أعراض ارتجاج المخ والمضاعفات وطرق العلاج

هو خلل وظيفي يحدث في المخ نتيجة الاصطدام القوي، والذي ينتج عنه تمزق الخلايا أو الأعصاب أو الأوعية الدموية في المخ، وقد يحدث ارتجاج المخ بدون أعراض نزيف خارجية، وتلك الحالة تُسمى إصابات الدماغ المغلقة.

من المعروف أن عظام الجمجمة تشكل درعًا واقيًا للمخ ضد الصدمات والارتطامات، بالإضافة إلى الأغشية السحائية التي تحيط بالمخ، وكذلك السوائل المحيطة به، وكلها عوامل أمان لتقليل أخطار الإصابات على المخ.

ارتجاج المخ أسبابه وأعراضه

رغم كل تلك الأساليب الوقائية، إلا أن إصابات المخ تحدث بصورة كبيرة، وهناك إصابات للمخ في غاية الخطورة، وقد تؤثر على حياة الإنسان ومهارات التفكير والحركة، وممارسة النشاط اليومي المعتاد.

في ارتجاج المخ يحدث ارتجاج لمخ الإنسان، وتحرك المخ داخل الجمجمة؛ مما ينتج عنه ارتطام المخ بشدة بعظام الجمجمة من الداخل، والذي ينتج عنه ضرر قد يكون خفيفًا سهل التعافي، وقد يكون شديدًا تاركًا خلفه أضرارًا  دائمة.

ما هي أسباب الإصابة بارتجاج المخ؟

ارتجاج المخ بوجه عام يحدث بعد حادث تصادم قوي بالرأس، كالذي يحدث في تلك الحالات:

  • حوادث السيارات والدراجات النارية.
  • السقوط من الطوابق العالية، أو من أعلى الدرج والاصطدام بالرأس,
  • بعض الألعاب الرياضية كالمصارعة والملاكمة.
  • سقوط بعض الأطفال عند بداية تعلمهم المشي.

ما هي الأعراض التي تظهر على الشخص المصاب بارتجاج المخ؟

عند حدوث حادث ارتطام وإصابات يجب متابعة الشخص المصاب لمدة 24 ساعة، مع ملاحظة الوعي والإدراك لديه، واختبار ذاكرته عن طريق سؤاله عن معلومات بسيطة يستطيع تذكرها، مثل سؤاله” في أي سنة نحن الآن؟ “

هناك بعض الحالات التي لا تظهر عليها الأعراض مباشرة بعد الحادث حيث يتصرف الشخص المصاب بشكل طبيعي لعدة ساعات، والتي تكون فيها إصابة المخ في بداية التكوين، ومع مرور الوقت تبدأ الأعراض في الظهور؛ لذا لابد من المتابعة المستمرة للمصاب بعد الحادث.

بعد الاصطدام قد يحدث فقدان للوعي، ولكن في أغلب الأحوال لا يحدث الإغماء، وهناك بعض الأعراض التي تظهر على الشخص المصاب بارتجاج المخ مثل:

  • غثيان وقيء.
  • صداع.
  • تشويش التفكير.
  • الدوخة والدوار.
  • عدم وضوح الرؤية.
  • آلام في الرقبة.
  • سماع طنين في الأذن.
  • الشعور بتنميل في الأطراف.
  • عدم القدرة على تنفيذ بعض الحركات المتتالية، مثل لمس الأذن اليسرى بواسطة اليد اليمنى.
  • تكرار الكلام والجمل نفسها أكثر من مرة.
  • اضطراب في التذوق والشم.
  • حدوث تغيرات في الشخصية، والإصابة بالأرق واضطرابات النوم، ويظهر ذلك بعد ساعات أو أيام من الإصابة.

وكثيرًا ما تحدث إصابات المخ عند الأطفال الصغار، وتكمن المشكلة في عدم قدرة الأبوين على التعرف على تلك الإصابات، حيث لا يستطيع الطفل الصغير التعبير عما يشعر به؛ لذا هناك بعض الأعراض التي قد تظهر على الطفل عند إصابته بارتجاج المخ مثل:

  • تغيرات المزاج والضيق والهياج.
  • كثرة البكاء بدون سبب.
  • تغيير في نظام الأكل لدى الطفل، كإصابته بفقدان الشهية.
  • تغيير في نظام النوم لدى الطفل، كالأرق أو صعوبة الاستيقاظ من النوم.
  • فقدان الشغف والاهتمام بالألعاب والأنشطة المختلفة.
  • ظهور تعبير الذهول والدهشة على وجه الطفل بدون سبب معين.
  • عدم قدرة الطفل على التوازن أثناء المشي.

عند ملاحظة أي من تلك الأعراض السابقة بعد الاصطدام، لابد من مراجعة الطبيب بسرعة حتى يتم التشخيص والعلاج في أسرع وقت.

درجات ارتجاج المخ

درجات ارتجاج المخ

يقوم الأطباء بتصنيف ارتجاج المخ إلى درجات حسب نوع الحالة وشدتها، ومدى خطورتها، وحسب الإجابة على تلك الأسئلة يمكن تصنيف ارتجاج المخ:

  • هل كان هناك فقدان للوعي بعد الاصطدام أم لا؟
  • كم بقي المصاب فاقدًا للوعي؟
  • هل حدث فقدان للذاكرة؟ وما المدة التي استمر خلالها؟
  • هل كانت هناك أعراض للخمول وتشويش التفكير أو الصداع؟ وكم من الوقت استمر؟

الدرجة الأولى من ارتجاج المخ:

وفيه لا يحدث إغماء بعد الاصطدام، وقد يعاني المصاب من فقدان مؤقت للذاكرة لا يتعدى30 ثانية، وأحيانًا قد لا يتذكر المصاب ما حدث له في الحادثة، وتسمى تلك الحالة  فقدان الذاكرة ما بعد الصدمة Post-traumatic Amnesia.

الدرجة الثانية من ارتجاج المخ:

قد يحدث فيها فقدان للوعي لا يتجاوز خمسة دقائق، ويفقد فيها المريض الذاكرة لمدة تتراوح ما بين 30 دقيقة إلى يوم كامل.

الدرجة الثالثة من ارتجاج المخ:

وفيه يحدث فقدان الوعي لفترة أطول من الدرجة الثانية، كما يفقد المصاب ذاكرته لفترة تتجاوز يوم كامل.

ما هي مضاعفات ارتجاج المخ؟

قد تكمن المشكلة الرئيسية في ارتجاج المخ في المضاعفات التي تلحق بالمصاب ومن بين تلك المضاعفات:

  • تشنجات ونوبات صرع: حيث تزداد قابلية الأشخاص الذين تعرضوا لارتجاج المخ للتعرض لنوبات الصرع، وخاصة في الفترة التي تلي الإصابة بحوالي خمس سنوات.
  • تدهور قدرات ووظائف المخ بطريقة دائمة، وذلك عند تكرار تعرض الشخص لإصابات ارتجاج المخ، كمن يمارسون رياضة قتالية عنيفة كالملاكمة، هؤلاء معرضون لتلك الإصابات بشكل مستمر.
  • تورم في المخ والذي قد يودي بحياة الإنسان، ويحدث ذلك التورم نتيجة تكرار الإصابة بارتجاج المخ قبل الشفاء الكامل من الإصابة الأولى، فيما يعرف بمتلازمة ” Second impact syndrome”.

وتفسير ذلك أن هناك عدة تغيرات في كيمياء المخ بعد الاصطدام، ولابد من الراحة لأسبوع على الأقل حتى تعود تلك التغيرات للنسب الطبيعية؛ لذا ينصح الأطباء من تعرض للإصابة أثناء ممارسة رياضة ما ألا يعود لممارستها إلا بعد التعافي بشكل كامل.

  • الصداع المستمر والدوار بعد فترة من التعرض للاصطدام، حيث تبدأ أعراض الصداع والدوار في الظهور في غضون أسابيع قليلة بعد الحادث وتستمر لشهور.

متى يجب الإسراع لاستشارة الطبيب؟

  • عند فقدان الوعي للمصاب بعد الحادث لمدة تزيد عن دقيقتين.
  • إذا ظهرت أعراض الخمول والدوار بعد استعادة وعي الشخص المصاب.
  • إذا ظهرت على الشخص المصاب أعراض القيء، والتشتت وفقدان التركيز.
  • إذا عادت الأعراض مرة أخرى بعد تحسن المريض بعد الاصطدام.

كيف يتم تشخيص ارتجاج المخ؟

كيف يتم تشخيص ارتجاج المخ؟ (1)

يقوم الطبيب بسؤال المريض عن الأعراض، والتاريخ المرضي، وكيف حدث الاصطدام، ثم يقوم بإجراء الفحوصات التالية على المصاب:

  • الفحصالعصبي: ويقوم به الطبيب للتأكد من سلامة الأعصاب، وعدم تأثر وظائف الجسم المختلفة، ويشمل هذا الفحص التأكد من سلامة النظر، والسمع، والقدرة على الاتزان، وإحساس الشخص بالمؤثرات المختلفة.
  • اختبارمعرفي: وفيه يتأكد الطبيب من سلامة مهارات الفهم والإدراك والتفكير لدى الشخص المصاب، حيث يختبر فيه قدرة الشخص على التركيز وتذكر المعلومات المختلفة.
  • تصويرالمخ: وخاصة إذا رافق الاصطدام أعراض القيء والدوار والصداع وفقدان الوعي، حينها يقوم الطبيب بتصوير المخ لمعرفة مدى الإصابة.

وهناك عدة أنواع للأشعة التصويرية للمخ منها الأشعة المقطعية باستخدام الأشعة السينية، وهناك التصوير باستخدام الرنين المغناطيسي للكشف عن وجود نزيف بالمخ بعد الإصابة، والحصول على صور توضح تفاصيل الإصابة والمضاعفات.

  • بعد إجراء الفحوصات السابقة يوصي الطبيب بمتابعة المصاب وملاحظته لمدة 24 ساعة بعد الإصابة، لملاحظة الأعراض وإبلاغ الطبيب عند تدهورها، كما يوصي الطبيب بأن يقوم المرافق بإيقاظ المصاب عدة مرات أثناء نومه، للتأكد من قدرته على الاستيقاظ.

كيف يتم علاج ارتجاج المخ؟

كأي إصابة في الجسم لابد للشخص المصاب بارتجاج المخ  الخلود للراحة التامة، وإعطاء المخ فترة كافية ليتعافي ويعود لوظائفه من جديد، وبالنسبة للأشخاص الرياضيين لابد من الامتناع عن نزول الملعب أو ساحات الرياضة قبل أخذ الإذن من الطبيب.

كذلك الأمر بالنسبة للنشاط الذهني، كأنشطة القراءة والمذاكرة ومشاهدة التليفزيون واستخدام الهاتف، فالتزام المصاب بالراحة من الأنشطة الذهنية المرهقة يساعد على التعافي بشكل أسرع.

وبالنسبة للصداع الذي يعاني منه المصاب بعد الحادث، يصف له الطبيب بعض المسكنات لتخفيف الألم، ولكن لا يجب على المصاب أن يتناول مسكنات بدون الرجوع إلى الطبيب كالأسبرين مثلًا، والذي قد يزيد من خطر النزيف.

في حالة حدوث تغيرات في شخصية المصاب أو إصابته بالاكتئاب؛ يقوم الطبيب بوصف بعض الأدوية الخاصة بالاكتئاب.

يوصي الطبيب بتجنب الضغوط النفسية والتوتر وخاصة في الفترة التي تعقب الإصابة، كما يوصي الطبيب بالامتناع عن الكحوليات بأنواعها وكذلك التدخين.

يصف الطبيب طرق للتغلب على الأرق الذي يعاني منه المصاب بعد الحادث، كما يقوم بتشجيعه على معاودة ممارسة أنشطته بشكل تدريجي.

يوصي الطبيب بتجنب تناول الأطعمة الغنية بالدهون، وينصح بالإكثار من تناول الفاكهة والخضروات الغنية بالفيتامينات.

طرق الوقاية من الإصابة بارتجاج المخ:

طرق الوقاية من الإصابة بارتجاج المخ

  • ارتداء ملابس واقية أثناء ممارسة الرياضة، وكذلك ارتداء خوذة الرأس أثناء قيادة الدراجات النارية، أو التزلج على الجليد لتجنب إصابة الرأس.
  • الالتزام بتعليمات القيادة والأمان، كتثبيت حزام المقعد أثناء قيادة السيارة؛ فذلك يقي الشخص من إصابات المخ في حالة الحوادث المرورية.
  • مراقبة الأطفال في المنزل وخاصة في بداية تعلمهم المشي، والحرص على توافر إضاءة جيدة في المنزل، وخلو الأرض من الأشياء التي تسبب السقوط، ويُفضل تقييد النوافذ والسلالم بالأسوار الحديدية لحماية الأطفال من السقوط.
  • الاهتمام بالممارسة اليومية للرياضة؛ فهي تقوي عضلات الجسم وتحسن مهارات الاتزان لدى الأشخاص.
  • توعية أفراد المجتمع بكيفية حدوث ارتجاج المخ، وما هي أهم الأعراض التي تظهر عند الإصابة به، وكيف يمكن التعامل السليم مع الشخص المصاب.
شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله