الكلاميديا هي أحد الأمراض المنقولة جنسيًا والتي تصيب النساء والرجال على حد سواء ويسميها البعض بالمتدثرة، وهي فيروس أو بكتيريا تنتقل بين الأشخاص عبر الاتصال الجنسي بين الرجل والمرأة في حال إصابة أحدهما.
هناك عدة مضاعفات يمكن أن تظهر على من يصاب بهذه البكتيريا سواء للنساء والتي قد تصل حد العقم الدائم، أو الرجال وقد يصل الأمر بهم إلى حد التهاب الإحليل. سنتعرف هنا إلى أعراض الإصابة بالكلاميديا ومضاعفاتها وطرق العلاج والوقاية.
كيف تحصل الإصابة بالكلاميديا؟
كما أشرنا في البداية فأن الكلاميديا تنتقل عبر الاتصال الجنسي مع شخص يحمل البكتيريا المسببة لها، ويمكن أن تنتقل من شخص لأخر حتى لو لم يحصل قذف أثناء الجماع، وحتى يمكن أن تنتقل في أي شكل ووضعية من الجماع بما في ذلك الجنس الفموي. كذلك من الممكن أن تنتقل من الأم إلى الجنين أثناء الولادة.
ولا تنتقل أثناء التواصل العادي بين شخصين أحدهم مصاب، حيث يمكن مشاركة الطعام والشراب والحمام مع شخص مصاب، وكذلك التواصل بالأيدي أو العناق أو التقبيل دون القلق من انتقال العدوى.
ويعرف من الكلاميديا ثلاثة أنواع وهي
- الكلاميديا الحثرية وتسبب التهابات فيما يعرف بملتحمة العين أو الرئة أو المسالك البولية.
- كلاميديا الالتهابات الرئوية وتعرف من اسمها بإنها تسبب التهابات في الرئة والمسالك الهوائية إليها.
- والأخيرة تعرف بالكلاميديا الببغائية وهي ذات النوع الذي يصيب الطيور يصيب الإنسان وتسبب التهابات في الرئة أيضًا.
يمكن القول إن هذه الأنواع الثلاثة متشابهة ولا تختلف أعراضها أو طريقة علاجها على الأغلب وجميعها تنتقل من شخص لأخر عبر العدوى خلال الجماع، الكلاميديا الحثرية هي النوع الأكثر شيوعًا عند الرجال والنساء وهي التي تسبب التهابات ومشاكل في الجهاز التناسلي (قناتي فالوب عند النساء والإحليل عند الرجال).
أعراض الكلاميديا
في المراحل الأولى من الإصابة لا تظهر أعراض على المصاب، وبالتالي لا يعرف الشخص إنه مصاب بأي من الأمراض مما يساهم بانتقال العدوى إلى الشريك في التواصل الجنسي؛ كونهم لا يتخذون أي شكل من أشكال الحماية والحذر أثناء الجماع لعدم معرفتهم بأن أحدهم مصاب.
في المراحل المتقدمة من الإصابة كذلك من الممكن ألا تظهر أية أعراض على البعض ممن يحملون البكتيريا، أخرين قد تظهر عليهم بعض الأعراض والعلامات التي تشمل الشعور بالألم أثناء التبول أو عند الجماع والتواصل الجنسي أو ألم عام على فترات متقطعة في منطقة الحوض. قد تلاحظ المرأة المصابة إفرازات قيحية من الأعضاء التناسلية ذات رائحة قوية، والرجال كذلك قد يشاهدون شيء من هذه الإفرازات على ملابسهم الداخلية. الأعراض الأخرى احمرار وتهيج في العين لأن العدوى قد تصل إلى العين في بعض الحالات النادرة أو تسبب التهاب البلعوم والرئتين.
المضاعفات وعوامل الخطورة
تزيد احتمالية الإصابة عند الأشخاص الذين يكون لديهم علاقات جنسية متعددة مع أكثر من شخص، وعند النساء اللواتي في العشرينات من لأن خلايا عنق الرحم عندهن ماتزال غير ناضجة بعد بما فيه الكفاية، وبالتالي تكون أكثر مرونة وقابلية للإصابة بالعدوى، ولكن هذا لا يعني إن النساء في عمر أكبر من ذلك لا يمكن أن يصبن بل تبقى احتمالية الإصابة موجودة لديهن أيضًا.
في الحالات المتقدمة من إصابة الكلاميديا قد يصل الأمر إلى حد العقم الدائم عند المرأة أو الحمل خارج الرحم. وهذا يحصل عندما يتأخر علاج الحالة أو لا تتم معالجتها بتاتًا لعدم معرفة المرأة بإصابتها كونها لا تظهر أي أعراض عليها في بعض الحالات. وبالتالي يؤثر ذلك على الجهاز التناسلي على المرأة مثل قناة فالوب والرحم، مما يؤدي إلى عدم حصول الحمل أو الإجهاض أو الولادة قبل الموعد وقبل نضوج الجنين.
اقرأ أيضًا: أسباب آلام أسفل البطن عند النساء وطرق علاجها
التشخيص
ليس من السهل تشخيص الإصابة بالكلاميديا لأنه وكما قلنا من المحتمل ألا تظهر أي من الأعراض على الشخص المصاب، وفي حال ظهرت لا تظهر إلى بعد أسبوعين إلى ثلاثة من حصول العدوى. هذا بالإضافة إلى إمكانية اختلاط الأمور على الشخص المصاب عند ظهور أي من الأعراض حيث يعتقد إصابته بشيء أخر غير الكلاميديا.
في حال ظهرت عليك أي من الأعراض التي ذكرناها أعلاه مثل الألم في منطقة الحوض أو عند التبول أو خلال الممارسة الجنسية، أو أي إفرازات من الأعضاء التناسلية من الضروري مراجعة الطبيب وإخباره بكل الأعراض التي تلاحظها.
وسائل التشخيص وفي حال لم تظهر على المصاب أية أعراض تشمل التصوير الإشعاعي لمنطقة الحوض سواء للرجل والمرأة وتحليل البول، إضافة إلى فحوصات الحلق والعين لأن الشخص المصاب بعدوى الكلاميديا من الممكن أن يظهر لديه التهاب في البلعوم أو ملتحمة العين.
عند ثبوت إصابة أي من الرجل أو المرأة بفيروس الكلاميديا أو حتى عند ارتياب أي منها شك بإصابته، من الضروري أن يقوم كل من الزوج والزوجة بالفحوصات اللازمة لأنه كما قلنا تحصل العدوى بالتواصل الجنسي بين الطرفين.
العلاج
الشيء الجيد في الموضوع إنه من السهل علاج الكلاميديا فور تشخيص العدوى بها، كون المسبب هو بكتيريا يتم علاج الحالة بالمضادات الحيوية بجرعات تؤخذ عبر الفم على مدى أسبوع إلى أسبوعين وذلك حسب تعليمات الطبيب.
خلال فترة المعالجة ومنذ معرفة الشخص إصابته يجب تجنب القيام بأي شكل من التواصل الجنسي حتى الشفاء الكلي، لمنع انتقال العدوى. ومن الضروري إعادة الاختبارات اللازمة بعد فترة لا تتجاوز الثلاثة أشهر للتأكد من إنه تمت المعالجة بشكل كلي ولم يبقى أي شكل من البكتيريا المسببة في الجسم.
الوقاية
لأن الكلاميديا تنتقل عبر العلاقة الجنسية فأن التواصل الجنسي الآمن هو الشكل الأفضل للوقاية من الإصابة بها، تجنب العلاقات الجنسية المتعددة أيضًا من العوامل الهامة في الوقاية. كذلك يمكن اللجوء لاستخدام الواقي سواء للرجل أو المرأة أثناء التواصل الجنسي يحث يزيد من سلامة العلاقة ويمنع انتقال أي من البكتيريا سواء المسببة للكلاميديا أو أي من الأمراض المنقولة جنسيًا الأخرى.
كذلك من الضروري مراجعة الطبيب بين كل فترة وأخرى وإجراء الفحوص الطبية الشاملة لكل من الرجل والمرأة وحتى مع عدم ظهور أي أعراض إصابة لأن الكلاميديا وغيرها العديد من الأمراض قد لا تسبب أي أعراض خارجية يمكن ملاحظتها.
وبذلك نكون اطلعنا على كل ما يجب علينا معرفته عن الكلاميديا وأعراضها وتشخيصها ووسائل علاجها. أخيرًا، لا بد من التأكيد على أهمية سلامة العلاقة الجنسية وتجنب العلاقات المتعددة سواء للرجل أو المرأة واستخدام كل وسائل الحماية المتعلقة بهذا الأمر، لأنه كما أشرنا فأن انتقال البكتيريا عبر التواصل الجنسي هي الطريقة الوحيدة لانتقال العدوى.