قصة العنزات الثلاث والوحش

سنروي لكم أعزائي الصغار قصة جميلة فيها عبرة، وهي قصة العنزات الثلاث الذين تمكنوا بشجاعتهم وذكائهم ووحدتهم بتحقيق أهدافهم والقضاء على الوحش الشرير.

قصة العنزات الثلاث والوحش

في وسط الغابة الخضراء يعيش قطيعًا صغيرًا من الماعز

كان يا ما كان في قديم الزمان، كان هناك في وسط الغابة الخضراء يعيش قطيعًا صغيرًا من الماعز، وكان هذا القطيع مكونًا من ثلاثة أفراد، أكبرهم تيسٌ ضخم ذو قرنين كبيرتين حادتين، والثاني هي العنزة اللطيفة المتوسطة الحجم، والثالث هو جدي صغيرٌ ذكي.

كانت تلك العنزات الثلاث سعيدة للغاية، وكانوا يحبون اللهو واللعب بين الأشجار، وتناول الطعام من الأعشاب الوفيرة معًا.

وعندما جاء فصل الصيف واشتدت حرارة الطقس، يبست الأعشاب الخضراء وأصبحت الغابة أرض قاحلة لا يوجد فيها ما يسد رمق تلك العنزات الثلاث المساكين.

فقال التيس الضخم لرفاقه: علينا أن نغادر هذه الغابة ونبحث عن أرض وافرة أخرى، وإلا سنهلك من شدة الجوع.

فقالت له العنزة اللطيفة: هناك مرجًا أخضرًا وافرًا بالأعشاب الخضراء على الضفة الأخرى من النهر، ويمكننا أن نرعى منه متى نشاء. ولكن هناك مشكلة…

رد عليها الجدي الصغير متسائلًا: وما هي المشكلة يا صديقتي؟

قالت له العنزة: لنصل إلى الضفة الأخرى من النهر علينا أن نعبر الجسر الخشبي أولًا، وهناك وحش شرير يصطاد كل من يريد العبور ليصل إلى تلك الغابة.

وحش شرير يصطاد كل من يريد العبور ليصل إلى تلك الغابة

فقال الجدي الصغير: لا بأس يا أصدقائي.. علينا أن نفكر في خطة محكمة لنتخلص فيها من أذى ذلك الوحش الشرير وننعم جميعًا من خيرات تلك الغابة.

تحمست العنزات الثلاث للخطة واتجهوا نحو الضفة الأخرى من النهر بحثًا عن الطعام والشراب قبل أن يموتوا جوعًا وعطشًا، ولكنهم كانوا قلقين بعض الشيء من ذلك الوحش الشرير الذي يسكن الجسر الخشبي.

بدأ الجدي الصغير بالعبور أولًا

وعندما وصلت العنزات الثلاث إلى الجسر بدأ الجدي الصغير بالعبور أولًا، وبقيت العنزة اللطيفة والتيس الضخم ينتظران ما سوف يحدث.

تابع الجدي الصغير مسيره متمهلًا على ذلك الجسر الخشبي، فشاهد الوحش الذي تكلمت عنه العنزة اللطيفة مستلقيًا في عرض الجسر ومستغرقًا في نوم عميق، ولكنه كان قاطعًا الطريق على كل من يريد العبور.

حاول الجدي الصغير أن يعبر الجسر دون أن يشعر به الوحش ولكنه لم ينجح في ذلك، فقد تعثر أثناء قفزه من فوق الوحش ووقع ساقطًا فوقه.

سرعان ما انقض عليه الوحش وقال فرحًا: يا لها من فرصة سعيدة، فأنا لم أتناول الطعام منذ البارحة، معدتي الخاوية سوف تُسعد بهذا الإفطار اللذيذ.

صرخ الجدي الصغير بصوت مرتعد: انتظر لحظة أيها الوحش الكبير… أنت تقول أنك جائع جدًا وأنا كما ترى جدي صغير جدًا، ولن أسد جوعك إن التهمتني، لذلك سوف تلحق بي عنزة لذيذة أكبر وأطيب مني، يمكنك أن تأكلها إن شئت.

اقتنع الوحش الشرير بفكرة الجدي الصغير وتركه يعبر الجسر متجهًا نحو الضفة الأخرى من النهر، وجلس منتظرًا مجيء العنزة اللذيذة.

دور العنزة اللطيفة بالعبور

جاء دور العنزة اللطيفة بالعبور، وعندما رآها الوحش قطع عليها الطريق لينال منها.

فقالت له العنزة اللطيفة وهي تمثل المرض: أرجوك أيها الوحش الطيب أنا عنزة عجوز مريضة، وإن قتلتني وتناولت لحمي سوف تصاب بالعدوى وتصبح مريضًا مثلي، ولم يعد بإمكانك أن تصطاد ثانية وسوف ينتهي بك الأمر أن تموت من شدة المرض والجوع.

وقع الوحش في حيرة من أمره، فقطعت العنزة عليه تفكيره وقالت له: سوف يمر من بعدي تيس سمين ولحمه أطيب من لحمي، يمكنك أن تأكله وتوفر بعضًا من لحمه لوجبة العشاء ولكن اتركني أعبر الجسر، واختبئ أنت قبل أن يشعر أنك تنتظره.

استطاعت العنزة اللطيفة أن تقنع الوحش الشجع بإسلوبها الذكي، وعبرت الجسر ووصلت إلى الضفة الأخرى بسلام، وأخذ الوحش ينتظر وليمته الموعودة بفارغ الصبر. والآن جاء دور التيس الضخم بالعبور.

بدأ التيس الضخم بعبور الجسر

بدأ التيس الضخم بعبور الجسر متبخترًا إلى أن وصل إلى مكان الوحش، وكان الوحش فرحًا مستبشرًا بوجبة الإفطار اللذيذة التي سوف يتناولها بعد أن يقضي على التيس الشجاع.

المفاجأة أن التيس لم يكن سهل المنال كما كان يظن الوحش الشرير. وبمجرد ما استعد الوحش للانقضاض، باغته التيس الشجاع بنطحة قاضية بقرنيه القويان على بطنه أسقتطه ميتًا وسط النهر، وفي الوقت ذاته جاء تمساح كبير والتهمه ولم يبق منه شيئًا.

فرحت العنزات الثلاث

فرحت العنزات الثلاث بنجاح خطتهم التي خلَّصتهم وخلَّصت جميع حيوانات الغابة من أذى ذلك الوحش الشرير إلى الأبد.

وعاشت العنزات الثلاث في المرج الأخضر في سعادة وسلام، وذلك بفضل ذكائهم وشجاعتهم، إضافة إلى أنهم لم يستسلموا أمام الصعاب التي واجهتم، بل كافحوا من أجل تحقيق هدفهم، وكانوا أيضًا يد واحدة في نصرة الخير على الشر والأذى.

انتهت القصة..

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله