كيف يتم علاج الفصام والتعامل مع المرضى؟

يعد الفصام من أكثر الاضطرابات النفسية تعقيدًا وأقلها فهمًا، وهو مرض يتميز بأن له تأثيرًا قويًا على حالة المريض المعرفية والعاطفية والاجتماعية.

تشرح أندريا فاجيوليني، وهي أستاذة الطب النفسي في جامعة سيينا. “التأثير الذي يحدثه المرض على الأسرة هو بنفس القدر الذي يحدثه على المريض، لأن المرضى يقومون بسلسلة من السلوكيات التي تؤثر بشكل مباشر على حياة أسرة المريض”.

يعد مرض انفصام الشخصية أحد أكبر الأعباء على النظام الصحي، ويصنف ضمن أكثر 20 سببًا للإعاقة في جميع أنحاء العالم.

هل يمكن علاج الفصام

في حين قد لا يوجد هناك علاج لمرض الشيزوفرينيا، فإن العديد من الأشخاص المصابين بهذا المرض العقلي يمكن أن يعيشوا حياةً صحية ومنتجة.

يقول كين دوكورث، المدير الطبي للتحالف الوطني للأمراض العقلية في الولايات المتحدة وأستاذ مشارك في كلية الطب بجامعة هارفارد: “يميل المرضى إلى العمل بشكلٍ جيد مع الوقت”.

وتشير تقديرات المعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة إلى أن ما يصل إلى نصف عدد الأمريكيين المصابين بالفصام البالغ عددهم مليوني شخص يمكن أن يتعافوا بشكلٍ كبير أو حتى بشكلٍ كامل إذا ما حصلوا على العلاج.

انتعاش الأشخاص المصابين بانفصام الشخصية يعني أنهم لا يظهرون أي أعراض، ويعيشون في مجتمعهم ويشتركون في فعاليات اجتماعية إيجابية مع الأصدقاء والعائلة. باختصار. يجمع علاج الفصام الناجح بين العلاج الطبي وإعادة التأهيل الاجتماعي والدعم.

كيف يتم علاج الفصام

يجمع علاج الفصام بين 3 أنواع من التدخلات العلاجية وهي:

1. التدخل الطبي

يقول الدكتور داكويرث إن تجربة مرض انفصام الشخصية تختلف من شخص لآخر، مما يجعل العلاج معقدًا. سيحتاج المرضى إلى دعم أكثر أو أقل اعتمادًا على شدة مرضهم.

عناصر التدخل الطبي الناجح هي:

الأدوية المضادة للذهان: هذه الأدوية يمكن أن تساعد في السيطرة على الأعراض أو التخلص منها. إنها تعمل عن طريق تعديل توازن المواد الكيميائية في الدماغ. ولكن لكي تعمل هذه الأدوية بشكل صحيح، يجب على الشخص تناول الدواء تمامًا كما هو موصوف. كثيرون لا يفعلون ذلك: يستهلك ما يقدر بـ 50 إلى 70 في المائة من المرضى في الولايات المتحدة – بغض النظر عن المرض – أدويتهم بشكلٍ غير صحيح.

العلاج في المستشفيات: قد تكون معالجة المرضى في المستشفى ضرورية للأشخاص الذين تتفاقم أعراضهم بشكلٍ كبير. قد يدخل الناس إلى المستشفى إذا ما اعتبروا خطرين على أنفسهم أو على الآخرين. وعندما تستقر الأعراض يتم إطلاق سراح الأشخاص من المستشفى مرة أخرى إلى عائلاتهم والمجتمع.

2. التدخل الاجتماعي

جزء كبير من العلاج الذي يعالج المصابين بالفصام يساعدهم على تعلم وممارسة الأنشطة الأساسية للحياة اليومية. لكنهم يواجهون العديد من التحديات:

يجعل العجز المعرفي من الصعب على الأشخاص المصابين بالفصام التنقل بين وسائل النقل العامة وتحديد الصيدليات المحلية.

قد تجعل الأعراض المعرفية من الصعب على الشخص المصاب بانفصام الشخصية نقل احتياجاته إلى الصيدلي وتذكر تعليمات الصيدلي.

وقد أثبتت الدورات التدريبية الموجهة لتدريس هذه المهارات في البيئات الحقيقية والمجتمعية أنها تعزز هذه المهارات الحياتية.

3. العلاج الداعم

العلاج الداعم هو استراتيجية شاملة لعلاج الأمراض العقلية تستخدم فريقًا من الأطباء النفسيين والممرضين والعاملين الاجتماعيين ومستشاري الأدوية ومستشاري إعادة التأهيل ومستشارين مهنيين يعملون مع المرضى في منازلهم ومجتمعاتهم. هذا النموذج فعال للغاية في منع الحاجة إلى دخول المستشفى.

كما يمكن للدعم المقدم من العائلة والأقران أن يلعب دورًا كبيرًا في عملية الشفاء.

على الرغم من أهمية الدواء في خطة العلاج، إلا أنه من الضروري عدم التغاضي عن الهدف الآخر للتعافي وهو، إعادة دمج الأشخاص المصابين بالفصام في مجتمعاتهم المحلية للسماح لهم بالعيش حياة صحية ومنتجة.

هل يمكن التعايش مع مرض الفصام؟

في الماضي، كان الفصام يعتبر إعاقة. يوجد اليوم العديد من العلاجات والاستراتيجيات لتعلم كيفية التعايش مع هذا المرض، مما يضمن تقليل الأعراض وتقليل الآثار الجانبية وتحسن نوعية الحياة. يكمن مفتاح نجاح العلاج في انتظام نمط الحياة والالتزام بالعلاج.

معظم المرضى يمكنهم أن يعيشوا حياة طبيعية نسبيًا طالما أنهم يعالجون بشكل مناسب ويحافظون على أنماط حياة صحية.

لقد تطور العلم على مر السنين، واليوم تتوفر علاجات فعالة قادرة على تحقيق سيطرة جيدة على الأعراض مع آثار جانبية بأقل قدر ممكن على حياة المريض.

للحفاظ على استقرار المرض وتحسين التشخيص، من الضروري أن يخضع المريض لسلسلة من العلاجات بشكلٍ منتظم.

إن الالتزام بالعلاجات الموصوفة، سواء الدوائية أو التأهيلية، والحفاظ على نمط حياة صحي، والقيام بالأنشطة اليومية في الخارج وفي المنزل، هي أساس التعايش مع ضمان عدم حصول انتكاسات.

نصائح لتحسين نمط حياة المرضى

أظهرت العديد من الدراسات أن النظام الغذائي غير المتوازن واستهلاك التبغ والكحول وقلة ممارسة الرياضة تساهم في تدهور الصحة العامة.

ممارسة الرياضة، بالإضافة إلى الفوائد الصحية العامة، يمكن أن تساعد أيضًا في تحسين الحالة المزاجية والتركيز وتقلل القلق والتوتر، وتعزز احترام الذات.

تساعد التمارين الجماعية، مثل مباريات كرة القدم أيضًا في التعرف على أشخاص جدد، مما يقلل من العزلة ويحسن المهارات الاجتماعية. يمكن أن تساعد التمارين الأخرى، مثل اليوجا والتأمل في تسهيل الاسترخاء.

يجب ألا يكون أي تمرين صعبًا جدًا من الناحية الفنية، وقبل كل شيء ممتع. يجب أن تبدأ ببطء وحذر، ومن المهم استشارة الطبيب قبل البدء في برنامج التمرين.

نحن نشجعك على تبني أسلوب حياة صحي، واكتساب العادات الموضحة أدناه:

نظام غذائي صحي ومتوازن

غني بالألياف والخضروات والفواكه، والتي يمكن أن تحسن الشعور بالراحة مع بقاء الوزن تحت السيطرة.

نشاط بدني معتدل

الحفاظ على اللياقة أمر مهم لتحسين الصحة العامة، ولكن له أيضًا تأثير كبير على تحسين الحالة المزاجية.

العمل والهواية

إن القيام ببعض الأعمال (طوعية أو مدفوعة الأجر)، أو حضور دورة أو ندوة، أو ممارسة هواية، كلها أنشطة يمكن أن تساعد في تطوير الشعور بالرضا وتحسين الصحة النفسية بشكل عام.

تجنب الظروف العصيبة

من المهم محاولة السيطرة على التوتر وتجنب ضغوط البيئة الخارجية.

تكوين صداقات

يجب على المريض تجنب العزلة الاجتماعية. قد يجعلك الاتصال بالآخرين تشعر بالرضا.

حاول بناء علاقة جيدة مع طبيبك ومقدمي الرعاية والعائلة. حتى تشعر براحة أكبر عند الحديث عن مشاكلك، وسيساعدك الآخرون بالتأكيد في إيجاد حل.

تجنب استهلاك الكحول والمخدرات

المخدرات (القنب – الكوكايين إلخ) وشرب الكحول لا يجعلك تشعر بالتحسن، بل على العكس من ذلك، تجعل حالتك أسوأ. يمكن أن تسبب اضطرابات ذهانية وتتفاعل أيضًا مع الأدوية، مما يجعل حالتك العامة أسوأ ويسبب انتكاسات. يمكن أن يؤدي الانتكاس إلى الحاجة إلى زيارة غرفة الطوارئ أو البقاء في المشفى لبعض الوقت.

نم جيدا

النوم 7 – 8 ساعات في الليلة. وتجنب الكافيين. وممارسة الرياضة ومحاولة تجنب القيلولة أثناء النهار.

إذا كنت تواجه مشكلة في النوم، فمن الضروري زيارة طبيبك.

تجنب الانتكاسات

يمكن أن تكون عواقب الانتكاس على مرض انفصام الشخصية خطيرة للغاية، يزداد خطر الانتكاس إذا توقف المريض عن العلاج الدوائي أو إذا تم أخذ العلاجات بشكلٍ غير منتظم.

تؤدي كل حلقة من الانتكاس إلى تأثير كبير على الحياة والحالة الوظيفية والمعرفية.

يكون التعافي بطيئًا بعد كل انتكاسة، وفي بعض الحالات لا يمكن استعادة بعض الوظائف السابقة.

لهذا السبب يجب تجنب الانتكاسات، ولكي تكون قادرًا على منعها من المهم أن تتعلم كيفية التعرف على علامات التحذير.

الانتكاسات بحد ذاتها هي علامات على وجود خطأ ما. ومع ذلك، لا يتم الإبلاغ عن العديد من الحلقات على الفور وغالبًا ما يمر الوقت حتى يصبح الوضع لا يطاق.

في بعض الأحيان، يجد الأشخاص المصابون بالفصام أن حالتهم تزداد سوءًا وأنهم قد يصابون بانتكاسة، لكنهم لا يستطيعون دائمًا فعل شيء حيال ذلك.

يمكن أن تكون الأسباب الرئيسية للانتكاس ما يلي:

  • لا يتم أخذ العلاج بشكل صحيح، لا يأخذ المريض العلاج بالطريقة التي يحددها الطبيب.
  • قلة الوعي بالمرض، يعتقد المريض أنه لا داعي لمواصلة العلاج.
  • يمكن أن يؤدي تناول المواد (المخدرات أو الكحول بكثرة) إلى تفاقم الأعراض.
  • يمكن أن تؤدي الضغوطات في الحياة اليومية أيضًا إلى تفاقم الأعراض والانتكاس.

يمكن للأصدقاء والعائلة مساعدة المريض في تحديد علامات الانتكاس مبكرًا.

إذا ظهرت أعراض معينة تسمى “العلامات التحذيرية”، فمن المهم أن يتم إخبار الطبيب على الفور.

علامات التحذير

في بعض الأحيان، يجد الأشخاص المصابون بالفصام أن حالتهم تزداد سوءًا وأنهم قد يصابون بانتكاسة، لكنهم لا يستطيعون دائمًا فعل شيء حيال ذلك.

إذا لاحظت أيًا من هذه الأعراض على المريض، فتحدث إلى الطبيب:

  • عدم النوم أو تغيرت أنماط نومك.
  • التوقف عن أخذ العلاج.
  • يعاني المريض الكثير من القلق أو التوتر أو الخوف.
  • يشعر بالضيق الشديد والقلق.
  • لا يريد رؤية الأصدقاء أو أي شخص آخر.
  • لا يريد النهوض من السرير.
  • يشعر بالحزن، لا يحب أي شيء، لا يوجد شيء يثير اهتمامه.
  • ليس لديه شهية.
  • الشك، كأن يعتقد أن الآخرين يتحدثون به بشكل سيء.
  • يسمع أصوات غير حقيقية.
  • لا يمكنه التركيز.
  • عندما يغادر المنزل، ينتابه شعور بأن الجميع يلاحقونه.
  • يأخذ مخدرات أو عقاقير أو مواد سامة.
  • يتغير سلوكه بشكلٍ ملحوظ.

المصدر

الجمعية الإيطالية للطب النفسي

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله