عملية بالون المعدة هي إجراء غير جراحي لتنزيل الوزن يتضمن وضع بالون من السيليكون مملوء بمحلول ملحي في المعدة، يساعد هذا البالون على إنقاص الوزن عن طريق الحد من مقدار ما يمكن للشخص تناوله ويجعله يشعر بالشبع بشكل أسرع. تعد عملية بالون المعدة خيارا جيدا إذا كان لديك مشكلة مع الوزن الزائد ولم يفلح نظامك الغذائي وممارسة التمارين الرياضية في حل هذه المشكلة.
كمعظم إجراءات إنقاص الوزن الأخرى، يتطلب وضع بالون المعدة الالتزام بنمط حياة صحي. ستحتاج إلى إجراء تغييرات صحية دائمة على نظامك الغذائي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام لضمان نجاح هذا الإجراء على المدى الطويل.
أين تكمن ضرورة هذا الإجراء؟
يساعد وضع بالون المعدة على فقدان الوزن وبالتالي تقليل خطر التعرض للمشاكل الصحية التي يسببها الوزن الزائد مثل:
- أمراض القلب أو السكتة الدماغية.
- ارتفاع ضغط الدم.
- اضطراب التنفس أثناء النوم.
- مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD) أو التهاب الكبد الدهني غير الكحولي (NASH).
- داء السكري من النوع الثاني.
يتم الاعتماد على بالون المعدة أو جراحات علاج السمنة بشكل عام فقط في حال فشل محاولات إنقاص الوزن من خلال تحسين النظام الغذائي والالتزام بالرياضة.
ما هي أنواع بالون المعدة؟
تتوفر في الأسواق العديد من أنواع بالون المعدة المستوردة من عدة دول مثل الصين وروسيا والولايات المتحدة وغيرها، ولكن معظمها غير موثوقة المصدر، حيث وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على ثلاثة أنواع فقط من بالون المعدة هي:
1. أوربيرا (ORBERA)
يعد هذا النوع الأكثر استخداما في أغلب دول العالم، وهو بالون واحد يتم إدخاله إلى المعدة باستخدام منظار فموي، يملأ هذا البالون بمحلول ملحي باستخدام القسطرة تقريبا 500 mc ويضاف إليه بضع قطرات من صبغة زرقاء. يبقى هذا البالون في المعدة لمدة ستة أشهر، يخسر خلالها الشخص ما يقارب ثلاثين أو أربعين كيلوغرامًا أي بمعدل 30 ٪ من الوزن السابق.
2. ريشيب (RESHAPE)
يشبه هذا النوع النوع السابق Orbera في طريقة إدخاله ونوعية المواد المستخدمة لملء البالون بالإضافة إلى أن كليهما يعطي نفس النتيجة من حيث عدد الكيلوغرامات المفقودة، ولكن يتميز هذا النوع باستخدام بالونين بدلا من واحد وكذلك في نوع البالونات المستخدمة والتي تعد أكثر أمانا وأقل عرضة لمشكلة ثقب البالون التي قد تضطر الطبيب لإخراجه قبل الموعد المحدد.
3- أوبالون (OBALON)
لا يشبه هذا النوع النوعين السابقين أبدا، حيث يتم إدخال هذا البالون بواسطة كبسولات صغيرة الحجم مملوءة بغاز النتروجين تتم مراقبتها بواسطة الأشعة السينية. يمكن استخدام كبسولة واحدة أو أكثر حسب الحاجة، ولكن نتائج هذا النوع أخفض من النوعين السابقين حيث ينقص الوزن بمتوسط 10%.
ما هي الشروط التي يجب توافرها للقيام بهذا الإجراء؟
- أن يتراوح مؤشر كتلة جسمك بين 30 و40 لا أقل ولا أكثر.
- أن تكون على استعداد لتغيير نمط حياتك والالتزام بالعادات الصحية والحصول على متابعة طبية منتظمة.
- لم تخضع لأي جراحة في المعدة أو المريء من قبل.
إجراء بالون المعدة ليس الخيار الصحيح لكل الذين يعانون من زيادة الوزن فالطبيب هو من يحدد إمكانية أو ضرورة الخضوع لهذا الإجراء.
كيف تستعد لوضع بالون المعدة؟
إليك بعض الخطوات التي يجب اتباعها قبل الخضوع لإجراء بالون المعدة:
- القيام بكل التحاليل والصور الشعاعية بحسب طلب الطبيب للتأكد من عدم وجود أي خطر محتمل نتيجة لهذا الإجراء.
- أخبر طبيبك في حال وجود أدوية عليك تناولها بانتظام أو مشكلة صحية معينة قد واجهتك من قبل.
- سيطلب منك الطبيب الصيام لعدة ساعات قبل الخضوع للعملية، فتأكد من التزامك بتعليمات الطبيب.
- سوف يتم إجراء تنظير للجهاز الهضمي قبل العملية للتأكد من سلامة المعدة وعدم وجود أي عيوب خلقية فيها.
ما هي خطوات هذا الإجراء؟
أثناء الإجراء
- قبل البدء بالإجراء يتم التخدير بمخدر نصفي وإعطاء الشخص مهدئ خفيف ليساعده على الاسترخاء ولتجنب حدوث انقباضات في المريء أثناء إدخال المنظار.
- عند استخدام تقنية الأوربيرا أو الريشيب يقوم الطبيب بإدخال أنبوب رفيع محمل بالبالون إلى داخل المعدة عن طريق الفم. بعد ذلك يقوم الطبيب بإدخال منظار داخلي أو أنبوب مرن مزود بكاميرا وعن طريق الفم أيضا، حيث تسمح الكاميرا للطبيب برؤية البالون أثناء ملئه بالمحلول الملحي. أما في تقنية أوبالون يقوم الطبيب بإدخال كبسولة صغيرة أو أكثر إلى المعدة.
- يتم ملء البالون بمحلول ملحي مضاف إليه بضع قطرات من ملون أزرق كوسيلة للتنبيه في حال حدوث ثقب في البالون وتسرب للمحلول حيث يلاحظ الشخص ظهور لون أزرق أثناء التبول. أما في تقنية الأوبالون يتم استخدام غاز الهيدروجين لكونه أخف من المحلول الملحي وأقل خطر في حال حدوث ثقب.
تستغرق العملية حوالي نصف ساعة. يمكن للشخص عادة العودة إلى المنزل بعد ساعة إلى ساعتين من انتهاء الإجراء.
بعد الإجراء
بعد حوالي ست ساعات من الإجراء يمكنك تناول كميات صغيرة من السوائل الصافية ويجب أن يقتصر نظامك الغذائي على السوائل بشكل عام حتى بداية الأسبوع الثاني حيث يمكنك البدء في تناول الأطعمة اللينة، وعلى الأغلب ستتمكن من البدء في تناول الطعام الطبيعي بعد حوالي ثلاثة أسابيع من إدخال البالون داخل المعدة.
يتم ترك البالون داخل المعدة لمدة تصل إلى 6 أشهر ثم تتم إزالته باستخدام المنظار الداخلي. وبعدها بالاعتماد على الخطة التي تحددها أنت وطبيبك يتم وضع بالون جديد أو لا. وبعد الإجراء أيضا ستلتقي بشكل متكرر بأعضاء فريقك الطبي مثل أخصائي التغذية والطبيب النفسي.
النتائج
إن بالون المعدة يبطئ الوقت اللازم لتفريغ المعدة وهو أيضا يغير في مستويات الهرمونات التي تتحكم في الشهية لذلك سيجعلك تشعر بالشبع بشكل أسرع من المعتاد مما يعني أنك ستأكل كمية أقل في كل وجبة.
يعتمد مقدار الوزن الذي يمكن أن تفقده من هذه العملية على قدرتك على تغيير عاداتك القديمة والالتزام بنظام غذائي جديد وممارسة الرياضة. خلال أول ستة أشهر بعد وضع البالون داخل المعدة يفقد الجسم حوالي 7 ٪ إلى 15 ٪ من وزنه أما إجمالي فقدان الوزن من العملية ككل يتراوح من 30٪ إلى 47٪.
وكما هو الحال مع الإجراءات والعمليات الجراحية الأخرى التي تؤدي إلى فقدان الوزن بشكل كبير، قد يساعد بالون المعدة على تحسين أو معالجة الحالات التي غالبا ما تتعلق بزيادة الوزن، بما في ذلك:
- بعض أمراض القلب.
- ارتفاع ضغط دم.
- اضطراب التنفس أثناء النوم.
- هشاشة العظام وآلام المفاصل.
- داء السكري من النوع الثاني.
- ارتفاع نسبة الكوليسترول في الجسم.
- مرض الكبد الدهني غير الكحولي أو التهاب الكبد الدهني غير الكحولي.
ما الذي يميز بالون المعدة عن باقي طرق التخلص من الوزن الزائد؟
- هو إجراء غير جراحي وبالتالي لن يترك أي أثر أو ندبة في الجسم.
- لا يحتاج إلى تخدير عام بل موضعي فقط.
- في أغلب الحالات لا تحتاج المكوث في المستشفى لأكثر من ساعة أو اثنتين بعد وضع البالون.
- نتائجها مبهرة وخاصة عند الالتزام بتعليمات الطبيب في اتباع الحمية وممارسة الرياضة.
- أقل تكلفة من العمليات الجراحية المستخدمة للتخلص من الوزن الزائد.
ما هي مخاطر بالون المعدة؟
حوالي ثلث الأشخاص ممن يخضعون لإجراء بالون المعدة يصيبهم ألم وغثيان بعد وقت قصير من إدخال البالون إلى داخل المعدة وتستمر هذه الأعراض عادةً لبضعة أيام فقط بعد وضع البالون، حيث يمكن التعامل مع هذه الأعراض عن طريق تناول الأدوية الفموية التي يصفها الطبيب.
في حالات نادرة قد تحدث آثار جانبية خطيرة بعد وضع البالون داخل المعدة، لذلك يجب الاتصال بالطبيب على الفور في حال حدوث غثيان أو إقياء أو آلام في البطن في أي وقت بعد الجراحة. تتضمن المخاطر المحتملة لإجراء بالون المعدة انكماش البالون. فإذا انكمش البالون يمكن أن يتحرك عبر الجهاز الهضمي مما قد يؤدي إلى انسداد يتطلب إجراء إضافي أو جراحة إضافية لإزالة البالون. ومن المخاطر المحتملة الأخرى التهاب البنكرياس الحاد أو القرحة أو ثقب في جدار المعدة مما قد يتطلب جراحة لإصلاحه.
ما هي أشهر أماكن إجراء عملية بالون المعدة؟
· في الوطن العربي:
مستشفى دله – المملكة العربية السعودية.
المستشفى السعودي الألماني الخاص بإنقاص الوزن – دبي.
المركز الأردني لعلاج السمنة – الأردن.
· في ألمانيا:
مستشفى هايدلبرغ الجامعي.
مركز هامبورغ- إبندورف الجامعي.
مستشفى شتوتجارت العام.
· في تركيا:
مستشفى ميديبول ميجا.
مستشفى ليف الخاص.
بالإضافة إلى العديد من المراكز والمستشفيات الأخرى المختصة في علاج البدانة في كل من ألمانيا وتركيا.
كم تبلغة تكلفة بالون المعدة؟
تعتبر تكلفة بالون المعدة مرتفعة نوعا ما بالنسبة لإجراء غير جراحي، وتختلف هذه التكلفة بحسب نوع البالون المستخدم وتكلفة المستشفى وكذلك أجر الطبيب المختص.
في إنجلترا مثلا متوسط تكلفة هذا الإجراء 5000 دولار أمريكي، في بولندا تتراوح بين 1900 إلى 2250 دولار أمريكي، أما في كل من ألمانيا وسويسرا فتصل إلى ما يزيد عن 8000 دولار أمريكي.
ما هي بدائل بالون المعدة؟
عملية ربط المعدة:
وهي عملية جراحية تتم بواسطة منظار، تعتمد هذه العملية على تصغير حجم المعدة عن طريق ربطها بحزام، وتستخدم في حالات السمنة المفرطة أي من يزيد مؤشر كتلة الجسم لديهم عن 40.
تكميم المعدة:
وهي عملية جراحية أيضا تعتمد على استئصال جزء من المعدة لتصغير حجمها مع التركيز على الجزء المسؤول عن إفراز هرمون الشعور بالجوع، بالتالي تفيد هذه العملية في تقليل كمية الطعام التي يتناولها الفرد وأيضا تخفيف الشعور بالجوع لحد كبير.
عملية تحويل المسار:
هي عملية غير جراحية تتم باستخدام المنظار، وهي الأكثر شعبية لأنها تسمح للشخص بتناول مختلف أنواع الطعام دون التقيد بالحمية، تعتمد على تغيير مسار جزء من المعدة ليبتعد عن الجزء الذي يقوم بإفراز العصارات الهاضمة والهرمونات التي تتحكم بامتصاص الجسم للغذاء مما يؤدي إلى تخلص الجسم من الطعام دون امتصاصه وبالتالي انخفاض الوزن بشكل كبير.
