تسوس الأسنان هي عملية بطيئة وتدريجية تؤدي إلى تدمير الأسنان، هذه الحالة تتطلب علاجًا عند طبيب الأسنان الذي يقوم بإزالة التسوس وحشو الأسنان.
تسوس الأسنان عند الأطفال كما سنرى في سياق هذا المقال، هو التسوس الذي يصيب الأسنان اللبنية (أسنان الحليب).
قد يتجاهل الأهل تسوس الأسنان اللبنية عند أطفالهم، وذلك لأن هذه الأسنان ستسقط عاجلًا أم آجلًا، لكن هذا الأمر خطير للغاية، فإذا استمر تسوس الأسنان اللبنية، ستسقط هذه الأسنان في وقتٍ مبكر، وسيؤدي هذا لاختلال نمو الأسنان التي ستحل محلها في المستقبل.
لماذا تتسوس الأسنان اللبنية؟
سواء كان التسوس يحدث في سن لبني أو سن العقل أو أي سن دائم، الحالة هي نفسها. وقد تبين أن التسوس يحدث دائمًا لنفس الأسباب. العامل المسبب للتسوس هو البكتيريا الموجودة في تجويف الفم والتي تختبئ في طبقة البلاك، طبقة البلاك هي طبقة لزجة تلتصق مثل الغراء بسطح الأسنان.
تتغذى ملايين الجراثيم التي تلتصق بالأسنان على الجلوكوز الموجود في بقايا الطعام، وتطلق أحماض على شكل فضلات. هذه الأحماض تكون قادرة على إذابة مينا الأسنان تدريجيًا، ومع الوقت، تزداد حالة الأسنان سوءًا.
أسباب تسوس الأسنان اللبنية هي نفس الأسباب التي تؤدي إلى تسوس الأسنان عند البالغين، الفرق بين الحالتين فقط هي السرعة المذهلة التي تتآكل بها أسنان الأطفال. تفسير ذلك بسيط، فالأسنان اللبنية أصغر بكثير من الأسنان الدائمة، وميناها أقل تمعدنًا، لذلك، تكون البكتيريا في تجويف الفم قادرة على تدميرها بسهولة أكبر، والوصول إلى طبقة العاج الأساسية أسفل المينا، وبالتالي تسبب ألمًا شديدًا في الأسنان.
ما هي العوامل التي نزيد خطر تسوس الأسنان اللبنية؟
تظهر ملاحظات الأطباء أن الأطفال الذين يتم إعطاؤهم مصاصة عليها العسل أو السكر لمساعدتهم على النوم هم أكثر عرضة للإصابة بتسوس الأسنان من الأطفال الآخرين الذين لا يتم إعطاؤهم هذه المصاصة. من هنا يُفهم أنه من الضروري تجنب تعويد الطفل على النوم مع المصاصة المحلاة، من شبه المؤكد أن الطفل حديث الولادة الذي يكتسب هذه العادة سيواصل طلبها حتى عندما تبدأ الأسنان اللبنية بالظهور.
تميل البكتيريا التي تملأ تجويف الفم إلى الالتصاق بقوة في بعض نقاط سطح الأسنان، وهي تتغذى على السكريات التي تبقى عالقة، وتبدأ في التكاثر وتشكيل مستعمرات جرثومية تضم ملايين الأفراد على الأسنان اللبنية.
لسوء الحظ، ينجذب الأطفال إلى الحلويات مثل المغناطيس، تبقى بقايا هذه الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر في الفم لفترة طويلة، مما يؤدي إلى تسوس الأسنان. إذا تم تناول الأطعمة التي تحتوي على الكثير من السكريات عدة مرات خلال اليوم، فإن خطر ظهور تسوس الأسنان يزداد.
أيضًا، يكون الأطفال الصغار غير قادرين على تنظيف أسنانهم بمفردهم باستخدام فرشاة الأسنان والمعجون، وهذا أيضًا عامل يساهم في زيادة خطر تسوس الأسنان عند الأطفال.
علاج تسوس الأسنان عند الأطفال
يجب معالجة تسوس الأسنان اللبنية كالأسنان الدائمة. الاعتقاد الخاطئ هو أن الأسنان اللبنية المتسوسة لا ينبغي معالجتها لأنها ستسقط، لكن تذكر أن التسوس يمكن أن يصل إلى قاعدة السن مما قد يؤثر على الأسنان الدائمة التي ستحل محلها في المستقبل.
إذا لاحظت وجود تسوس على أسنان طفلك، عليك أخذه على الفور إلى طبيب الأسنان، لا يجب تأجيل ذلك لأن التسوس قد يسبب ألم شديد لا يستطيع الطفل تحمله.
في بعض الحالات، ينتشر التسوس في الأسنان اللبنية بسرعة كبيرة بحيث يفوت الأوان لعلاجه وتأجيل سقوط الأسنان، حيث لا تكون الحشوة كافية لعلاج التجويف إذا تجاوز العاج ووصل إلى لب السن، في هذه الحالة، من الضروري التدخل بطرق أخرى، قد يكون خلع السن في بعض الأحيان هو الحل الوحيد الممكن.
خوف الأطفال من طبيب الأسنان
الخوف من طبيب الاسنان هو شعور ينتشر منذ الطفولة المبكرة إلى درجة أن بعض الآباء يستخدمون طبيب الأسنان كتهديد لهم كي لا يفعلوا أشياء خاطئة. رهاب طبيب الأسنان هو المصطلح الطبي الذي يشير إلى الخوف من طبيب الأسنان، يمكن أن يتحول هذا الشعور إلى رعب حقيقي لدرجة تجعل من المستحيل إقناع الطفل بالخضوع حتى لفحص بسيط وروتيني.
هناك حالات يستغرق فيها الأمر أكثر من ربع ساعة من أجل إقناع الطفل أن يجلس على الكرسي. لذلك، من الضروري أن يعرف الطفل أن زيارة الطبيب هي زيارة عادية وستكون ودودة وآمنة.
لمحاولة التغلب على هذه المشكلة، ينصح بما يلي:
- إذا كنت تخاف من طبيب الأسنان، فحاول إخفاء مشاعرك، لأن خوفك قد يثير مشاعر الخوف عند طفلك أيضًا. إذا كنت لا تستطيع التحكم في قلقك، فابق خارج العيادة.
- غالبًا ما يكون الأطفال المتعبون أكثر توترًا، لذا من الأفضل حجز موعد مع الطبيب في الصباح حين يكون مرتاحًا.
- شتت انتباه طفلك عند الانتظار وحاول جعله يسترخي ويستمتع.
- يساعد إجراء الفحوصات الدورية في سن مبكرة الطفل على تجربة زيارة طبيب الأسنان، ولن تكون هذه الزيارات مرتبطة بالألم أو المرض.
اجعل نظافة الفم عادة يومية لأطفالك
نظافة الفم السليمة ضرورية. خلافا للاعتقاد السائد، فإن الأسنان اللبنية تؤثر على الأسنان الدائمة. يمكن أن تنتقل البكتيريا إلى الأسنان النامية، لهذا، يجب تنظيف أسنان طفلك بالفرشاة بمجرد ظهورها.
حتى عندما يكون الطفل قادرًا على تنظيفها بنفسه، سيظل بحاجة إلى الإشراف حتى يبلغ من العمر سبع سنوات تقريبًا.
تأكد دائمًا من أن طفلك:
- يشرب الكثير من الماء بعد تناول الوجبات.
- ينظف أسنانه مرتين في اليوم لمدة دقيقتين على الأقل في كل مرة.
- ينظف كل سن جيدًا باستخدام فرشاة تناسب فمه.
تعتبر فرشاة الأسنان المخصصة للأطفال مناسبة للخصائص التشريحية لفم الصغار وأسنانهم، وهي تساعد على إزالة البلاك. ويجب استبدال فرشاة الأسنان كل شهرين أو ثلاثة أشهر.
استخدم معجون أسنان يحتوي على الفلورايد. هناك أنواع من معاجين أسنان بالفلورايد تساعد على منع تسوس الأسنان. والتي تحتوي على جرعة من الفلورايد مناسبة لأسنان الأطفال من سن 3 – 7 سنوات، كما تكون ذات نكهة لذيذة يختارها الأطفال. لكن تأكد من أن الطفل حين ينظف أسنانه لا يبتلع المعجون، خاصة إذا كانت نكهة المعجون لذيذة حيث يفضل الأطفال ابتلاعها.
إذا كان بإمكانك تعليم طفلك عادات التنظيف الجيدة هذه، سيكون قادرًا على الاعتناء بأسنانه ولثته وتجنب تسوس الأسنان والتمتع بابتسامة سعيدة وصحية في السنوات القادمة.