الطرق المختلفة لعلاج التهاب المرارة

المرارة عبارة عن عضو صغير على شكل فاكهة الكمثرى يقع على الجانب الأيمن من بطن الشخص وأسفل الكبد مباشرة حيث يوجد داخل المرارة سائل هضمي يسمى الصفراء يتدفق إلى الأمعاء الدقيقة عند الحاجة.

يصاب أغلب الأشخاص في أيامنا بالتهاب في المرارة نتيجة عدة أسباب وفي مقالنا سوف نتعرف على أهم الطرق المتبعة لعلاج التهاب المرارة مرورًا بالأدوية إلى الأطعمة المناسبة لتخفيف لآلام التهاب المرارة وصولًا إلى الحل النهائي في استئصال المرارة فتعالوا معنا:

علاج التهاب المرارة

تعتبر المرارة في جسم الإنسان مسؤولة عن تراكم وتركيز الصفراء للمساعدة في هضم الدهون، وعندما تدخل الدهون في الاثني عشر فإنها تحفز إفراز هرمون (كوليسيستوكينين) بواسطة الغشاء المخاطي المعوي الذي يدخل إلى المرارة عن طريق الدم ويؤدي إلى انقباضها ونتيجة لذلك تدخل الصفراء المركزة إلى القناة الشريانية ثم تدخل إلى الأمعاء الدقيقة الموجودة.

أسباب التهاب المرارة

قد يكون التهاب المرارة بسبب ما يلي:

  • حصوات المرارة حيث تنجم غالبية حالات التهاب المرارة عن وجود حصوات في المرارة تسد القناة الكيسية مما يتسبب في تراكم العصارة الصفراوية مما يؤدي في النهاية إلى التهاب المرارة.
  • وجود ورم في الصفراء.
  • انسداد القناة الصفراوية حيث يؤدي الالتواء أو التندب في القناة الصفراوية إلى الانسداد ويؤدي إلى التهاب المرارة.
  • وتتضاعف حالة التهاب المرارة في حالة: التقدم في العمر حيث يزداد خطر الإصابة بحصوات المرارة والالتهابات.

ما هو التهاب المرارة؟

هذا المرض الالتهابي الذي يصيب المرارة شائع لدى 10٪ من المصابين بحصوات المرارة حيث إن 90٪ من المصابين بالتهاب المرارة الحاد لديهم أيضًا حصوات في المرارة وغالبًا ما تكون من الحصوات المختلطة.

في التهاب المرارة الذي ينشأ ويسبب تشكل حصوات المرارة تبدأ العملية الالتهابية عادةً بعد أن تعلق الحصاة في قناة المرارة وتسدها ونتيجة لذلك تمتلئ المرارة بالإفرازات وتتضخم.

وفي هذه المرحلة يتكون الماء في المرارة ويسبب بداية العملية الالتهابية فيه حيث تدخل البكتيريا من القناة الهضمية إلى المرارة عبر الجهاز اللمفاوي وتبدأ في التكاثر بداخلها، ونظرًا لأن المرارة لا تستنزف تتكاثر البكتيريا الموجودة فيها مما يؤدي إلى تفاقم العملية الالتهابية، مما يجعل محتويات المرارة قيحية وهذا ما يسمى في هذه المرحلة دبيلات المرارة (وهي عبارة عن خراج أو جيب من القيح).

وفي التهاب المرارة الحاد تتضخم المرارة وأحيانًا تكون ضعف حجمها المعتاد ولونها يصبح أرجواني محمر ومغطاة بنسيج ليفي مما يسبب التصاقات بينها وبين الأعضاء المجاورة.

أما الأنسجة حول المرارة فتكون متوذمة وملتهبة وهشة، ومع انتشار الالتهاب والوذمة يبدأ انسداد الأوعية الدموية والسوائل مما يزيد من تفاقم الوذمة ويسبب الضغط على الشرايين مما يجعل هذه الحالة خطرة جدًا ويستدعي استئصال المرارة ولن ينفع معها أي من أدوية الالتهاب الطبية أو الطبيعية.

ولعلاج حالة التهاب المرارة في بدايتها يمكن أن يتم بالإضافة إلى الاستشارة الطبية أن نعتمد على بعض المكونات الطبيعية في تخفيفها أو الوقاية من تفاقم الوضع وهذا ما سنتعرف عليه في مقالنا:

علاج التهاب المرارة بالطرق المختلفة

تظهر أعراض التهاب المرارة من خلال الشعور بالآلام التشنجية الشائعة في الجزء العلوي الأيمن من البطن والجزء الشرسوفي وبآلام مستمرة مع بداية العملية الالتهابية في المرارة حيث يكون الألم الالتهابي مطول ولا يزول بعد 3-4 ساعات كالألم التشنجي.

ومن أعراض التهاب المرارة أيضًا الغثيان والقيء التي لا ترتبط بالغذاء وقد يشعر المريض بالحمى.

يصعب تشخيص الالتهاب الحاد في المرارة بدون حصوات، فالأعراض السريرية غير واضحة بسبب الضعف في الأنظمة الأخرى التي تشوش صورة الالتهاب في المرارة فالمريض الذي يعاني من آلام حادة في البطن في الجزء العلوي الأيمن من البطن والحمى الشديدة، وزيادة عدد الكريات البيضاء غير المبررة مما يُشتبه في إصابته بالتهاب حاد في المرارة.

وعندما تتضخم المرارة يمكن الشعور بها ككتلة في الجزء العلوي الأيمن من البطن حيث لا تتكون هذه الكتلة فقط من المرارة ولكن من الأنسجة الملتصقة حولها.

تشخيص الإصابة بالتهاب المرارة

من خلال هذه الأعراض لا بد للمريض من استشارة الطبيب المختص الذي يطلب منه بعض الفحوصات كاختبار فحص الدم للبحث عن علامات العدوى أو مشاكل في المرارة أو يطلب صورة بالأشعة والفحص بالموجات فوق الصوتية للبطن والذي يُظهر تضخم المرارة والسوائل حولها حيث يعرض صور للمرارة للتعرف على العلامات المحتملة لالتهاب المرارة.

ومن خلال هذه الاختبارات والفحص السريري يقرر الطبيب الأدوية التي تساعد في التخفيف من الألم ومعالجة الالتهاب إضافة إلى استخدام بعض المكونات الطبيعية وأخيرًا قد يلجأ الطبيب لاستئصال المرارة نهائيًا بالعمل الجراحي:

العلاج بالأدوية:

يمكن أن يصف الطبيب المختص العلاج بالمضادات الحيوية ضد البكتيريا لتقليل مخاطر العدوى الجهازية وظهور الإنتان.

العلاج الجراحي (استئصال المرارة):

إن تشكل الحصوات مع التهاب حاد في المرارة يستدعي العلاج الجراحي لاستئصال المرارة حيث من الصعب عن طريق التشخيص تحديد وجود التهاب حاد خاصة إذا استمر لأكثر من عدة أيام ولكن بعد الاختبارات والتصوير والأشعة فإن التوصية هي إجراء الجراحة في وقت مبكر.

الجراحة المبكرة ليست جراحة طارئة وفي الحالات التي يجب أن يكون فيها المريض مستعدًا لعملية جراحية يمكن تأجيلها لبضعة أيام حتى يتم إحضار المريض إلى الحالة المثلى وإذا لم تتحسن حالة المريض خلال 24-48 ساعة فيجب إجراء عملية جراحية له.

ولكن في حالة مرضى السكري وكبار السن حيث لا تتناسب شدة المرض بشكل مباشر مع النتائج السريرية فهؤلاء المرضى عرضة للإصابة بمضاعفات ثانوية قد تؤدي إلى وفاتهم وقد تشمل هذه المضاعفات: التهاب الأقنية الصفراوية وتعفن الدم والفشل الكلوي الحاد والانثقاب والتهاب البنكرياس.

 على كل الأحوال يقرر الطبيب المختص إحراء العملية وقبول إجراء جراحة استئصال المرارة للمريض بطريقتين رئيسيتين:

  • الأولى العلاج بالأدوية العادية والمضادات الحيوية والسوائل حتى تزول العلامات الحادة وحتى تمر المرحلة الالتهابية حيث يتم إجراء الجراحة المؤجلة لعدة أسابيع أو أشهر (متوسط 2-3 أشهر) بعد زوال الالتهاب ثم الجراحة والتبرير في تأجيل الجراحة بعد زوال الالتهاب هي أن معظم حالات الالتهاب الحاد يمكن أن تزول دون مضاعفات حقيقية فلا داعي للإسراع في إجراء الجراحة.
  • والثانية الجراحة المبكرة في المرحلة الالتهابية الحادة وهؤلاء المرضى الذين يخضعون لعملية جراحية عاجلة بسبب حالتهم الصعبة أو بسبب فشل العلاج عن طريق الأدوية ولا توجد خلافات بشأن ضرورة الجراحة.

والتبرير في إجراء العمل الجراحي واستئصال المرارة في هذه الحالة أنه قد وجدت الاختبارات البكتريولوجية لمحتوى المرارة الذي تم استئصالها في العملية الجراحية العاجلة بالفعل تركيزًا بكتيريًا أكبر بـ 3-4 مرات من المرارة التي يتم استئصالها في العمليات الجراحية المؤجلة ولكنها تحتوي أيضًا على البكتيريا.

مع العلم أن معدلات الوفيات في الجراحة المبكرة والمتأخرة (باستثناء الجراحة الطارئة) منخفضة.

ملاحظة: استئصال المرارة في حالة التهاب المرارة الحاد هو العلاج المفضل ويجب إجراؤه في أقرب وقت ممكن.

العلاج الطبيعي لالتهاب المرارة:

يمكن لبعض الأطعمة في المساعدة لتخفيف آلام التهاب المرارة وتشمل:

  • زيت الزيتون والمكسرات واللوز والأفوكادو.
  • الفواكه والحبوب الكاملة.
  • الخضراوات: مثل الخرشوف والهندباء سوف تساعدك على تحفيز إنتاج الصفراء لتخفيف السموم الموجودة.
  • أضف إكليل الجبل إلى نظامك الغذائي لأنه يحفز المرارة على إنتاج الصفراء حيث يمكنك نقعه بكمية من الماء وتناوله بعد تناول وجبة لتحل محل قهوتك.
  • أضف النعناع إلى وجباتك (أوراق طازجة أو مجففة أو كزيت أساسي في الطبخ) فالنعناع يحتوي على المنثول الذي له خصائص مضادة للحصى.

الشمندر:

يساعد البنجر (الشمندر) في تخفيف الآلام الناتجة عن التهاب المرارة حيث يمكن أكله نيئًا بعد غسله.

أو يمكن صنع عصير من الشمندر النيء وشربه.

أوميغا3:

يجب أن يستهلك الشخص كل العناصر الغذائية التي تحتوي على أحماض أوميغا3 الدهنية حيث تعمل الأحماض الدهنية بشكل رائع لتخفيف أعراض التهاب المرارة أو كعلاج طبيعي لحصى المرارة.

والأسماك الدهنية مثل الماكريل والسردين سوف تساعدك على التحكم في نسبة الكوليسترول في الدم أيضًا.

يوجد زيت أوميغا3 في الأسماك ويعرف باسم زيت السمك ويوجد بكثرة في سمك السلمون.

الخرشوف:

أو ما يسمى أيضًا بالأرضي شوكي وهو أكثر المسكنات الطبيعية لألم التهاب المرارة.

للخرشوف العديد من الفوائد مثل الوقاية من السرطان وتحسين صحة القلب وخفض ضغط الدم وكذلك تحسين صحة الكبد ومشاكل الجهاز الهضمي وتغذية الهيكل العظمي والتمثيل الغذائي وتقوية الدماغ.

الخرشوف بأوراقه التي تحتوي على أحماض تعتبر غذاء طبيعي وصحي يساعد على زيادة تدفق الصفراء بشكل فعال إلى المرارة لتحسين عملها.

فيتامين C:

يعتبر العديد من خبراء التغذية أن فيتامين C يساعد في منع تكون حصى المرارة حيث يساعد في تخفيف الآلام التي تحدث أثناء نوبات التهاب المرارة.

صودا الخبز والليمون:

بما أن الصفراء هي سائل قلوي لذلك فإن محلول صودا الخبز والليمون تساعد في تدمير البيئة الحمضية في الجهاز الهضمي.

وقد أفاد معظم الناس الذين اعتمدوا على هذا العلاج بأنهم شعروا بالراحة من آلام المرارة بعد 10-15 دقيقة من شرب صودا الخبز وعصير الليمون.

يمكنك إضافة نصف ملعقة صغيرة من صودا الخبز وملعقة صغيرة من عصير الليمون إلى كوب من الماء وشربه.

الكركم والعسل:

يعتبر الكركم والعسل من المكونات المذهلة التي تساعد في تخفيف آلام المرارة.

يحتوي الكركم على الكركمين وهو مركب نشط يساعد على جعل الصفراء في المرارة أكثر قابلية للذوبان لذلك أضف الكركم إلى الأطعمة التي تتناولها فهي من التوابل المضادة للكوليسترول والحصى وهي تعزز تقلص المرارة.

أما العسل فيحتوي على مركبات مطهرة يمكن أن تساعد في منع أي عدوى.

لتحضير هذا الخليط أضف ملعقة كبيرة من العسل إلى ملعقة كبيرة من مسحوق الكركم، وتناول هذا الخليط بعد مزجه جيدًا، أو يمكن إضافة كأس من الماء الدافئ لهذا الخليط وشربه بين الوجبات أو بعدها.

زيت الخروع:

يمكن أن يساعد وضع قطعة قماش مبللة بزيت الخروع الدافئ مباشرة على المعدة أو منطقة المرارة لمدة نصف ساعة في تخفيف آلام المرارة.

زيت الخروع فعال في تسكين الكثير من الآلام والالتهابات.

شاي البابونج:

يمكن أن يساعد شاي البابونج في تخفيف آلام التهاب المرارة عند شربه بانتظام.

عصير خضار:

من خلال اختيار عصير الخضار لتخفيف آلام المرارة وتجنب الأطعمة المقلية والدهنية ستفعل لنفسك خدمة كبيرة.

عصير الخضار المتنوع والذي يتكون بشكل خاص من جذور الشمندر النيء والخيار والجزر يعتبر حلاً جيدًا لتخفيف التهاب المرارة وتخفيف آلام نوبات حصوات المرارة.

يساعد جذر البنجر على تطهير الكبد وتقوية المرارة، والمحتوى العالي من الماء في الخيار يساعد في إزالة السموم من الكبد والمرارة، أما الجزر فهو غني بفيتامين C والعناصر الغذائية الأخرى المفيدة لجهاز المناعة.

عصير التفاح وخل التفاح:

لأن وجود حمض الماليك في التفاح يساعد على تليين حصى المرارة (وهو الحمض الذي يعطي للفواكه طعم الحموضة).

أما خل التفاح فهو يمنع إنتاج الكوليسترول الضار في الكبد كما أنه من أفضل الأطعمة الطبيعية لتخفيف آلام المرارة بفضل مكون البكتين (وهو من أنواع الألياف الذائبة التي لها العديد من الخصائص الصحية) والذي يساعد على تقليل آلام المرارة وامتصاص السموم في الجسم وإزالتها من النظام الهضمي وتحفيز الجهاز المناعي.

يمكن أن تضيف كأس من عصير تفاحتين إلى ملعقة كبيرة من التفاح وشرب هذا المزيج مرة واحدة في اليوم.

ولا تنسى تناول تفاحة على الريق صباحًا فهي من العادات الممتازة لمنع الإصابة من الالتهابات وتقوية القلب ولاسترخاء الجسم.

الإجاص:

تساعد هذه الفاكهة على تنظيف المرارة لوجود البكتين فيها فهو يعمل على تفتيت الحصوات الموجودة في المرارة وعدم تشكلها.

يمكن إضافة عصير 3 حبات من الإجاص إلى كأس من الماء الساخن وتحليته بملعقة صغيرة من العسل وشرب ملعقتان من هذا المزيج 3 مرات في اليوم فهو يساعد في تخفيف التهاب المرارة.

 الوقاية من التهاب المرارة

القواعد التالية وقائية ومخصصة للأشخاص الذين يعانون من التهاب المرارة:

اخسر وزنك ببطء: حيث يمكن أن يؤدي فقدان الوزن السريع إلى زيادة خطر الإصابة بحصوات المرارة لذلك إذا كنت بحاجة إلى إنقاص وزنك فخطط إلى إنقاصه من 0.5 إلى 1 كغ في الأسبوع.

حافظ على وزنك صحيًا: يزيد الوزن الزائد من خطر الإصابة بحصوات المرارة وبالتالي إلى التهاب المرارة ولتحقيق وزن صحي يجب تقليل السعرات الحرارية وزيادة النشاط البدني كما يمكنك أن تحافظ على وزنك صحيًا من خلال الاستمرار في نظامك الغذائي وممارسة الرياضة بشكل صحيح ومنتظم.

اختر نظامًا غذائيًا صحيًا: يزيد النظام الغذائي الغني بالدهون وقليل الألياف من خطر الإصابة بالتهاب المرارة، ويجب أن يكون نظامك الغذائي غنيًا بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة.

على الرغم من أن أجسامنا تحتاج إلى فيتامين D والكالسيوم والبروتين في منتجات الألبان، إلا أن المنتجات عالية الدسم واستهلاكها المرتفع بسبب وجود الدهون المشبعة قد يتسبب في تكون حصوات المرارة.

اللحوم سواء كانت لحم ضأن أو دجاج أو كميات قليلة من السمك يجب عدم قليها ويمكن سلقها أو شويها.

تناول الشوربات والتوابل المكررة مثل الملح والفلفل باعتدال.

استهلاك البقوليات.

تناول الخضار في كل وجبة مثل الجزر والبطاطس والملفوف وغيرها وكلها أنواع إذا تم سلقها عند إضافتها إلى الأطعمة الأخرى وبدون زبدة أو كريمة تعتبر مناسبة.

يمكن تناول الفاكهة بجميع أنواعها إذا كان المريض يتحمل.

لتجنب النوبات يوصى بتناول 3 وجبات في اليوم.

تناول الطعام في أوقات منتظمة.

عدم التدخين على معدة فارغة.

يتم وضع الزبدة والسمن والزيت نيئًا على الطعام عند تناوله.

امتنع عن تناول الكحول.

اشرب الماء بكميات كبيرة.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله