ما هو القلق النفسي؟ وما هي أعراضه وأنواعه؟

أسباب القلق النفسي

القلق النفسي هو عنصر أساسي من مكونات الحالة الإنسانية التي يمر بها الإنسان عالمياً، ولكن أحيانًا ينتج عنه الكرب وردود فعل سلبية أخرى، ثم يصبح مرضيًا ومن الضروري اللجوء إلى العلاج النفسي للتمكن من محاربة القلق والتغلب عليه بنجاح.

كما إن القلق هو رد فعل عاطفي طبيعي للمنبهات أو المواقف التي ندرك فيها أن شيئًا ما يهدد سلامتنا، كآلية مراقبة للجسم، فهي تساعدنا على إدراك المخاطر المحتملة وبالتالي تلعب دورًا وقائيًا لنا. وتعمل هذه الآلية عن طريق إحداث سلسلة من التغييرات في أجسامنا تساعدنا في إدارة المواقف التي تنطوي على مخاطر القلق.

الأعراض الشائعة للقلق النفسي

القلق ظاهرة معقدة تنطوي على جوانب مختلفة من الشخص ومنها:

على المستوى الفسيولوجي:

على المستوى المعرفي والعاطفي:

  • العصبية أو الكرب.
  • الأفكار الكارثية أو السلبية.
  • الأفكار الهوسية.
  • صعوبات التركيز أو إبقاء العقل فارغًا.
  • النسيان المتكرر والشتات.
  • القلق المفرط.
  • الأفكار المتسارعة وصعوبة اتخاذ القرارات.
  • الغضب وتبدد الشخصية والابتعاد عن الواقع.

على المستوى السلوكي:

  • تجنب المواقف.
  • اليقظة المفرطة.
  • التغيرات في أنماط النوم أو الأكل.
  • الانسحاب في العلاقات الاجتماعية، وعدم التحكم في ردود الفعل.

أسباب القلق النفسي

ومن أسباب القلق النفسي المخاطر التي يتعين علينا مواجهتها، وهي ذات طبيعة اجتماعية، فنحن قلقون بشأن عدم الاكتفاء والفشل، وخيبة أمل الآخرين أو أنفسنا، ووجود ردود أفعال خارجة عن إرادتنا، وما إلى ذلك، وبالنسبة لهذه التهديدات، فإن ردود فعل القتال أو الهروب لا تستحقنا كطريقة لإدارة الموقف. حيث أن القلق والأعصاب بصرف النظر عن تفعيل آلية الإشراف المطبق بطريقة خاطئة.

 ومن العوامل الأخرى المرتبطة بتطور القلق النفسي:

  • هناك دراسات تربط تطور اضطرابات القلق النفسي بالوراثة. وفي عام 2001م، ربط مجموعة من الباحثين من مستشفى ديل مار، اضطرابات القلق بالكروموسوم 15. واكتشفوا أن الأشخاص الذين يعانون من القلق لديهم منطقة مزدوجة من هذا الكروموسوم.
  • العامل الآخرالمرتبط بتطور القلق النفسي وهو المزاج. أي أن الأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم يتصفون بالكمال، والأشخاص الذين يشعرون بالإحباط هم أكثر عرضة لتطوير اضطرابات القلق.

اضطراب القلق النفسي

يقول بعض الناس إنهم يشعرون بأعراض مزعجة، والبعض الآخر يشعرون بتوتر الأعصاب، والبعض الآخر يشعر بآلام في المعدة والبعض الآخر يشعرون بعدم الراحة الداخلية ولا يعرفون كيفية تحديدها أو شرحها.

فسيولوجيا القلق النفسي هي تنشيط الفرع الودي للجهاز العصبي اللاإرادي (ANS)، وهذا التنشيط يسبب سلسلة من التغيرات الفسيولوجية التي تهدف إلى تحضير الجسم لأداء بدني أو فكري أكبر. وهي استجابة طبيعية من الجسد ولا يوجد فيها ما يجعلنا نخاف منها. إنه شيء يحدث لنا عشرات المرات كل يوم ولا نكاد ندركه.

أنواع القلق النفسي

في اضطرابات القلق النفسي يمكننا أن نجد مظاهر مختلفة اعتمادًا على نوع التهديد المتصور.

اضطراب الهلع:

وهو ظهور مفاجئ لخوف شديد أو انزعاج شديد يصل إلى أقصى تعبير له في دقائق. أثناء نوبات الهلع والخفقان وسرعة ضربات القلب والتعرق والارتعاش والشعور بالاختناق والغثيان أو تشنجات في البطن والشعور بالدوار وعدم الاستقرار أو الإغماء والشعور بالخدر أو الوخز، والشعور بعدم الواقعية، والخوف من فقدان السيطرة، وأيضًا الخوف من الموت. تولد هذه المواقف لدى الشخص خوفًا من المعاناة من هذه الأعراض مرة أخرى.

رهاب الخلاء أو القلق الشديد:

يظهر هذا النوع في المواقف التي يعتقد فيها الشخص إنه من الصعب الهروب منها، أو عدم التمكن من الحصول على مساعدة. ولهذا السبب يتجنب الشخص القيام بنشاطاته في هذه الأماكن أو يحتاج إلى وجود رفيق ليتمكن من مواجهتها. ومنها:

الرهاب الاجتماعي الخوف أو القلق الشديد:

في موقف أو أكثر من المواقف الاجتماعية، التي يتعرض فيها الشخص للآخرين. ويظهر الشخص خوفًا غير متناسب من التصرف بطريقة معينة أو إظهار أعراض القلق التي يمكن للآخرين تقديرها بشكل سلبي. ويكون رد الفعل على هذه المواقف هو تجنبها خوفًا من الرفض.

الرهاب المحدد:

وهو من أنواع القلق النفسي الناجم عن شيء أو موقف معين، مثلًا الخوف من الطيران والمرتفعات والحيوانات، الحقن ، رؤية الدم .. إلخ). ويعتبر الخوف من هذه المواقف لا يتناسب مع الخطر الحقيقي الذي تنطوي عليه، مما يدفع الشخص إلى تجنب الموقف أو مقاومته. وإذا لم يكن بالإمكان تجنبها، فإن الشخص يعيش في قلق شديد من هذا الموقف.

اضطراب القلق المعمم:

وهو نمط من القلق المفرط المرتبط بمختلف جوانب الحياة، والذي يسبب حالات من الأرق والعصبية، ويحدث الكثير من التعب، وبالتالي بقاء العقل يعمل بشكل مستمر وفقدان التركيز، وتوتر العضلات، وبالتالي مشاكل في النوم والتهيج.

اضطراب الوسواس القهري:

اضطراب الوسواس القهري هو تجربة الأفكار أو الدوافع أو الصور المتكررة التي تظهر بشكل وساوس، مسببة قلقًا شديدًا. ويحاول الشخص قمع هذه الأفكار أو تحييدها بأفكار أو أفعال (قهرية) أخرى يقضي فيها عادةً وقتًا طويلًا، والتي تتداخل عادةً مع الأنشطة اليومية. ويظهر في حالتين هما:

  • إجهاد ما بعد الصدمة ذكريات مؤلمة متكررة وغير إرادية للأحداث الصادمة مصحوبة بتجنب المنبهات أو المواقف التي قد تستدعي جوانب من الحدث الصادم.
  • في الوقت نفسه، هناك حالة عاطفية سلبية مستمرة، مثل الخوف أو الرعب أو الغضب أو الشعور بالذنب أو الخزي التي تؤدي إلى انخفاض كبير في الاهتمام أو المشاركة في أنشطة ذات مغزى وإلى الانفصال عن الآخرين.

هيبوكوندريا:

القلق المفرط والمستمر بشأن احتمال المعاناة أو المعاناة من مرض، بناءً على التفسير الشخصي للأحاسيس الجسدية. وهذه الأحاسيس الجسدية التي قد تكون طبيعية يتم تفسيرها بطريقة كارثية، والتي بدورها تزيد من القلق والأحاسيس الجسدية المرتبطة بعملية القلق والتي سيتم تفسيرها مرة أخرى بطريقة كارثية.

ديسمورفوفوبيا:

وهو نوع من القلق يظهر فيه الشخص الاهتمام بواحد أو أكثر من العيوب في المظهر الجسدي، التي لا يمكن ملاحظتها أو التي تبدو غير مهمة للآخرين. واستجابة لهذا القلق، يقوم الشخص بسلوكيات متكررة أو أفعال عقلية. حيث يسبب هذا القلق انزعاجًا أو ضعفًا كبيرًا في الأماكن الاجتماعية أو المهنية أوغيرها.

اضطرابات الانفصال:

الخوف المفرط أو القلق غير المناسب لمستوى تطور الفرد من انفصاله عن من يشعر بالتعلق به. وهناك قلق مفرط بشأن احتمال فقدان أكثر الشخصيات ارتباطًا أو احتمال تعرضهم لأضرار محتملة، مثل المرض أو النكبات أو الوفاة. يتجلى هذا القلق عند الأطفال في الخوف من الضياع أو التعرض لحادث أو المرض الذي يتسبب في الانفصال عن شخصية شديدة الارتباط.

عواقب القلق النفسي

عواقب القلق النفسي

اعتمادًا على درجة القلق التي يعاني منها الشخص، سيكون التأثير على الحياة اليومية أكثر وضوحًا وسيكون التدخل في حياتهم اليومية أكبر. لدرجة أن الأشخاص الذين يعانون من القلق يتجنبون أو يشعرون بأنهم غير قادرين على الخروج إلى الشارع أو التفاعل مع الآخرين.

ومن ناحية أخرى، غالبًا ما يكون القلق مصحوبًا باضطرابات مزاجية، مما يجعل صورة القلق أسوأ. وكل هذا يستلزم موقفًا يكون فيه الشخص في حدود قوته وطاقته، مما يجعل أي موقف مربكًا ويشعر بأنه غير قادر على إدارته. ويؤدي هذا القلق إلى الشعور بالعجز وتدهور احترام الذات.

ما هو أصل القلق النفسي؟

كثير من الناس عند معاناتهم من مشكلة نفسية، يعتقدون أن القلق هو المشكلة الرئيسية، لكنه ليس كذلك. لكن القلق بالنسبة للنظام النفسي هو الألم بالنسبة للنظام المادي، أي للجسد .وإذا شعرنا بألم جسدي في أي جزء من الجسم، فهذا يعني أن هناك شيئًا ما خطأ. يخبرنا الألم أن شيئًا ما يحدث وعلينا إصلاحه.

وإذا كان الألم شديدًا جدًا أو طويلًا جدًا، نذهب إلى الطبيب ليس لمعالجة الألم فقط، ولكن لمعرفة ما هو الخطأ، وعلاج هذه المشاكل، وليس الألم. مثلًا: القلق ليس مشكلة في حد ذاته، لكن القلق يحذرنا من وجود خطأ ما في النظام النفسي وبالتالي يجب معالجته.

ماذا يعني أن شيئًا ما خاطئ في النظام النفسي؟

هذا يعني عدة أشياء، مثلًا يمكن أن يكون لقلق الدراسة أعراض مرتبطة بأمراض نفسية مختلفة، مثل الاكتئاب والهواجس ولإجهاد اللاحق للصدمة وبعض اضطرابات الشخصية و الإدمان.. إلخ.

يعني أن لدينا مشكلة عاطفية، مثل الخوض في مبارزة، وأننا نمر بوقت أزمة شخصية أو تغيرات عاطفية، وأن لدينا علاقات عاطفية معقدة لا نعرفها أو لا يمكننا التعامل معها.

كيف يؤثر القلق علينا

أن القلق في حد ذاته ليس خطيرًا، لكن القلق أمر مزعج وغير مريح، لكنه لا ينطوي على خطر حقيقي للموت، وهو ما يعتقده كثير من المرضى الذين يعانون من القلق وأنه ينتج عنه خوف شديد. ويمكن أن يتحول الخوف من القلق إلى مرض يسمى الرهاب والذي يجب تجنبه قدر الإمكان. ويتم تجنب هذه الحالة المرضية من خلال وجود رؤية واقعية وموضوعية لما يعنيه القلق.

الأعراض الجسدية الناتجة عن القلق النفسي:

تنشيط الفرع الودي من الجهاز العصبي المحيطي هي: الإثارة، الخفقان، المرض، دوخة وعدم الاستقرار، عدم ارتياح، والتعرق والارتعاش. ومن بين أمور أخرى للقلق الأعراض النفسية، التي تكون مرتبطة بعدم الأمان ومخاوف الرهاب الشعور بتبدد الشخصية الشعور بعدم الواقعية، بالإضافة إلى سلوكيات أو عادات عصبية، قلة التركيز صعوبات الحفظ ونفاد الصبر والاندفاع.

علاج القلق النفسي

يهدف علاج القلق إلى تقليل أعراض القلق الجسدية التي تحدث في وجود محفز القلق، لذلك لدينا تقنيات فعالة مثل:

  • الاسترخاء أو اليقظة.
  • نعالج أيضًا تلك الأفكار الكارثية التي هي أساس اضطراب القلق والتي تنطوي على تضخيم التهديد والعواقب التي يتصورها الشخص الذي يعاني من القلق.
  • العمل على إدارة المنبهات المسببة للقلق مع العلاج، بالتعرض للسيطرة على تفاعلات القلق في وجود المنبهات التي تولدها.
  • دعم علاج القلق بتقنيات لاستعادة احترام الذات أو إدارة الإجهاد أوأي علاج آخر ضروري لجعل الشخص يستعيد السيطرة الكاملة على تلك المجالات من حياته التي قد تدهورت.

كيف يمكنك التخلص من أعراض القلق أو تحسينها؟

يوصى بإتباع ما يلي:

  • القيام بالتمارين البدنية، إنها بلا شك استراتيجية جيدة لتقليل القلق.
  • يوصى بتمارين التنفس، كأولئك الذين يمكنهم تعليمك اليوجا.
  • نظم وقتك وقم بعمل تخطيط أسبوعي لأهم مشاكلك لتجنب تداخل مهامك معك وبهذه الطريقة لا يظهر القلق.
  • حاول القيام بأنشطة تخرجك من الروتين والأفكار التي تزعجك. مثل القيام بنزهة على الأقدام أو رحلة إلى البلد أو الشاطئ، أو لمشاهدة فيلم.. إلخ.
  • حضور التجمعات الاجتماعية والتواصل مع الناس.
  • استشاره الطبيب النفسي.
  • اتباع نظام غذائي صحي ومتنوع ومغذي.
  • تجنب تعاطي المخدرات.
  • لا تصمت، تكلم عن مشاكلك وشاركها مع شخص تثق به.
  • حاول التفكير قبل أن تتصرف، بغض النظر عن مدى قلقك.

في النهاية..

القلق هو أحد أكثر المشاكل النفسية انتشارًا في يومنا هذا. لذلك نلاحظ أن مزيلات القلق هي من بين الأدوية الأكثر استخدامًا في العالم، وأن الاستشارات مع الأطباء أو علماء النفس لأسباب تتعلق بالقلق آخذة في الازدياد، والإجازات المرضية الناجمة عن القلق أو مظاهره المختلفة كثيرة جدًا. ويتزايد عدد العلاجات البديلة لمكافحة القلق أو الأعصاب أو الانزعاج يومًا بعد يوم.

المراجع

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله