ظهر مرض الإيدز لأول مرة في النصف الأخير من القرن العشرين، لذلك فإنه يعد من الأمراض الجديد وحديثة العهد، كما أنه يعتبر من أخطر الأمراض التي قد يصاب بها الإنسان، وذلك نظرًا لعدم إمكانية علاجه نهائيًا وعدم وجود لقاح يقي منه ويكافحه بشكل مضمون وآمن.
إن جل ما وصل اليه العلماء والكيميائيون القائمون على صنع الأدوية هي بعض أنواع لقاحات التي يمكنها أن تخفف من تأثيرات المرض وأعراضه المزعجة والخطيرة، كما أنها تساهم في زيادة مدة حياة المريض وتحسن نوعية حياته بشكل جيد.
كيف ينتقل مرض الإيدز إلى الإنسان؟
يصنف مرض الإيدز من الأمراض المنقولة جنسيًا، وهذا يعني أنه ينتقل بصورةٍ رئيسية عن طريق الاتصال الجنسي المباشر مع شيرك مصاب أو حامل للفيروس نقص المناعة البشرية HIV، سواء كان هذا الشريك من نفس الجنس أو من جنسٍ أخر.
وعلى الرغم من أن الإيدز هو أحد الأمراض المنقولة جنسيًا، لكنه يمكن أن ينتقل بطرق أخرى غير ممارسة الجنس، وفيما يلي نستعرض بعض الطرق (وليس جميعها) التي يمكن أن تسبب انتقال الفيروس من شخص لأخر:
- ينتقل الفيروس بشكلٍ رئيسي عن طريق الاتصال الجنسي مع شريك من نفس الجنس أو من جنس أخر، إذا كان هذا الشريك في الاتصال الجنسي مصابًا بالإيدز.
- عن طريق نقل الدم من شخص مصاب بالإيدز الى شخص سليم. عادة ما يحدث ذلك في حال عدم فحص دم المتبرعين، كما يمكن أن ينتقل في حال نقل أعضاء من شخص مريض لأخر سليم.
- ينتقل المرض أحيانًا إذا استخدم شخص سليم بعض الأدوات الخاصة بشخص مصاب بالمرض، مثل أدوات الحلاقة أو فرشاة الأسنان أو المحاقن وغيرها من الأدوات.
ملاحظة هامة: لا ينتقل فيروس نقص المناعة المكتسب المرض عن طريق المصافحة أو العناق أو التقبيل حتى لو كان التقبيل يتضمن تلامس السان واللعاب، لكن يجب الحذر عن التقبيل من الفم في حال كان الشخص المصاب يعاني من جروح أو قروح أو التهاب يمكن أن يؤدي إلى نزيف دموي ولو بسيط.
تطور أعراض الايدز منذ لحظة العدوى
ان ما يجري بعد الإصابة ودخول فيروس نقص المناعة المكتسبة HIV إلى الجسم، حيث يبدأ المرض في مساره الطبيعي ويمكن القول بأن الشخص قد أصبح مصابًا بالمرض، وبالتالي يمكن أن يحدث التطور وتظهر الأعراض بسرعة أو أنها تبقى كامنة لفترة من الوقت حتى تظهر. وتتراوح هذه الفترة من عدة أشهر إلى عدة سنوات،
ملاحظة هامة: ليس كل من يتعرض لخطر الإصابة يصبح مريضًا، إذ تشير الدراسات إلى ضرورة وجود كمية كافية من الفيروس في جسم الشخص حتى نقول بأنه قد أصيب بالمرض، في بعض الأحيان، يمكن أن يتعرض الشخص لخطر الإصابة (كممارسة الجنس مع شخص مصاب أو استخدام أدواته) دون أن يصاب بالمرض. وكما قلنا، يعتمد ذلك على كمية الفيروس التي انتقلت من الشخص السليم إلى الشخص المصاب.
أغراض الايدز
بصورةٍ عامة، تختلف أغراض مرض الإيدز من شخص لأخر، فالبعض قد تتطور الأعراض لديهم الأعراض في حين لا تظهر أعراض الإصابة بالمرض على البعض الاخرين. ومع مرور الزمن تؤدي الإصابة بالإيدز الى ظهور تغيرات عديدة في الجسم فمن المعروف ان الإيدز يمر بمرحلتين:
المرحلة الأولى
خلال الأسابيع الأولى (من الأسبوع الأول الى الأسبوع الرابع بعد الإصابة بالفيروس)، في هذه المرحلة يمكن ان تظهر أعراض تشبه أعراض الزكام التي تستمر لمدة أسبوع أو أسبوعين وتنتهي كرد فعل طبيعي لجهاز المناعة للقضاء على الفيروس ومن بين الاعراض الأخرى في هذه المرحلة:
- ارتفاع درجة الحرارة.
- الصداع.
- الم في المعدة.
- الم والتهاب الحلق.
- تورم الغدد.
- طفح جلدي.
- ألم في العضلات ومفاصل الجسم.
المرحلة الثانية
مع مرور الوقت وانتهاء المرحلة الأولى تتحسن أعراض الشخص المصاب ولكن هذا لا يعني ان الفيروس قد اختفى وانما قد دخل فيما يشبه بسبات طويل تمامًا قد تستمر لمدة عشر سنوات أو أكثر، ثم ينشط الفيروس من جديد، في هذه الحالة تكون بداية المرحلة الثانية والأكثر خطورة لمرض الايدز وفيها يكون الفيروس أقوى من حيث القدرة على إصابة خلايا صحية أخرى في الجسم ويدمر الجهاز المناعي ويكون المصاب أكثر عرضة للإصابة من قبل الفيروسات والبكتريا والجراثيم والفطريات من مختلف الاشكال وبالتالي يصبح المصاب معرضًا لخطر الوفاة في الحالات الخطيرة، ومن أعراض المرحلة الثانية للإيدز ما يلي:
- فقدان الوزن غير المبرر وبصورة مفاجئة.
- الإصابة بالإسهال المستمر.
- ارتفاع درجة الحرارة.
- ظهور سعال دائم والذي ليس له شفاء.
- التعرق الليلي.
- مشاكل تصيب الفم والجلد.
- الإصابة بعدوى دائم.
ملاحظة: إن ظهور مثل هذه الاعراض لا يعني بالضرورة أن الشخص مصاب بمرض الايدز لأن الكثير من الأمراض يمكن أن تسبب مثل هذه الأعراض، وهذا يشير إلى أهمية إجراء كشف طبي مهني تحت إشراف المختصين لتحديد سبب المعاناة من هذه الأعراض.
العلاج الوقاية من مرض الإيدز
عامل الوقاية الرئيسي تعني تجنب ممارسة الجنس مع أناس مشبه إصابتهم بالفيروس، وعدم استخدام أدوات الحلاقة وفرشاة أسنان الأخرين، ما ينبغي تجنب استخدام الإبر الطبية والمحاقن أكثر من مرة، وفي حال الاضطرار لذلك، فيجب تعقيمها جيدًا بتعريضها لدرجة حرارة عالية (غليان الماء) لعدة دقائق، كما يجب التأكد من فحص الدم الذي يعطى للمرضى في المستشفيات من قبل بنوك ومختبرات الدم.
للأسف فيما يخص العلاج، لا توجد طريقة فعالة للشفاء تمامًا من مرض الايدز ولا يوجد لقاح يستطيع القضاء التام والنهائي على الفيروس، وأفض خيار يقوم به المصابون هي الكشف المبكر عن المرض ومراقبة دائمة للأعراض والالتزام بأخذ كل الأدوية واللقاحات التي يصفها الأطباء.
معظم الأدوية المستخدمة لعلاج الإيدز تركز على تقوية الجهاز المناعي ليستطيع الحد من نشاط الفيروس، وقد أثبتت التجارب أن كشف المبكر للمرض في مراحله الأولى مع أخذ اللقاحات المتوفرة هو أمر مفيد للغاية كي يبقى المريض مرتاحًا، كما أن الحالة النفسية للمريض تؤسر بشكل مباشر.