تقرحات الفم لدى الأطفال هي من الأمراض التي تصيب الفم عند الأطفال حيث تكون مؤلمة جدًا للطفل وخاصة عند البلع أثناء تناول الطعام أو الشرب.
تعالوا معنا لنتعرف على أسباب ظهور تقرحات الفم عند الأطفال وأعراضها ونبحث في أفضل الطرق لعلاجها:
تقرحات الفم عند الأطفال
أحيانًا يعاني بعض الأطفال من تقرحات في الفم تقلق الأمهات لأنها من الأمور المزعجة للطفل إضافة إلى أنها تسبب الألم وخاصة عند تناول الطعام أو شرب السوائل حيث يمكن أن تكون تقرحات الفم لدى الأطفال ناجمة عن صدمة أو مرض مما تجعل الطفل يمتنع عن تناول الطعام أو حتى شرب أي سائل حتى لا يتألم من الحرقة التي تسببه هذه التقرحات.
بالطبع تعتبر هذه القروح أقل خطورة من القروح التي تظهر في فم البالغين إلا أنه يجب الانتباه لها ومعالجتها واستشارة الطبيب المتخصص للتشخيص ووصف العلاج وبشكل مبكر حتى لا تتفاقم الحالة وتتكرر.
تعريف تقرحات الفم عند الأطفال
يمكن لأي شخص أن يصاب بتقرحات في الفم في أي عمر. ولكن نظرًا لأن تقرحات الفم نادرة جدًا عند الأطفال دون سن العاشرة فقد تشعر الأمهات بالقلق إذا رأت هذا النوع من القرحة في فم طفلها:
ما هي تقرحات الفم عند الأطفال؟
تعتبر تقرحات الفم مشكلة سريرية شائعة بين الأطفال حيث يُعرَّف التقرح عمومًا بأنه آفة تتميز بوجود غشاء ليفي داخل الفم أو بين ثنايا الشفاه.
يمكن تشخيص تقرحات الفم بسهولة حيث عادة ما يصبح لون الفم من الداخل أبيض مائل إلى الصفرة ومحاط بهالة حمراء، كما أنه عادة ما توجد تقرحات الفم في داخل الشفاه بيا اللثة والشفاه من الداخل وغالبًا ما تظهر على اللسان.
على الرغم من أن تقرحات الفم لا تؤخذ على محمل الجد عادة إلا أنها تكون مؤلمة جدًا للطفل وغالبًا ما يشعر بالحرقان أثناء تناول الطعام أو شرب الماء.
- يمكن أن يكون هناك تقرح واحد أو تقرحات متعددة تتشكل على شكل عناقيد مزعجة داخل الفم.
- موقع هذه التقرحات داخل الفم أو حول الفم: الغشاء المخاطي للفم المتقرن أو غير المتقرن، وعلى البلعوم الفموي أو الشفاه أو في منطقة الجلد حول الفم.
- حجم هذه التقرحات متغير (تقاس الآفة عادة بالمليمترات لكنها قد تكون أكبر).
- إنها آفات فموية أو متعددة حول الفم معزولة أو متعددة مع أو بدون إصابة مناطق أخرى (مثل الجلد والأعضاء التناسلية والأغشية المخاطية الأخرى).
من هم الأطفال المعرضين للإصابة بتقرحات الفم؟
يمكن أن يصاب بتقرحات الفم عند الأطفال أي شريحة من الأطفال من الطفولة إلى المراهقة:
- الأطفال الذين يكون أحد والديهم أو كلاهما يعاني من تقرحات الفم المتكررة بسبب الاستعداد الوراثي (مثل التهاب الفم القلاعي المتكرر).
- الأطفال الصغار المتواجدون في مجموعات (كمراكز رعاية الطفولة النهارية ومناطق اللعب المشتركة) وهم الذين يعانون من تقرحات الفم بسبب المسببات المعدية (أي البكتيرية أو الفيروسية) بسبب زيادة خطر انتقال السوائل والأطعمة عن طريق الفم في هذه الأماكن بين الأطفال.
- عدم الانتباه للأشياء التي تكون بين أيدي الأطفال من ألعاب أو أشياء أخرى قد تكون ملوثة.
أسباب تقرحات الفم عند الأطفال
لا يزال السبب في ظهور تقرحات الفم بشكل عام غير معروف. وقد وجد أنه على الرغم من أن هذه الجروح ليست معدية إلا أنه يجب الانتباه لعلاجها بشكل جذري لأنه إذا كنت معرضًا لمثل هذه التقرحات فسوف يعاني الطفل من هذه القروح طوال حياته وتصبح مزعجة عند تعرض الطفل لأي سبب يمكن أن يسببها له.
يمكن أن يكون السبب الأكثر أهمية في ظهور تقرحات الفم عند الأطفال هو وضع الطفل لأي شيء في فمه يكون ملوثًا وغير نظيف كالألعاب أو علاقة مفاتيح أو اللهاية التي تسقط منه بين الحين والحين ويلتقطها ليضعها في فمه وهي ملوثة.
كما تشمل العوامل الأخرى التي يمكن أن تسبب تعرض الطفل لتقرحات الفم ما يلي:
- الضغط العصبي وهذا يكون عادة عند البالغين.
- الحساسية الغذائية لبعض أنواع الطعام.
- تناول الطعام الجاف والقاسي.
- اضطرابات في الجهاز المناعي.
- تناول الأطعمة الحارة والحمضية.
- التهاب الأمعاء.
- نقص بعض العناصر الغذائية (خاصة فيتامين B12 وحمض الفوليك والحديد).
- إصابات في الفم مثل عض الشفاه أو (استخدام الطفل لفرشاة أسنان قاسية).
- تعرض الفم لبعض المواد المنشطة (مثل كبريتات الصوديوم الموجودة في بعض معاجين الأسنان) فيجب الحذر من هذه الناحية عند استخدام طفلك لمعجون الأسنان والحرص على استخدام الطفل للأنواع الخاصة بالأطفال حصرًا.
- الحساسية تجاه بعض الأطعمة (مثل الشوكولا والمكسرات والبيض والأناناس).
أعراض تقرحات الفم عند الأطفال
تعتبر تقرحات الفم عند الأطفال من الآفات المقيدة جيدًا والتي تمنع الطفل من الأكل أو الشرب:
ومن الأعراض الشائعة التي تترافق مع هذه الإصابة المزعجة:
- شدة الألم لهذه التقرحات قد تختلف من طفل لآخر فقد تكون أعراض عادية وقد تكون شديدة.
- حرقان في منطقة التقرح.
- تهيج داخل الفم.
- حكة مزعجة.
- الصعوبة في البلع.
- كما يمكن أن تترافق مع بعض الأعراض العامة مثل الحمى والتوعك واعتلال العقد اللمفاوية والتهيج العام.
- كما يمكن أن تترافق مع آلام في الجهاز الهضمي كالغثيان والقيء والإسهال وآلام في المفاصل والعضلات العامة.
الفحص السريري لتقرحات الفم عند الأطفال
يجب تسجيل وزن الطفل عند الفحص السريري لملاحظة أي تقلبات كبيرة في الوزن أثناء زيارات المتابعة.
كما يقوم الطبيب المشرف في فحص العلامات الحيوية بحثًا عن أي تشوهات كبيرة قد تكون ناجمة عن اضطرابات التمثيل الغذائي المحتملة الناجمة عن عدم كفاية الترطيب أو المدخول الغذائي للطفل.
فحص الرأس والرقبة جيدًا بحثًا عن اعتلال العقد اللمفاوية والتقرحات في المناطق المكشوفة من الجلد أو الأغشية المخاطية.
إضافة إلى فحص تجويف الفم والمنطقة المحيطة بالفم جيدًا لاكتشاف أي تقرح على الأسطح الشدقية أو حول الفم أو على البلعوم.
ومن خلال هذه الفحوص السريرية يتم تقييم ما إذا كان الطفل يبدو مريضًا بشكل عام أو أنها حالة عابرة يمكن الشفاء منها بسهولة.
إجراء تحاليل مخبرية إضافية
لا يتم طلب الاختبارات المخبرية الإضافية عادة من قبل أطباء الأسنان العامين.
في حالة الحاجة إلى الفحوصات المخبرية يجب إحالة الطفل إلى طبيب الأسرة أو طبيب الأطفال أو أخصائي الفم.
التشخيص
نتيجة العرض السريري غير المحدد للعديد من تقرحات الفم عند الأطفال يجب على الطبيب أن يأخذ في الاعتبار التشخيصات التالية:
- وجود تقرحات منعزلة.
- حدوث صدمة.
- القرحة القلاعية المتكررة.
- عدوى فطرية عميقة (نادرة).
- السرطان (نادر).
- تقرحات متعددة.
- المسببات المعدية: جرثومية أو فيروسية.
- التهاب اللثة التقرحي.
- القوباء حول الفم.
- التهاب البلعوم اللمفاوي الحاد.
- مرض الحصبة.
- التهاب الفم القلاعي المتكرر.
- اضطرابات التمثيل الغذائي.
علاج تقرحات الفم عند الأطفال
غالبًا ما تلتئم قرحة الفم من تلقاء نفسها ولا تتطلب تدخلًا أو علاجًا.
ولكن إذا استمرت تقرحات فم طفلك لأكثر من يومين إلى ثلاثة أيام وعاودت الظهور مرة أخرى فيجب استشارة طبيب الأطفال المتخصص للتأكد:
- قد يقترح الطبيب غسول فم خاص مضاد للبكتيريا يقلل من نمو البكتيريا في هذه المنطقة ويعالج تقرحات الفم.
- وقد يصف الطبيب أيضًا بعض الأدوية التي يتم فركها مباشرة على القرح بقطعة قطن.
نصائح عند الإصابة بتقرحات الفم عند الأطفال
إضافة إلى ضرورة استشارة طبيب الأطفال ليصف الدواء المناسب عند الإصابة بتقرحات الفم عند الأطفال يجب على الأم أن تتبع بعض العلاجات المنزلية لتسيطر على وضع هذه التقرحات وتعمل على علاجها بشكل مبكر وسريع حتى لا تتكرر ومن بين هذه النصائح:
- تجنب إعطاء الطفل الأطعمة الغنية بالتوابل لأن ذلك يزيد من القرح سوءًا كما تسبب له الألم والحرقة المتزايدة.
- عدم إعطاء الطفل الأطعمة الساخنة أو السوائل الساخنة وتبريد هذه الأطعمة أو السوائل لتصبح دافئة حتى لا تسبب له الألم والحرقة.
- تجنب إعطاء الطفل الأطعمة القاسية كالرقائق والمكسرات لأنها قاسية تهيج اللثة وترقق أنسجة الفم وتزيد من ألم التقرحات وحرقتها.
- إذا كان طفلك يستخدم معجون الأسنان فاختاري له المعجون الخالي من كبريتات لوريل الصوديوم وهناك في الأسواق العديد من معاجين الأسنان الخاصة بالأطفال ومن مواد طبيعية لا تؤذي الطفل وتساعد على عدم تهيج التقرحات.
- استخدام الطفل لفرشاة أسنان ناعمة حتى لا تسبب له الجروح أثناء تنظيف الأسنان بالفرشاة.
- إذا كان طفلك يعاني من حساسية تجاه بعض الأطعمة فلا تعطيه هذه الأطعمة (الشوكولا أو المكسرات أو الأناناس أو البيض).
- يمكن استخدم الكمادات الباردة على القروح لتخفيف حرقتها.
- حافظي على رطوبة جسم الطفل حيث يوصى بتناول كميات كافية من الماء والغذاء الصحي بشكل متكرر.
- ملاحظة ما إذا كان الطفل المصاب بتقرحات الفم يعاني من أعراض أخرى كالحمى (التي قد تكون علامة على إصابته بالعدوى) أو الحكة (وهي علامة على إصابته بالحساسية) واستشارة الطبيب المتخصص فورًا للعلاج.
- العناية بالنظافة التامة لكل ألعاب الطفل أو الأشياء التي يمكن أن يضعها في فمه (مثل اللهاية).
أخيرًا ….
هذه المقالة عبارة عن معلومات ثقافية وتعليمية إلا أنه لا يمكن أن تكون نصيحة طبية تخصصية لذلك يجب استشارة الطبيب المتخصص للتشخيص والعلاج.
يجب تعقيم ألعاب الطفل وزجاجات الحليب وتطهير اللهّايات بانتظام والتأكد من أن الطفل لا يضع أي شيء ملوث في فمه.
إذا استمرت التقرحات بعد أكثر من أسبوعين أو ظهرت من جديد يجب استشارة طبيب الأطفال المتخصص في طب الفم لمزيد من التقييم والتشخيص والإدارة.
المصدر:
طفلي يعاني من آفة القروح ، كيف يمكنني مساعدته؟ – موقع pediact