قشرة الكظر، هرمونات الغدة الدرقية، الكورتيزول، والأنسولين (يزيد في بعض الأحيان) والاستراديول (عند الرجال).

بعض تراكيز الهرمونات تزداد مثل:

هرمون تحفيز الجريبات، الأدرينالين (عند المسنين جدًا)، هرمون الغدد جارات الدرقية، النورادرينالين، الكوليسيستوكينين.

إن حقيقة أن العديد من التغييرات المرتبطة بالعمر تحدث بسبب نقص الهرمونات تدعم الفرضية القائلة بأن بعض التغييرات المرتبطة بالشيخوخة يمكن تصحيحها عن طريق إعطاء واحد أو أكثر من الهرمونات. حيث تشير بعض البيانات إلى أن تعويض بعض الهرمونات عند المريض المسن قد يحسن حالته الجسدية (مثل قوة العضلات وكثافة المعادن في العظام)، ولكن هناك القليل من الأدلة فيما يتعلق بأي آثار تتعلق بتقليل معدل الوفيات. وفي بعض الحالات، يمكن أن يكون التعويض الهرموني خطيرًا، كما هو الحال مع العلاج ببدائل الأستروجين في معظم النساء الكبيرات في السن.

وفقًا لنظرية أخرى، يمثل انخفاض مستويات الهرمونات المرتبط بالشيخوخة آلية وقائية لإبطاء التمثيل الغذائي الخلوي. يعتمد هذا المفهوم على أن الكائنات الحية الدقيقة التي يكون معدل التمثيل الغذائي فيها سريعا تموت بشكل أسرع.

إعطاء هرمون النمو للأشخاص المتقدمين في العمر

تنخفض مستويات هرمون النمو مع تقدم العمر. ويزيد العلاج بتعويض هرمون النمو لدى كبار السن أحيانًا من كتلة العضلات، ولكن لا يزيد قوة العضلات، وتكون الآثار السلبية مثل متلازمة النفق الرسغي وآلام المفاصل واحتباس السوائل متكررة للغاية عند تطبيق هذا العلاج. قد يلعب GH هرمون النمو دورًا في العلاج قصير المدى للمرضى المسنين الذين يعانون من العجز، ولكن عند المرضى المصابين بأمراض خطيرة، يزيد هذا الهرمون من معدل الوفيات.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله