قصة بائع الحليب الطماع … “مال الحليب للحليب ومال الماء للماء”

سأروي لكم اليوم أحبائي الصغار قصة حمزة بائع الحليب الطماع الذي كان يغش الحليب ويبيعه للناس، وما هي عاقبة هذا الأمر. هل أنتم مستعدون يا أطفال؟ حسنًا هيا بنا.

قصة بائع الحليب الطماع

بائع حليب اسمه حمزة - قصة بائع الحليب الطماع

كان يا ما كان في إحدى القرى البعيدة كان هناك بائع حليب اسمه حمزة.

كان حمزة رجلًا طيبًا ومخلصًا في عمله، وكان البائع حمزة متزوجًا من امرأة طماعة شجعة لا يعجبها العجب.

حمزة رجلًا طيبًا ومخلصًا في عمله - قصة بائع الحليب الطماع

وكان البائع حمزة يعيش في بيت صغير متواضع بناه من كده وكسبه، فقد كان يكسب رزقه من بيع حليب البقرة التي كان يرعاها في حظيرة منزله، حيث كان حمزة يحب عمله كثيرًا، لذا كان معروفًا ومحبوبًا من قبل جميع أهل القرية، وكان الجميع يشترون منه نظرًا للذاذة الحليب الذي يبيعه، وأمانته في البيع.

وفي يوم من الأيام بعد ما أنتهى حمزة من عمله وباع كل ما لديه من الحليب، ذهب إلى منزله الصغير ليرتاح من مشقة التجوال بين أروقة القرية.

وكانت زوجته تجلس مع جارتها زوجة بائع الأقمشة الثري، فرحَّب بها حمزة ودخل إلى غرفته ليرتاح قليلًا.

زوجة حمزة - قصة بائع الحليب الطماع

وبعد ما رحلت الجارة دخلت زوجة حمزة إلى غرفته وعلى وجهها علامات الاعتراض والتمرد على وضع معيشتها.

فسألها حمزة: “ما بك يا زوجتي العزيزة؟”

أجابته بصوت حاد: “وتسألني ما بك وأنا أعيش في هذا البيت المقرف؟ يجب عليك أن توسع عملك وتحسن من حياتنا نحو الأفضل.. فالوضع أصبح لا يطاق، انظر إلى جارنا تاجر القماش.. لقد أهدى زوجته بعد مجيئه من السفر قطع من القماش الحريرية الثمينة، وحليٌّ وعطور، وقريبًا سوف يشتري لها منزلًا جميلًا واسعًا”.

فرد عليها بائع الحليب: “وماذا عساي أن أفعل أكثر من ذلك؟.. لا أملك سوى بقرة واحدة أحلبها كل يوم وأذهب وأبيع الحليب في أرجاء القرية وأتقوت من ثمنه”.

فقالت له زوجته: “لما لا تضيف بعضًا من الماء إلى الحليب وتضاعف كميته.. وبالتالي سوف يتضاعف ثمنه”.

بائع الحليب: “وكيف لي أن أغش الحليب بالماء… هذا اسمه غش وحرام، لن أستطيع أن أغش الناس الذين يشهدون لي بأخلاقي وأمانتي”.

الزوجة: “يا زوجي العزيز.. قليلًا من الماء فوق الحليب لن يضر في شيئ ولن يستطيع أحدًا من أهل القرية أن يكشف أمرك، وعندما يصبح لدينا ما يكفينا من المال وتصبح تاجرًا ثريًا وصاحب أكبر متجر أقمشة في هذه القرية، يمكنك أن تترك هذا العمل المتعب وتتفرغ لتجارتك الجديدة”.

تمكن الشيطان من أفكار بائع الحليب وانساق وراء رغبة زوجته طمعًا بالمال والجاه.

وفي صباح اليوم التالي قام حمزة وزوجته بحلب البقرة، ثم أضافوا ماءً فوق الحليب بنفس الكمية، أي أصبح لديهم بدل جرة الحليب جرتان اثنتان.

أضافوا ماءً فوق الحليب - قصة بائع الحليب الطماع

وبعدها انطلق حمزة كعادته ليبيع الحليب في القرية.

ومع حلول الظلام عاد حمزة إلى بيته فرحًا ببيع جميع ما لديه من الحليب، وجلس هو وزوجته يعدّون ما قد جمعه من النقود من خلال بيع الحليب المغشوش، فقد كان مقدار المال مضاعف عن مقداره في الأيام السابقة.

فقالت الزوجة: “أرأيت يا زوجي العزيز… سوف نصبح أثرياء بمدة قصيرة جدًا إذا بقي الأمر على ما يرام”.

اعتاد بائح الحليب الطماع على غش الحليب بالماء، ولم يعد يفكر لا بأخلاق ولا بأمانة بعد أن عُميت بصيرته بالمال الوفير. واستمر على هذا النحو بضعة أشهر إلى أن جمع مبلغًا كبيرًا من المال.

جمع مبلغًا كبيرًا من المال - قصة بائع الحليب الطماع

وفي أحد الأيام جلس بائع الحليب وزوجته يحصون المال الذي جُمع من بيع الحليب المغشوش، وبعد أن وجدوه مبلغًا لا بأس به قرروا الذهاب في رحلة بحرية إلى البلد الذي يسافر عليه جارهم تاجر الأقمشة ليتسوقوا من هناك بعض الأقمشة الثمينة، ويبيعونها في القرية بأضعاف مضاعفة.

صعد بائع الحليب الطماع وزوجته على متن السفينة وبدأت رحلتهم المنتظرة وهم في قمة الفرح والانبساط.

صعد بائع الحليب الطماع وزوجته على متن السفينة - قصة بائع الحليب الطماع

ولكن هذا لم يدم طويلًا، فقد هبت عاصفة قوية وهم في عرض البحر وبدأت الأمواج تعلو وتقذف بالسفينة يمينًا ويسارًا إلى أن أغرقتها بالكامل، وأصبح كل من فيها من عتاد وبضائع ورجال ونساء طافية فوق سطح الماء.

سفينة تغرق - قصة بائع الحليب الطماع

فالبعض تعلق بشيء ينجيه مثل لوح خشبي أو ما شابه ذلك، ومنهم من غرق ومات ومن بينهم زوجة حمزة بائع الحليب، أما حمزة فوجد لوحًا خشبيًا وتمسك به حتى وصل إلى الشاطئ.

بقي حمزة على الشاطئ مدة طويلة ينتظر قدوم زوجته، ولكنه تأكد عند تأخر الوقت أنها قد غرقت وماتت مثل معظم ركاب السفينة.

شکر حمزة الله وحمده علی نجاته من الغرق المحتم، وبعد أن استعاد أنفاسه تذكر كيس نقوده الذي جمعه من خلال بيع الحليب المغشوش، وأيقن أنه غرق في الماء مع زوجته وأصبح في أعماق البحر.

عاد بائع الحليب إلى منزله المتواضع، ونظر متأملًا ما قد حصل معه، وقال في نفسه، لم يبق لي شيئًا من المال الذي جنيته من بيع الحليب المغشوش، لأنه جني من المكسب الحرام وخديعة الناس ولكن لا بأس لدي ما أستطيع من خلالها أن أبدأ حياة جديدة بصدق وأمانة وهي بقرتي العزيزة.

ثم قال مقولته الشهيرة: “مال الحليب للحليب ومال الماء للماء”.

بقرتي العزيزة - قصة بائع الحليب الطماع

وهذا يعني يا أعزائي الصغار أن الطمع ضر ما نفع، وأن المال الذي كسبه البائح من بيع الحليب بقي كما هو، أما المال الذي كسبه بسهولة عن طريق الغش بالماء فقد غرق في الماء لأنه كسب حرام، والكسب الحرام لا يدوم ومصيره الزوال لا محالة، والصدق والأمانة هما الطريق إلى السعادة وتحقيق الطموحات.

انتهت القصة…

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله