أسباب الجوع المستمر وحلول للتخلص منه

هل تشعر بـ الجوع المستمر والدائم؟ هل تعاني من الرغبة الملحة في تناول الطعام حتى بعد الوجبات بفترة قصيرة؟ هل تبحث عن السبب الكامن خلف ذلك؟ هل تود التخلص من هذا الجوع وتحويله إلى شبع؟ إذن أهلًا … لقد وصلت إلى كل ما تريد من خلال هذا المقال.

أسباب الجوع المستمر وحلول تخلصك منه

تتعدد الأسباب التي تؤدي بك إلى الاستمرار بالرغبة بالأكل، ويمكن لمعرفتها التقدم خطوة كبيرة نحو الحل، من خلال التخلص منها، وتجنبها، وهذه قائمة بأهم الأسباب وأكثرها انتشارًا مرفقة مع الحل الأنسب.

1 – تناول الطعام بشكل سريع

يستمر الجوع عند الأشخاص الذين يأكلون طعامهم بشكل سريع مقارنة بمن يهتمون بوقت تناول الطعام والزمن الصحيح لمضغ كل لقمة وابتلاعها، فالشخص السريع يقوم بتناول كمية أكبر من الطعام قبل أن يصل إلى الدماغ الشعور بالشبع والذي يستغرق وسطيًا حوالي الـ 20 دقيقة، وبالتالي زيادة حجم المعدة، وزيادة القدر الذي تعتاد على الحصول عليه قبل الشبع، ما يعني الجوع بشكل أكبر.

الحل

يجب تناول الطعام بهدوء ووعي، ويفضل لو يتم مضغ كل لقمة مدة 20 – 30 ثانية قبل تناولها، لأن لذلك دور هام في تسهيل عملية الهضم ولا سيما هضم المعجنات والخبز، كما يجب تجنب تناول الطعام أمام التلفاز أو في حال الانشغال.

2 – النوم الغير كافي

النوم الغير كافي

النوم مهم بالنسبة للإنسان بقدر كبير، فهو بمثابة مرحة لإعادة تنظيم الجسم ووظائفه الداخلية ومستويات الهرمونات فيه، وأي اضطراب فيه، أو نقص أو حتى زيادة في ساعاته يمكن أن يؤدي إلى اختلال في الاتزان الداخلي للجسم، فيعاني من قصور في إفراز هرمون اللبتين وهو الهرمون المسؤول عن الشعور بالشبع، وزيادة في مستوى هرمون الغريلين وهو الهرمون الذي يزيد من الشعور بالجوع وحاجة الجسم للمزيد من الطاقة عن طريق الحصول على الطعام.

الحل

يمكن تجنب ذلك الاختلال في التوازن من خلال الحصول على القدر الكافي من النوم وكأقل تقدير 7 ساعات من النوم ليلًا، وفي حال كنت تعاني من الأرق فيجب وعلى الفور البحث عن الطرق الفعالة للتخلص منه والحصول على نوم عميق.

3 – عدم تناول الفطور

إن وجبة الفطور تعلن بداية عملية حرق الجسم للدهون، وبالتالي عدم الحصول عليها يعني تأخير بداية عملية الأيض، وما ينتج عن ذلك هو تحفيز الجسم للاحتفاظ بالطعام وتخزينه بدلًا من حرقه، بالإضافة إلى اتخاذ رد فعل دفاعي نتيجة عدد الساعات الطويلة بدون طعام – ساعات النوم وساعات الصباح وبدون فطور – ورد الفعل هذا يترجم إلى شعور متزايد بالجوع.

الحل

الحصول على وجبة فطور صحية متكاملة تحتوي كل العناصر الغذائية الضرورية من بروتينات وفيتامينات وألياف ومعادن، على أن تكون في الساعات القليلة التي تلي وقت الاستيقاظ، أما بالنسبة للأشخاص الذين لا يفضلون الفطور، فيمكن التعود على ذلك بشكل تدريجي.

4 – مشاهدة التلفاز

مشاهدة التلفاز

بينت مجموعة من الدراسات الحديثة أن الجوع المستمر أكثر انتشارًا وحدة عند الأشخاص الذين يتابعون البرامج التلفزيونية بشكل مفرط، ولعل ما يسبب ذلك هو التأثر الغير إرادي بكل الإعلانات والألوان وغيرها من الرسائل والتي يكون الهدف منها الترويج للمنتجات الغذائية، بالإضافة إلى أن ما يتم تناوله أثناء الانشغال بالتلفاز لا يعده الدماغ وجبة كافية للشعور بالشبع ومهما كان ما تم تناوله ومهما بلغت كميته.

الحل

ليس الحل في التوقف عن مشاهدة التلفاز بشكل كامل بل الحد منه وتنظيم ساعاته، والوعي بتأثيره علينا، بالإضافة إلى أهمية القراءة وجعلها بديل للتلفاز وحتى ولو بنسبة قليلة.

5 – الجوع المستمر بسبب التوتر

يسبب الشعور بكل من التوتر والقلق عند البعض تزيد الرغبة بتناول الطعام، وذلك بهدف منهم إما للشعور بالأمان والحصول على الطاقة، أو بهدف صب التوتر على الطعام وعلى اللقم التي يتم تناولها ومضغها، وفي حال استمرار حالة القلق هذه ينتج عنها الجوع المستمر.

الحل

التخلص من كل ما قد يكون السبب في الشعور بالانزعاج والقلق لديك، والابتعاد عن كل شخص يكون السبب في هذا الأمر، بالإضافة إلى أهمية الوعي بهذا ومحاولة شعل نفسك عن الطعام، كما يمكن لتقنيات التنفس العميق أن تشكل فرق كبير في كل من الشعور بالتوتر وطريقة تفريغه والتعبير عنه.

6 – المشروبات الغازية الدايت

المشروبات الغازية الدايت

صحيح أن هذه المشروبات لا تحتوي سعرات حرارية، لكنها ما زالت بطعم حلو، هذا الطعم الناتج عن المحليات الصناعية التي تمتلك تأثيراتها الجانبية والتي قد تكون خطيرة على المدى القريب والبعيد، وكأهم التأثيرات هي زيادة الوزن والشعور المستمر بالجوع، بالإضافة إلى الرغبة بالمزيد منها كما لو كانت إدمان يعتاد الدماغ على الحصول عليها.

الحل

التوقف عن تناول المشروبات الغازية بشكل كامل وبنوعيها (العادية والدايت)، فمن خلال هذه الخطوة أنت تضمن تجنب الأمرين، أي الحصول على الوزن المثالي والحفاظ عليه، والشعور بالشبع بشكل طبيعي.

7 – العطش والجفاف

توجد باحات حسية في الدماغ تكون مسؤولة عن الشعور بالجوع والعطش، ولأن هذه الباحات متجاورة، يمكن لجفاف الجسم وحاجته للماء أن ينبه باحة الجوع، فيختلط الأمر عليك وتعتقد أن هذا الشعور هو جوع، لكنه عطش ليس إلا.

الحل

يمكن التأكد من حقيقة الشعور وفيما إذا كان شعور بالجوع أو العطش من خلال تناول كوب من الماء، فإذا اختفى هذا الجوع الكاذب، كانت حقيقته عطش، وفي حال بقي كان جوع حقيقي، ومن خلال شرب الماء خففت منه، ومن حاجتك لتناول الطعام.

8 – نوعية الطعام التي يتم تناولها

تختلف طبيعة الأطعمة، وتختلف طريقة تعامل جهاز الهضم معها، فمنها الأنواع التي تحتاج إلى وقت كبير في الهضم وهي التي تسبب شبع مديد مثل الألياف والحبوب والبروتينات، ومنها الأطعمة سريعة الهضم، والتي وبمجرد أن يتم هضمها وامتصاصها السريع يعود الشعور بالجوع مرة أخرى، وأهم أمثلتها النشويات.

الحل

التقليل قدر الإمكان من تناول النشويات، واعتماد الألياف في كل وجبة، وحتى بين الوجبات يمكنك تناول أوراق من الملفوف على سبيل المثال أو تحضير بسكويت الشوفان، وجعله بمتناولك كلما شعرات بالجوع.

9 – الجوع من الآثار الجانبية لبعض الأدوية

يمكن أن تسبب بعض الأدوية زيادة في مستوى الجوع لديك، وقدر ما يحتاج جسمك من الطعام، وكأكثر الأدوية تأثيرًا في هذا الخصوص هي الأدوية التي تختص بمعالجة حالات الاكتئاب والمشاكل النفسية، بالإضافة إلى الأدوية المضادة للنوبات التحسيسية.

الحل

التوجه للعلاجات الطبيعية والتي لا تضمن إدخال أي مواد كيميائية إلى الجسم، بالإضافة إلى أهمية معرفة ما قد يسبب الحساسية لجسمك بهدف تجنبه.

10 – الريجيم القاسي

قد تتوجه إلى طبيب التغذية، والذي بدوره قد يكون على غير دراية بحاجاتك لخسارة الوزن فيقدم لك ورقة مطبوعة تتضمن مجموعة من القواعد في تناول الطعام، وقائمة جائرة فيما يمنع أكله، مع إمكانية تناول بضع لقيمات لا أكثر، والنتيجة ستكون سيئة! فمثل هذا الريجيم سوف يؤدي إلى خمول في عملية الأيض، وإنقاص الوزن على حساب بنية العضلات، ومن ثم وفور التوقف عن اتباع هذا الريجيم القاسي سيعود وزنك إلى الزيادة أكثر مما كان عليه، وسيتولد لديك شعور دائم بالجوع وذلك بسبب الحرمان.

الحل

الحل يكون من خلال عدم اعتماد أي حميات جائرة، وأنظمة ريجيم تحتم عليك التوقف عن تناول الطعام، بل عليك تجريب الحميات التي تعتمد على تناول الطعام، والتركيز على الغذاء الذي يعمل على حرق الدهون.

11 – نقص كمية الجليكوجين في الكبد

إن هذا النقص يزيد من الشعور بالجوع، فهو يعزز من الإشارات التي ترسل إلى الدماغ، والتي تتم ترجمتها إلى حاجة متزايدة إلى الطعام والحصول على الطاقة، وغالبًا ما يتم اشتهاء السكريات.

الحل

تقدم الفاكهة ما يحتاجه الجسم من السكريات (الفركتوز)، والتي بدورها تعمل على إعادة التوازن إلى مستوى (جليكوجين) الموجود في الكبد، ما يوقف إشارات الجوع، التي يتم بعثها إلى الدماغ عند نقص مستواه عن الحد الطبيعي، فبهذا يمكنك إيقاف الجوع المستمر عند حد معين. كما أن الفاكهة تحتوي أيضًا على الألياف التي تبقى مدى أطول، ما يعني شعور مديد بالشبع، يجعلك في غنى عن تناول أي نوع أخر من الطعام، فضلًا عن الفيتامينات والمعادن.

12 – نقص حاد في كمية الدهون

تعمل الدهون على تأخير عملية الهضم، وخروج الطعام من المعدة، ما يعني الشبع لمدة أطول، بالإضافة إلى الفوائد التي تقدمها الدهون بأنواعها، كما أنها تعطي الطعام النكهة المحببة، وفي النتيجة يكون الشعور بالجوع نتيجة نقص حاد فيها، يدفعك إلى اشتهاء الطعام بشكل دائم.

الحل

عليك التأكد من أن الدهون بحد ذاتها ليست السبب في زيادة الوزن، بل السبب الحقيقي هو زيادة كمية السعرات الحرارية التي يتم الحصول عليها، ولأن الدهون هي أكثر المواد احتواءً على السعرات (غرام واحد منها يحتوي على أكثر من 10 سعرات حرارية)، لذلك يتم الربط بينها وبين زيادة الوزن، لكن في حال تم ضبط هذه المعادلة سوف يتوقف شعورك بالجوع المستمر وسوف ينقص وزنك.

13 – تناول الأطعمة الصحية طوال اليوم

تناول الأطعمة الصحية طوال اليوم

لماذا قد تتجاهل شعورك بالجوع؟ وتحرم نفسك من الطعام إن كان بالإمكان تناول الكثير منه بشرط أن تبقى كمية السعرات الحرارية في المجال المسموح به؟ أي قد يكون الجوع المستمر لديك نتيجة عدة أسباب لا يمكنك التعامل معها وحلها، ولا يوجد في وسعك إلا الشعور به.

الحل

ابحث بشكل دائم عن الأطعمة قليلة السعرات الحرارية، مع أقل محتوى من الدهون، وقم بتناولها على مدار اليوم، وبين الوجبات، وكأفضل الأمثلة عن هذه الوجبات هو:

  • الفشار المعد بكمية قليلة من الزيت النباتي، أو المعد في المايكرويف، فهو يقدم الألياف ويلبي الحاجة إلى تناول الطعام، وبدون سعرات تذكر، بالإضافة إلى أنه سهل التحضير وممتع.
  • تحضير طبق من سلطة الفاكهة شرط عدم إضافة أي مواد دسمة مثل القشطة أو الكريمة، كما يمكن تحليتها بكمية قليلة من العسل.
  • تناول القليل من المكسرات، فهي ستقدم لك كم وفير من البروتينات والتي من شأنها أن تجعلك تشعر بالشبع وعدم الرغبة بالأكل.

14 – رفض الجوع

قد يكون الجوع أمر مبرر وطبيعي في حال كنت تتبع نظام غذائي لخسارة الوزن، ولم تعتد عليه بعد، أو في حال كان ذلك بسبب دواء معين ولا يمكنك استبداله بغيره، أو في حال كنت تفرط في العمل، وصرف الطاقة وتحتاج لتعويضها، ومن خلال رفضك لفكرة الجوع أن تزيد من شعورك به، وتقوم بالتركيز عليه.

الحل

في مثل هذه الحالات عليك فقط التصالح مع هذا الجوع المستمر والدائم، ومحاولة تحمله في حال كان في وقت ليس من المفترض أن يتم خلاله تناول الطعام.

الآن وبعد أن تعرفت إلى الأسباب الأكثر انتشارًا والتي تؤدي بك إلى الجوع الدائم وبعد تعرفك إلى الحل الأفضل لكل منها، لم يبقى إلا تطبيقها، ومن ثم توديع الجوع، والترحيب بالشبع.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله