أسرار التجارة الناجحة لكل من يفكر في إطلاق مشروعه التجاري

التجارة هي الأساس لأي اقتصاد ولكل الأنشطة الاستثمارية والمهنية التي تهدف للربح، الكثيرين يدخلون هذا المجال، قلة من يتمكنون من الاستمرار والنجاح والغالبية لا يتمكنون من ذلك. والبعض الآخر يخشى حتى التجربة في المجال.

فما هي الوصفة التي تمكّن قلة فقط من تأسيس مشاريعهم التجارية الخاصة والنجاح، ولا يعرفها آخرون فيفشلون؟

في الحقيقة لا يوجد وصفة سحرية لتأسيس التجارة الناجحة وإنما الأمر يعتمد على الشخص ذاته واستعداداته لذلك وإذا ما كان يمتلك الخبرة والمعرفة والدراية، هذه الأمور مجتمعة يمكن أن تشكل مجموعة من القواعد والمبادئ التي يعمل وفقها التاجر لتحقيق المنفعة والوصول إلى أهدافه التي يسعى لها من وراء تجارته.

لذلك جمعنا لك في هذه المقال مجموعة من النصائح والإرشادات التي أطلقنا عليها أسرار التجارة الناجحة والتي يمكنها أن تساعدك في حال الالتزام بها لممارسة التجارة الناجحة التي يطمح لها أي مستثمر.

10 من أهم أسرار التجارة الناجحة

[bs_smart_list_pack_start][/bs_smart_list_pack_start]

اعمل وفق خطة دائمًا

10 من أهم أسرار التجارة الناجحة

خطة التجارة عبارة عن مجموعة من القوانين والمبادئ التي يلتزم فيها التاجر في كل ما يتعلق بأنشطته التجارية، حيث من شأن الخطة أن تساعده على اتخاذ القرارات الصحيحة، يعرف كيف ومتى وأين يقوم بالعمليات التجارية. وهي أشبه ما تكون بخطة شخصية للتاجر.

ويمكن أن تشمل الخطة كل العناصر التي يرى التاجر بأنه من الضروري أخذها بالحسبان أو يمكن أن تساعده في عملياته التجارية مثل:

  • الدافع، لماذا تتاجر؟ وما هي أسبابك من وراء ذلك؟
  • مخطط زمني
  • الهدف وما الذي تسعى لتحقيقه من وراء تجارتك
  • مدى قدرتك على المخاطرة
  • رأس المال الذي تخصصه للتجارة
  • قواعدك الخاصة بشأن إقدامك على المخاطرة
  • السوق الذي ستنشط فيه وتمارس أعمالك التجارية
  • استراتيجيتك

وكما قلنا يمكن أن تختلف خطة التجارة من تاجر لآخر وبحسب الاستراتيجية التي يسعى للعمل وفقها وطبيعة الأنشطة التجارية.

الأهم هو أن يمتلك التاجر خطة واضحة مكتوبة يعمل وفقها لتحدد له الإطار العام لأنشطته التجارية بحيث يتمكن من اتخاذ القرارات الصحيحة وفقًا لهذه الخطة، والتي من شأنها أن تلعب دورًا مهمًا في نجاح التجارة ككل وتجنب الأنشطة التجارية العشوائية ومخاطرها.

تجارتك هي مشروعك الخاص

حتى لو كنت تتخذ التجارة كعمل جانبي إلى جانب وظيفتك أو مهنتك التي تمارسها وتتخذها كعمل رئيسي، فلا بد من اعتبار التجارة التي تمارسها كمشروع خاص بك، ويتوجب عليك العمل عليه بحرص وإتقان وتفاني.

ولا تنسى إن المشاريع تحتاج إلى تكاليف، تتمثل في ضرائب، نفقات إدارة وتشغيل، أتعاب مساعدين قد يعملون معك على المشروع، هذا إلى جانب ما يتطلبه العمل على مشروعك من وقت وضغط وتعب وتوتر وإجهاد قد تواجهه خلال المراحل المختلفة التي يمر بها المشروع.

وكل هذه الأمور قد تواجهها في أنشطتك التجارية، لذلك من الضروري أن تتعامل مع التجارة كمشروعك الخاص. كذلك عندما تعمل على مشروعك الخاص سيكون لديك نسبة مخاطر بأن المشروع قد يفشل، قد لا تتمكن من تحقيق أرباح في الفترة الأولى، أو قد تضطر لإغلاق المشروع كليًا لسبب ما، وكل هذه الأمور قد تحصل في التجارة أيضًا.

استفد من المزايا التي توفرها التكنلوجيا

أسرار التجارة الناجحة لكل من يفكر في إطلاق مشروعه التجاري

 

سهلت اليوم التكنلوجيا الكثير من أمور الحياة، سواء أمورنا الشخصية أو جوانب حياتنا الأخرى المهنية والاقتصادية والمعيشية، ويمكن للتكنلوجيا في كثير من الأحيان أن تسهم بشكل كبير في تغيير مسار الأمور بشكل كلي. لذلك من الضروري استغلال ما تتيحه لنا التقنيات اليوم في سبيل إنجاح مشاريعنا وأعمالنا المختلفة.

فيمكنك اليوم على سبيل المثال أتمتة العديد من مراحل العملية التجارية لتكون عبر الإنترنت والتقنيات التي يتيحها، البيانات المتوافرة اليوم على الإنترنت من شأنها مساعدتنا على تتبع الحركة الشرائية للمستهلكين وتوقع صعودها وهبوطها في ظروف وفترات مختلفة، وبالتالي من شأن ذلك أن يلعب دورًا مهمًا في اتخاذ القرارات الصحيحة لصالح تجارتنا.

كذلك يمكنك من خلال التكنلوجيا تحويل الإحصائيات والمعلومات إلى بيانات مصورة يسهل قراءتها وفهمها والاطلاع عليها وتحليلها بالشكل الصحيح. هذا بالإضافة إلى إمكانية إدارة أنشطتك التجارية عبر الإنترنت مباشرةً ومن أي مكان دون ضرورة التقيد بمكان وزمان محدد.

ناهيك عن أنواع وأشكال من التجارة يمكنك ممارستها بشكل كامل عبر الإنترنت من وراء شاشة حاسوبك فقط، مثل التجارة الإلكترونية، وتداول الفوركس.

حماية رأس المال

حماية رأس المال تتعلق بكيفية إدارة رأس المال لديك، وكيفية تجنب خسارته أو حتى تعريضه للخطر، صحيح أن أي مشروع أو تجارة لا بد أن يكون فيها نسبة مخاطرة، ولكن برغم ذلك يجب دراسة أي قرار يتعلق برأس المال قبل اتخاذه والإمعان فيه من كل النواحي، لأن رأس المال بالنسبة لأي تاجر هو كل شيء وفي حال خسارته فهذا يعني موت المشروع.

لذلك حاول قدر الإمكان تجنب أي قرارات غير مضمونة النتائج، نسبة المخاطر يجب أن تكون دائمًا في الحدود الدنيا، أما تلك الأنشطة التجارية التي تشتمل على نسبة مخاطر عالية فمن الأفضل تجنبها خاصة في المراحل الأولى من تجارتك وحين يكون كامل رأس المال في سلة واحدة.

يمكنك تأجيل أنواع التجارة التي تشتمل على مخاطرة كبيرة إلى وقت لاحق عندما يزداد رأس المال لديك ويكون صار عندك أكثر من نشاط تجاري واحد، عندها خسارة في جانب واحد لن تؤثر على الجوانب الأخرى في تجارتك ويمكنك الاستمرار.

تعلم من السوق

عندما يتعلق الأمر في التجارة الناجحة فأن السوق هو معلمك الأول، التجار المحترفون يعرفون هذا جيدًا ويدركون بأنه من غير الممكن للتاجر أن يتوقف عن التعلم. خذ باعتبارك أن تعلم السوق وتعقيداته عملية طويلة الأجل ومستمرة ولا يمكن أن تصل لمرحلة تكون تعلمت فيها كل شيء عن السوق والتجارة فيه.

خاصةً أن الأنشطة التجارية يمكن أن تتأثر بكل شيء، قرارات حكومية جديدة، تغير سعر العملة، تحديات جديدة في الدولة، دخول تاجر كبير للسوق، أو حتى الطقس يمكن أن يؤثر على الأنشطة التجارية في السوق، لذلك لا بد للتاجر أن يكون ذو حس عالٍ، سريع البديهة، ويمتلك قدرة عالية على متابعة التفاصيل والانتباه لكل للحقائق والتعلم منها قدر الإمكان.

حتى يتسنى له لاحقًا توظيف كل هذه الخبرات لصالح أنشطته التجارية وأعماله لتوسيعها واستثمار السوق بطريقة أفضل لتحقيق مزيد من الأرباح.

خاطر فيما يمكنك تحمله فقط

في حال كنت مبتدئ في مجال التجارة فمن الضروري أن تتعلم كيف تخاطر فيما يمكنك تحمله فقط، وإلا فأن عدم معرفتك بذلك لن يصل بك إلى أي شكل من التجارة الناجحة التي تسعى لها.

من الضروري أن تعرف أن رأس المال الذي تملكه بمجرد إدخاله في مجال التجارة فهذا يعني أنه دخل في مرحلة الخطر، حتى لو كنت تعتقد أن مجال تجارتك آمن تمامًا، فنسبة المخاطرة موجودة دائمًا، لذلك خاطر فيما يمكنك تحمله فقط.

هذا يعني أنه لا يجب عليك المتاجرة في مبلغ من المال لا تملكه مثل المبالغ التي قد توجد لديك كأمانة لشخص ما وبصفة مؤقتة، في حال كنت تملك مبلغ من المال تحتفظ به كنفقات علاج لأحد أفراد الأسرة مثلًا فلا يجب أن تخاطر به، كذلك الأمر بالنسبة لأقساط الدراسة لأبنائك مثلًا، مدخرات زوجتك وما شابه ذلك، فهذه الأموال لا تحتمل المخاطرة بها.

تعلم متى تتوقف عن الخسارة

من أسرار التجارة الناجحة أن تتعلم متى تتوقف عن الخسارة، كل تاجر لديه فلسفته الخاصة في التجارة التي يقوم بها، ومنها مدى استعداده للمخاطرة، قد يكون استعدادك للمخاطرة نسبة مئوية أو مبلغ محدد من المال، وعندما تصل في الخسارة لهذه النسبة أو هذا المبلغ فلا بد من التوقف عند هذه النقطة.

لنفترض مثلًا أنك دخلت في صفقة تجارية ما، وقمت من البداية بتحديد مدى استعدادك للمخاطر، وذكرت أنك مستعد للمخاطرة بخسارة 2% من رأس المال، هذا يعني أنه في حال لم تجري أمور الصفقة على ما يرام فأنت مستعد لإتمامها حتى النهاية، وحتى لو خسرت 1% من رأس المال المستثمر في الصفقة فلا مشكلة لديك في ذلك وحتى لو وصلت الخسارة إلى 2% من رأس المال لا مشكلة في ذلك لأنك قلت إنك مستعد لذلك، ولكن عندما تصل نسبة الخسارة إلى 3% فلا بد من التوقف.

هذا المقصود بتعلم متى تتوقف عن الخسارة. وحتى لو كنت تعتقد بأنك ستعوض الخسارة لاحقًا فأنه لا ينصح بهذا النوع من التجارة لأنه في الغالب أمر التعويض لن يكون مضمون وقد تخسر أكثر، لذلك يجب أن يكون لديك دائمًا نقطة تتوقف فيها عن الخسارة.

تعلم متى توقف مشروعك

تعلم متى توقف مشروعك

ذكرنا أنه يتوجب عليك اعتبار تجارتك كمشروع والتعامل مع الأمر على هذه الأساس، وفي المشاريع دائمًا هناك احتمالية لوقف المشروع وإنهاءه بشكل كلي، وكذلك الأمر بالنسبة للتجارة. وهناك العديد من الأسباب التي يمكن أن تدفعك لوقف مشروعك.

قد لا تتمكن من تنفيذ الخطة التي كنت وضعتها بشكل كامل وصحيح، قد تتغير الظروف التي صار عليها وضع السوق عن تلك التي كانت في البداية، مثل هبوط مفاجئ في الأسعار، تغير الظروف الاقتصادية، أو أية عوائق أخرى خارجة عن إرادتك يمكن لها أن تدفعك للخروج من السوق ووقف مشروعك.

لذلك من الضروري بصفتك تاجر أن تعرف متى يجب عليك التوقف وإنهاء المشروع، حتى تتجنب الخوض في أنشطة لا طائل منها أو تزيد من احتمالية المخاطر والخسائر.

ولكن ليس دائمًا قرار الانسحاب هو الحل الوحيد، بل قد يكون أحيانًا إعادة رسم الخطة هو الحل الأمثل، إعادة تحديد الأهداف أو الاستراتيجية، أو إعادة هيكلة العملية التجارية ككل، خاصة عندما يكون العيب في العملية نفسها وليس في السوق.

التركيز

من أبرز أسرار التجارة الناجحة هو قدرتك على التركيز الجيد فيما تقوم به من أنشطة تجارية، التركيز الجيد يعني قدرتك على متابعة أمور تجارتك بشكل عملي، التعلم من أخطاءك، اتخاذ القرارات الصحيحة بالاعتماد على الأرقام والبيانات والنتائج، تفهمك أن خسارة صفقة لا يعني خسارة التجارة ككل، وكذلك ربح صفقة ليس إلا خطوة من سلسلة خطوات في طريقك لتأسيس التجارة الناجحة التي تسعى لها.

التركيز

بمجرد تقبل التاجر إلى أن الخسارة جزء من مشروع التجارة يجعله ذلك أكثر ثباتًا في تقبل الظروف الطارئة والأمور غير المتوقعة، ومن ثم الاستمرار وعدم الاستسلام لصدمة هنا أو هناك. كذلك التركيز يعني تحديد أهداف واقعية ممكنة وقابلة للتنفيذ والتحقق وتجنب المبالغة في ذلك أو تحديد أهداف صعبة أو غير ممكنة الحدوث.

لا تخالف قوانينك

يمكن اعتبار هذا السر كمبدأ لكل الأسرار السابقة، وإلا فلا معنى لكل ما ذكرناه في هذه القائمة من الأسرار بدون الالتزام به وتطبيقه بالشكل الصحيح، فالتجار المحترفون يعرفون جيدًا أن قوانينهم ومبادئهم التي يعملون وفقها هي أساس كل أنشطتهم التجارية وما يحققونه فيها من نجاح ولا يجب مخالفتها أبدًا.

لذلك جعلنا هذه النصيحة لنختم بها هذه القائمة من النصائح والأسرار لكل من يريد دخول مجال التجارة ويسعى لتأسيس مشروعه التجاري الخاص والنجاح فيه.

[bs_smart_list_pack_end][/bs_smart_list_pack_end]

تذكر هذه القائمة من الأسرار جيدًا، ويمكنك حفظ الصفحة كعلامة مرجعية في متصفحك لترجع لها بين الحين والآخر ويكون هذه المقال حافز لك للعمل والجد والاجتهاد في تجارتك، والأهم أن تعيد تذكير نفسك بما ذكرناه لحين الوصول لهدفك الذي تتطلع له.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله