تعرف إلى أروع موسيقى بيتهوفن الشهيرة

موسيقى بيتهوفن الشهيرة من أكثر السيمفونيات التي كان لها أثرًا جميلًا على المستمعين وكانت الأكثر بقاءً في الذاكرة، لودفيك بيتهوفن عازف ألماني أصيب بالطرش وهو ما يزال شابًا، ولم يمنعه ذلك من إكمال مسيرة الإبداع نحو التأليف والموسيقى.

أحدث بيتهوفن نقلة نوعية في عالم الموسيقى وقام بتغييرها من الشكل التقليدي إلى الشكل المتحرر، وكانت تتضمن الموسيقى التي يؤلفها ألحانًا على البيانو وأخرى على الكمان، وله عدد من المقطوعات الرباعية الوترية، ومن أشهر أعماله الفنية الموسيقى المسماة “ضوء القمر”.

 موسيقى بيتهوفن الشهيرة في بداية الطريق

الموسيقي الأصم

بلغ بيتهوفن الثانية عشر من عمره وهو يحمل مسؤولية الرجال ويقوم بأعباء فوق طاقته، ولذلك اضطر بيتهوفن وهو في هذا العمر إلى ترك مدرسته والتوجه بشكل تام إلى الموسيقى وقد قام بتأليف سوناتات الحاكم الثلاث، وعندما بلغ الثالثة عشر من عمره أصبح قائد الجوقة للحاكم الجديد، وفي الثامنة عشر من العمر أصبح بيتهوفن الموسيقي الشاب المعروف والمشهور.

موسيقى سوناتا وولدشتين

بيتهوفن وهو في الثانية والعشرين من عمره تعرف على العازف الموهوب جوزيف هايدن الذي كان في زيارة لقصر الحاكم، وباعتبار أن بيتهوفن كان من الحضور فوجد أنه من المناسب أن يعزف شيئًا من ألحان هايدن إجلالًا له، لقد عزف أمام هايدن بإبداع وبإتقان وبالإضافة إلى ذلك أضاف على الألحان شيئًا من عبقريته ورؤيته في الموسيقى، لقد كان الأمر إيجابيًا عند هايدن حيث صافحه ومدحه ودعاه إلى زيارة في فيينا التي لطالما كانت طموح بيتهوفن الأمثل.

ولكن لم يكن بمقدور بيتهوفن أن يسافر إلى فيينا دون مساعدة الكونت وولدشتين الذي لطالما كان يساعد بيتهوفن في إدارة أموره، وقد طلب هذا الكونت المدلل عند الحاكم أن يعطي بيتهوفن صلاحية مريحة للسفر إلى فيينا والتعلم عند هايدن، كان بيتهوفن مسرورًا جدًا من ذلك وكتكريم للكونت وولدشتين ألف الموسيقى المسماة “سوناتا وولدشتين”.

الكونسيرتو التي ألفها لأحد الأمراء

بعد أن تجاوز بيتهوفن الخامسة والعشرين من العمر وكان قد أصبح له هذه الشهرة الواسعة، طلب منه أحد الأمراء أن يعزف ألحانه في حفل موسيقي، فقرر تأليف هذا الكونسيرتو (أي موسيقى يشترك بها عدة عازفين وعدة آلات موسيقية) وكان موعد الأداء قبل 29/3/1755، وقبل يومين من الموعد المحدد عانى بيتهوفن من آلام معدية استوجبت جلب الطبيب وقد طلب منه الراحة، لم يكن بيتهوفن مستعدًا لتلك الراحة وقد أكمل برنامجه العملي في أداء هذا الكونسيرتو من تأليف وطباعة نوط وتدريب وغيره، انقضى الحفل بشكل ممتاز ونال إعجاب المستمعين، لقد تميزت هذه الموسيقى بألحانها السعيدة بالرغم من أن بيتهوفن ألفها وهو يعاني آلامًا حادة في المعدة.

السيمفونية الثالثة

بعد أن أصبح لنابليون شهرة واسعة كقائد حربي محرر الشعوب من القيود البالية، اعتبر بيتهوفن نفسه نابليون الموسيقى وأنه سوف يسير بها من النمط التقليدي للنمط الأكثر تحررًا وإبداعًا، وقرر تأليف موسيقى سماها بالسيمفونية الثالثة وتقديمها لنابليون، وبعد سنة ولما أتم بيتهوفن معزوفته عرف بأن نابليون أصبح إمبراطورًا على الشعب الفرنسي  بإرادته الخاصة، تغيرت نظرة بيتهوفن لنابليون بسبب هذا الأمر ومزق عدة صفحات من المعزوفة، ثم أجرى تعديلًا عليها وقام بتقديمها إلى أحد الأمراء النمساويين، كانت موضوع الموسيقى عن رجل تحدى كل الصعوبات والآلام التي واجهته، وكأن بيتهوفن كان يتحدث عن نفسه في تلك الموسيقى.

المعزوفتان الأحب إلى بيتهوفن

العازف الأصم

في هذه المرحلة ألف بيتهوفن عدة معزوفات جميلة، منها سيمفونية الرعاة التي كانت تعبر عن حبه لجمال الطبيعة، كما نال إعجابه سيدة ساعدت المساجين على الهرب وتكريمًا لها ألف موسيقى سماها الإخلاص، وألف سيمفونية أخرى وسماها البطولة، كانت هاتان المعزوفتان الأحب إلى قلب بيتهوفن، وكان شديد الفخر بنفسه لتأليفهما خصوصًا أنه قام بذلك وهو في حالة صمم تام.

سوناتا الوداع والغياب والعودة

قامت الجيوش الفرنسية باحتلال النمسا، وبعد مقاومة عنيفة تمكن النمساويين من هزيمة الجيوش الفرنسية، وقد زادت هذه الحرب من كره بيتهوفن للحكومة الفرنسية، ومع أن بيتهوفن كان في تلك الفترة في حاجة ماسة إلى المال وفي حال مرضي مزعج أصاب معدته، إلى أنه رفض الذهاب إلى جيروم شقيق نابليون الذي كان قد دعاه مقابل راتب مالي، وقام الأمراء النمساويين بإعطاء بيتهوفن راتبًا إلى أنه كان قليل القيمة أمام عملة نابليون، وخلال هذه الفترة ألف بيتهوفن سوناتا كانت تضم ثلاث أقسام وهي الوداع – الغياب – العودة.

سيمفونية المترونوم

التقى بيتهوفن في أحد المراكز الطبية التي كان يتلقى العلاج فيها بصديقه جوهان مالزل، الذي كان مُحبًا للعلم ولأحدث الاختراعات، ومن هذه الاختراعات التي أُعجب بها بيتهوفن الساعة الموسيقية التي كانت تستعمل لضبط الوقت الموسيقي عن طريق إصدار طرقات منتظمة ممكن التحكم بها لتدق بسرعة أو ببطء، وقد استعملها بيتهوفن في السيمفونية الثامنة، ولذلك سميت بسيمفونية المترونوم.

سيمفونية انتصار ويلنغتون

لقد كان بيتهوفن في حالة الصمم التام عندما ألف هذه السيمفونية، وهي من السيمفونيات التي لم تلقى إعجاب مؤلفها كباقي السيمفونيات، كيف ستلقى إعجابه وهو لا يسمع شيئًا مما عزفه؟ وبالرغم من ذلك كان الطلب عليها أكثر بكثير من سيمفونيات أخرى، وجلبت له المال أكثر من معزوفاته السابقة، كانت تُعبر هذه السيمفونية عن سير الجيوش وأصوات المزامير والمدافع وصوت ضربات الخيل.

سيمفونية ضوء القمر

ليست هذه السيمفونية آخر عمل قام به بيتهوفن ولكنها من أكثر سيمفونياته إبداعًا، كانت تعتمد على البيانو واتصفت بأنها ذو لحن حزين وكان وراء تلك السيمفونية قصة، حيث كان بيتهوفن يتمشى مع صديقه ليسمع أحد ألحانه تُدق في بيت متواضع، وبعدها سمع حوار بين الأخت العازفة وأخاها، كانت الشقيقة غير راضية عن أدائها في العزف وتحلم بأن تسمع موسيقى أكثر إبداعًا، استأذن بيتهوفن ودخل وطلب منهما أن يعزف على بيانو قديم متواضع جدًا، أثار دهشة بيتهوفن أن الفتاة كانت عمياء، كانت الغرفة مظلمة والنافذة مفتوحة ونور القمر ظاهر، كانت الألحان متناسقة جدًا مع هذه البيئة اللطيفة والجو المؤثر، كانت الفتاة العمياء سعيدة جدًا بما سمعت وطلبت من بيتهوفن أن يعود مجددًا.

اقرأ أيضًا:

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله