أطوار القمر – الكرواسان اللذيذ بطعم قمرنا العزيز!

إذا تأملتَ القمر ليلًا فلا بد أنك لاحظت كيف يبدو مختلفًا كل ليلة، في بعض الليالي يشبه الكعك المدور، ويظهر بشكل نصف كعكة في بعض الأيام، وفي ليالي أخرى يأخذ شكل الكرواسان… على الرغم من أن القمر يبدو بشكل مختلف، ولكن شكله الحقيقي لا يتغير طوال أيام السنة، إنه شكله نفسه كما كان منذ ملايين السنين، وما يتغير حقًا هو الطريقة التي نراه بها وهذا ما يعرف بأطوار القمر!

لماذا تحدث أطوار القمر ويتغير الشكل الذي نراه؟

إذن اتفقنا على أن شكل القمر الحقيقي ثابت وما يتغير هو الطريقة التي نراه نحن بها من هنا من الأرض، ولكن لماذا يحدث هذا ومن أين جاءت أطوار القمر؟

دعني أشرح أمر أطوار القمر لك…

القمر لا يُنتج ضوء خاص به، ففي نظامنا الشمسي هناك مصدر واحد فقط للضوء ألا وهو شمسنا العزيزة!

وبالتالي ضوء القمر الذي نراه ما هو إلا انعكاس لأشعة الشمس، تمامًا كما يحدث على أرض الأرض فنحن والقمر جيران ونستمد الضوء من الشمس.

وكما هو الحال هنا، ضوء الشمس لا يغطي الكرة الأرضية بالكامل ففي النصف المقابل للشمس نكون في وضح النهار أما في النصف الآخر يكون الوقت ليلًا، أيضًا على القمر ضوء الشمس ينير نصف واحد من الكرة القمرية والنص الآخر يكون مظلم.

ونحن بدورنا من هنا على الأرض لا يمكننا إلا رؤية نصف واحد فقط من القمر وتحديدًا نرى الوجه المقابل لنا ولأجل رؤية النصف الآخر نحتاج إلى مركبة فضائية والسفر إلى هناك!

هذا يعني أن هناك شرطين أساسيين يحكمان شكل القمر الذي نراه:

  • الشرط الأول – أشعة الشمس والجزء الذي تنيره من القمر.
  • الشرط الثاني – هو الوجه الذي نراه ونسبة وصول ضوء الشمس إلى هذا الجزء تحديدًا.

وما يلعب الدور الأساسي في تحديد ذلك هو دوران القمر حول الأرض!

فعندما يكون الوجه المضاء للقمر مقابلًا للأرض تمامًا، عندها نرى القمر دائرة كاملة وهو ما يعرف باسم البدر، أما عندما يكون الوجه المضاء هو الوجه الآخر الذين لا نراه حينها لا يمكننا أن نرى القمر أبدًا وهو ما يعرف بـ المحاق، أما بالنسبة لرؤيتنا للهلال أو نصف القمر أو ثلاثة أرباعه… فحينها يكون جزء فقط من وجه القمر الذي نراه مُضاء.

أطوار القمر

للقمر ثمانية أطوار: أربعة منها أطوار أساسية، وأربعة منها أطوار متوسطة أو بينية انتقالية، وتستغرق أطوار القمر حوالي 27 يومًا أرضيًا، وهي المدة التي يحتاجها ليتم دورة كاملة حول الأرض.

المحاق – القمر الجديد (القمر المظلم) New moon 🌑

لا يمكننا رؤية القمر وهو في طور المحاق! وهذا التطور يحدث عندما يكون الوجه المضاء للقمر هو الوجه الآخر البعيد عنا الذي لا نراه، في المقابل يكون وجه القمر الذي نراه (الوجه المقابل لنا) غير مُضاء ولا تصل إليه أشعة الشمس، وفي هذا الطور يكون القمر في أقرب نقطة له من الشمس.

وعندما تقف الأجرام السماوية الثلاثة (الشمس والقمر والأرض) على استقامة واحدة في هذا الطور تحديدًا يحدث كسوف الشمس في بعض مناطق الكرة الأرضية.

وكسوف الشمس هو الوقت الوحيد الذي يمكننا فيه تمييز القمر في طور المحاق، ولكن انتبه لا تنظر إليه أبدًا بدون حماية عينيك!

سُمي هذا الطور بطور القمر الجديد لأنه الطور الذي يعلن بداية دورة قمرية جديدة، وفي بعض التقاويم مثل التقويم القمري الصيني يعتبر القمر الجديد هو بداية الشهر.

طور الهلال المتزايد Waxing Crescent moon 🌒

في هذا الطور من أطوار القمر نرى قمرنا بشكل هلال رقيق جدًا من الضوء يشبه الكرواسان!

يحدث طور الهلال المتزايد كطور انتقالي من القمر الجديد وحتى التربيع الأول، في بداية هذا الطور يكون الجزء الذي نراه من القمر رفيع جدًا وتتسع المنطقة المُضاءة كل يوم بشكل تدريجي إلى أن نصبح في مرحلة التربيع الأول.

في بعض التقاويم القمرية، مثل: التقويم الهجري يعتبر طور الهلال المتزايد هو بداية الشهر أي يبدأ الشهر الهجري عندما يصبح القمر مرئي للمرة الأولى، أي بعضها يوم أو أكثر بقليل من القمر الجديد.

إنه الطور المناسب لرؤية سطوع الأرض على القمر، ضوء الشمس المنعكس عن سطح الأرض يعطي إضاءة خافتة للمناطق المظلمة من سطح القمر.

طور التربيع الأول First Quarter Moon 🌓

في هذا الطور نحن نرى نصف القمر مُضاء، ونصفه مُظلم، وتأخذ المنطقة المُضاءة بالتزايد بشكل تدريجي.

على الرغم من أن هذا الطور اسمه الربع المتزايد أو التربيع الأول ولكن ما نراه هو نصف قمر مضاء، التسمية محيرة إلى حد بعيد!

لكن هذا الطور حصل على اسمه تبعًا للمسافة التي قطعها القمر من مداره حيث أنه قد قطع ربع المسافة وهو الآن يشكل مع الشمس زاوية 90 درجة، أي أن خط القمر والأرض متعامد مع خط الشمس والأرض.

طور الأحدب المتزايد Waxing gibbous moon 🌔

في هذا الطور نحن نرى جزء أكبر من نصف القمر مُضاء ويكون بشكل محدب ومن هنا جاءت تسمية الأحدب أما عن سبب تسمية المتزايد فهو يرجع إلى أن الجزء المُضاء يستمر بالازدياد بشكل تدريجي إلى أن نصل لطور البدر أي طور القمر المكتمل.

طور البدر – اكتمال القمر Full Moon 🌕

وصلنا إلى نصف الرحلة والقمر قد قطع نصف مداره، والآن يمكننا رؤية القمر مُضاء بالكامل أي دائرة كاملة، على الرغم من أن القمر في هذا الطور يبدو مضاءً تمامًا لمدة يومين أو ثلاثة إلا أن الإضاءة الكاملة للقمر تحدث في وقت محدد، وهو وقت الذروة وباقي الاكتمال يكون شبه تام.

يحدث طور البدر عندما يكون الوجه المقابل لنا من القمر هو الوجه المضاء بالكامل، وفي هذا الطور تكون الأجرام السماوية الثلاثة (الشمس والأرض والقمر) على خط واحد، وفي حال كان موقع القمر ملائمًا يحدث خسوفًا قمريًا.

الزاوية بين خط القمر والأرض في وخط الشمس والأرض هي 180 درجة، والقمر في هذا الطور يكون في أبد نقطة له عن الشمس.

في بعض الأشهر ستلاحظ أن القمر المكتمل كبير جدًا عندها يكون القمر عملاق ويتواجد في أقرب نقطة له من الأرض، وفي أشهر أخرى ستلاحظ أنه أصغر من المعتاد هذا يعني أنهم في أبعد نقطة له عن الأرض.

طور الأحدب المتناقص Waning gibbous Moon 🌖

وهو من أطوار القمر الانتقالية، يحدث ما بين طور البدر وطور الربع الأخير (التربيع الثالث)، في هذا الطور يبدو القمر أقرب إلى الإضاءة الكاملة، ولكنه أقل من البدر، وهو الطور المقابل للأحدب المتزايد، ونظرًا إلى أن الجزء المُضاء من القمر يأخذ بالتناقص سمي بـ الأحدب المتناقص.

التربيع الثالث Last Quarter Moon 🌗

نرى في هذا الطور نصف القمر، وتحديدًا النصف المقابل للنصف الذي شهدناه سابقًا، ولكن الجزء المضاء يأخذ بالتناقص شيئًا فشيئًا…

يسمى هذا الطور بالتربيع الثالث، نظرًا إلى أن القمر هنا قد أتم ثلاثة أرباع دورته أي أتم الربع الثالث من الدورة.

طور الهلال المتناقص Waning Crescent Moon 🌘

مرة أخرى في أطوار القمر سنرى القمر بشكل قطعة كرواسان تستمر بالتناقص وعندما تختفي تمامًا نكون قد انتقلنا إلى طور المحاق أي طور القمر الجديد أي أن قمرنا العزيز قد أنهى دورة كاملة حول الأرض معلنًا مرور شهر قمري كامل!

هذا الطور يحدث ما بين الربع المتناقص والمحاق، وهو في بعض التقاويم يعتبر الطور الأخير في الشهر.

مقارنة بين أطوار القمر

الطورشكل القمرشروق القمرغروب القمرإضاءة القمرنصف الكرة الشمالينصف الكرة الجنوبيموقع القمر من مداره
المحاق 🌑مظلم تمامًاعند شروق الشمسعند غروب الشمس0%لا يمكن رؤية القمرلا يمكن رؤية القمريقع القمر بين الشمس والأرض
الهلال المتزايد 🌒هلال رفيع متزايدفي الصباحبعد الظهر0.1% إلى 49.9%نرى النصف الأيمن من القمر مضاءنرى النصف الأيسر من القمر مضاءمن القمر الجديد إلى الربع الأول
التربيع الأول 🌓نصف القمرمنتصف النهارمنتصف الليل50%النصف الأيمن مضاءالنصف الأيسر مضاءربع المسافة حول الأرض
الأحدب المتزايد 🌔أكبر من نصف القمربعد الظهرفي الصباح الباكر50.1% إلى 99.9%النصف الأيمن مضاءالنصف الأيسر مضاءمن الربع الأول إلى اكتمال القمر
البدر 🌕القمر مضاء بالكاملعند غروب الشمسعند شروق الشمس100%القمر مضاء بالكاملالقمر مضاء بالكاملالقمر والشمس على جانبين متقابلين من الأرض
الأحدب المتناقص 🌖أقل من القمر المكتملفي المساءفي الصباح99.9% إلى 49.9%النصف الأيسر مضاءالنصف الأيمن مضاءمن البدر إلى الربع الثالث
التربيع الثالث 🌗نصف القمرمنتصف الليلمنتصف النهار50%النصف الأيسر مضاءالنصف الأيمن مضاءقطع القمر ثلاثة أرباع المدار
الهلال المتناقص 🌘هلال رفيعالصباح الباكربعد الظهر49.9% إلى 0.1%النصف الأيسر مضاءالنصف الأيمن مضاءمن الربع الثالث إلى القمر الجديد

ما هي ظاهرة سطوع الأرض؟

في طور الهلال المتزايد والهلال المتناقص، يكون القمر بشكل هلال رقيق وبالتالي المنطقة الأكبر بالنسبة لنا تكون غير مُضاءة، ولكن مع ذلك نرى سطح القمر بالكامل ولكن بشكل خافت، هذا يرجع إلى ظاهرة سطوع الأرض حيث أن أشعة الشمس تنعكس عن الأرض وتصل إلى القمر.

في أي طور من أطوار القمر تحديث ظاهرة الخسوف والكسوف؟

تحديث ظاهرة خسوف القمر عندما يكون في طور البدر وتحديدًا عندما يكون القمر والأرض والشمس على خط واحد، حيث يغطي ظل الأرض القمر. أما بالنسبة لظاهرة كسوف الشمس، فهي تحدث عندما يكون القمر في طور المحاق (القمر الجديد) وتحديدًا عند اصطفاف الأجرام السماوية الثلاثة (الشمس والقمر والأرض) على صف واحد، ويمر القمر بين الأرض والشمس تمامًا فيحجب أشعر الشمس عنا.

أطوار القمر ليست وحدها ما يحكم ظاهرة الخسوف والكسوف، لأن مدار القمر يميل عن مدار الأرض، وهذا ما يفسر عدم تكرار الخسوف والكسوف كل شهر، وبدون هذا الميلان كنا سنجد خسوفًا في مع كل اكتمال قمر وكسوفًا مع كل قمر جديد.

هل نرى وجه واحد للقمر بكل أطوار القمر؟

في كل أطوار القمر، وبشكل دائم نحن نرى وجه واحد للقمر، القمر لا يطل علينا بوجهه الآخر أبدًا، وهذا يرجع إلى الدوران المتزامن للقمر، حيث أن القمر يدور بالمعدل ذاته حول الأرض وحول نفسه.

لذا يطلق على الجانب الأخر البعيد من القمر اسم “الجانب المظلم” ليس لأنه مظلم وإنما لأننا لا نراه أبدًا، فضوء الشمس يصل إلى القمر بنصفيه، ولكن ما نراه نحن هو نصف المشهد!

إذا كانت مدة دوران القمر حول الأرض 27 يوم لماذا الشهر القمري 29 يوم؟

إتمام أطوار القمر أي إتمام القمر دورة كاملة حول الأرض يحتاج 27 يوم، ولكن الأرض أيضًا تدور حول نفسها فهذا يجعل حركة القمر الظاهرية أبطأ وبالتالي يبدو لنا أن القمر يحتاج إلى 29 يوم ليدور حولنا دورة كاملة.

هل أطوار القمر تكون معكوسة في نصفي الكرة الأرضية؟

بمجرد عبور خط الاستواء سيبدو القمر بطريقة مختلفة، مع أن وجه القمر نفسه دائمًا إلا أن أطوار القمر يبدو أنها تتحرك بالاتجاه المعاكس، فطور الهلال المتزايد سيظهر بجهة اليمين في النصف الشمالي للكرة الأرضية، في المقابل ستراه في جهة اليسار إذا كنت تقف في الجزء الجنوبي من الكرة الأرضية… الأمر يشبه أن تنظر إلى القمر مقلوب ولكن أنت هو المقلوب وليس القمر! وهنا يأتي السؤال كيف سيكون القمر إذا كنت تقف تمامًا عند خط الاستواء؟

ما هو ترتيب أطوار القمر؟

الأطوار تحدث بترتيب محدد ثابت حسب موقع القمر على مداره خلال الرحلة التي يسافرها حول الأرض، وترتيب أطوار القمر هو: طور المحاق (القمر الجديد) – طور الهلال المتزايد – طور التربيع الأول – طور الأحدب المتزايد – طور البدر (القمر المكتمل) – طور الأحدب المتناقص – دور التربيع الثالث – طور الهلال المتناقص.

ما هو أول طور من أطوار القمر؟

أول طور من أطوار القمر بحسب موقعه على المدار هو طور المحاق حيث يكون كل من الشمس والقمر والأرض على خط واحد، وهو يعتبر بداية الشهر في التقويم الصيني، أما في التقويم الهجري فطور الهلال المتزايد هو بداية الشهر.

كم عدد أطوار القمر؟

عدد أطوار القمر هو 8 أطوار، منها 4 أطوار أساسية، وهي: طور المحاق – طور التربيع الأول – طور البدر – طور التربيع الثالث، و4 أطوار انتقالية وهي: طور الهلال المتزايد – طور الأحدب المتزايد – طور الأحدب المتناقص – طور الهلال المتناقص.

كيف يتم تحديد طول أطوار القمر؟

بالرغم من إمكانية تحديد الفترات الفلكية بشكل دقيق إلا أن تحديد أطوال أطوار القمر بدقة كبيرة يعتبر أصعب من ذلك، فبالاعتماد على الحسابات البسيطة سوف تقوم بقسم المدة التي يحتاجها القمر ليتم دورة كاملة حول الأرض على عدد الأطوار، لكن هذا يعطيك الأطوال بشكل تقريبي نظرًا لوجود العديد من القوى التي تؤثر في حركة القمر وسرعة دورانه وموقعه على المدار، لذا يتم إجراء الحسابات باستخدام معادلات أكثر تعقيدًا تأخذ كل تلك العوامل والقوى بعين الاعتبار.

المصادر

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله