ماء الليمون هو مشروب طبيعي تم استهلاكه في جميع أنحاء العالم منذ آلاف السنين وحتى يومنا هذا لما له من فوائد جمة على جسم الإنسان، ويعود الفضل في فوائده إلى تركيبة الليمون الغنية جدًا بالعناصر الغذائية المختلفة.
إن ماء الليمون له مزايا معينة في تناوله بشكل منتظم من حين إلى آخر، ومع ذلك يجب مراعاة بعض التحذيرات للاستفادة من الاستهلاك الأمثل لهذا المشروب. إذًا دعونا نلقي نظرة من خلال هذا المقال على الفوائد الصحية لماء الليمون، لذا ابقوا معنا حتى النهاية.
العناصر الغذائية الموجودة في ماء الليمون
يستفيد ماء الليمون من فوائد الليمون وهو فاكهة حمضيات مفيدة للجسم، حيث يتميز الليمون على وجه الخصوص بوجود فيتامين سي في تركيبته، كما هو الحال مع جميع ثمار الحمضيات. لذلك يحتوي الليمون على كميات كبيرة من فيتامين سي، مما يمنحه العديد من الفوائد. بالإضافة إلى أنه يحتوي أيضًا على حمض الفوليك المعروف باسم فيتامين ب 9، وهناك أيضًا فيتامين B5، والعديد من الفيتامينات الأخرى.
كما يحتوي الليمون على أملاح معدنية، وعناصر مختلفة، وتشمل الكالسيوم، والمغنيسيوم، والبوتاسيوم، والفوسفور، وكذلك المنغنيز والحديد والنحاس. يدخل البوليفينول أيضًا في تركيبته، بما في ذلك مركبات الفلافونويد المضادة للأكسدة.
ما هي الفوائد الصحية لماء الليمون؟
يحتوي ماء الليمون على مجموعة من العناصر الغذائية المهمة التي تعود على الجسم بفوائد عديدة، ومن أهم الفوائد الصحية لماء الليمون ما يلي:
1- يمنع التقلصات والتعب أثناء ممارسة الرياضة:
إن استهلاك ماء الليمون مفيد جدًا أثناء التدريب الرياضي، لأن الجسم ينتج بشكل طبيعي في الخلايا المحرومة من الأكسجين حمض اللاكتيك الذي يمكن أن يسبب تقلصات العضلات والشعور بالإرهاق عن طريق تراكمه. مهما كان مستواك الرياضي يوصي خبراء التغذية بشرب رشفات صغيرة من ماء الليمون المحلاة بالعسل طوال فترة النشاط الرياضي، وخاصة إذا استمر لأكثر من ساعة و30 دقيقة. هذا المشروب السحري ينشط ويزيل السموم ويحمي الجسم من الحموضة وفقدان المعادن المرتبطة بالتعرق أثناء التمرين.
2- يحسن درجة الحموضة في الجسم:
السترات الموجودة في الليمون تعيد التوازن الحمضي القاعدي للإنسان. ومع ذلك فإن الجسم الحمضي هو جسم في حالة صحية سيئة، فالحموضة تخلق بيئة مواتية لتطور البكتيريا والأمراض والخمائر الأخرى. وهو أيضًا السبب الرئيسي للالتهاب في الأنسجة الخلوية والذي يتفاقم بسبب التلوث والإجهاد وسوء التغذية، وبالتالي فإن إعادة توازن الأس الهيدروجيني يعزز الهضم.
3- يخفض ضغط الدم:
الليمون مثله كمثل باقي الخضار، فهو يحتوي أيضًا على جرعة جيدة من البوتاسيوم، مما يساعد على تقليل خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
4- يعزز صفاء البشرة ومحاربة الشيخوخة:
هذه الميزة أخرى لفيتامين سي الموجود في ماء الليمون فإنه يحمي بشرتنا من خلال محاربة الشيخوخة وتحسين جودة الكولاجين، وهو البروتين الطبيعي الموجود في أجسامنا والذي يضمن تماسك ومرونة وتجديد جميع أنسجة الجلد.
إضافة إلى أن ماء الليمون قد يساعدك على تنظيف البشرة، وذلك بفضل فيتامين سي. أكدت الدراسات أن فيتامين سي هو أحد مضادات الأكسدة القوية التي قد تساعد في تقليل الخطوط الدقيقة وتحسين المظهر العام للبشرة.
5- يقلل من حالات الالتهاب:
فائدة أخرى مرتبطة بخصائصه المضادة للأكسدة، فإن مشروب ماء الليمون مضاد ممتاز للالتهابات، وبالتالي فهو يقلل من الالتهاب منخفض الدرجة المعروف باسم (الالتهاب الصامت) والذي يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والسكري، والربو، والحساسية، والتهاب المفاصل، وأمراض المفاصل الأخرى، وما إلى ذلك على المدى الطويل.
6- بديل سهل للمشروبات السكرية:
المشروبات المحلاة بالسكر مثل العصير، والصودا، والمشروبات الرياضية، والمياه المحلاة، ومشروبات الطاقة هي مصدر السكريات المضافة في النظام الغذائي، لذلك فهي تسبب العديد من المشاكل الصحية للجسم، بما في ذلك زيادة الوزن، بدانة داء السكري من النوع 2، مرض قلبي، مرض كلوي، مرض الكبد، تسوس الأسنان، النقرس. فإذا كان هدفك المشروبات المحلاة بنكهة الفاكهة لإرواء عطشك، فإن التحول إلى ماء الليمون يمكن أن يساعدك على تقليل السكر دون التضحية بالنكهة.
7- منع حصوات الكلى:
قد يساعد حمض الستريك الموجود في الليمون في منع حصوات الكلى، ومن الجدير بالذكر أن السيترات وهو أحد مكونات حمض الستريك، يجعل البول أقل حمضية وقد يؤدي إلى تفتيت الحصوات الصغيرة.
يحتوي عصير الليمون على حامض الستريك، ولكن قد تكون هناك حاجة إلى كميات كبيرة منه لزيادة درجة الحموضة في البول، لذلك تقترح مؤسسة الكلى الوطنية خلط 4 أوقية من عصير الليمون المركز بالماء كعلاج غذائي تكميلي إلى جانب أدوية أخرى للوقاية من حصوات الكلى.
7- يساعد على تعزيز عملية الهضم:
قد يساعد شرب ماء الليمون قبل الوجبات في تعزيز وتحسين عملية الهضم، ذلك لأن حامض الستريك الموجود في عصير الليمون يعمل على زيادة إفراز حمض المعدة، وهو سائل هضمي ينتج في المعدة ليمكّن الجسم من تفتيت الطعام وهضمه. حيث يعتبر ماء الليمون أيضًا مصدرًا جيدًا للبوتاسيوم، وهو معدن يساعد في الحفاظ على مستويات الصوديوم تحت السيطرة، مما يقلل من أي انتفاخ ناتج عن الملح.
8- مشروب مدر للبول:
ماء الليمون هو من المشروبات المفيدة جدًا لتنقية الجسم من السموم، فهو يعزز عمل الكبد، وكذلك الكلى والمرارة. باختصار، الليمون ينقي الجسم مما يسمح لأعضائنا بالعمل بشكل أكثر سهولة وكفاءة.
9- تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية:
من المعروف أن لماء الليمون فوائد عديدة، ولكن ما لا نعرفه عن ماء الليمون أنه يعمل لصالح صحة القلب والأوعية الدموية لدينا، وذلك لاحتوائه على فيتامين سي ومضادات الأكسدة، وهي مفيدة جدًا لصحة القلب، حيث تساعد هذه العناصر معًا في الحفاظ على مرونة جدران الأوعية الدموية لدينا، إضافة إلى أنها تمنع ظهور الكوليسترول، وتهيج البواسير والدوالي، وارتفاع ضغط الدم الشرياني، وتصلب الشرايين.
أظهرت بعض الدراسات أن التناول المنتظم للالفلافونويد الموجود في ثمار الحمضيات يرتبط ارتباطًا مباشرًا بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، حيث تساعد مضادات الأكسدة الموجودة في ماء الليمون منع أكسدة الكوليسترول السيئ، وتقليل تراكم الصفائح الدموية، وتحسين توسع الأوعية التاجية.
10- مشروب مضاد للأكسدة بامتياز:
من أهم الخصائص التي يتميز بها ماء الليمون هو أنه غني بمضادات الأكسدة. حيث يساعد استهلاك هذا المشروب بانتظام على مكافحة آثار الجذور الحرة على الجسم، والتي بدورها تساهم في تسريع شيخوخة خلايانا وتدهورها. ومن خلال محاربة الجذور الحرة يسمح ماء الليمون لعملية التمثيل الغذائي لدينا بالعمل في مستواها الأمثل، حيث يمكن لجهاز المناعة أيضًا أداء وظائفه بشكل كامل، مما يسمح لنا بالاستمتاع بصحة أفضل وحيوية كبيرة.
11- منع وإبطاء السرطان:
على مر السنين ألقت دراسات مختلفة الضوء على تأثير ماء الليمون في الوقاية من عدة أنواع من السرطانات كسرطان المعدة، وسرطان الفم والبلعوم والمريء، والقولون وغيرها. كما أن استهلاك ماء الليمون بانتظام يقلل من خطر الإصابة بالسرطان المتعلق بالجهاز التنفسي العلوي والجهاز الهضمي بأكمله.
بالإضافة إلى ذلك فإن مضادات الأكسدة الموجودة في ماء الليمون (الفلافونويد) تبطئ من نمو الخلايا السرطانية وتكاثرها، وقد تقلل أيضًا من نمو النقائل، مما قد يساعد في العلاجات المضادة للأورام. تمتلك بعض مركبات الحمضيات الأخرى أيضًا القدرة على الحد من تكاثر الخلايا السرطانية.
12- إنقاص الوزن والقضاء على الدهون:
يشتهر ماء الليمون بخصائصه السحرية الفريدة، لدرجة أنه يدرج في العديد من برامج اللياقة البدنية وإعادة التوازن الغذائي والتخسيس، فهو يتمتع بقدرات مختلفة ومثيرة للاهتمام لمساعدتنا على إنقاص الوزن، حيث يمكن لماء الليمون أن يعزز إذابة الدهون ويعزز عملية التمثيل الغذائي لدينا، مما يسمح للجسم باستهلاك المزيد من السعرات الحرارية ليعمل، وبالتالي يحرق المزيد من الدهون بمرور الوقت، لذلك فإن تناول ماء الليمون يعزز فقدان الوزن.
كما أن ماء الليمون يحتوي على مادة الكافيين والبكتين، لذلك فهو يساعد تناول على تعزيز الشعور بالشبع وتنظيم الشهية، لذلك يمكن تناوله قبل الوجبات للسيطرة على محتويات الطبق والكميات المستهلكة.
13- من أهم الفوائد الصحية لماء الليمون تقوية جهاز المناعة:
كما ذكرنا سابقًا، يحتوي ماء الليمون (والليمون بشكل أكثر تحديدًا) على فيتامين سي وفيتامين ب 9. هذه العناصر الغذائية ضرورية لعمل جهاز المناعة لدينا بشكل صحيح، وبالتالي لجميع دفاعاتنا الطبيعية. بالإضافة إلى ذلك، يساعد فيتامين ج في محاربة التعب وفقدان الروح المعنوية، لذلك يمكننا استهلاك ماء الليمون لبضعة أسابيع وبشكل منتظم للاستفادة من فوائده المذهلة.
كيفية صنع هذا الماء للتمتع بـ الفوائد الصحية لماء الليمون
لتحضير ماء الليمون لدينا أكثر من طريقة سهلة وبسيطة وهي كما يلي:
- ضعي نصف ليمونة في كوب من الماء الدافئ أو البارد، ويمكنك إضفاء المزيد من النكهة أو تعزيز الصحة عن طريق إضافة عدد قليل أوراق النعناع، وملعقة صغيرة من شراب القيقب أو العسل الخام، وشريحة من الزنجبيل الطازج، ويمكنك أيضًا إضافة شرائح من الحمضيات الطازجة الأخرى، مثل البرتقال أو شرائح الخيار، ولكن يجب غسلهم جيدًا دائمًا قبل التقطيع.
- يمكنك أيضًا صنع مكعبات الليمون، فهي طريقة رائعة لإضافة الليمون إلى الماء بسرعة، ما عليك سوى عصر عصير الليمون الطازج في صواني مكعبات الثلج وتجميده، ضع بضعة مكعبات في كوب من الماء البارد أو الدافئ حسب الحاجة.
- يمكنك أيضًا أن تبدأ صباحك بكوب من ماء الليمون من خلال الاحتفاظ بإبريق من الماء مملوء ببعض شرائح الليمون في الثلاجة للشرب طوال اليوم.
ما هي الآثار الجانبية لماء الليمون؟
الليمون هو ثمرة حمضيات ذات فعالية قوية، لذلك يجب تناوله باعتدال ودائمًا بطريقة معقولة، لما له من آثار جانبية قد تسبب بعض المشاكل الصحية حتى لو تم تخفيفه بالماء (ماء الليمون)، ومن آثار ماء الليمون الجانبية ما يلي:
- ماء الليمون من المشروبات التي تساعد على الهضم، ومع ذلك يمكن أن يسبب أيضًا حرقة الفؤاد والارتجاع المعدي المريئي عند تناوله بكميات كبيرة أو على أساس منتظم جدًا.
- في بعض الحالات يسبب مشروب ماء الليمون أيضًا ألمًا في البطن وغثيانًا وقيئًا.
- نظرًا لأنه مدر للبول يسمح مشروب ماء الليمون بإخراج الماء الزائد والملح من الجسم، لذلك من الضروري شرب كمية كافية من الماء الصافي لتعويض آثار هذه الظاهرة، وإلا قد يعاني مستهلك ماء الليمون من الجفاف.
- إن تناول ماء الليمون بكميات صغيرة قد يبيض الأسنان. ومع ذلك فإن الإفراط في تناوله وعلى المدى الطويل يمكن أن يسبب في تآكل وضعف مينا الأسنان لاحتوائه على حامض الستريك، مما يؤدي إلى حساسية كبيرة للبرودة والحرارة، للحد من هذه المخاطر، اشرب ماء الليمون من خلال ماصة واشطف فمك بالماء العادي بعد ذلك، وعليك أيضًا أن تكون حريصًا على عدم تركيز المشروب كثيرًا.
موانع استهلاك ماء الليمون
- يجب على الأشخاص الذين يعانون من فتق الحجاب الحاجز أو التهاب المريء أو الارتجاع المعدي المريئي تجنب تناول ماء الليمون بجميع أشكاله.
- يجب على الأشخاص الذين يعانون من قرحة المعدة تجنب هذا المشروب، لأن مثلما ذكرنا سابقًا أن ماء الليمون قد يسبب حرقة المعدة وتهيج بطانة المريء.
- لا ينصح الأشخاص الذين لديهم حصوات في المرارة باستخدام ماء الليمون على الإطلاق.
الاحتياطات الواجب اتخاذها عند استهلاك ماء الليمون
يؤثر ماء الليمون على الأدوية المضادة للحموضة، حيث يمكن أن تزيد ثمار الحمضيات المختلفة من امتصاص الألمنيوم الموجود في هذا النوع من الأدوية ويبطل مفعولها. لذلك يفضل التباعد بين تناول الدواء وشرب ماء الليمون لمدة ثلاث ساعات على الأقل، أو يمكن أيضًا الرجوع إلى نصيحة الطبيب المعالج.
المصادر: